في لقاء مع وكالة فرات للأنباء (ANF)، تحدث شيخموس احمد، مدير مكتب شؤون النازحين واللاجئين ونائب الرئاسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في شمال وشرق سوريا، عن آليات العمل والهيكلية التي تعتمد عليها الهيئة في تسيير أمورها وإدارة التنسيق مع الإدارات الذاتية في المقاطعات الثلاث.
وقال السيد شيخموس إن آلية عمل الهيئات تبدأ من الكومين مروراً بمجلس البلدة والناحية إلى مجلس المقاطعة والإقليم وذلك تماشياً مع نظام الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لتأمين احتياجات المجتمع من أصغر قرية إلى أكبر مدينة ولنقل هموم المجتمع والصعوبات والمشاكل التي تتواجد فيها إلى الجهات المعنية بإيجاد الحلول لها كلاً في موقعه وضمن صلاحياتها.
وأضاف قائلاً: "تحقق هذه الألية التشاركية في العمل التي هي ألية طبيعية لخلق الديناميكية في الأفراد وتنظيمهم ضمن لجان عمل لا تدع مجالاً للتقاعس والاهمال كما إن آلية الربط المعتمدة بين هذه اللجان تمكن من معرفة النواقص والسلبيات والمشاكل الموجودة فيها والسرعة في حلها وتداركها."
وعن خطط وبرامج هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل، أكد شيخموس بأن الهيئة عَمِلَتْ على الإشراف والتنسيق فيما بين هيئات الإدارات المدنية في كل المقاطعات والأقاليم، وتفعيل مكاتب شؤون النازحين واللاجئين ومكتب شؤون الشهداء، وأيضاً التنسيق مع مكتب الشؤون الإنسانية ومتابعة سير عمل هذه المنظمات والموافقة على منح التراخيص وكذلك وقف أعمالها، لاسيما وأن عدد المخيمات في مناطق شمال وشرق سوريا وصل إلى /15/ مخيم موزعة على جغرافية المنطقة، حيث يتواجد فيها ٢١٠ الاف شخص.
وأوضح مدير مكتب شؤون النازحين واللاجئين ونائب الرئاسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل بأن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تقدم الخدمات الضرورية لكافة المخيمات من جميع النواحي ( الحماية _ الرعاية الصحية _ المواد الأساسية من : ماء – كهرباء –أغذية وغيرها ).
وأضاف شيخموس أن الإدارة تقدم في مجال العلاج النفسي والفكري وبالتنسيق مع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية بتقديم وفتح دورات تأهيل للأُسر والاشخاص الذين تضرروا نتيجة أثار الحروب ليتمكنوا من الاندماج مع المجتمع من جديد.
وفي معرض حديثه أكد شيخموس على أن "الإدارة تواجه صعوبات كبيرة نظراً لكثرة عدد المخيمات والاعداد الهائلة من النازحين القادمين من الداخل السوري والهاربين من مناطق الصراع بين الفصائل المسلحة وقوات النظام وأيضاً العراقيين وعوائل الارهابيين من داعش كونهم ينحدرون من /52/ دولة، لذلك الإدارة الذاتية بحاجة إلى دعم أكبر من المفوضية والمنظمات الدولية حتى تستطيع تجاوز النواقص والمشاكل التي تعترض سير العمل وخاصة من ناحية الدعم النفسي."
وشدّدَ شيخموس على أنه لا يوجد دعم مباشر من أي دولة، منوهاً إلى أن المفوضية والصليب الأحمر الدولي وبعض المنظمات الأخرى فقط تقدم بعض الدعم ولكنه ليس بالمستوى المطلوب ولذلك نأمل ونعمل على زيادة الدعم من الجهات الدولية وبالأخص الأمم المتحدة.
وحول ما إذا كان هنالك تنسيق الإدارة والحكومة العراقية، قال شيخموس إن دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تعمل على التواصل مع كافة الدول التي لها مواطنين أو مقاتلين حتى يتم إعادتهم إلى بلدانهم، وتعتبر العراق من أكثرها عدداً حيث لديها عشرات الألاف في المخيمات وهناك اتفاقية حول إعادة مواطنيها إلى بلدهم وحصلت عدة رحلات من مخيم الهول إلى العراق ممن فضلوا العودة لبلدهم.
وعن ملف النازحين قال مدير مكتب شؤون النازحين واللاجئين ونائب الرئاسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في شمال وشرق سوريا إنه بعد تحرير قوات سوريا الديمقراطية المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي ونتيجة ممارسات هذا التنظيم كان قد نزح منها الالاف من المدنيين، وبعد تأهيل مناطقهم وتنظيفها من مخلفات داعش من الألغام تم إعادتهم إليها.
وأضاف: "وبعد انعقاد ملتقى العشائر في عين عيسى بتاريخ 7/5/2019 ومطالبة شيوخ ووجهاء العشائر من الإدارة الذاتية بفتح باب العودة، لبت الإدارة هذا النداء وبالتنسيق مع الشيوخ والوجهاء تم إعادة المئات إلى مناطق الرقة والطبقة وهناك دفعات أخرى سيتم نقلهم ضمن مناطق الإدارة الذاتية، كما وتم عزل عوائل مقاتلي تنظيم داعش ووضعهم في قطاعات لفصلهم عن النازحين واللاجئين العراقيين، وبالرغم من ذلك تقوم عائلاتهم بمشاكل والضغط على كل من يريد الخروج من المخيم ويعتبرونها كافرة."
وفي ختام حديثه لوكالة فرات تطرق شيخموس إلى مقاطعة عفرين المحتلة وأكد أن الإدارة الذاتية تقدم الدعم للأهالي النازحين وفق الإمكانيات المتوفرة وقال: "توجد في منطقة الشهباء /5/ مخيمات لأهالي عفرين، قدمت الإدارة الذاتية ووفق الامكانات المتوفرة لديها ما باستطاعتها من الخدمات ولا زالت مستمرة في ذلك لان عفرين تمثل بالنسبة لشعبنا في شمال وشرق سوريا حالة خاصة بسبب الاحتلال الذي تعرضت له من قبل المحتل التركي. وبخصوص تلقي الدعم لم نتلقى دعماً دولياً للمساعدة في التقليل من المعاناة اليومية التي يعيشها اهلنا في الشهباء."
وأضاف: "إن الحصار المفروض على منطقة الشهباء من قبل الفصائل المرتزقة، وقوات الاحتلال التركي التي قوم بقصف تلك المناطق من جهة، والنظام السوري الذي يعرقل دخول المنظمات الدولية إليها يزيد من حجم المعاناة. لذا تقتصر الانشطة الانسانية على مؤسسة الهلال الأحمر الكردي بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي، لكنها لا ترتقي إلى المستوى المطلوب."