الخبر العاجل: جيش الاحتلال التركي ومرتزقته يقصفون ريف شيراوا

كالكان يكشف تفاصيل بدايات الهجمات التركية على جنوب كردستان

تحدّث القيادي في حزب العمّال الكردستاني, دوران كالكان عن بدايات هجمات الدولة التركية على جنوب كردستان, موضحاً الدور الذي لعبته الولايات المتّحدة آنذاك إلى جانب وقوف الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى جانب المخطّط التركي في الهجوم على قوّات الكريلا.

كشف عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني "PKK"، دوران كالكان، عن تفاصيل جديدة بشأن هجمات دولة الاحتلال التركية على جنوب كردستان، وذلك في تصريحات صحفية أدلى بها، اليوم الأحد. وتحدث بشكل موسع عن هجمات الدولة التركية على جنوب كردستان منذ عام 1980، موضحاً أن الانتصار في هذه الحرب كان حليف "العمال الكردستاني PKK"، مشيراً إلى دور القوى الإقليمية و الدولية في هذه الحرب و موقف الـ PKK منها.

في البداية أوضح كالكان أن الهجمة الاحتلالية الأولى بدأت في أيار/مايو عام 1983، قائلاً: "الحملة بدأت بسبب الخوف من عودة الكريلا، فحاول الاحتلال التركي، إبعاد الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK عن الحدود ووضع المنطقة تحت سيطرة القوات التركية".

وأضاف: "على هذا كانت الهجمة الأولى في منطقة وادي كوماتا، من نهر الخابور، يك مالي وصولاً إلى المناطق شرقي نهر الخابور وشمال وادي زندوريا، حيث بدأ الاحتلال التركي هجماته في تلك المناطق إلى أن وصلت إلى المنطقة التي كنا في صدد بناء مخيم بها".

وتابع عضو اللجنة التنفيذية في حزب العمال الكردستاني قائلاً: "البعض من رفاقنا في أثناء الحملة كان لا يزال موجوداً هناك"، لافتاً إلي أن قوات الاحتلال التركي تقدمت فقط في تلك المنطقة، بينما لم تقترب من باقي مناطق قوات الـ PDK. موضحاً أن وسائل الإعلام حينها نشرت تقارير أفادت بأن قوات الاحتلال التركي، تقدمت بعمق خمسة كيلو متر في أراضي جنوب كردستان على أساس البقاء هناك لفترة مؤقتة ومن ثم الانسحاب، كما أشار إلى أن تركيا كانت ترغب في إبعاد مقرات الـ PDK عن الحدود حينها وتبقى مهمة السيطرة على الحدود بيد تركيا وحدها وبهذا تمنع قوات الكريلا من عبور الحدود نحو شمال كردستان. "كانت هذه الهجمة محلية وفي منطقة صغيرة وكان يمتد في المنطقة ما بين قرية يك مال إلى شرقي وادي خابور".

مناطق الكريلا المحررة

وتحدث كالكان عن أسلوب هجمات دولة الاحتلال التركي، في عام 1980، موضحاً أنها كانت على شكل عبور الحدود و الخروج منها. وقال كالكان: "الهدف منها كان إيقاف تحركات الكريلا وفي بداية العام 1990 اختلفت الأمور نوعاً بالنسبة للكريلا. في الثمانينات كان قوات الكريلا تتنقل وتعبر الحدود على شكل مجموعات لكن في بداية التسعينات بدأت الكريلا بتأسيس مقرات لها في جنوب كردستان في المنطقة ما بين حفتنين وصولاً إلى خاكورك واستقرت هناك. تلك المنطقة أصبحت مقراً للكريلا وانطلاقاً من هناك بدأ المحاولات لتحرير بوطان – بهدينان."

وأوضح، أن هذا التغيير مهد الطريق لانتقال الكريلا من العمليات التكتيكية اليومية إلى أساس حملة استراتيجية في المنطقة، لافتاً إلي أن القائد العام للجيش التركي في تلك الفترة كان يرى الأبعاد الاستراتيجية لهذه القواعد للكريلا في تلك المنطقة.

وتابع بالقول: "القائد العام للجيش التركي وصف عمليات الكريلا ضد القواعد العسكرية التركية في شمال كردستان بأنها كانت على أساس الانطلاق من هذه المقرات بالهجمات الاستراتيجية ".

وأشار كالكان قائلاً:" بالنظر إلى تصريحات دوغان غورش والتدقيق فيها نرى بشكل واضح تقيمه هذا. فالهجمات التي استهدفت مقرات الجيش التركي في شمزينان، جليه، قلبان وشرناخ كان يصنفها تحت بند الهجمات الاستراتيجية. وحقيقة كان الكريلا ينفذ في الفترة ما بين عامي 1991 و1992 هجمات موسعة في المنطقة، حيث دمرت بعض المقرات بشكل كامل وتمت السيطرة على البعض منها بشكل كامل وفي تلك السنوات كانت عمليات الكريلا تحقق نجاحاً كبيراً"، مشيراً إلي أن: "القيادة العالمة للجيش التركي في تلك الفترة و بهدف تدمير الأساس الاستراتيجي لتلك الهجمات بدأ بالتخطيط لمهاجمة قواعد الكريلا".

تركيا اعترفت بحكومة إقليم جنوب كردستان مقابل محاربة الكريلا

وشرح كالكان أنه ومنذ تشرين الأول 1992، بدأت الحملة الاحتلالية الموسعة، في إطار التحالف الذي ضم الجمهورية التركية، الولايات المتحدة الأمريكية، الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK و الاتحاد الوطني الكردستاني YNK .

