في حديث لوكالة فرات للانباء ANFوجه المحامي وعضو الهيئة التنفيذية والمستشار السياسي والقانوني للتحالف الوطني الديمقراطي السوري لمقاطعة الشهباء علاء الدين خالدالتحية لشعوب الشرق الأوسط بشكل عام وللشعب الكردي بشكل خاص، واصفاًشهر آذار بشهر النضال والمقاومة والثورات والعطاء والذي يقابله شهر الأزمات والنكبات أيضا بحسب وصفه.

وأكد أن هذه الأزمات لم تقف كعائق في وجه الشعب الكردي وتطلعاته،مضيفاً: "النصر والمقاومة بدأتفي شهر آذار وفي 21 آذار عبر كاوا الحداد وفي هذاالشهر أيضا ارتكبت  مجزرة حلبجه في 16 -3 -1988 وفي هذا الشهر أيضا اغتيل مؤسس العلمانية في لبنان كمال جنبلاط، الذي باغتياله تم القضاء على العلمانية والديمقراطية وسادت الطائفية بكل أنواعها في لبنان، كما أن هذا الشهر أيضا كانبداية النزوح الجماعي من عفرين جراء العدوان التركي والقصف الممنهج وبرفقة مرتزقته وارهابييه على عفرين  في 16مارس 2018".

وأوضح: "نحن حالياًعلى أبواب عيد النوروز، عيد السنة الجديدة عيد المحبة، المقاومة، النصر، التحرير عيد الربيع، بل وعيد كل شئ جديد أو مانسميه مراجعة النفس والتمسك بروح النضال والمقاومة من تاريخ كاوا الحداد إلى يومنا هذا حتى تتحقق أمنيات شعبنا ويحافظ على انجازاته ومكتسباته التي ضحوا من أجلها بالآلاف من الشهداء وما من زهرة ربيعية إلا وارتوت من دماء الشهداء ونحن بدورنا نعاهدهم بأن نسير على خطاهم حتى نحققأهدافنا ومبادئنا فنحن أصحاب حق وأصحاب هدف وأصحاب قضية وحقنا مشروع ونناضل ونكافح لأجله إلى أن يتحقق ولايموت حق مادام وراءه مطالب".

وعن الأوضاع السياسية قال خالد: من الناحية السياسية شهر آذار لهذا العام تكلل واندمج واختلط بعدة آراء وسياسات سواء محلية أو إقليميةأو دولية، فعلى الساحة المحلية رفعنا القبعات ونرفعها دائما لقوات سوريا الديمقراطية التي قضت على آخر نقطة لما يسمى دولة الخلافة المزعومة المتمثلة في داعش من الناحية الجغرافية وهذا انتصار عظيم، ومن الناحية الثانية التقلبات الإقليمية والدولية والمحلية والسياسية والعسكرية إبتداء من شرق الفرات إلى منبج إلى جرابلس المحتلة وإعزاز المحتلة والباب المحتلة وعفرين الفسيفساء عفرين العطاء المحتلة وإدلب المحتلة هذا الاحتلال التركي الممنهج الذي يدعو الى عودة الخلافة العثمانية وتنفيذ الوثيقة الملية التي تحدث عنها أردوغان وحزبه عدة مرات، وخير دليل على ذلك بأنهم أحيوا ذكرى الاحتلال يوم معركة برج دابق بعد 500 سنة، والتي كانت ذكرى انتصار العثمانيين والقضاء على آخر دولة للمماليك في بلاد الشام عامة.

وتابع: "ومن عفرين نجد التغيير الديمغرافي الممنهج والقضاء على البنية التحتية قصف المدنيين قصف الأطفال النساء الشيوخ والقصف الممنهج المتعمد للآثار التاريخية في عفرين هذه الآثار التي هي وثيقة تاريخية تؤكد أن هذه الأرض هي لهذا الشعب والتي تؤكد وجود هذا الشعب على هذه الارض منذ قدم التاريخ إلى يومنا هذا وليس كما يدعي أردوغان ، فالعثمانيون هم محتلون بالأساس.

