تحدث عضو الهيئة التنفيذية في منظومة المجتمع الكردستاني KCK صبري أوك إلى برنامج "روجفا ولات" الذي يبث على قناة ستيرك TV مقيّماً هجمات الاحتلال للدولة التركية التي بدأت منذ 9 تشرين الأول وحتى الآن على شمال شرق سوريا. حيث وصف أوك أردوغان "بفاشي العصر" وقال بأن الهجمات على روجافا لن تعزّز مكانة أردوغان.
وقال أوك "إن أردوغان يهاجم وهو على حدود الموت (...) وقد بقي من عمر أردوغان فقط بعض الأسابيع أو بعض الأشهر".
وقال أوك أن شعوب تركيا لن تكسب شيئاً وأضاف "على العكس من ذلك فإن المجتمع وقع في خطر كما أن الاقتصاد والسياسة في خطر. إن أردوغان لا يستطيع تحمل كل هذه الأمور. وبهذه الحالة فإنه لن يستطيع لعب دور أمام روسيا وأمريكا في سوريا. لقد فقد أردوغان كل شيء".
وتحدّث أوك بأنه مع هجمات الاحتلال فإن الشعب الكردي "يرى للمرة الأولى أن الكرد يجب أن يتوحدوا" وتابع "لقد رأوا أن التفرقة والسياسة التي تمارس وفقها لا نتائج لها وعلموا أن الهدف الأساسي لدولة الاحتلال التركي هو هذا".
إنها حرب قذرة لدرجة أنها لا تعترف بأية معايير
وقال عضو الهيئة التنفيذية في KCK صبري أوك "اليوم هناك حرب للاحتلال في روجافا وهي لا تعترف بأية معايير أخلاقية. والحرب بين الشعب الكردي وشعوب شمال وشرق سوريا والدولة التركية تستمر منذ ما يقارب 8 سنوات. وفي كل وقت يدخل فيه داعش أجندة العالم فإنهم بقرار من أردوغان يتجهون نحو المناطق الكردية. وقد قاوم الكرد وشعوب المنطقة في كوباني ضد داعش من أجل حريتهم وكرامتهم ومن أجل الدفاع عن وجودهم. وهذه الحرب كانت في الوقت ذاته حرباً ضد الدولة التركية. لأن أردوغان كان في هذا القتال. ولهذا السبب فإنه ليس فقط اليوم بل منذ 8 سنوات هناك حرب بين شعوب شمال وشرق سوريا ودولة الاحتلال التركي و AKP وأردوغان".
مرتزقة أردوغان نُظموا في تركيا وتمّ تسليحهم هناك
وقال أوك في دوام حديثه "في حال لم يكن شمال كردستان موجوداً فإن أردوغان والدولة التركية لم تكن لتهتم بروجافا بهذا الشكل. وربما لم تكن لتدخل في حرب كهذه. العقلية الفاشية لأردوغان لا تعترف بحق الحياة للكرد. إنهم لا يستطيعون تحمل أن الكرد يعيشون بهويتهم الحرة. خوفهم هو من عيش الكرد بشكل حر وبهويتهم في روجافا التي هي جارة لتركيا. في حال كان الشعب صاحب حياة حرة وديمقراطية فإن ذلك سيؤثر على باكور وتركيا كذلك. وقد قلق أردوغان من هذا الشيء. لذلك فإنه منذ كوباني بدأ بالاهتمام بروجافا وسوريا. وعندما حارب الشعب الكردي ضد مرتزقة داعش والنصرة وغيرهم فإن أردوغان ودولة الاحتلال التركي دعمت هؤلاء المرتزقة. وهذا الشيء موثق".
ذهنية الدولة التركية ليست منفتحة على القيم الإنسانية
وأوضح أوك في دوام حديثه "أن ذهنية أردوغان ودولة الاحتلال التركي وأخلاقهم والباراديغما الخاصة بهم وأيديولوجيتهم ليست منفتحة أبداً على قيم الإنسانية والديمقراطية. وبشكل خاص عندما يكون الموضوع هو الكرد فإنه حتى لو قامت القيامة يريدون التصدي لهم. لهذا السبب حاول سد الطريق أمام النظام الديمقراطي لشعوب شمال وشرق سوريا. ولكن رغم ذلك فقد تم إنشاء نظام".
