قره سو: فقط المقاومة الصلبة بمقدورها سحق الفاشية

قره سو: لا يمكن الإطاحة بالفاشية دون المقاومة وبذل التضحيات، وعند اشتداد الهجمات لابد حينها أن تكون المقاومة صلبة، في جميع قضايا التحرر، تستخدم السلطة جميع وسائلها من أجل درء الهزيمة.

في حديثه لقناة "Medya Haber TV"، تحدّث عضو المجلس التنفيذي في منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) مصطفى قره سو عن آخر المستجدّات والتطوّرات السياسية والعسكرية، موضحاً أنّ القنصلية التركية في هولير "لم تعد مركزًا دبلوماسياً، بل أصبحت مقراً لتنظيم جميع أعضاء الاستخبارات التركية في جنوب كردستان، ونملك أدلة وإثباتات على أن البعض من أعضاء "الباراستن" يتقاضون أجوراً من الاستخبارات التركية".

حديث قره سو كاملاً:

الحرب التركية على الكرد باتت شرسة أكثر من أيّ وقت مضى

هناك حرب شرسة مستمرة الآن،  أسس حزب العدالة والتنمية إلى جانب حزب الحركة القومية دكتاتورية فاشية كاملة داخل البلاد، وبناءً عليه يهاجمون حركة الحرية والشعب، إنهم يديرون حركة تصفية متناسقة مع مطالبهم، الوضع الراهن يشبه أعوام التسعينيات حيث شنت الدولة التركية هجمات شرسة ضد الكريلا ودمرت القرى وأحرقتها وارتكبت الجرائم التي سجلت ضد مجهول، وملأت السجون بعشرات الآلاف من الناس، حيث تعرض الشعب في تركيا إلى ضغط رهيب وخاصة الديمقراطيين  ما بين أعوام 93-94.

بالطبع، كانت الحرب عنيفة في ذلك الوقت، اشتدت الحرب حينها في بوطان وديرسم وآمد وسرحد وفي جبال زاغروس ، بلا شك في مواجهة هذه الحرب تعاظمت المقاومة أيضاً، وكانت تلك المرحلة من أكثر المراحل التي تعرضنا فيها  للخسائر في صفوف الكريلا، كان اسلوب الحرب حينها أقرب إلى حرب المواجهة منها إلى حرب الكريلا، في النهاية فقدنا الآلاف من الكريلا في أعوام 93-94.

ولا تزال حكومة حزب العدالة والتنمية تواصل شن حرب شرسة على ذاك المنوال في شمال كردستان وكذلك في مناطق الدفاع المشروع "ميديا" وزاد من تهديداته على روج آفا، وهذه بلا شك حرب هادفة إلى القضاء على الوجود الكردي، أردوغان الآن يردد ما قالته تانسو تشيلر: "إما أن ينتهي أو سينتهي"، وعلينا النظر إلى كل ما جرى ويجري الآن في إطار مرتبط مع الحرب العالمية الثالثة، في ذلك الوقت كان تصعيداً للحرب بهدف الحد من صعود قوة الكريلا، ولكن اليوم هدفهم يتجاوز ذلك بكثير، نحن نعيش مرحلة الحرب العالمية الثالثة ويراد هنا هدم العديد من محاور القوى وإنشاء أخرى جديدة، وغايتهم في ذلك هو تطبيق الميثاق الملي الذي تم إقراره في سيواس عام 1919، أي احتلال جنوب كردستان وإلحاقها بتركيا ومن ثم احتلال شمال سوريا وإلحاقها بالدولة التركية أيضاً.

هذا العدوان ليس مجرد هجوم بسيط، تسعى تركيا إلى تفعيل دورها في إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط، تريد الحفاظ على فاعليتها في العراق وسوريا، وتبغي في الوقت نفسه من خلال هذه الحرب إلى القضاء على الكرد، بلا شك الكريلا يبدون مقاومة عظيمة وستقاوم، من خلال هذه المقاومة سنهزم عدوان السلطة الفاشية لحزب العدالة والتنمية - حزب الحركة القومية، وسنحطم هذا العدوان المبني على العداء للكرد مهما بلغت التضحيات.