وقال: "هم احتلوا تركيا هناك عدة قوميات كانوا هم أصحاب الأرض الحقيقيون وأصحاب التاريخ، والحضارات كلها تشهد على ذلك، الكردالأرمن الآشوريين العرب وعدة قوميات أخرى كاليونانين".

وأضاف " ارتكاب المجازر من طبيعة الأتراك والعثمانين والتغيير الممنهج الديمغرافي ومانراه يومياً في عفرين من خطف وفديات وضغط على المواطنين لأجل ترك أراضيهم، كما ويعمدون إلى تغير الحقائق وتزيفيها بترميم الأماكن العثمانية كما حصل في مسجد النبي هوري وبعض الأماكن في قرية ميدان اكبس وغيرها".

وأشار إلى أن تركيا تدعي أنها مع الشعب السوري،وتدعي بأنها مع الثورة ولكن كلها أهداف مبطنة في سبيل تحقيق غاياتها العثمانية التوسعية، مشيراً إلى أن تركيا لديها عداء تاريخي مع الكرد ليس في سوريا وحسب وإنما في العراق في تركيا وإيران حتى القيادات التركية السابقة صرحوابأنهمسيقفون ضد الكرد حتى لو نصبوا خيمة في إفريقيا.

وتابع: "فالعداء تاريخي والذين ساندوهم هم عبارة عن مرتزقة باعواأرضهم وشعبهم وكرامتهم وهم لايمثلون الشعب السوري ولامكوناته ولااثنياته إنما يؤيدونه في سبيل تحقيق مصالحهم الشخصية، وخدمة أجندتهم التركية".

وحول الاحتلال التركي لمناطق الشمال السوري قال خالد: "تركيا لاتناسبها المشاريع الديمقراطية والأمة الديمقراطية ومشروع الإدارة الذاتية، تريد إعادة أمجاد الخلافة العثمانية وتحقيق الوثيقة الملية التي تقول إن حلب ودير الزور والموصل وكركوك هي أراضي عثمانية تركية ويجب ضمهاإلى تركيا كما في السابق كما حصل في قبرص واليونان، فتركيا تعمل على قبرصة الشمال السوري هذا من وجهة نظرهم".

واستطرد: "عندما تقول قبرصة الشمال السوري فذلك لأن لهم اسبقيات في هذا الموضوع فقبرص منذ السبعينيات وحتى اليوم احتلت تركيا قسم كبير منها بحجة حماية التركمان وحتى الآن لم تعترف بها أي دولة في العالم لأنه عمل مخالف للأعراف والقوانين الدولية والأخلاقية، ولكن هذه الشئ لن يتحقق في شمال سوريا، فلسوريا وضع مختلف فهي دولة لها أهداف لها شعب، وعفرين لها أهلها واحتلت أمام مرأى العالم، وهُجر أهلها والتغيير الديمغرافي يسير فيها يوم بعد آخر وكل هذه الأشياء موثقة إذًا هذه الأهداف بتصوري وبقناعتي لنتتحقق،وأيضا تركيا أصبحت على الهاوية وأصبحت مثلالكرة تتدحرج بين الروسي والأمريكان وستغرق في المستنقع السوري".

وتطرق خالد إلى المعارك الجارية في اطار حملة عاصفة الجزيرة قائلاً: تم القضاء على داعش جغرافياً، لكن الخلايا النائمة مازالت موجودة،وهناك الفكر الداعشي ومنابعهلذا فالحذر واجب، كلنا نسمع أحاديث الذين يسلمون أنفسهم سواء كانوا من الرجال أو النساء، ونسمع عن العمليات التي يقومون بها في شرق الفرات".

وأكد: "يجب أن يخضع هؤلاء لتغيير فكري وذهني وهذا يحتاج إلى وقت طويل".

