في الذكرى الخامسة لتأسيسه.. حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري يؤكد التزامه بثوابته الوطنية

شكل حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري منذ تأسيسه وسط تصاعد وتيرة الأزمة السورية من جهة وانعدام بوادر الحل من جهة أخرى؛ خطوة هامة نحو دمقرطة سوريا والمضي نحو شق طريق حل الأزمة السورية.

وبدأ حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري أولى خطواته على مبدأ ونهج سوريا التعددية الديمقراطية منذ 26 أيلول 2014 مع تأجج شرارة الأزمة السورية، ومنذ ذلك الحين بدأ حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري يخطو خطواته واحدة تلوَ الأخرى لبناء سوريا تعددية ديمقراطية موحدة؛ وكسر شوكة الفتنة والتجزئة الطائفية ونبذ الذهنية الأحادية حتى استطاع اليوم أن يلّم شمل قوى وشخصيات وطنية نضالية ثورية واعية من مختلف مناطق سوريا بغض النظر عن العرق أو الدين؛ ليصبح تحالفاً سورياً نحو سوريا تعددية ديمقراطية.

وبمناسبة حلول الذكرى الخامسة لميلاد وتأسيس الحزب أجرت وكالة فرات للأنباء حواراً مع أحد المؤسسين البارزين في الحزب؛ المستشار السياسي والقانوني لحزب التحالف الوطني الديمقراطي المحامي علاء الدين الخالد ، فإلى نص الحوار:

- يصادف اليوم الذكرى السنوية الخامسة لميلاد وتأسيس حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري باختصار شديد وللتعريف أكثر بحزب التحالف؛ من هو حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري وكيف نشأ وماهي الضرورة من تأسيسه ؟

في البداية أحب أن أنوه بأن بذور الفكرة جاءت في أواخر عام 2013 من خلال مجموعة من المثقفين الواعيين المناضلين الطليعين ومن بعض الوجهاء وشيوخ العشائر ومن بعض علماء الدين المتنورين والذين يؤمنون بالحل السياسي السلمي والحوار وقبول الآخر ونبذ الخلافات ووقف نزيف الدم المسال ومحاربة الإرهاب ومنابته بجميع أنواعه ومسمياته والوقوف في وجه التدخلات الأجنبية؛ وبأنه مهما طالت الحروب فنتيجتها هي الحوار والحل السياسي..

وعليه بدأنا بالتحرك والعمل والتواصل من خلال هذه الفكرة التي بنيت على أن الحرب لا تخلق سوى الخراب والدمار والتشريد والتهجير، ونتيجة تبادل الأفكار والآراء كان لابد لنا من إيجاد مظلة سياسية تدعو إلى نبذ الخلافات والابتعاد عن الحروب والدعوة إلى الحوار والتآخي والعيش المشترك وإيجاد أرضية للحلول السياسية السلمية؛ فكانت هذه الأفكار قد بنيت على عدة مرتكزات، منها:

الدين لله والوطن للجميع؛ وبأن سوريا لجميع السوريين؛ وأن الجميع هم أبناء سوريا؛ وأن سوريا فوق الجميع؛ والمساواة بين الجنسين؛ وإعطاء الدور الهام والبارز للشباب من كلا الجنسين كون الشباب هم بناة المستقبل وعمادها.
وإن هذه المرتكزات الستة تنحصر في (الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً) فقبل التأسيس شنت المجموعات الإرهابية المتمثلة بجبهة النصرة وداعش هجمات علينا؛ لجأنا إلى بعدها عفرين؛ وبعد أن هدأت الأمور قليلاً؛ حيث سمحت وسنحت لنا الظروف المكانية والزمانية لعقد المؤتمر التأسيسي الأول في عفرين وبالفعل عُقد في صالة جين عفرين؛ وكان في يوم الجمعة 26 -9-2014 وحضرتها مؤسسات ومجتمعات مدنية ووجهاء وشيوخ عشائر ومثقفين وأصحاب كفاءات علمية ومهنية وحرفية ومن كافة المكونات الشعبية ومن كافة جغرافية سوريا ومن كلا الجنسين وبمختلف الأعمار.

