فاينانشيال تايمز: أردوغان في مأزق وسيتراجع عن التصعيد في نهاية المطاف
قالت صحيفة فاينانشيال تايمز إن تركيا عانت من أكثر أيامها دموية في الحرب السورية التي استمرت تسع سنوات بعد هجوم على قواتها في محافظة إدلب السورية.
قالت صحيفة فاينانشيال تايمز إن تركيا عانت من أكثر أيامها دموية في الحرب السورية التي استمرت تسع سنوات بعد هجوم على قواتها في محافظة إدلب السورية.
واعتبر تقرير للصحيفة نشر يوم الجمعة تحت عنوان "على ماذا تراهن تركيا في إدلب؟" إن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان ، لم يعد أمامه سوى عدد قليل من الخيارات، بين المخاطرة بتصعيد الصراع والحاجة لتجنب قبول موجة جديدة من اللاجئين. واعتبر التقرير لدى تركيا أهداف متعددة في الحرب الأهلية المستمرة منذ عقد من الزمن، بعضها متضارب في كثير من الاحيان.
وتابع التقرير: "بعد سنوات من القتال، لا يزال أردوغان يرغب في دعم آخر فلول من المعارضة السورية لكنه يريد أيضًا تقييد الاستقلالية الممنوحة للجماعات الكردية السورية التي تحكم جزءًا كبيرًا من شمال شرق سوريا، لكن يُنظر إليها على أنها تهديد للأمن القومي من قبل أنقرة. والأولوية التركية الأكثر إلحاحًا هي منع موجة من اللاجئين من عبور الحدود التركية السورية."
واكد التقرير إن التوترات التركية الروسية تمثل فرصة للولايات المتحدة، بعد أن شاهدوا بقلق أن تركيا، العضو في حلف الناتو، قد اقتربت من موسكو، حيث شعر بعض المسؤولين الأمريكيين بفرصة في تصعيد التوترات التركية-الروسية. لكن أردوغان أخبر الصحفيين الذين عادوا معه من أذربيجان يوم الأربعاء أن وعود الدعم الأمريكي لم تتحقق. ولم يُظهر المسؤولون الأتراك بعد أي علامات على استعدادهم للتخلي عن شراء نظام الدفاع الجوي الروسي إس-400، وهو موضع خلاف رئيسي في علاقة تركيا بالولايات المتحدة.
أما في تركيا، فإن أحزاب المعارضة التركية تنتقد بشدة سياسة أردوغان في سوريا. ويتساءلون لماذا يموت الجنود الأتراك في إدلب. ومع ذلك، فإنهم يعارضون بشدة أن تستقبل تركيا المزيد من اللاجئين.
ولفت التقرير إلى فقدان أردوغان للدعم الداخلي لسياسته في سوريا، بالقول: "مثل روسيا، تريد أحزاب المعارضة من أنقرة أن تعترف بنظام الأسد. وفي الوقت نفسه، يتعرض أردوغان لضغوط من القائد القومي المتطرف دولت بهجلي، شريكه الفعلي في التحالف الحاكم، الذي حث الرئيس التركي على اتخاذ موقف قاسي ضد موسكو ودمشق.
وأكد التقرير إن هذه المطالب المتنافسة تضع أردوغان في مأزق. ونقلت "فاينانشيال تايمز" عن نيجار جوكسيل، مدير مركز "مجموعة الأزمات الدولية" في تركيا، "إن الخروج من إدلب تمامًا، والسماح للاجئين بالدخول إلى تركيا والسماح للأسد بأخذ هذا الفضاء ليس فكرة سوف تكون مقبولة في المجتمع التركي"، "لكنني لست متأكدًا من أن هناك الكثير من التأييد لمحاولة دفع النظام السوري إلى الانسحاب، والقيام بذلك على حساب أرواح الجنود الأتراك. لا توجد حلول جيدة ".
وقال الباحث سونر جاغابتاي مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أنه يتوقع أن يتراجع أردوغان في نهاية المطاف ما لم يكن هناك دعم قوي من الولايات المتحدة. وقال "أعتقد أننا سنرى نتيجة يأخذ فيها الأسد مساحة كبيرة وتنتهي تركيا بالكثير من اللاجئين". لكن آخرين يحذرون من أن تركيا مستعدة للمخاطرة بالتصعيد الذي يمكن أن يكون له تداعيات واسعة النطاق ليس فقط في سوريا ولكن أيضًا في ليبيا، حيث تدعم تركيا وروسيا أيضًا الأطراف المتصارعة في ليبيا.