وعن الدور التركي في دعم الإرهاب قال خالد: تركيا معروفة دولياً، هي منبع الإرهاب ومامن داعشي إلا وصرح بأن التسهيلات قدمتها لهم تركيا وأن التمويل كان منها وكذا التدريبات فعندما تعرض عليهم الذهاب إلى وطنهم يقولون: لا إما نذهب إلى إدلب أو تركيا.، يختار ربيبته ومموله وداعمه".

وتابع: "في جرابلس بين ساعات وسويعات ماحدث كان عبارة عن تغير اللباس داعش تحولت إلى فصائل عسكرية، كلنا يعلم  داعش موجود في عفرين وفي إدلب والباب وموجود في جرابلس وأعزاز،فداعش يحمل عدة مسميات ومن وجهة نظري من الناحية السياسية فإن داعش هو الجناح السري والعسكري للإخوان المسلمين وحركة أحرار الشام هي الجناح العسكري العلني للإخوان المسلمين، تركيا عوضاً عن علاقات حسن الجوارنجدها أصبحت منبعاً للإرهاب وتصدير الإرهاب إلى كل سوريا وشمال العراق".

ولفت إلى أن تركيا لها مشاكل داخليةوتقوم بتصدير هذه الأزمات إلى كل من سوريا والعراق الموضوع التركي ليس موضوع كما يدعي بأنها مشكلة أمن قومي هذا عذر أقبح من ذنب، فلسفة اخوانية قاعدية تمددية استعمارية عدائية تاريخية، تريد تحقيق احلام الدولة العثمانية والوثيقة الملية".

وتطرق خالد إلى موضوع المنطقة الآمنة قائلاً: المنطقة الآمنة من ناحية القانون الدولي ومن الناحية القانونية لاتُبنى على أي مبررات قانونية، فتركيا عندما تريد تأمين حدودها وأمنها القومي تستطيع ذلك من داخل حدودها، وليس على حساب أرض دولة أخرى، وأرض شعب آخر هذه الذرائع ليس لها أي مستند قانوني فالمنطقة الآمنه كما تدعيها تركيا تريد  من خلالها أن تشرعن احتلالها وتنفذ أطماعها الاستعمارية وتبيد شعب بالكامل.

وأضاف "المنطقة الآمنة التي تدعيها تركيا حدودها معروفة وسورها معروف سور الفصل العنصري الذي قسم بين شعب واحد في شمال سوريا وفي جنوب تركيا أستطيع أن اسميها جدار الفصل العنصري بين الشعب الكردي".

وأشار خالد إلى اتفاقية آضنة قائلاً:"من ناحية القانون الدولي هو موجود هي اتفاقية سرية ثنائية بين تركيا وسوريا برعاية إيرانية ومصرية كاتفاقية لاتلغى إلا بموجب قرار رسمي من أحد الدول الموقعة عليها سواء كانت سوريا أو تركيا، الروس قالوا للأتراك اتفاقية اضنه، أما الاتراك فهم يريدون المنطقة الآمنة بمساحة 30 كيلومتر، وهذا أكبر مما هو متاح في اتفاقية اضنه والتي تتيح 5 كيلومتر وبالتنسيق والتعاون مع الدولة السورية وليس بمفردها.

ويرى أنه ومن الجهة القانونية فإن الظروف هيأت لسوريا أن تلغي هذه الاتفاقية لأن تركيا هي التي تمردت وهي التي احتلت، إلا أن سوريا تقف موقف الصامت تجاه هذه القضية.

وحول الحوار مع النظام السوري، قال خالد: " لازال النظام السوري رغم مرور هذه السنوات يتمسك بالذهنية القديمة، ونحن مع الحوار ومع الحفاظ على الوحدة الوطنية، وليس التقسيم مثل أولئك الذين احتلوا الأراض ورفعوا الأعلام التركية وصرحوا علناًأنهم يريدون الانفصال وضم هذه الأراضي المحتلة إلى الأراضي التركية.