الأيديولوجية الحقيقية لأردوغان هي أيديولوجية داعش
وفيما يخص ايديولوجية أردوغان قال عضو الهيئة التنفيذية في KCK صبري أوك " إن الأيديولوجية الحقيقية لأردوغان هي أيديولوجية داعش. ولذلك فإنها كانت ضد أيديولوجية الحياة المشتركة للشعوب. وهمه الكبير هو الحياة المشتركة الديمقراطية والحرة للشعوب. الآن يريد الإخلال بالقيم الإنسانية وبالأخلاق واحتلال منطقة شمال وشرق سوريا".
فاشي العصر
قارن أوك بين هتلر وأردوغان وقال "توحّد العالم كله ضد هتلر وهزموه. وأردوغان هو فاشي هذا العصر. لا يوجد أحد آخر مثله. ولا يوجد أحد مثله في تاريخ الدولة التركية أيضاً. وكان هناك العديد من الأحزاب والحكومات في الدولة التركية. وأردوغان هو مثال من ناحيته. ليس هناك أحد مثله في تاريخ دولة الاحتلال التركي. أردوغان فاشي وديكتاتور. ويستعمل العضوية في الناتو بشكل قذر جداً ودون أخلاق. حسناً إلى أية درجة الناتو منخرط في هذه الأعمال وإلى أية درجة أمريكا منخرطة فيها؟ يجب أن يتوضح هذا الأمر وأن يفهم. وهناك بعض الأشياء تتوضح يوماً بعد يوم وستتوضح أكثر".
في حال هُزمت روجافا فإنهم سيتوجهون إلى جنوب كردستان
وقال أوك في دوام حديثه "سبب هجمات الدولة التركية وأردوغان واضح جداً. إن الدولة التركية تتحمل جنوب كردستان بسبب وجود حزب العمال الكردستاني PKK. لكن في حال هزمت روجافا فإن وضع جنوب كردستان أيضاً سيتم القضاء عليه. وكان موقفه واضحاً أثناء فترة عملية استفتاء جنوب كردستان. إنه العقل نفسه والذهنية ذاتها والدكتاتور نفسه. وفي حال انهزم روجافا فإنه بالتأكيد لن يتوقف. سيتم احتلال المناطق بدءاً من ديريك حتى جنوب كردستان. وأردوغان يهدف في فترة حكمه إلى القضاء على إرادة الكرد جميعهم".
أردوغان يهاجم وهو على حدود الموت
وتابع أوك قائلاً "حسناً هل يفعل أردوغان هذا لأنه قوي وصاحب إرادة؟ لا. ونحن على ثقة بأن أردوغان يهاجم بهذا الشكل وهو على حدود الموت. وفي المدة القادمة سنرى كيف أن هذه الهجمات ستنقلب عليه. لن يستطيع الحفاظ على سلطته مع هذه المشاكل. وهو بطبيعة الحال منتهي من الناحية السياسية. ولم يبق شيء يقوله للمجتمع التركي. وهو يتحدث عن الإرهاب فقط. لهذا فإن فاتورة هذا ستكون ثقيلة عليه. الانسانية لن تقبل بهذا. ولن يقبل بها الكرد. ولن يقبل بها شعب تركيا وعمر أردوغان محدود ببعض الأسابيع وإذا لم يكن فبعض الأشهر".
كما قال أوك "أردوغان لا يستطيع فعل شيء دون أمريكا وروسيا في سوريا. يجب على شعوب تركيا مساءلته حول ماذا كسب بهذه الهجمات وما المجد الذي حصل عليه. لم يكسبوا أي شيء. على العكس فإن المجتمع وقع في خطر كما أن الاقتصاد والسياسة أيضاً في خطر. لا يمكن لأردوغان تحمل كل هذا. بهذه الحالة فإنها لا تستطيع القيام بدور إلى جانب أمريكا وروسيا في سوريا. لقد انهزم أردوغان بشكل أساسي.
الآن هناك البعض الذين يقولون إن هذه الهجمات هي عبارة عن فخ من أجل تركيا. ويجب أن يستمع المرء لهذه الآراء. لن يقدم أحد إمكاناته لأردوغان ويقول له بأن يكون صاحب قول بخصوص مستقبل سوريا".
مهما كانت النتيجة فإن الشعب الكردي سينتصر
ولفت أوك إلى المقاومة ضد هجمات الاحتلال وقال " في هذه الحرب فإن قوتنا هي في أننا مصممون ومحقون ونستند على الشعب. وهناك شيء آخر وهو أن الضمير العالمي إلى جانبنا. العالم كله معنا. الشعب الكردي سيقاوم حتى النهاية. مهما كانت النتيجة فإن الكرامة العالمية والشعب الكردي سينتصران".
