وأوضح قريلان أنّ القائد أوجلان أكّد أنّه مستعدّ للسلام وقادر على حلّ المشاكل, مضيفاً "لكن هناك حاجة ماسّة لتقبّل هذا الطرح من قبل الدولة التركيّة.. أي يتوجّب على تركيا أن تتعامل مع الكرد وفق عقليّة جديدة, وأن تتوقّف عن ذهنيّتها القائمة على معادة الشعب الكردي.. من جهة أخرى, يريد القائد أوجلان أن يتمتّع الكرد بحرّيتهم, وهنا لم يقصد الكرد في شمال كردستان فقط, بل في كافة الأجزاء. وطالما لا تقبل تركيا حقيقة وجود الشعب الكردي لديها, فإنّها تشكّل خطراً على الشعب الكردي, حتّى خارج حدودها. لكن هل تقبل تركيا بحقيقة وجود الشعب الكري؟ الجواب حتماً لا, لأنّ أردوغان دوماً يعترف بمقولة ’شعب واحد’ إذاً أين الشعب الكردي من هذه المقولة؟ ويضيف أردوغان ’هناك من يتحدّث بالشركسيّة, هناك من يتحدّث بالكرديّة, لكنّ الجميع أتراك’.. كلّ هذه المقولات تدلّ على إنكار حقيقة وجود الشعب الكردي وهويّته القوميّة. لنعد بالتاريخ إلى الوراء قليلاً, في فترة 1991 و1992, كان سليمان دميريل يحكم تركيا, كان نظامه الأكثر تشدّداً, مع ذلك كان يقول يتعرف بحقيقة وجود الكرد. وبعده أراد تورغوت أوزال حلّ القضيّة الكرديّة عن طريق الحوار, حينها أعلن القائد أوجلان وقف إطلاق النار. منذ بدء ثورة 15 آب, أي بعد 35 عاماً, مررنا بمراحل متعدّدة وحافظنا على ثورتنا وقيمها, رغم ذلك, تحاول حكومة تحالف حزبي العدالة والتنمية AKP والحركة القوميّة MHP على محو الشعب الكردي. القائد أوجلان في محاولات حثيثة لأن تقتنع الدولة التركيّة بحقيقة الشعب الكردي وحقّه في الحرّية, وأنّ استخدام القوّة ضدّ هذا الشعب لن يثمر عن نتائج, ولا يمكن حلذ المسألة بقوّة السلاح".
وتابع قريلان بالقول: "الدولة التركيّة تقول ’سأقضي على حزب العمّال الكردستاني, وبعد ذلك سيستسلم البقيّة لنا, وبذلك سأتمكّن من التحكّم بالكرد جميعاً’, لكنّنا نقول بأن هذا الكلام ضرب من الخيال, لا يمكن تصفية حزب العمّال الكردستاني ومقاتلو الكريلا. ولتعلم الدولة التركيّة أنّ ما تقوم به الآن كان يقوم به زعيم انقلاب 12 أيلول كنعان أيفرين, ولكن هل تمكّن من ذلك؟. المتابع لوسائل الإعلام التابعة للدولة التركيّة سيعتقد بأنّ مقاتلي الكريلا لم يعد لهم وجود أبداً, هذا الكلام يتكرّر منذ 40 عاماً, وعندما اعتقل القائد أوجلان بمؤامرة دوليّة, أعلنت الدولة التركيّة حينها الأعياد فرحاً بذلك, وقالت وقتها أنّ حزب العمّال الكردستاني قد زال من الوجود, لكنّنا لا نزال متواجدين ونزداد قوّة وإصراراً على مواصلة نضالنا لأجل قضيّة شعبنا, ومن يعتقد بأنّ حزبنا سيضعف أمام هجمات الدولة التركيّة, فهو واهم, ولن تفيد كلّ الحملات الإعلاميّة ضدّنا, في النيل من عزيمتنا وكفاحنا".
وأكّد القيادي في حزب العمّال الكردستاني أنّ مقاتلي الكريلا يمثّلون "حقيقة نضال الشعب الكردي, نحن نمثّل قيم النضال لأجل أهداف مشروعة.. إذهب واسأل أيّ قرويّ, أيّ كاسب, أيّ فلاح عن مطالبه, نحن نحارب لأجل تلك المطالب.. ولأنّنا نناضل ونحارب لأجل شعبنا وأهدافه, لا يستطيع أحد أن يضعف من عزيمتنا ولا من إرادتنا الصلبة. هناك ميليشيات ’حرّاس القرى’ التي تخدم الدولة التركيّة في حربها ضدّ حزب العمّال الكردستاني, لأنّ قيادات تلك الميليشيات يصدّقون دعاية الدولة التركيّة في أنّها شارفت على القضاء على مقاتلي الكريلا, لكن هذا وهم بحدّ ذاته. قد لا نظهر في كلّ مكان, لكنّنا متواجدون في كلّ مكان, ولا يجب على أيّ كرديّ أن يصدّق دعاية الدولة التركيّة. ثورتنا مستمرّة وبقوّة, هذه الثورة لن تضعف أمام أيّ هجمات, سواء كانت عسكريّة أو إعلاميّة..".
وأشار قريلان إلى أنّ وسائل الإعلام التركيّة تروّج لانتصارات كبيرة يحقّقها الجيش التركي في معاركه ضدّ مقاتلي الكريلا, وأضاف "لو كانت هذه الانتصارات حقيقيّة, لماذا تمرّ تركيا بأزمة خانقة؟ ولما كلّ هذه الهجمات الجنونيّة؟ أردوغان يدرك تماماً أنّه سيسقط, وسيسقط بيد هذا الشعب. أردوغان أمام خيارين لا ثالث لهما, إمّا أن يتراجع عن جموحه ويقبل بحقيقة الشعب الكردي, أو سيسير نحو نهايته الحتميّة. وهنا أخاطب كلّ كرديّ يتأثّر بدعاية الدولة التركيّة: لا تصدّق ما تقوله وسائل الإعلام التابعة لحكومة العدالة والتنمية, لا تنخدعوا بكلّ هذه الدعاية المضلّلة, لا تستطيع الدولة التركيّة تحقيق النتائج التي تأملها من خلال حربها على مقاتلي الكريلا.. فنحن لدينا خططنا, لدينا تحضيراتنا, لدينا استعدادتنا الكافية لمواجهة كلّ الهجمات علينا. ونملك الإرادة والذهنيّة التي نحتاجها في حربنا ضدّ الدولة التركيّة".
وختم قريلان حديثه بالتأكيد على نيّة مقاتلي الكريلا في مواصلة النضال لتحقيق أهداف الشعب الكردي في حياة حرّة كريمة, وأضاف "حتّى آخر رمق فينا, حتّى آخر قطرة دم في عروقنا, سنحارب لأجل حقوق شعبنا الكردي, سنناضل لأجل قيم الديمقراطيّة والعدالة, سنكافح لأجل أنّ نجبر الدولة التركيّة على الاعتراف بحقيقة الشعب الكردي, لأجل السلام. لدينا آمال كبيرة في أن يحمل العام الجديد الخير لكلّ شعوب الشرق الأوسط, السلام والأمان والاستقرار, سيكون العام الجديد عام حرّية القائد أوجلان. نحن نعاهد شعبنا الكردي ونعاهد شهداء حركة حرّية كردستان, أن نكمل الدرب حتّى نحقّق النصر, ولا شيء سوى النصر".