لا بديل عن المقاومة الصلبة في وجه مخطّطات الدولة التركيّة

لا يمكن الإطاحة بالفاشية دون بذل التضحيات، عندما يكون الهجمات عنيفة لابد للمقاومة أن تكون عنيفة أيضاً، في جميع قضايا الحرية تستخدم السلطة جميع وسائلها من أجل أن لا تهزم، حزب العدالة والتنمية- الحركة القومية الآن يستخدمان جميع الوسائل للحفاظ على السلطة، وهذا الكم من العويل والصراخ يدل على مدى صعوبة موقفهم، ويريدون الحصول على نتائج لصالحهم، إن لم يبلغوا ذلك سيتعرضون للهزيمة ويتحطمون، وبتحطمهم سيفتح باب التحول الديمقراطي في تركيا الذي سيمهد الطريق أمام الديمقراطية في الشرق الأوسط، وحرية الشعب الكردي، وعلى  أبناء شعبنا من شباب ونساء أن يدركوا ذلك ويكون مستعدين لهذا؛ العدوان سيستمر ومقاومتنا ستتصاعد في مواجهته، وأن ينضموا إلى هذه المقاومة بكل قوة، ففي أعوام 93-94 كان الوضع كذلك، وبادر الشباب إلى الانضمام إلى صفوف الكريلا وألتحم الشعب مع الكريلا حينها، وبالطبع النتيجة أدت إلى فشل تلك الهجمات.

وبسبب فشلها لجأت إلى أمريكا وقالت بأنها جزء من حلف الناتو وتتعرض إلى الهزيمة وأن اقتصادها يتدهور ونظامها السياسي والاجتماعي والعسكري يتفكك، وعلى الحلف أن ينقذني، بالطبع هبت أمريكا لنجدتها، فقد كانت الدولة التركية منهارة من جميع النواحي في أواخر التسعينيات وأنقذتها الولايات المتحدة، وهم الآن يزعمون أن الولايات المتحدة تتعاون مع حزب العمال الكردستاني، تتناسى أنها بالتعاون مع الولايات المتحدة تآمرت على القائد واعتقلته، وهاجمت الحركة بالاعتماد عليها أيضاً، كل ذلك كما لو أنه لم يكن، هي الآن عضوة في الناتو وتستمد قوتها العسكرية والتقنية الحربية من هذا الحلف، وكافة التقنيات العسكرية تعود لأمريكا، حتى طائرات الاستطلاع التي تزعم أنها هي من صنعتها، جميع المواد المستخدمة في صناعة تلك الطائرة هي عائدة للولايات المتحدة، وحتى الكاميرات استوردتها من كوريا، وعلى هذا الأساس تقوم بحربها.

أردوغان يحاول تصدير أزماته الداخليّة من خلال حديثه عن الهجوم على روج آفا

في الحقيقة يجب التعامل مع هذه الهجمات بشكل شامل، نقول بأنه يهاجم مكاسبنا في كل مكان وسيهاجم، طالما تركيا لم تحل مشاكلها الداخلية ستستمر في عدوانها على الشعب الكردي في روج آفا وجنوب كردستان وشمال كردستان، وليس هذا فقط سيهاجم كافة المكتسبات الديمقراطية في الشرق الأوسط، لأن التحول الديمقراطي في أي مكان سيؤثر بدوره على تركيا، وأي تحول ديمقراطي في تركيا، لن يعود بالإمكان الاستمرار في ممارسة سياسات الإبادة بحق الكرد؛ وعلى هذا الأساس يهاجم روج آفا، تهديده ومهاجمته لـ" روج آفا" له سبب وحيد، أي تشكيل أو حالة كردية هناك، ستؤثر بشكل مباشر على شمال كردستان وهذا هو السبب وراء عدم اعترافه بـ" جنوب كردستان"، ولذلك لن يتردد بالهجوم على أي مكسب أو إنجاز كردي وأي تطور ديمقراطي، لذلك على الجميع أن يعلم بأن الطريق لوقف الهجوم التركي على روج آفا وضمان مكتسبات جنوب كردستان، يكون فقط من خلال حل القضية الكردية في شمال كردستان.