كما قال أوك "من الخطأ أن ينتظر المرء من القوى العالمية الأخلاق والمعايير. إنهم يتصرفون وفقاً لمصالحهم. وقد اتفقوا مع أمريكا والتحالف ضد داعش من أجل مصالحهم. وكان الاتفاق معهم أيضاً نتيجة الحاجة. ولم يكن اختياراً. موضوع آخر يجب أن يسأل عنه المرء هو كيف خرج داعش وكيف قامت بتنظيم نفسها ومن قام بذلك وكيف جعلوه بلاء للكرد وبخاصة للإيزيديين والإنسانية جمعاء".
لا يستطيعون القتال بدون دعم جوي
وقال عضو الهيئة التنفيذية في KCK صبري أوك في دوام حديثه "في حال وقف التحالف وأمريكا ضد أردوغان فإنه لم يكن ليستطيع القيام بهذه الهجمات. ولكنهم يقولون بشكل واضح إنهم لن يقفوا ضد هجمات أردوغان. لكنهم كانوا يستطيعون رغم ذلك إغلاق المجال الجوي أمام دولة الاحتلال التركي. وفي حال حدث ذلك فإن الوضع كان سيكون مختلفاً.
في تلك الحالة لم يكن بمقدور الجيش التركي ومرتزقته أن يقاتلوا أمام قوات سوريا الديمقراطية QSDو YPG و YPJ. لم يكن ذلك ممكناً. ولكنهم لم يغلقوا المجال الجوي. هل هناك خطط لترامب وبوتين بخصوص أردوغان وهل يريد أحدهم استخدامه ضد الآخر أم أن الخطة مشتركة، هناك أفكار لنا بهذا الخصوص. ولكن في الأيام القادمة يجب أن يحاول المرء أن يفهم الأمر بشكل أكبر".
التحالف قام بدور مدمر
ولفت أوك النظر إلى دور التحالف وقال "لقد قام التحالف وأمريكا بدور مدمر جداً. ولم تكن الإدارة الذاتية غافلة عن هذه الأشياء. وقد اعترض ماكغورك وبعض الجنود والجنرالات المتقاعدين والمثقفين والأكاديميين ضد هذه الأشياء التي كانت تفعل.
وقد رأى هؤلاء حقيقة الشعب الكردي وصدقهم. فالشيء الذي قاله الشعب الكردي فعله. وقد كان من الممكن لأمريكا أن توضح موقفها في حال استمعت إلى هذه الأشياء. ولكن أمريكا لم تفعل ذلك وذلك بشكل وقح وبحسب سياسية المصالح. والآن يتم الحديث عن الضغوط الاقتصادية.
ولا نعرف ما الذي سيفعلونه. ويمكن أنهم بشكل حقيقي حاولوا منع الحرب لكنهم لم ينجحوا. موقف روسيا مهم.في حال أرادت روسيا وسوريا فإن حل المشاكل كان سيكون أكثر سهولة. وكان هناك فرصة لهذا. ولكنهم لم يأتوا لهذا الطرف. ولكن من الواضح أنه في أنقرة في الاجتماع المنعقد في إطار آستانة تمّ اتخاذ القرار بالهجوم. وكانت أمريكا والتحالف تمّ إعلامهم حول هذا الموضوع.
ومن الواضح أنهم يسندون الهجمات إلى اتفاقية أضنة. ويريدون بهذا الشكل إضفاء المشروعية على هجماتهم. اتفاقية أضنة كانت ضد إرادة الشعب الكردي لكن هذه الهجمات هي تتجاوز إطار اتفاقية أضنة. وقد فتح بوتين وروسيا الطريق أمام هذا الشيء. وقد حصلت الدولة التركية على قوتها من هذا الأمر".
الأحداث فرضت الاتفاق
وقال أوك فيما يخص التفاهم الأخير بين الإدارة الذاتية ودمشق " ليس من المعروف كم ستدوم الاتفاقية بين الإدارة الذاتية والنظام. ولكن من الواضح أن الإدارة الذاتية والنظام اتفقا على بعض المواضيع. ولكنها برأيي جاءت متأخرة. فالإدارة الذاتية أرادت دائماً القيام بهذا الشيء. لكن النظام وروسيا لم يكونوا يوافقون. وكانت هناك بعض اللقاءات في دمشق وموسكو. والإدارة الذاتية كانت تقول على الدوام إنه ليس لديهم هدف لتجزئة سوريا. لكن النظام السوري لم يفعل ذلك ولم يكن يرى القوة في نفسه لفعل ذلك ولم يعثر على العقل اللازم".
