تستمر العمليات العسكرية التركية في إطار هجماتها الاحتلالية على مناطق شمال وشرق سوريا، بهدف تمزيق الجغرافية السورية بالاعتماد على الفصائل السورية المرتزقة التابعة لدولة الاحتلال التركي؛ هذه الهجمات الوحشية التي أدت لنزوح عشرات الآلاف من الأهالي في سياسة تطهير عرقي واضحة المعالم وفرض الإرهاب على المنطقة لإحداث تغيير ديموغرافي قاتل لمكونات شمال وشرق سوريا.
وفي مقابلة له مع وكالة أنباء فرات (ANF)، أكد الرئيس المشترك لمجلس دير الزور المدني، الدكتور غسان اليوسف أن مشروع الأمة الديمقراطية، هو مشروع وطني سوري بامتياز ويتشارك فيه كافة المكونات السورية في المنطقة.
واستهل اليوسف حديثه قائلاً "شهدت مناطق شمال وشرق سوريا تحريراً واسع النطاق، بعد أن اتخذت بعد اتخاذ قوات سوريا الديمقراطية قرارها بتحرير كافة المناطق والمدن من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، وإعلان النصر على داعش بتاريخ 23 آذار 2019، هذا الأمر الذي خلق ارتياحاً وانطباعاً إيجابياً لدى شعوب شمال وشرق سوريا."
وأضاف اليوسف "بعد الاستقرار النسبي الذي شهدته المناطق سياسياً وإدارياً، ومشاركة جميع المكونات بالقرار العسكري والسياسي، وأدى هذا الاستقرار إلى انزعاج كبير لدى بعض القوى الإقليمية والمحلية، ولكن الجميع في مناطق في مناطق شمال وشرق سوريا من جميع المكونات والعشائر الموجودة ينظرون إلى هذا الإنجاز بأنه يمثل تطلعات وآمال الجماهير، وهذه حقيقة واقعة في هذه المنطقة."
وأشار اليوسف "تشهد منطقتنا نوعاً من الأمان والاستقرار في ظل مشروع الأمة الديمقراطية، الذي نعتبره مشروع وطني سوري بامتياز، يجمع كافة مكونات الشمال السوري في ويشركهم في اتخاذ القرارات، كما يدعو إلى وحدة الصف السوري ونبذ الخلافات، إضافة إلى الدعوة للحفاظ على وحدة الأراضي السورية ضمن مشروع ديمقراطية يكفل عودة الأمن والاستقرار السياسي الدائم إلى عموم سوريا.
وتابع اليوسف " بعد الانتصارات والنجاحات التي حققتها هذه الغدارة وقواتها العسكرية، قوات سوريا الديمقراطية، توجهت بعض القوى الإقليمية والمحلية التي بدت منزعجة فعلاً حيال هذا المشروع الديمقراطي في شمال سوريا، صوب محاربة هذا المشروع، وأقدمت الدولة التركية على غزو شمال وشرق سوريا واحتلت أجزاءً منه في المنطقة الممتدة من سري كانيه إلى كري سبي/ تل أبيض، هذا الاحتلال التركي الغاشم مرفوض من قبل كل سوري شريف."
ولفت اليوسف النظر إلى سياسات التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي التي قامت بها دولة الاحتلال التركي وقال " هدفت الدولة التركية من خلال عزوها لمناطق شمال وشرق سوريا إلى تهجير السكان الأصليين من درياهم، وتوطين الجماعات الإرهابية وعوائلهم في هذه المناطق، ضمن سياسة التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي التي تنتهجها دولة الاحتلال التركي، والتي تسببت في تهجير ما يزيد عن 600 ألف سوري من ديارهم في كل من مناطق عفرين وكري سبي/ تل أبيض وسري، إضافة إلى عمليات النهب والسلب والخطف والانتهاكات اليومية والجرائم التي ترتقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين العزل؛ نعود لنكرر أننا لا نقبل أي احتلال في مناطقنا على طول الشمال السوري وصولاً إلى عفرين الجريحة التي واجهت نفس المصير الذي واجهته كل من سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض."
واختتم اليوسف حديثه بالقول" نحن السوريون نريد ونسعى إلى حوار سوري-سوري يشارك فيه جميع المكونات السورية على مختلف مشاربها الاثنية والدينية، دون تدخل لأية أجندات خارجية؛ كما يتضح جلياً أن الحل في سوريا لن يكون عسكرياً، حتى الحلول السياسية يجب أن تكون بالجلوس على طاولة المفاوضات مع جميع ممثلي المكونات السورية والاعتراف المتبادل بحقوق جميع الشعوب السورية."