كانت بذلك ولادة حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري هو يوم الجمعة 26-9-2014 حيث تبنينا في ذلك المؤتمر مبادئ وأهداف عدة منها؛ أولا محاربة الإرهاب،  ثانياً: القضاء على البؤر الإرهابية ومنابعها، ثالثاً: نشر ثقافة الوعي الوطني التعددي الديمقراطي، رابعاً: التآخي والعيش المشترك وبناء سوريا ضمن لوحة فسيفيسائية فيها جميع الألوان بحيث تعطي رونق وثقافة أجمل، خامساً: الدعوة إلى الحوار والحل السياسي السلمي والوقوف ضد أي تدخل أجنبي في سوريا وإن الخلافات السورية يجب أن تكون قبل كل شي مبنية على حوار سوري سوري.

طبعا موضوع المرأة والمساواة بين الجنسين وإعطاء الدعم لجيل الشباب كون الشباب هم بناة وعماد المستقبل في بناء سوريا المستقبل وتلاقي كافات الثقافات وتمازج الثقافات للشعب السوري بغض النظر عن العرق والدين؛ وعليه أستطيع أن أعرف حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري بأنه هو تجمع سياسي، يتمتع بالشخصية الإعتبارية؛ وذو كيان مستقل، ولا يرتبط بأي جهةٍ سوى الوطن.

ويؤمن بالديمقراطية القائمة على التعددية بكافة أشكالها والعمل الجماعي المؤسساتي؛ وإن الثروة الحقيقية لسوريا؛ هي المواطن السوري.

-ماهي توجهات حزب التحالف الأيديولوجية إن صح التعبير؟
 

هو حزب سوري سوري يتركز على قاعدة سوريا لكل السوريين وسوريا فوق الجميع والجميع أبناء سوريا، فالدين لله والوطن للجميع والمساواة الفعلية والحقيقية بين كلا الجنسين وإعطاء الدور الهام والبارز لجيل الشباب والحوار السياسي السلمي نبذ العنف والتطرف ومحاربة الإرهاب بجميع أشكاله وألوانه وزرع ثقافة الوطن والوطنية ومبدأ المواطنه والسعي والنضال مع كافة مكونات الشعب السوري لتنال كافة حقوقها الثقافية والمشروعة لأمهم كلهم أبناء وطن واحد؛ واعتماداً على مبدأ المواطنة يحق لكافة مكونات الشعب السوري أن تنال حقوقها لتعزز اللوحة الفسيفسائية الجميلة التي تجمع العربي والكوردي والسرياني والآشوري والكلداني والشركسي والشيشاني والداغستاني والتركماني والأرمني والأرناؤوطي من جهة

والمسلم والشيعي والعلوي والدرزي والإسماعيلي والمسيحي والإيزيدي والزردشتي وكل المعتقدات والأثنيات الموجودة في سوريا.

نحن نتبنى العلمانية لأنه إذا أردنا الديمقراطية فلابد من تطبيق العلمانية. وكل ديمقراطية لا يناضل بها تحت سقف العلمانية فهي ديمقراطية جوفاء.

وهناك حركات تحررية سابقاً؛ وأحزاب سابقة؛ ودول سابقة؛ طبقت الديمقراطية تحت سقف العلمانية وقضت على جميع الخلافات الدينية والعرقية واللونية والإثنية بكافة أشكالها على اعتبار أن الدين لله والوطن للجميع والجميع أبناء الوطن والجميع متساوون في الحقوق والواجبات وذلك تعزيزاً وتكريساً امبدأ المواطنة.