وتابع أوك قائلاً: "وقد رأت الإدارة الذاتية أنه ضد هجمات الدولة التركية الفاشية فإنه يجب الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ويجب ألا يهاجر الشعب. وكانت أرادت هذا الشيء. ورأت أنه في حال احتل الجيش التركي ومرتزقته شمال سوريا فإن هذا سيصعب أمور دمشق والكرد كذلك. وقد فرضت الأحداث توحيد القوى. والشيء الصحيح هو أن ينفذ هذا الاتفاق".
سيكون من الجيد لجميع شعوب سوريا أن يطبق الاتفاق
وقال أوك كذلك "على دمشق أيضاً أن تكون قد رأت أنه في حال سيطرة الدولة التركية على إدلب، جرابلس، عفرين، الباب، منبج وكل أرض شمال شرق سوريا فإنه لن يبقى هناك شيء بين أيديهم. ويجب أن يكون رأوا أنه لن يكون لهم حق بالتحدث على مستقبل سوريا وروسيا " وتابع حديثه قائلاً "لذلك في حال طبق الاتفاق فإنه سيكون جيداً لجميع شعوب سوريا وستنتصر شعوب سوريا".
بيانات الدعم قيّمة
وقال أوك حول المقاومة والموقف العالمي "في حال تهدمت الدنيا أيضاً ومهما كان الثمن فإن الكرد اختاروا حياة مشرفة. مهما حصل فليحصل فإن النصر سيكون حليف الشعب الكردي. الكثير من الأوساط تتكلم ويعطي الاتحاد الأوربي تصريحات ويقفون ضد الهجمات لكنها لا تكفي لتكون رادعة. وقد أصدرت العديد من الأوساط بيانات. ومهما كانت غير كافية للردع فإنها ذات معنى وقيّمة".
يجب أن تتحد القوى
كما قال أوك "شعب باكور أيضاً غاضب تجاه أردوغان والمجازر. لكنه لا ينتفض. لكن على الضمير أن يدفع المرء للانتفاض. وحزب الشعوب الديمقراطي HDP يقوم بدور القيادة ولكنهم منعوا الاحتفالات بذكرى تأسيس HDP. على الجميع أن يكونوا واضحين في مواقفهم. يجب أن تتحد القوى" وتابع " يجب أن تبدي الشعوب أيضاً مواقفها وأن تؤثر على دولها".
إنها المرة الأولى التي يرى الكرد فيها ضرورة التوحد
وقال عضو الهيئة التنفيذية في KCK صبري أوك في النهاية: "نقطة أخرى هي موقف الوحدة الوطنية التي تطورت بين الكرد. يجب على الجميع أن يطور من هذا الموقف وأن يتحول إلى تنظيم. وقد رأي الكرد للمرة الأولى أنه يجب أن تكون هناك وحدة وطنية. ورأوا أن التجزئة وممارسة السياسة وفقها لا نتيجة لها ورأوا أن هدف الدولة التركية الأساسي هو هذا".
الدولة التركية هي عدو الشعب الكردي
وقال أوك في الختام " دولة الاحتلال التركي هي عدوة الكرد في جميع الأجزاء. وقد أظهر الهجوم على روجافا هذه الحقيقة. الدولة التركية هي عدوة الشعب الكردي. وقد رأى الكرد جميعهم هذا الشيء. يجب ألا يفكر أحد بإنشاء علاقة مع دولة الاحتلال التركي وألا يمارس سياسة بهذا الشكل وسيكون هذا مستمراً دائماً ويجب ألا يقع أحد في خطأ كهذا. السياسة الأساسية لدولة الاحتلال التركي هي استعمال الأحزاب الكردية والأجزاء الكردستانية ضد بعضها البعض. يجب أن يرى الكرد بوضوح أنه في حال ذهب جزء فإن الجزء الآخر أيضاً سيذهب.
يجب ألا يخدع أحد نفسه. وقد ظهر هذا الأمر جلياً في استفتاء جنوب كردستان. قد لا يفهم الكرد بعضهم البعض أحياناً، وقد ينتقدون بعضهم البعض بشكل شديد أحياناً. لكننا مع ذلك يجب أن نعلم أنه في حال كنا موحدين فإننا نستطيع الحفاظ على وجودنا. يجب على الكرد الالتقاء بسشكل عاجل والتحرك معاً. على الأحزاب الكردية الالتقاء مع بعضها وتشكيل الوحدة بينهم.
الكرد في الأجزاء الأربعة يطلبون من السياسيين والأحزاب الاتحاد. وقد أنشاً الشعب وحدته والآن يجب على الأحزاب أيضاً إنشاء وحدتهم".