في وقت سابق أفاد الرفيق عباس بقوله "لا تخدعوا أنفسكم، لا تحل المشكلة فقط في الجنوب" وقامت القيامة حينها، وقالوا لماذا يقول ذلك، إن لم تحل القضية في تركيا، ستعاديكم تركيا غداً أو بعد غد، ألم تكن تركيا على رأس المهاجمين في الاستفتاء الذي حصل في جنوب كردستان، لماذا؟ لأنها لم تحل القضية الكردية لديها وأي كيان كردي مستقل سيؤثر على الوضع في داخلها، ويشجع الكرد ويعزز من قوتهم لا يمكن لأي جزء من كردستان أن تحل قضيتها لوحدها وعلينا أن ننظر إلى المسألة ككل، وإن كانوا يبدون غيظهم تجاه هذه الحقائق، فهذا يعني أن الأحزاب السياسية في جنوب كردستان لا زالت غير مدركة لحقيقة القضية الكردية، واتساءل إن كانت هناك صفقة بين جنوب كردستان وتركيا، ايران، سوريا أو أية جهة أخرى، على شكل " لا تتعرضوا إلي ولكم الحرية في أن تفعلوا ما تريدونه بالكرد في روج آفا؟ كيف ذلك؟ الكرد في جميع الأجزاء يتعرضون للإبادة وفقط في جنوب كردستان يتم تقبلهم، هل هناك شيء من هذا القبيل؟ لا نعتقد أن جنوب كردستان سوف يعقد مثل هذه الصفقة، وإن لم يكن كذلك فجميع المكاسب في أجزاء كردستان معرضة للخطر ما لم تحل الدولة التركية القضية الكردية لديها، وهذا هو المقصود وهو واضح جداً.

لو لم نشهد منذ فترة قصيرة على الموقف التركي تجاه الاستفتاء على الاستقلال، كان من الممكن أن يعترضوا على هذا القول، ويجب أن نعلم ان موضع الدولة التركية ليس بسيطاً أبداً، الدولة التركية ليست فقط سياستها تجاه جنوب كردستان، بل تبني جميع سياساتها تجاه أمريكا وروسيا والصين وأوروبا حتى، على أساس سياساتها تجاه الكرد، وهي تراعي في سياستها في جنوب كردستان إمكانية توجيه سياستها للقضاء على حزب العمال الكردستاني، وإذا نظرنا إلى السياسة اليومية التي تمارسها الدولة التركية، سنرى بأنها تصادق جنوب كردستان، وهذا خداع للنفس وعدم فهم جيد للسياسة، فمن أبسط قوانين الدبلوماسية والسياسية هي "الاستفراد بالأهداف من أجل القضاء عليها" وهي تعني أن تغض الطرف عن بعض الأعداء، لأجل هزيمة العدو الأكبر وهذا ما تفعله الدولة التركية.

تركيا تجدّد سياسات العثمانيّين تجاه الكرد

كما ذكرت سابقًا عن كيفية تطبيق العثمانيين لسياساتهم تجاه الكرد عبر التاريخ، عندما تصبح إحدى القبائل قوية كانت تدعم القبائل الضعيفة الأخرى وتؤلبها عليها لأجل القضاء على القبيلة القوية وهكذا دواليك ، بطبيعة الحال الدولة التركية عدوة لحزب العمال الكردستاني وهي منشغلة به على مر 40 عاماً ولذلك يغضون النظر عن جنوب كردستان، حتى أنهم يقولون ارتكبنا خطأً في ذلك، ألا تملكون وعياً تاريخياً؟ ألهذه الدرجة هناك جهل بحقيقة السياسة التركية تجاه الكرد، وعلينا أن نعلم ايضاً أن الشعب الكردي أجمعه هو شعب سياسي ولديهم الوعي السياسي، لأنه قاسى الصعوبات والآلام وتعرض للكثير من الخيانات ، ولكن على الرغم من كل ذلك، اعتبار هذه الهجمات فقط مخصوصة بحزب العمال الكردستاني هو خطأ كبير، نعم هذه الهجمات موجهة اليوم لـ "PKK" ولكن بعد أن يتم إنهاك وشل PKK ماذا سيحدث بعدها؟ البعض يقول أنه بعد ذلك سيعقد الاتفاق....! عليكم أن تدركوا الحقيقة القمعية للدولة التركية، وهذا القول يعود فقط " للحمقى".

