عملاء الاستخبارات التركية ينشطون في صفوف المجلس الوطني الكردي (ENKS)

علاقات المجلس الوطني الكردي (ENKS) مع الاستخبارات التركية، تعود إلى حقبة تشكل " الاتحاد السياسي" من أربعة احزاب.  

استدعى الحزب الديمقراطي الكردستاني(PDK)، 17 حزباً كردياً سورياً إلى هولير من أجل شد ثورة روج آفا إلى صالحه في العام 2012، وفي مسافة الطريق إلى هولير حدث انشقاق في حزب مصطفى جمعة، واصبحوا 18 حزباً عند وصولهم إلى هولير، وأسس مسعود البارزاني من هذه الأحزاب ما سمي بالمجلس الوطني الكردي (ENKS).

ونتيجة عدم رضوخ بعض الأحزاب، لسياسات الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، لجأ البارزاني إلى تشكيل مظلة سياسية جديدة تحت اسم " الاتحاد السياسي" حيث ضم الأحزاب التالية (حزب آزادي بشقيه مصطفى جمعة ومصطفى أوسو، حزب يكيتي فؤاد عليكو، البارتي عبد الحكيم بشار) ومن في عام 2015 انطوت هذه الأحزاب الأربعة تحت جناح الحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا (PDK-S).

ونشهد بعد مرور الأيام، أن 14 حزباً من الأحزاب الثمانية عشر التي أسس بها مسعود البارزاني ENKS، قد انضموا إلى هيكلية الإدارة الذاتية الديمقراطية، ولم يتبقى من هذا المجلس سوى أربعة أحزاب ومع ذلك لا يزال مصطلح ENKS يستخدم بشكل رسمي.

الوجه الحقيقي لهذه الأحزاب الأربعة

والأحزاب الأربعة المتبقية من المجلس الوطني الكردي لها من العلاقات مع حكومة AKP-MIT بقدر علاقاتها مع البارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) وبمعرفتهم لأن علاقاتهم هذه نتيجة طبيعية وانعكاس لسياسات الحزب الديمقراطي الكردستاني تجاه تركيا، كما أن الاستخبارات التركية (MIT) لا تكتفي بعقد العلاقات مع هذه الأحزاب في إطار علم ومعرفة الحزب الديمقراطي، بل تتجاوزها إلى عقد العلاقات والتعامل خارج هذا النطاق وبشكل يتجاوز (PDK) أيضاً.

إن هذه الأحزاب التي نتجت عن سياسات الديمقراطي الكردستاني، انضمت إلى ما تسمى بالمعارضة السورية القابعة في اسطنبول وتحولت إلى قوة رديفة للاستخبارات التركية وحكومة العدالة والتنمية، ولهذا السبب كان يتم استدعائهم على الدوام للاجتماع في اسطنبول، إلى جانب ضمهم إلى ما تسمى بالمعارضة السورية، والهدف من كل ذلك كان يتمحور من سلب ثورة روج آفا من اصحابها الحقيقيين ووضعها تحت سيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، لذلك منذ البداية دخلت هذه الأحزاب الأربعة في خدمة الاستخبارات التركية وانضمت إلى كافة المخططات الاحتلالية التي رسمت وترسم بهدف ضرب ثورة روج آفا.

وكانت بداية هذه الاجتماعات عام 2012 في مدينة الرها "أورفا"، حيث ألقت آسايش كوباني القبض على شخص كان حاضراً في الاجتماع المذكور، يدعى علاء الدين حمام أحمد وبحوزته بعض الوثائق والمخططات التي تكشف سعي الاستخبارات التركية بالتعاون مع هذه الأحزاب وبعض القوى الأخرى المتعاونة معهم، لتشكيل مجموعات مسلحة في كوباني وعفرين وفي محيط حلب، بهدف مهاجمة روج آفا واحتلالها.

وكانوا يخططون لشن هذه الهجمات بالتزامن مع الهجمة الشرسة التي شنها تنظيم داعش الإرهابي على كوباني في الربع الأخير من العام 2014، حيث ارسل والي اسطنبول آنذاك واثب شاهين في طلب فؤاد عليكو للمثول أمامه، وإخباره أن كوباني سوف تسقط قريباً وعليكم التوجه إلى كوباني من أجل الاستعداد لاستلام إدارة المنطقة في كوباني، وبالفعل بعد عدة ايام ذهب فؤاد عليكو إلى كوباني وصرح على الحدود بقوله " هناك 4000 من البيشمركه مستعدين للدخول إلى كوباني".

ولا يخفى على أحد كيف أن فؤاد عليكو وحزبه، كانوا على نفس المسار مع الدولة التركية ومرتزقتها في الهجوم الفاشي التركي على منطقة عفرين بقصد الاحتلال، إلى جانب لعبه الدور الخياني والإفصاح علناً عن مشاركتهم إلى جانب جيش الاحتلال التركي في احتلال عفرين وتبرير كافة الفظائع والمجازر والانتهاكات التي ارتكبتها الدولة التركية ومرتزقتها في عفرين.

وبعد احتلال الدولة التركية ومرتزقتها لعفرين، أقدم نظام أردوغان على تشكيل إدارة محلية عميلة تابعة للاستخبارات التركية في عفرين، وضم فؤاد عليكو إلى هذه الإدارة لفترة قصيرة جداً، حيث لم يتحملوا وجود مثل هذا المرتزق الكردي بينهم، وقاموا باستبعاده وعلى الرغم من ذلك لا يزال تحت مظلة الاستخبارات التركية (MIT).

الاجتماعات المنعقدة مع الـ (MIT) والوثائق الثبوتية

ومن المعلوم للجميع أن هؤلاء المرتزقة لم يكفوا عن التعامل مع الاستخبارات التركية إلى يومنا هذا، حيث تشير بعض الوثائق، إلى أن هذه الجماعات نفسها تشارك إلى جانب الـ (MIT) في مخطط احتلالي أوسع يشمل كافة منطقة شمال وشرق سوريا، أي منطقة روج آفا بالكامل، ويتضح من خلال الوثائق المؤخرة التي تمت تحصيلها، أن هذه الجماعات قد عقدت عدة اجتماعات مع الاستخبارات التركية خلال الشهرين الماضيين، وانها تمثل إحدى ركائز المخطط الاحتلالي لأردوغان والاستخبارات، وان هناك مهام موكلة إلى هذه الجماعات المرتزقة في حال حدوث أي هجمة محتملة من جانب دولة الاحتلال التركي

في المرحلة التي تعرضت فيها جميع سياسات الدولة التركية حيال روج آفا بالفشل، هناك ما يكفي من الأسباب التي تدفع بالعديد من الخونة والعملاء الكرد إلى التعامل مع حكومة AKP وتقديم خدماتهم والتعبير عن ولائهم، وأحد الأسباب الرئيسية هو أن الأشخاص الذين يتحدثون الكردية ويعرفون بأنفسهم على أنهم ممثلين عن الكرد، ما هم إلا عناصر من الاستخبارات التركية ويتقاضون رواتبهم الدورية منها، واتضحت من خلال العديد من الوثائق أن الدولة التركية قدمت الأبنية والشقق لفؤاد عليكو، ابراهيم برو، عبدالحكيم بشار، كاميران حاجو، في كل من إزمير واسطنبول، في مقابل أن يشاركوا في تنفيذ مخططات الدولة التركية الرامية إلى احتلال روج آفا.