كالكان: الحزب الديمقراطي عطّل جهود المؤتمر الوطني الكردستاني
أوضح عضو اللجنة الإدارية لحزب الكردستاني (PKK) دوران كالكان، بأن الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) كان له موقف سلبية من انعقاد المؤتمر الوطني وعطل جهودها.
أوضح عضو اللجنة الإدارية لحزب الكردستاني (PKK) دوران كالكان، بأن الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) كان له موقف سلبية من انعقاد المؤتمر الوطني وعطل جهودها.
تطرق السيد دوران كالكان في الجزء الثاني من حديثه لوكالة فرات للأنباء ANF، إلى أسباب عدم عقد المؤتمر الوطني، وقَيّم الاتفاقات والخلافات ما بين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني والصراع ضد حزب العمال الكردسستاني.
بعد الانسحاب من بروتوكول الاتفاق في آب 1985م، تأزمت العلاقات ما بين حزب العمال والحزب الديمقراطي وتحولت إلى صراع؛ في الحقيقة الصراع لم يبدأ عام 1992م بل أعوام 85-86-88 جميعها كانت أعواماً يسودها الصراع، حتى بعد أن انتهت الحرب العراقية- الايرانية وارتكاب صدام حسين مجزرة حلبجة ، وصولاً إلى مرحلة هجرة الديمقراطي الكردستاني من الجنوب إلى شرق كردستان على إثر أحداث الأنفال؛ وحزب العمال من جهته لم يقم بأية هجمة مخططة وكان يلجأ دائماً إلى التخفي والدفاع، من أجل التخفيف من تصعيد الديمقراطي الكردستاني، بالمقابل هم كانوا يسعون إلى تصعيد التوتر وخلق الصراع عن دراية ووعي وبتأييد من الدولة التركية، بهدف الحد من تحركنا ومنعنا من الاستفادة من الحدود العراقية- التركية؛ إلى جانب وجود أشخاص ضمن حركتنا كانوا مستفيدين من هذه الحرب، هذه أيضاً كانت ذات تأثير على المجريات؛ بالطبع كانت حالات فردية.
بعد انتهاء الحرب العراقية- الايرانية في ربيع 1988م، قام نظام صدام حسين بشن الهجمات على الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني، مما اجبرتهما إلى الانسحاب، وفي ذلك الحين لم تتبقى قوات الديمقراطي الكردستاني في بهدينان، وفقط قوات الكريلا كانت لها تواجد في المنطقة حينها؛ لذلك عندما نذكر " القوات الكردية" نعني بها تلك القوات التي لم تترك ترابها وأرضها والمقاوِمة في وجه الهجمات الآتية من الشمال والجنوب من أجل الكردايتية، وهذه القوات تجسدت وقتها في كريلا حزب العمال الكردستاني؛ وامتد تأثير حزب العمال بين المجتمع حينها من شمال كردستان إلى الجنوب، هذا الوضع استمر حتى انتفاضة 1991م.
جنوب كردستان كانت خالية تماماً بعد انسحاب الجيش العراقي منها
تغير الوضع في عام 1991م بعد هجمات الولايات المتحدة الأمريكية على نظام صدام حسين، حيث أضطر الجيش العراقي إلى الانسحاب من الأراضي الكردستانية، وبمساعدة القوى الغربية عاد كلٌ من الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني إلى هذه المنطقة؛ وكان من المعروف بأن الديمقراطي الكردستاني حزب بهديناني وله تأثير على دهوك ومحيطها، كما أن الاتحاد الوطني أيضاً حزب صوراني وله تأثير على السليمانية ومحيطها، وكان قسم كبير من هولير تحت سيطرة الاتحاد الوطني؛ وعلى الأساس أرادوا أن يؤسسوا إدارة لجنوب كردستان، هذه الإدارة التي لا زالت تستمر إلى هذه اللحظة.
وفي تلك الفترة كانت (PKK) قد بدأت ثورة الانبعاث الوطني في شمال كردستان، وتحدث العديد من الانتفاضات، وكانت الدولة التركية الفاشية وقوى الحداثة الراسمالية تتخوف من سيطرة حزب العمال الكردستاني على جنوب كردستان، ولذلك سارعت إلى إعلان منطقة حظر جوي ونشر قواتها التي كانت تسمى "قوات المطرقة" إلى جانب مشاركة فعالة من قوات الدولة التركية والإتيان بكلا الحزبين من أجل تشكيل حكومة في جنوب كردستان تكون مركزها هولير.
قرارهم الأول كان التعريف بـ PKK كمنظمة إرهابية
حكومة إقليم كردستان تأسست على اساس دعم الولايات المتحدة والدولة التركية، فالدولة التركية كانت تحارب PKK وقد قدمت المساعدة لأجل تشكيل هذه الحكومة على أساس أن يلتزم كلا الحزبين أيضاً بمحاربة حركتنا؛ ضمن هذا النطاق تاسست إدارة في جنوب كردستان وتشكل البرلمان، حيث صدر أول قرار من هذه الحكومة وهذا البرلمان والذي نص على "اعتبار حزب العمال الكردستاني تنظيماً إرهابياً وإخراجه من جنوب كردستان" وعلى هذا الأساس بدعم من الولايات المتحدة أقدمت الدولة التركية على إعداد خطة عسكرية شاملة بالتعاون مع الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني، بهدف إخراج مقاتلي حزبنا من على الحدود العراقية- التركية.