التعاون بين الاستخبارات التركيّة والحزب الديمقراطي الكردستاني بات واضحاً

يقال أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يستخدم لغة عدائية بعد حادثة "عثمان كوسه"، في الحقيقة لا أشاهد قنواتهم، وكما قال أحد الرفاق أن "كوسه" أحد أعضاء تشكيلات الأمن القومي التركي "MIT" ، إذاً هم يعلمون ذلك وكما قالت أمبرين زمان " "كوسه ليس موظفاً في السفارة، بل عضو استخبارات" كما أن لدينا اعترافات اثنين من أعضاء الاستخبارات التركية، وقد اوضحا أن غالبية العاملين في قنصلية الموصل، هم من الاستخبارات التركية، وهي موثقة لدينا بالأدلة، وهل ينظر الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى عثمان كوسه على أنه دبلوماسي ،ويعرف الحزب الديمقراطي الكردستاني جيداً أن تشكيلات الأمن القومي التركي "MIT" موجود هناك.

هناك عناصر من الـ "MIT" داخل صفوف الديمقراطي الكردستاني وهناك منصة تعاون ما بين الديمقراطي الكردستاني وال "MIT" حول "PKK" ويعقدون اجتماعاتهم في قنصلية هولير، تحولت قنصلية هولير إلى  مكان لعقد اجتماع مشترك لأعضاء " الباراستن" والاستخبارات التركية ولسنا نحن من نقول هذا، بل أعضاء الاستخبارات التركية أنفسهم من يقولون، وهذا الوضع يستوجب التحقيق.

نعم، لا ينبغي لأحد أن يتعرض للدبلوماسيين، طبعاً هذا إذا كانوا دبلوماسيين فعلاً، لكن قنصلية هولير لم تعد مركزًا دبلوماسياً وأصبحت مكانًا لتنظيم جميع أعضاء الاستخبارات التركية في جنوب كردستان، حتى أن البعض من أعضاء الباراستن يتقاضون أجوراً من الاستخبارات التركية، لا أريد إعطاء الأسماء، هناك شخص يهتم بالمعلومات حول حزب العمال الكردستاني ويتقاضى مبالغاً من الاستخبارات التركية مقابل ذلك، حتى أنهم أخبرونا بالأسماء ومقدار المبالغ التي يتقاضونها، نحن أيضاً سمعنا بهذه الحادثة عبر التلفاز وكما تعلمون فقد أدلى مركز الدفاع الشعبي بأنه لا علاقة لهم بهذه الحادثة، وأن بعض الوطنيين ربما قاموا بذلك.

وعندما تنظر إلى إعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني وهم ينشرون الصور، تتذكر كيف كان "AKP" يفعل ذلك في السابق، وقد حولوها إلى حملة تشهيرية، مثل أية قناة بوليسية، وعند مشاهدتها يدخل المرء في شكوك حول مدى مصداقية فعل أولئك الشباب لمثل هذه العملية، لأنهم يتعاملون بحساسية بالغة من هذا الحادث وكأنهم يستنطقونهم، وأغلبية اعترافاتهم هي محض كذب وافتراء وخاصة فيما يخص الحركة، من الممكن أن يكونوا يعرفون بعضهم البعض ولكن لا علاقة لهم بالحركة، ولا يليق بحركة سياسية كردية أن تحول ذلك لأداة حرب على حزب العمال الكردستاني، إنها لغة حزب العدالة والتنمية واصبحت مثل ال "MIT" تشن حرباً على "PKK" وتعلنها تنظيماً إرهابياً، إنهم فقدوا عقولهم وهذا كله نتيجة ضغط الدولة التركية.

على الديمقراطي الكردستاني وجميع ابناء شعبنا في جنوب كردستان أن يعلم أن الاستخبارات التركية قامت بتطويقها مثل شبكة العنكبوت وقد خاط شباكه بذكاء وعلى نطاق واسع، وجعل من قنصلية هولير مركزاً لها هناك، هناك العديد من الأحداث وليس فقط حادثة استشهاد الرفيق "هلمت"  وهناك حادثة الرفيق "سنان" وبعض الحوادث الأخرى في بهدينان، بمعنى آخر هناك بعض الحوادث التي تمت بالتعاون مع "MIT" وتنظيمها والمعلومات مقدمة من بعض المتعاونين المحليين، والآن هل يمكن لهولير أن تكون مقرًا للهجوم على حركة الحرية الكردية، هل يمكن استخدام القنصلية على هذا النحو؟ نقول هذا بغض النظر عن هذه الحادثة حتى قبل حادثة عثمان كوسه، وقلنا هذا لمرات عديدة لأن لدينا اعترافات أسرى الاستخبارات التركية.