نحن في حزب التحالف أعطينا الأولوية للمواطن السوري بغض النظر عن العرق أو الدين؛ وذلك من خلال ثلاث مبادئ دستورية هي الوطن والمواطنة والوطنية؛ هذه كانت أيديولوجيتنا بالخط العريض؛ وتتفرع إلى جزئيات مرحلية آنية؛ ومنها مستقبلية.

نحن كحزب لدينا أيديولوجية بعيدة المدى باعتبار أصبح لنا نشاط ووجود في كافة الأرجاء السورية؛ ولنا شخصيات وأعضاء في كافة الأرجاء السورية.

وحالياً؛ لدينا عدة فروع؛ منها فرع عفرين وفرع جندريسه وفرع الشهباء وفرع منبج وفرع الطبقة وفرع الرقة وفرع حلب؛ ونعمل على تشكيل فروع للحزب في جميع المحافظات والمناطق السورية.

وهناك كوادر ومؤهلات وأعضاء وجماهير مؤيدة وجاهزة؛ ولكن بسبب الظروف الأمنية الحالية لم نستطع الإعلان عنها حرصاً على سلامة وأمن أعضاء حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري؛ ويشاركون في كل المناسبات وبكل الاحتفالات الوطنية والقومية باسم حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري.

- خمسة سنوات على انطلاقة الحزب؛ ما هي أهم انجازاته وكيف ينظر حزب التحالف إلى الأزمة السورية وما هي الحلول وما المعوقات؟

طبعاً عقدنا عدة لقاءات وندوات سياسية؛ وشاركنا في عدة مؤتمرات محلية ودولية منها مؤتمر منصة آستانا 2 السياسية التي عُقدت بتاريخ 2 / 10 / 2015 ورفضنا المشاركة في مؤتمرات أخرى لأسباب تتعلق بأيدولوجيتنا؛ وقمنا بدعوة عدة أحزاب سياسية من الداخل السوري وخارجها؛ وتناقشنا معهم؛ وتوصلنا إلى قرارات بأن ندعو إلى مؤتمر سوري سوري عام لنصل إلى أرضية لتكون ثوابت ومنطلقاً للحل السياسي السلمي؛ وكان آخرها في الشهر السادس في حلب حيث تم من خلالها دعوة عدة أحزاب من سوريا.

وفي عام 2017 كان المؤتمر العام الثاني للحزب بعد المؤتمر التأسيسي؛ تم دعوة مجموعة من الأحزاب السورية؛ المعارضة والمرخصة؛ وشخصيات معارضة وسياسين وشخصيات مستقلة؛ كانت الدعوة لإنعقاد مؤتمر عام للوصول إلى أرضيات وثوابت للحل السياسي السلمي الوطني الشامل، لأننا نحن كحزب التحالف نقول دائما بأن الحلول لا تكون جزئية!، ونقول: لا للحلول الجزئية!!

سوريا وصلت لوضع لا تجدي فيه الحلول الجزئية أو الترقيعية كما تسمى باللهجة العامية؛ نحن بتنا بأمس الحاجة إلى حل سياسي سلمي وطني شامل جذري؛ بحيث يضم فيها كافة الأعراق وكافة الأديان وكافة الإثنيات وكافة المكونات بغض النظر عن العرق أو الدين، باعتبار أن كلمة الإنسانية وكلمة نحن سوريون تجمعهم؛ لكي نحافظ على سوريا ونحارب الإرهاب ونحارب ضد أي تدخل أجنبي في سوريا ونضع ثوابت حلول ونصل لحل سياسي سلمي شامل.

ولدينا الإستعداد والقناعة بأن نتحاور جميعا مع بعضنا البعض بدون شروط مسبقة؛ لنضع أرضية الحوار على الطاولة وعلى الدولة السورية أن لا تنظر بأنها كسوريا قبل 2011 يجب أن تُراعي الوضع الداخلي والوضع المحلي والإقليمي والدولي في سبيل الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً.