مقاومة حفتانين استمرت شهوراً
ومن أجل ذلك شرعوا في محاولة تطويق الكريلا والقضاء عليها، ففي حفتانين شهدنا مقومة بطولية جبارة دامت أسابيع عديدة، وكذلك في الزاب كانت قواتنا تقاوم وفي بداية الأمر في خاكوركه أيضاً، ولكن بعد اتباع اسلوب تطويق معسكرات الكريلا من قبل الجيش التركي والبيشمركه، ظهر الخط الاستسلامي بقيادة فرهاد (أوصمان أوجلان) الذي وقع اتفاقاً ينص على الانسحاب من خاكوركه إلى منطقة "زله" إلى معسكرات ينتظم فيها بيشمركه الاتحاد الوطني الكردستاني، وتم إرسال عدد من الكتائب إلى منطقة حفتانين وقتها؛ حيث كانت كل من الحزبين في جنوب كردستان يهدفان إلى التقليل من فاعلية الكريلا وفرض العزلة عليها في مناطق ضيقة، ولكن مع مرور الوقت انتشرت الكريلا مرة أخرى في مناطق واسعة وأعادت السيطرة على المناطق التي كانت قد انسحبت منها تكتيكياً، نتيجة شراسة الهجمة واتساع رقعتها وحجم القوى المشاركة فيها.
تلك كانت مرحلة تاريخية وعلينا فهمها جيداً في إطار الحلقة الأساسية، في الحقيقة أن الاتفاق الحاصل عام 1992م كان برعاية الولايات المتحدة والقوى الغربية ومن المعلوم بأن كلا الحزبين ومنذ العام 1975 يعيشان حالة صراع وشقاق، ولكن إرادة القوى العالمية المهيمنة وعلى رأسها الولايات المتحدة، كانت تقوم على إنهاء حالة الصراع فيما بين كلا الحزبين الكرديين وتوحيد جهودهما وتقنينها باتجاه الصراع مع حزب العمال الكردستاني، وفي النتيجة تأسس برلمان وحكومة إقليم كردستان، وفي تلك الحكومة كانت الغلبة للاتحاد الوطني، والديمقراطي الكردستاني كان له تأثير قوي فقط في مماطق مثل دهوك في بهدينان، ولكنهما كانا على وفاق فيما بينهما ويخوضان الانتخابات مع بعضهما، والبرلمان المؤلف من 100 نائب كان على شكل مناصفة 50-50 ما بين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني، وبذلك كان التمثيل في البرلمان متساوٍ.
هذا الاتفاق والوحدة فيما بينهما انهارت في ربيع 1994م، لا أعلم تماماً السبب وراء هذا الانهيار إلا أن حكومة هولير اندثرت وتمزق الاتفاق بين كلا الحزبين، إلا درجة أعلنا الحرب ضد بعضيهما، وأسس كل حزب حكومة خاصة بمناطق سيطرته، الديمقراطي الكردستاني انسحب إلى دهوك وأقام حكومته هناك، والاتحاد الوطني أقام حكومته في هولير، حيث كانت هولير ضمن سيطرة الاتحاد الوطني، وفي ذلك الوقت نشبت حرب قوية ما بينهما، إلى أن تدخلت بعض القوى وأوقفت هذا الصراع، ولكن دام الانقسام فيما بينهما والأزمة ما زالت قائمة.
بدأت حرب الجنوب الثانية في العام 1995
هذا الانقسام الذي ضرب اتفاق الحزبين لم يكن لصالح الولايات المتحدة والدولة التركية، ولذلك عملتا معاً لأجل لم شملهم وقالوا لهم " أنتم بانقسامكم هذا تخدمون حزب العمال الكردستاني، ولذلك عليكم أن تتحدوا لمحاربته"، هذا الانقسام كل يضر بالدولة التركية والولايات المتحدة حينها؛ لذلك تم عقد اللقاء فيما بين كلا الحزبين في العاصمة الايرلندية "دبلن" في صيف 1995م ، وحضر هذا اللقاء وفد الديمقراطي الكردستاني إلى جانب وفد الاتحاد الوطني، من أجل الاتفاق على صيغة مشتركة من أجل بدء مرحلة مواجهة جديدة مع حركتنا التحررية؛ ولذلك قام القائد آبو حينها بتوجيه رسالة إلى كلا الحزبين قال فيها " لسنا ضد أن تتفقوا وتتحدوا، ولكن لا يجوز أن تتحدوا في مواجهة حركتنا إلى جانب أمريكا والدولة التركية، فهذه تعتبر خيانة وسوف نحاسبكم عليها، اتركوا هذا الاتفاق وتعالوا لتتفقوا مع حزب العمال الكردستاني إن كنتم فعلاً تريدون الوحدة، وحركتنا سوف تدعمكم ولا تعقدوا العلاقات مع الدولة التركية، واعقدوا علاقاتكم معنا وليصبح ذلك طريقاً إلى الوحدة الديمقراطية الوطنية" ولكنهم لم يتنبهوا إلى ذلك.
وبذلك بدأت حرب الجنوب الثانية في خريف عام 1995م ما بين حزب العمال والديمقراطي الكردستاني، بالطبع كانوا قد تعاونوا قبل ذلك مع الدولة التركية وطعنونا من الخلف عام 1992م ولكن كان لا بد من إفشال مؤامرة دبلن، وقد تدخل القائد آبو حينها وقال " هذه مؤامرة تحاك على حزب العمال الكردستاني" ونوه إلى ضرورة إفشالها؛ وتوقفت حينها مباحثات دبلن على خلفية المواجهات ما بين مقاتلينا وبيشمركه الديمقراطي الكردستاني، وسارع القائد آبو حينها إلى إيقاف الحرب وإعلان وقف إطلاق النار.
يتبع..