المنطقة الآمنة التي تطالب بها الدولة التركيّة تهدف لاحتلال شمال سوريا

بالنسبة لموضوع روج آفا، على أية حال لم نتمكن من فهم مسألة المنطقة الآمنة هذه، إنها منطقة آمنة فعلياً حتى أن شمال سوريا من أكثر المناطق أمناً واستقراراً في الشرق الأوسط، والدولة التركية هي من تهدد الأمن هناك، تقوم على الدوام بإطلاق نيران مدافعها وتهددهم وتتسبب في قتل الناس هناك، احتلت عفرين وتهدد أيضاً بشكل يومي، ولا أحد بإمكانه ايقافهم و أن يقول لهم: من أنت ولماذا تهدد؟ أوروبا و الولايات المتحدة تقولان أننا نتفهم مخاوف تركيا، لا أدري ماذا يتفهمون، هل فتحت روج آفا ابواب الحرب على تركيا مثلاً، نعم هناك حرب ولكن هذه الحرب تركيا التي بدأت بها، لماذا لا تقول الأمم المتحدة لأمريكا عما تفعله هناك؟ وماذا يهمك؟ بلوغ الحرب في سوريا إلى هذه الدرجة هي بسبب تركيا، لولا تركيا لما كان لهذا أن يحدث فقد دمرت المعارضة الداخلية في سوريا، والسبب وراء كل هذا الصراع والدمار هي تركيا.

يقول منطقة آمنة..! هي بالأساس منطقة آمنة، يقولون لا، سوف ندخل بعمق 35 كم، تلك المنطقة عرضها بالأساس فقط 35 كم، والمدن جميعها حدودية، هذا تبلي واضح وقرصنة، تقول سأدخل إلى كل مكان، إذاً أين الحقوق الدستورية وحقوق الانسان والحقوق الاجتماعية؟ هناك شعب يحكم نفسه بنفسه من العرب والآشوريين ويديرون أمورهم ولا يعتدون على أحد، وحتى العالم يقدرهم، فلماذا ستهاجمهم الدولة التركية؟ نسأل هنا كل من أوروبا، الأمم المتحدة، روسيا، الولايات المتحدة. لماذا تهاجم تركيا؟ الذين قدموا أكثر من عشرة آلاف من الشهداء وجرح أكثر من عشرين ألف، وقمتم جميعكم بالتصفيق لهم، والآن تصمتون عندما تحاول تركيا مهاجمتهم وتدخلون في مفاوضات مع تركيا لأجل منطقة آمنة، هذا ما يسمى بانحطاط الضمير والوجدان الانساني، ستقولون هل الرأسمالية لها ضمير أو أخلاق؟ الدولة التركية تفعل وتهاجم، طالما أنه لم يحل مشكلته الكردية ستهاجم الشمال والجنوب، ولا بديل لنا سوى المقاومة، وإذا قاوم شعبنا يمكنهم قلب كل شيء رأسًا على عقب ويمكنهم جر تركيا إلى المستنقع، إنه يريد إلغاء البيئة الديمقراطية هناك، أنها واحة الديمقراطية، واحة الحرية في الشرق الأوسط، وتريد القضاء على حرية الكرد.

في هذا الصدد، لا يمكن إرضاء حزب العدالة والتنمية بالمفاوضات الحالية وبهذا الاتفاق، نعم يمكنهم القيام بالدبلوماسية وإبلاغ الرأي العام العالمي، ويمكنهم إثبات حقوقهم، ولكن سلطة حزب العدالة والتنمية - الحركة القومية لن تنصت، هي قوة متجبرة، فاشية ومبيدة وعدوة للكرد، لا أعلم هي تتحدث عن ممر الإرهاب، وكانوا يتحدثون قبل ذلك عن "أنهم سيصلون إلى البحر المتوسط" وهي بحديثها عن الممر تسعى إلى احتلال المنطقة، احتلال كامل شمال سوريا، وعلى هذا الأساس على جميع الشعوب أن تستعد لذلك وان تقاوم بأطفالها ونسائها وشيوخها، لا تقوم المقاومة على أكتاف YPG،QSD  فقط، بل على الشعب كله أن يقاوم وأن يضحي بحياته وأن يعلم أن دخول " AKP" إلى هناك، من شأنها أن تتحول إلى ساحة حرب.