اما كيف نحافظ على وحدة سوريا ارضاً وشعباً؟ فعلينا أن نشارك في هذه الحلول كل المكونات السورية بدون استثناء؛ وإلا أصبحت حلولاً جزئية ترقيعية، لها انعكاسات ارتدادية سلبية مجدداً.

يعني كأننا نصب الزيت على النار مجدداً؛ وكأننا لا نُريد إنهاء الأزمة السورية. وهذه نظرة التحالف الوطني للحل السوري الشامل.

أما بخصوص المعوقات التي تقف أمام حل الأزمة السورية فهي التدخل الإقليمي؛ التدخل الدولي؛ الإرهاب المتمثل بداعش وجبهة النصرة وحزب الإخوان المسلمين؛ الفصائل العسكرية المؤدلجة.

كما أن الدول التي تدخلت في سوريا ليست لها مصلحة في إسراع عملية الحل السياسي السلمي حيث جعلوا من الأراضي السورية ساحة لتصفية حساباتهم الإقليمية والدولية؛ ولتحقيق مكاسب شخصية دولية؛ وباتوا يحاربون في سوريا حروباً بالوكالة؛ لتحقيق مصالحهم خارج سوريا.

تركيا مثلاً تربط الأزمة السورية بالكرد بقبرص باليونان بموضوع الغاز في البحر المتوسط بالخليج العربي بمصر بالسودان بليبيا بقطر!!

وإيران تربط المسالة السورية بالخليج العربي وبلبنان وبسوريا والحرب الإقتصادية المفروضة عليها ومسألة النووي لتنفيذ استراتيجيتها الدينية.

وروسيا لديها استراتيجية قديمة وبعيدة المدى في سوريا.. وقلنا سابقاً إن روسيا لا ولن تتخلى عن سوريا لوجود هذه الاستراتيجية القديمة والبعيدة المدى؛ ووجود اتفاقيات مسبقة بينها وبين الدولة السورية.

الشئ الثاني أن روسيا التي أصبحت تلعب مجدداً دور الثنائية الدولية ليس لديها موطئ قدم على المياه الدافئة في البحر الابيض المتوسط إلا في سوريا، إذاً روسيا باقية؟!.

وهناك طرفين في الصراع؛ وهناك مصالح دولية؛ وهناك طرفي صراع دولي؛ طرف تتبناه روسيا الاتحادية وطرف يتبناه التحالف الدولي برعاية الولايات المتحدة الأمريكية.

ففي عام 2016 حصل لقاء لافرووف -  كيري أو اتفاقية لافرووف - كيري السرية؟!.

بالنسبة لنا؛ نشبهها باتفاقية سايكس بيكو؟!.

لأن هذه الاتفاقيه لم يعلن نهائياً عن مقراراتها ولا عن نتائجها، للكن من خلال الإحداثيات والتقاطعات والتقارير والوقائع العملية على الأرض محلياً وإقليمياً ودولياً نرى أنه بدأت تطفو على السطح، شرقي الفرات بإدارة التحالف الدولي الأمريكي؛ وغربي الفرات بإدارة روسيا الاتحادية.

التحالف الدولي يحارب الإرهاب شرق الفرات؛ وروسيا الاتحادية تحارب الإرهاب في غرب الفرات، وكأن هناك تقسيم دولي. وإذا تحدثنا عما حصل منذ عدة أيام حول الاعلان عن تشكيل اللجنة الدستورية؛ فهذه لجنة دستورية غائب عنها الشعب السوري لأنها من مخرجات سوتشي وآستانا لتحقيق مصالح روسيا وإيران وتركيا.

