قبائل سيناء تخطط للثأر .. هل تدخل مصر زمن العشائر المسلحة ؟

جاء إعلان قبائل سيناء فتح باب التطوع لمواجهة الإرهابيين عبر تشكيل قوة مسلحة قبلية ليطرح التساؤلات على مدي إمكانية تكرار تجربة الحشد العشائري بالعراق في سيناء.

دعا اتحاد قبائل سيناء رجال وشباب القبائل إلى التجمع في منطقة البرث شمال سيناء، لتنسيق عملية كبرى مع الجيش، للثأر من الإرهابيين ومنفذي الهجوم على مسجد الروضة، خلال صلاة الجمعة ، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص فضلا عن عشرات المصابين.

وكان انفجارا استهدف مسجد الروضة قرب مدينة بئر العبد شمال سيناء، الجمعة الماضية وعندما حاول المصلون الهروب من مكان الانفجار كان ينتظرهم مسلحون خارجه أطلقوا النار عليهم.

ويعد الهجوم هو الأكثر دموية في تاريخ الهجمات الإرهابية في مصر، حيث تجاوز عدد الضحايا أكثر من 450 مصريا ما بين قتيلا وجريح.

وقال اتحاد قبائل سيناء، في بيان، إنه "لا عزاء إلا بعد الثأر من التكفيريين، ولن تنام أعين الرجال حتى تطهير كامل أرضنا من آخر تكفيري يمشي بأقدامه على أرض سيناء الطاهرة، سنقتلكم ولن تأخذنا بكم رأفة، وأنتم جربتم ذلك وشاهدتموه بأعينكم".

ويتخوف مراقبون من أن يؤدي إعلان القبائل نيتها الثأر من الإرهابيين لتشكيل قوة مسلحة جديدة خارج نطاق الدولة وهو الأمر الذي لا تتحمله البلاد حاليا.

وحذر مراقبون من موافقة الدولة على تسليح القبائل خشية من تكرار تجربة الحشد العشائري بالعراق ، داعين لخضوع أي عملية مسلحة لسيطرة الأجهزة الأمنية حتى لا تنزلق البلاد في دوامة حرب أهلية.

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قد أعلن أن السلطات المصرية سترد بـ"بقوة غاشمة في مواجهة هؤلاء الشرذمة المتطرفين الإرهابيين التكفيريين"، معتبرا أن "ما يحدث في سيناء هو انعكاس للجهود التي نبذلها في مواجهة الإرهاب".

وأضاف البيان الذي وصل الوكالة نسخة منه : "المجزرة الجماعية ضد أهل سيناء وقبائلها اليوم وهم يصلون، ستجعلنا نار تحرقكم بالدنيا قبل الآخرة لنلحقكم بنار الآخرة. ولن ينام الرجال حتى القصاص منكم ومن جرائمكم، ليس لدينا لكم محاكمات وسجون".

وطالب الاتحاد "كل رجال وشباب قبائل سيناء بالانضمام لإخوانهم في منطقة البرث للتنسيق لعملية كبرى مع الجيش للإنهاء التام على ذلك الإرهاب الأسود.

وبحسب تصريحات مصرية فقد سقط أكثر من 25 %  من رجال قرية الروضة بشمال سيناء في الهجوم الذي استهدف المسجد أثناء صلاة الجمعة الماضية .

"نعيم جبر" منسق عام قبائل سيناء قال لـ"فرات نيوز"  إن أهالي سيناء سيحاربون كل من يعتدي على الأرض وسيأخذون بثأرهم من القتلة المجرمين الذين نفذوا عملية مسجد الروضة .

وفجر جبر مفأجاة من العيار الثقيل حيث اتهم الموساد بالضلوع في هجوم المسجد مشبها الجريمة بعملية الحرم الإبراهيمي التي نفذها مستوطن إسرائيلي بمدينة الخليل ضد المصلين.

وحول التهديدات التي ذكرت بمجلة النبأ الداعشية التي توعدت الصوفيين بالقتل أكد جبر وهو أحد قيادات قبيلة السواركة التي ينتمي لها معظم شهداء مسجد الروضة أن العملية سقط فيها كل من في المسجد ولم يميز القاتل بين صوفي أو غيره فالهدف كان المسجد وعموم المسلمين المصلين وليس الصوفيين .

وأشار إلى أن قبائل سيناء طلبت من القوات المسلحة أن تعيدها لقراها الأصلية التي تم تهجيرهم منها منذ سنوات كي يتمكنوا من المساعدة في مواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه في سيناء.

وكانت الأجهزة المصرية قد قامت بإخلاء عدة مدن بشمال سيناء وتهجير أهلها من أجل سهولة الوصول لمواقع الإرهابيين خشية من تحول المدنيين بالمنطقة لدروع بشرية.

وحول دعوات تسليح القبائل أكد القيادي القبلي أن القبائل ستثأر عندما تعود لقراها ولن نترك القاتل أيا كان من هو.

وشهدت سيناء في وقت سابق من العام الجاري مواجهات بين قبيلة الترابين وتنظيم ولاية سيناء أدى لتدمير عدد كبير من مواقع التنظيم الإرهابي في المنطقة الشرقية لشبه الجزيرة، فضلاً عن مطاردة فعالة من القبائل لقيادات التنظيم، وفق مصادر قبلية.

"ميشيل الحاج" الخبير في مكافحة الإرهاب الدولي اعتبر أن تسليح القبائل بسيناء قد يدفع باتجاه تشكيل حشد  عشائري  شبيه تماما بالحشد العشائري في العراق الذي لعب دورا هاما في المعركة ضد تنظيم ما يسمى بـ الدولة الإسلامية في مرحلة ما.

  وقال الحاج لـ"فرات نيوز"  نأمل أن يفعل الحشد السيناوي ذلك أيضا فيساهم في تحجيم الإرهابيين في سيناء.

وأوضح الخبير في مكافحة الإرهاب أن الفارق بين الوضعين كبير، حيث أن  الدواعش في الأنبار  كانوا ظاهرين ومواقعهم معروفة ،  أما في سيناء فهم مندمجين بين السكان الذين يشكل بعضهم جزءا من هذه القبائل   وهو ما يعرقل فرص المواجهة القبلية للإرهاب خاصة أن معظم العناصر التكفيرية تعيش وسط المجتمع القبلي  وحدوث مواجهة قد تدفع لحرب قبلية بسيناء لا يأمن أحد نتائجها .