يجب أن نأخذ تهديدات الدولة التركيّة بالهجوم على شمال سوريا على محمل الجد

دون أن يخجل يقول أحدهم ذلك اليوم، أنهم يقومون بالتطهير العرقي في إشارة لقوات حماية روج آفا، نقول لهم أنتم من تقومون بالتطهير العرقي، سيدخلون إلى هناك ويجلبون العرب معهم ويضعونهم فيها، إذا كان الأمر كذلك، يمكن للعرب أن يذهبوا ويستقروا هناك، ولكن أي عربي..! إذا كان هناك عربي من تل أبيض يستطيع أن يذهب ويستقر، فما المانع؟ و لكنهم لا يقصدون أولئك العرب، إنهم يقصدون جماعات داعش الإرهابية، وهنا نسأل العالم هل تريدون سوريا بهذا الشكل؟ هل تريدون سوريا يحكمها متطرفين من عقلية داعش؟ الدولة التركية تريد إنشاء مثل هكذا سوريا وتعيق التحول الديمقراطي في سوريا، إن هاجمت تركيا، لن نعتبرها فقط المسؤولة، بل المسؤولية تقع على كل من أوروبا وروسيا والولايات المتحدة والتحالف الدولي، القوات في روج آفا من ضمن قوات التحالف ضد داعش، إنهم أولئك الذين قاوموا داعش وتصدوا لهم وهزموهم، تركيا اليوم تريد سحقهم والانتقام لداعش. لا يمكن القضاء على ذهنية داعش دون القضاء على الذهنية الفاشية لتحالف العدالة والتنمية مع الحركة القومية في الشرق الأوسط. بالتأكيد سنحمل الجميع المسؤولية إذا حدث أي احتلال، بدءاً من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والتحالف الدولي، الجميع سيتحمل المسؤولية، وعلى شعبنا أن يعلم أنه فقط بالمقاومة يمكننا تحطيم هذه اللعبة القذرة، ولا شيء سوى المقاومة، لأن عقليتهم ترتكز إلى الإبادة والفاشية، ولا يفهمون شيئاً آخر.

نظراً لأن تركيا لم تحل مشكلتها الكردية، فهي تعادي الكرد ولن تتحملهم، ألا تقول أنها  ارتكبت الخطأ في الجنوب؟ وتعتقد أن تلك المنطقة ضعيفة، وبإمكانها التعامل معها.

ولذلك نحن على أهبة الاستعداد في انتظار محاولة الاحتلال من قبل تحالف AKP-MHP، لا تقولوا لن يفعلها، على الجميع أن يستعد للمعركة حتى آخر فرد، ولتتحول تلك المنطقة إلى مستنقع لـ " AKP" ، كيف غرق أنور باشا في الحرب التي كان يسعى إليها، لنجعل أردوغان أيضاً يغرق كذلك، وشعبنا يمتلك تلك القوة، لا تحدد الأسلحة نتائج الحرب التي يخوضها الشعب، مقاومة الشعب وتضحياته هي التي تحدد النتيجة، لو كانت الاسلحة فعلاً تحدد نتائج الحرب، لكانت الولايات المتحدة قد انتصرت في فيتنام، من الخطأ أن نترك هذه الحرب فقط على أكتاف YPG- QSD، نحن نتحدث عن حراك شعبي ونسميها ثورة الشعب، إذاً ستكون حرباً شعبية والجميع بأطفاله ونسائه وشيوخه سيشاركون في هذه الحرب، هكذا تدار الحروب في الثورات وتنتصر، هل من ثورة  انتصرت بمعارك الجيوش فقط؟ هل هناك شيء من هذا القبيل؟ وعلى هذا الأساس ينبغي أن يكون الجميع على أهبة الاستعداد، وأن يجعلوا حزب العدالة والتنمية نادماً على دخوله.