طبعاً تركيا لديها مصالح أولاً؛ ومن وجهة نظرنا كتحالف وطني ديمقراطي سوري من آلية تشكيل اللجنة الدستورية والتي تعززت بالإعلان عنها من قبل المبعوث الدولي الخاص بسوريا والكل توافقوا عليها وهنا المعارضة التي تتبناها تركيا قد اكتسبت الصفة الشرعية الدولية؛ فالكل سيجلسون في قاعة واحدة وهناك رئاسة مشتركة؛ هنا اكتسبت الشرعية فهذا سيكون مدخلاً لتركيا بأن تكون لها اعضاء ممثلين في حكومة الدولة السورية مستقبلاً حتى تمثل سياسياساتها؛ وأنا أجزم بأن هذه الشخصيات ستكون من حزب الاخوان المسلمين.

الشئ الآخر أعطت مهلة للحل السياسي الذي لم يحن موعده بعد؛ وسيكون هناك لجنة دستورية أولى وثانية من أجل اطالة عمر الأزمة؛ نحن من وجهة نظرنا في حزب التحالف نرى بأن بوادر الحل السياسي السلمي التي تنطوي تحت مظلة القرار الأممي 2254 ومقررات جنيف لعام 2012 ستكون في بدايات عام 2021 وإلى تلك اللحظة سوف تكون هناك عدة معطيات محلية وإقليمية ودولية؛ لأنه يجب تن يكون الحل السياسي السلمي في بدايات 2021 وتحت سقف ومظلة القرار الأممي رقم 2254 الذي صدر بتاريخ 18-12 -2015 وفق مقرارات جنيف 1 لعام 2012 وتحت الفصل السابع.

إذاً.. تشكيل اللجنة الدستورية هو عبارة عن مضيعة وهدر له لعدة أسباب ومنها:

ليس هناك أي إتفاق حول أية مبادئ فوق دستورية؛ وليس فيها أركان ولا شروط ولا مبادئ ولا آليات دستورية، وليس فيها أخصائيين وخبراء دستوريين ومؤهلات وكفاءات في النظم السياسية والقوانين الدستورية، وبعيدة عن الأركان والثوابت الأساسية لوضع أي دستور كان، وكان الشعب السوري غائباً عنها، وإعطاء مكاسب لرجب طيب اردوغان في سبيل تحقيق مصالح سياسية؛ يعني روسيا وبالتدخل التركي، انقلب السحر على الساحر؛ حيث أصبحت تركيا تبتز روسيا أكثر من أمريكا.

إذاً.. اللجنة الدستورية ولدت ميتةً؛ لتحقيق غايات سياسية ومصالح أخرى؛ وليس الهدف منها إيجاد حل سياسي سلمي.

- دائما ومن خلال مؤتمراته واجتماعاته المنعقدة يشير حزب التحالف إلى عدة أمور ومنها التمسك بالهوية السورية الوطنية من خلال الدعوة لاعتماد مبدأ المواطنة والتعددية والحديث عن الحل السوري السوري وعلى طاولة المفاوضات بعيداً عن لغة السلاح وعودة اللاجئين وعدة أمور أخرى؛ فهل هناك في هذا السياق تيارات وأحزاب وأطراف سورية معارضة أو موالية تتوافق معكم في هذه الأطروحات والأمور؟