وأضاف: "نحن نريد حقوقنا القومية والثقافية كشعب أصيل وجزء لايتجزأ من النسيج السوري ضمن وحدة الأراضي السورية وسيادة أرض وشعب ضمن الإدارة الذاتية، فلنا حقوقنا وإدارات تديرنفسها، هذه الإدارة ترتبط بدمشق".

وأكد أن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا هي لتعزيز الوحدة الوطنية وللحفاظ على السيادة الوطنية للحفاظ على وحدة أرض سوريا والحفاظ على وحدة الشعب السوري.

وعن انتفاضة قامشلو قال خالد: "شهر آذار حيث انتفاضة قامشلو عام 2004 في ملعب قامشلو والذي سالت فيه الدماءعبر خطة ممنهجة من النظام،حيث المباراة التي كانتبين فريق الفتوة لدير الزور والجهاد والتي من خلالها استفزوا الشارع الكردي   من خلال رفع صور من قصف حلبجة بالكيماوي وحصلت مشادات بينهم وتبين أن مشجعي دير الزور كانو مخططين لتلك الأعمال ومعهم الحجارة والأسلحة والسكاكين، الموضوع ليس عبارة عن كونها مباراة أو جمهور كانت حادثة مفتعلة ومخطط لها وعوض عن قيام الدولة السورية آنذاك باحتواء الأزمة ومحاسبة الذين خلقوا هذه الفتنة، قاموا بدعم بعض الأشخاص والعشائر بالسلاح، وهذه الواقعة معروفة يعرفها القاصي والداني وفجرت انتفاضة قامشلوعام 2004، ومن قامشلو إلى عفرين إلى كوباني وصولاً إلى قرى الباب وتل حاصل وتل عرن ولكن هذه الثورة قمعت بأيدي الشخصيات الذين يطالبون اليوم بالثورة هم أنفسهم كانوا يقتلون الشعب الكردي.

وتابع: بالأساس الثورة بدأت في سوريا عام 2004، ولكن من يدّعون الثورة والحرية لم يعرفوا استثمار الثورة بل زادوا حدة ونقمة على الشعب الكردي وقتلوا الكثير. حينها النظام اعتقل شخصيات كثيرة ومن ثم تم إخماد هذه الثورة.

وحول مرور عام على احتلال مدينة عفرين قال: عفرين، الزيتون والعطاء، تآمرت عليها الدول، المقاومة التي حصلت في عفرين لم تحصل في أي مكان في العالم، هذه البقعة الجغرافية الصغيرة التي دامت فيها المقاومة 58 يوم أمام أكبر قوة عسكرية في حلف الناتو وأمام أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط استخدمت فيها كل الأسلحة الأرضية والجوية وحتى المحرمة دوليا وكان الصمت العالمي سائداً، مبنياً على المصالح، وخير مثال على ذلك وجدنا صمتاًأمريكياً، وبعد انتهاء المعركة نجد أن رئيس حلف الناتو يهنئ القوات التركية.

ويلفت إلى أن ما جرى يؤكد أنها مؤامرة دولية مبنية على تحقيق المصالح سواء في سوريا أو خارج سوريا،فالمصالح الدولية متشابكة، والمصالح الدولية في الصراع السوري هي تركيةإيرانيةأمريكية روسية فرنسية إنجليزية، والثمن يدفعه جميع مكونات الشعب السوري.

وقال: "مؤخراً ومنذ اسبوع رأينا أن بعض الدول تتحدث عن الجرائم التركية في عفرين، والولايات المتحدة تحدثت منذ أيام عن الانتهاكات لحقوق الإنسان في عفرين في حين كل الانتهاكات موثقة من وقتها، ولم نترك أي مؤسسة أو منظمة حقوقية عربية إقليمية، دولية حتى مجلس الأمن إلا وعرضنا عليها تلك الانتهاكات، لكن المصالح الدولية طغت عليها المصالح".