وقال:" في تاريخ الـ PKK أطلقت على هذه المرحلة ( الحرب في الجنوب). حيث كانت المعركة قوية في خاكورك، حفتنين و زاب. في الجنوب كانت قوات الـ PDK تهاجم و في الشمال كان الجيش التركي يهاجم بهدف القضاء على مقرات الكريلا وتدميرها بشكل كامل. والحكومة في جنوب كردستان تم تشكيلها على أساس أن تقوم بدعم هذه الحملة العسكرية التركية على الكريلا، مؤكداً أن تركيا اعترفت بحكومة إقليم كردستان على هذا الأساس، ثم أكد اردوغان، أن هذا الاعتراف على هذا الأساس خطأ تاريخي’ لكن الإدارة في تركيا حينها لم تكن تملك البديل في حربها على الكريلا سوى هذا الطريق".

وعلّل  كالكان الاعتراف التركي بجنوب كردستان وقتها بالرغبة في القضاء على PKK ولم يأتي حباً بالشعب الكردي، إلى جانب "وضع مخطط استراتيجي متكامل من شأنه إنهاء وجود الكريلا والاستفادة من قوة الـ PDK و YNK و دمجهم في حربها ضد الكريلا"، لافتاً إلي أن الاعتراف التركي تم على هذا الأساس ولولا انضمام قوات الـ PDK و YNK إلى الحملة التركية لما كان للهجمات التركية تأثير على الكريلا في تلك المناطق. منوّهاً إلى دور الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً في تلك الحملة بالقول: "هذه الهجمات كانت بقيادة أمريكا التي كان دورها الأساسي هي عقد هذا الاتفاق بين كل من تركيا وPDK وYNK ضد العمال الكردستاني"، مضيفاً: "دور أمريكا كان اكبر من دور تركيا نفسها في هذه الحملة".

حملة "قوّة المطرقة " والاتفاقات الموقّعة

ولفت كالكان إلى أن الهجمات التركية على جنوب كردستان بعد العام 1991 جاءت جميعها في إطار حملة "جكيج غوج/ قوّة المطرقة" التي جاءت ب"دعم أمريكي، حيث كانت تقف واشنطن خلف هذه الحملة، وبعد أن تمكنت هذه الاتفاقية من منع وصول قوات صدام حسين وتجاوز خط العرض 36 شمالاً براً وجواً وهي التي مهدت للاتفاق بين تركيا، الـ PDK و YNK بعد تشكيل الحكومة في هولير"، مؤكداً أنه بدون التدخل الأمريكي "ما كانت هذه الحكومة ظهرت للوجود ولا استطاع الحزبيين تشكيل الحكومة الذي قامت على اساس اتفاقية جكيج غوج". وتابع بالقول: "كما سمحت أمريكا لتركيا بالهجوم الجوي و البري على الكريلا، وأعطت الأوامر لحكومة PDK و YNK بالتعامل بإيجابية مع القوات التركية والتحالف مع تركيا. وهذا كان أساس الاتفاق. تركيا اعترفت بحكومة إقليم كردستان على أساس ان تدعم حربها على الكريلا التي كانت توجه ضربات قوية للجيش التركي في تلك الفترة".

دخول القوات التركية و تمركزها في جنوب كردستان

وكشف كالكان أن الهدف الأساسي من الاتفاق العسكري والسياسي بين هذه الأطراف كان هو منع تواجد الـ PKK في جنوب كردستان. وتابع: "تركيا ومنذ العام 1991 وبموجب هذا الاتفاق، حصلت على صلاحيات تنفيذ الهجمات العسكرية والتمدد بشكل أكبر في جنوب كردستان"، لافتاً إلي أن الهجمات ضد الكريلا بدأت لكنها لم تحقق النتائج المنشودة لهذا انتقلت القوات التركية إلى شكل اخر من الهجوم وهو التمركز داخل أراضي إقليم جنوب كردستان.

وقال كالكان: "بهذا الشكل بدأت عملية احتلال جنوب كردستان خطوة بعد الأخرى في ظل هذه الوقائع بدأت تلك الحملة الموسعة في شهر تشرين الأول العام 1992، التي تمت في إطار مخطط الناتو و الحقيقة هي ان عملية احتلال جنوب كردستان بدأت في تلك الفترة. الجيش التركي انسحب فيما بعد لكن بقيت قوات المخابرات التركية والقوات الخاصة محتفظة بمقراتها داخل أراضي جنوب كردستان في المناطق تحت حماية الـ PDK".

وتابع كالكان قائلاً: "وصلت الدبابات التركية إلى ديانا وصولاً إلى هولير ومن هناك إلى قصر و حجي عمران. تلك القوات التي وصلت إلى حفتنين في العام 1995 نفسها وصلت إلى هولير، ديانا و جميع مناطق جنوب كردستان في العام 1997 وتمركزت في مختلف مناطق جنوب كردستان لشهور ووضعت الحواجز الأمنية على الطرقات. لهذا إلى اليوم لا تزال توجد تلك الوحدات العسكرية المدرعة في اغلب مناطق جنوب كردستان فهي والى اليوم لا تزال موجود في بامرني، شلعدز، سودي، آمديا والكثير من المناطق في محيط مدينة دهوك وزاخو وجميعها وحدات مدججة بالأسلحة الثقيلة و المدفعية".