طبعا كانت هناك، وكانت قليلة في ذلك الوقت؛ كانت معظم الأحزاب التي تدعي بأنها معارضة لها أجندات خاصة وأصبحوا يتهموننا بالتشبيح وبأننا موالون للنظام، لأننا كنا أول حزب طرح الحوار والحل السياسي السلمي، وبأنه ومهما طالت الأزمة سوف يكون هناك حوار وسوف يكون هناك حل سياسي سلمي يجب أن لا نُعطي المجال للأجندات الخارجية بأن تتدخل بين مكونات الشعب السوري وتزيد الطين بلة أو تصب الزيت على النار؛ كانت هناك أحزاب مؤيدة لفكرتنا باعتبارنا كنا ننبذ العنف وندعو إلى محاربة الإرهاب كانت هناك أحزاب شمال شرق سوريا تؤيد هذه الفكرة وحتى هيأت لنا الظروف المكانية في مدينة عفرين آنذاك لعقد المؤتمر التاسيسي الأول وتم دعوة كافة مكونات المجتمع السوري إلى عفرين ومن كافة الجغرافية السورية ومن مختلف الأعمار من الجنسين كانت هناك أحزاب من شمال شرق سوريا كانت مؤيدة لنا لأنهم كانوا مؤمنين بمثل هذه الأفكار منذ بداية الأزمة السورية أما الكثير والكثير من الأحزاب الأخرى كانت معارضة لنا واتهمتنا اتهامات ثانية؛ نفس تلك الأحزاب في عام 2014 التي كانت تتهمنا بأننا مع النظام، وبأننا شبيحة؛ بدأو يبحثون عن الحوار ولن يحصلوا عليه لأنهم أصبحوا أطرافاً لأجندات خارجية سواء خليجية أو تركية أو اوروبية ودخلت شخصيات أجنبية ودخلت النصرة وولد من رحمها تنظيم داعش وكل التسميات الإرهابية كل واحدة لها طيف سياسي من وراء الستار؛ مثلاً حركة احرار الشام هو الجناح العسكري للإخوان المسلمين؛ وتركيا حزب العدالة والتنمية نصبت نفسها خليفة على الدول الإسلامية والعربية وأصبحت الأب الروحي لحزب الإخوان المسلمين التي تبنتها في شخصية أردوغان.

نحن في حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري ومنذ تأسيسه نقول إن تركيا ليس لها علاقة بالأزمة السورية ولا بالثورة السورية؛ تركيا لها أهداف ومطامع استعمارية تاريخية عثمانية ملية، تركيا تريد أن تعيد أمجاد الخلافة العثمانية، تريد أن تنفذ الوثيقة الملية؛ ولذلك بدأت بالتدخل في سوريا لتحقيق مصالحها؛ وماهي مصلحة الإمن القومي التركي إلا ذريعة أقبح من الذنب؛ مثلها مثل مسمار جحا؛ حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب والمرأة؛ كلها حجج وذرائع؛ الغاية منها هو تنفيذ الوثيقة الملية وإعادة أمجاد الخلافة العثمانية؛ وهناك وقائع تثبت ذلك؛ تركيا في كل الوقائع السياسية تريد أن تكون مرادفة ليوم تاريخي عثماني سابق؛  فدخولها إلى الشمال السوري وإلى الباب وجرابلس تماطلت إلى أن توافقت مع حدث قبل 500 سنة معركة مرج دابق، ومعركة عفرين، احتلال عفرين تماطلت فيها إلى أن توافقت مع انسحاب القوات اليونانية من الدولة العثمانية وكانت آخرها في ازمير في شهر آذار عام 1922 بنفس تاريخ احتلال عفرين؛  نفس الشئ إعدام الشيخ سعيد كان ب29- 6-1922 محاكمة عبدالله اوجلان كانت بتاريخ 29-6 حكم عليه بالإعدام؛ يعني تريد أن تعيد أمجاد الخلافة العثمانية فهذه الأمور بات القاصي والداني يعرفها فتركيا كانت منبع الإرهاب وكانت تمولهم كان لديها معسكرات تدريب.

تركيا كانت هادئة لم تحرك ساكناً عندما كانت داعش على طول حدودها ولم تحرك ساكناً وكانت معابرها مفتوحة للإرهاب والعالم كله يعرف بأنها داعمة للإرهاب إلى يومنا هذا سواء في إدلب أو في عفرين حتى بدأت عناصر القاعدة تظهر بشكل علني في عفرين وفي إدلب بدأت بالظهور وهي موجودة بعفرين موجودة في اعزاز وفي الباب أيضا وفي جرابلس؛ فالكل يدرك بأن تركيا سرقت معامل سوريا ونهبت الاقتصاد السوري سرقت خيرات سوريا؛ تركيا كانت المستفيدة من الحرب السورية التي قتلت البشر وحرقت الشجر ولم يسلم منها حتى الحجر؛ وأقصد بالحجر الآثار وسرقة كل الآثار الموجودة في المناطق السورية بشكل عام في إدلب وعفرين بشكل خاص.

