قمة اقتصادية بين مصر وباكستان.. وإسلام أباد تتعهد بدفع السلام بين إيران والخليج

اختتمت مساء اليوم بالعاصمة المصرية القاهرة، فعاليات قمة اقتصادية بين مصر وباكستان، حيث شاركت حكومتي البلدين في مؤتمر "قمة الحوار والتجارة: بناء شراكة من أجل التحول التجاري"، بحضور عشرات من الشركات والمستثمرين والأكاديميين والدبلوماسيين.

أعلن وزير التخطيط الباكستاني، مخدوم خسرو بختيار، أنَّ بلاده تسعى لبدء حُقبة جديدة من التعاون الاقتصادي مع مصر، في ضوء ما يتمتع به البلدان من إمكانيات هائلة، وموقع استراتيجي مميز على خارطة التجارة العالمية.

وقال "بختيار" إن مصر وباكستان تتمتعان بموقع جيواستراتيجي متميز وسط أهم المحاور التجارية العالمية وهو ما يفتح آفاقا جديدة للشراكة الاقتصادية، كما أن الناتج المحلي الإجمالي والتركيبة الاقتصادية في البلدين متشابهة إلى حد كبير، فضلا عن تشابه التحديات الاقتصادية التي يواجهها البلدان.

وزار الوزير الباكستاني مصر على رأس وفد يضم 180 من رجال الأعمال وممثلي الحكومة والشركات، للمشاركة في المنتدى المصري - الباكستاني المقام على مدار يومين احتفالًا بمرور 70 سنة على إقامة علاقات دبلوماسية بين مصر وباكستان، وأكد الوزير الباكستاني خلال مؤتمر صحفي، أن مشروع قناة السويس الجديدة ومنطقتها الاقتصادية تمثل بداية جديدة للتجارة العالمية، مُشدّداً على أهمية التعاون بين ميناء جوادر الباكستاني وقناة السويس لتحقيق المنافع الاقتصادية المشتركة، وأشار إلى أهمية محور قناة السويس وتكامله مع الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني، وأضاف: "باكستان والصين يعملان على تعزيز التعاون من اجل العمل على الاستثمار في الممر الاقتصادي والتعاون مع دول ثالثة مثل مصر كجزء هام من هذا المشروع الكبير".

وأكدّ الوزير الباكستاني على أن بلاده تأمل في إقامة ممر تجاري مع مصر كما فعلت مع الصين والذي ساهم في زيادة حجم التجارة مع الصين إلى 50 مليار دولار، مضيفا: "إنه يجب أن نبني علاقات اقتصادية تستند على العلاقات القوية التي تجمع البلدين، ونستفيد من علاقتنا القوية لنكون "سادة المنطقة على المستوى الاقتصادي".

من جهته، قال السفير خالد ثروت مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الآسيوية، إن العلاقات الدبلوماسية القوية والقيم المشتركة التي تجمع مصر وباكستان تنعكس على التعاون بين البلدين والتنسيق بينهما في العديد من المنظمات والقضايا الإقليمية واللجان الوزارية المشتركة.

وأكدت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط المصرية، حرص بلادها الدائم على المشاركة الفاعلة في مبادرات التنمية والتعاون مع أطراف المجتمع الدولي، معتبرة أن مصر قدمت للعالم المنطقة الاقتصادية لقناة السويس كمركز لوجستي واقتصادي عالمي يسهم بفاعلية في تطوير حركة الملاحة والتجارة الدولية، ويفتح آفاقا استثمارية رحبة في مجالات متنوعة وواعدة ليكون محور قناة السويس رابطًا تجاريًا واقتصاديًا يتكامل مع مبادرة الحزام والطريق ويربطها بأفريقيا.

المؤتمر يبحث التكامل بين محور قناة السويس الاقتصادي.. والممر الاقتصادي بين الصين وباكستان

ومن جانبه، أكد السفير الباكستاني في القاهرة مشتاق علي شاه، في تصريحات خاصة لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن بلاده تعتبر أن مشروع قناة السويس الجديدة ومحورها الاقتصادي الذي يحتوي على الكثير من المناطق الصناعية والمراكز اللوجيستية والتجارية، يمثل نموذجا فريدا للإنجاز الاقتصادي، مؤكدا على أهمية التكامل بين إمكانيات التجارة البحرية للبلدين، وخاصة أن قناة السويس ومشروعها الاقتصادي يمثل جزء هام من طريق الحرير البحري، وهو المبادرة المرتبطة بالممر الاقتصادي بين الصين وباكستان "سيباك".

وأعتبر السفير أن أهم ما في القمة الاقتصادية بين الجانبين، أنها وفت منصة واسعة لمشاركة القطاع الخاص ومراكز الأبحاث والجامعات، مشددا على أهمية التواصل "من الناس والشعب المصري إلى الشعب الباكستاني" مباشرة، موضحا أن المؤتمر يعمل على الاستفادة من التحولات على الساحة الدولية خاصة التغيرات التجارية وتحرير التجارة العالمية، وبحث فرص التعاون الممكنة وإزالة العقبات التي تعترض سبيل العلاقات الاقتصادية، وفتح المجال أمام القطاع الخاص في البلدين للمساهمة في النهوض بالعلاقات الاقتصادية الثنائية.

وأكد "شاه" على أن مصر وباكستان لديهما إمكانيات هامة، وهما سوق لأكثر من 300 مليون نسمة، مشيرا إلى أن بلاده تقع في قلب آسيا، ومصر تقع في قلب الشرق الأوسط وإفريقيا.

زيارة اقتصادية لها أبعاد سياسية

وكان عمران خان رئيس الوزراء الباكستاني الجديد قد زار السعودية والإمارات، الأسبوع الماضي، كأول زيارة خارجية له، حيث كان قد تعهد خلال حملته الانتخابية بزيارة السعودية وإيران لتخفيف التوتر بينهما.

وخلال فعاليات المؤتمر صرح وزير التخطيط بأن بلاده الجارة لإيران ستعمل على تخفيف حدة التوترات بين إيران والدول العربية، وخاصة دول منطقة الخليج العربي، وقال بختيار: "لدينا 1000 كم من الحدود مع إيران، فهم جيراننا ولدينا علاقات وثيقة بهم، ولكننا لدينا علاقات قوية مع العالم العربي، ودول الخليج ومصر، ولدينا منافع مشتركة مع الجانبين، ونحن كجيران لإيران والعالم العربي نسعى دائما لحل الخلافات وتقليل التوتر بين إيران والخليج، ونحن ملتزمون بكل ما يحقق السلام بين الخليج وإيران ودعم خفض التوتر بينهما، وهذا ما نريده لهذه الأمة أن يسودها السلام".

وأشار الوزير الباكستاني خلال زيارته للقاهرة إلى أن وزيري خارجية البلدين سوف يستكملان المشاورات السياسية على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك.. وكانت مصر وباكستان قد أجرتا مناورات بحرية مشتركة في البحر المتوسط خلال زيارة السفينة الحربية الباكستانية (SAIF PNS) إلى مصر.