- يشير السياسيون والمتابعون للشأن السوري إلى أن تأسيس الحزب في ظل تصاعد وتيرة الأزمة السورية وانعدام بوادر الحل هي خطوة هامة نحو دمقرطة سوريا والمضي نحو حل الأزمة السورية كيف تنظرون إلى هذه التصريحات ؟
من الجيد أن يتحدث الشارع هكذا لأن الشارع يرى بأنه ليست لدينا أفكار عنصرية؛ ليست لدينا ردات فعل، نقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب السياسية المعتدلة التي تؤمن بالحوار وقبول الآخر وبالحل السياسي السلمي؛ ندعو إلى الحوار ندعو إلى التسامح ندعو إلى التآخي ندعو إلى نبذ العنف ندعو إلى تعزيز العلاقة الأخوية ندعو إلى الحفاظ على وحدة الوطن ندعو إلى تحرر المرأة ندعو إلى دعم جيل الشباب ندعو إلى نبذ العنف ومكافحة الإرهاب الى عدم التدخل الاجنبي وإلى خروج كافة الأجندات الخارجية وكافة القوات؛ نحن السوريين نعرف كيف نصل إلى الحلول؛ ومشروعنا السياسي كل سوري يقرأ يجد نفسه فيه؛ فالعرب يجدون أنفسهم في هذا المشروع؛ والكردي والآشوري والسرياني والشيشاني والداغستاني والتركماني والأرمني والكلداني والارناؤوطي؛ كل مكونات الشعب؛ حتى المكونات الدينية والإثنية. الشئ الثاني لنا تواصل كبير؛ لنا ندوات كثيرة ومؤتمرات تعمل على تعزيز الثقة بين الجماهير وخلق ترابط فكري أيديولوجي بين الحزب وجماهيره نحن قادرون على أن نساهم مع بعض الأحزاب الأخرى، لسنا حزباً واحداً لسنا بديلاً عن كل الأحزاب ولكن نساهم بقوة وفعالية بموجب هذه الأيديولوجية إلى دمقرطة سوريا وأن سوريا لكل السوريين ولجميع أبنائها وسوريا فوق الكل والتآخي وتعزيز العلاقات، سوف يكون لنا دوراً مميزاً في دمقرطة سوريا بشكل عام؛ والشعب السوري بشكل خاص بكل مكوناته بغض النظر عن العرق أو الدين؛ نحن نهتم بكل المكونات؛ فكل مكون له حق وحقوق؛ له لغة وثقافة؛ ولذلك من واجبنا أن ندافع عنهم جميعاً.  

- بعد خمسة سنوات من العمل الجاد هل استطاع حزب التحالف أن يوصل رسالته إلى كل أطياف ومكونات الشعب السوري وهل استطاع الوصول إلى كل رقعة من الأراضي السورية؟

أي حزب سياسي إذا قال وصلت أيديولوجيتي وأفكاري إلى كل أفراد الشعب السوري فهو بعيد عن الواقعيه ويدعي المثالية؛ لو كنا وصلنا فلا داعي لكل هذه الأحزاب؛ ولكن لنا جغرافية وشخصيات لديها مؤهلات؛ لديها أفكار تؤمن بها عن إيمان وعقيدة وليس تنظيراً لذلك سوف يكون لنا دور بناء وفاعل في بناء سوريا تعددية ديمقراطية ولسنا الحزب الوحيد في الساحة الساحة السورية؛ فالساحة لنا ولغيرنا؛ والشعب هو حكم الساحة.