شخصيات عربية: تركيا مُطالبة بالاعتذار عن جرائم العثمانيين في سوريا مطلع القرن الماضي

قالت شخصيات عربية من مناطق الشهباء إن تركيا مطالبة بالاعتذار عن جرائم العثمانيين وإعدامها للوطنيين السوريين واللبنانين في السادس من آيار، منوهين بأن تركيا لا تتحلى بثقافة الاعتذار.

اثناء الاحتلال العثماني لبلاد الشام عُين جمال باشا السفاح حاكماً عسكرياً على سوريا، وكان معروفاً بعصبيته بشكل دائم، حاد الطباع، وكان يصب جام غضبه على القيادات العربية العسكرية والمدنية التي حملها مسؤولية إخفاقه في العديد من الحملات العسكرية التي قادها، فعمل على استبدال الكتائب العربية في بلاد الشام بكتائب غالبية جنودها من الأتراك.

وفصل السفاح الضباط العرب البارزين من وظائفهم وأرسلهم إلى مناطق بعيدة، وأخذ باعتقال الزعماء الوطنيين والمفكرين العرب وواصل التنكيل بهم وتعذيبهم حتى الموت، ومنها إعدام نخبة من المثقفين العرب في سوريا ولبنان بعد الحكم عليهم  بأحكام عرفية باطلة.

وأحال جمال باشا ملفاتهم إلى محكمة عرفية في جبل لبنان، إلى أن تم تنفيذ أحكام الإعدام شنقاً على دفعتين: واحدة في 21/أب اغسطس 1915 وأخرى في 6 مايو/أيار 1916 في كل من ساحة البرج في بيروت وساحة المرجة في دمشق.

وحول هذه الاعدامات والسياسات العثمانية آنذاك مقارنة بما يحدث اليوم في المناطق المحتلة تحدثت عدة شخصيات عربية لوكالة فرات للأنباء مشددين على ضرورة تقديم تركيا اعتذاراً عن جرائم أجدادهم العثمانيين في البلاد العربية، منوهين بأنه ستندلع ثورة عربية كبرى ضد الاحتلال التركي في المناطق المحتلة، أسوة بتلك التي اندلعت ضد العثمانين بقيادة الشريف حسين.

وقال الشيخ علي الخميسي ممثل المكون العربي في عفرين ووجيه عشيرة البوخميس في عفرين والشهباء إن يوم 6 آيار هو عيد الشهداء أولئك الذين ضحوا بدمائهم لإنقاذ شعوبهم وإنقاذ كل وطني مخلص في هذا البلد من الشرور التي كانت تواجه المنطقة وتواجهها حتى الآن حيث نقدم يومياً الشهداء بسبب الاعتداءات التي تشن علينا من قبل الاحتلال التركي.

وأوضح: 6 آيار كانت مناسبة لإنهاء الاستبداد الممارس من جمال باشا السفاح ضد العرب بشكل عام وبقدرة هؤلاء الشهداء استطاعوا إيقاف الأطماع العثمانية، ليس هناك أي اختلاف بين تلك الحقبة والحقبة الحالية بل إن الإرهاب ارتفعت وتيرته عن تلك الحقبة التي تجسدت وتتجسد في محو  العرب والكرد فالعدو العثماني مستعد لتلفيق التهم لكل إنسان وطني كما فعل في السادس من آيار كي يثبت أن رأيه هو الأصح أمام العالم لكن هذه السياسات هي بعيدة عن أرض الواقع فالعرب معروفون بوطنيتهم في تلك الحقبة والوقت الحاضر.

وتابع: انصح كل من يحارب بجانب الأتراك أن يعودوا إلى صوابهم وأن ينضموا إلى إخوتهم الصادقين لأن الأمور التي تحدث في المناطق المحتلة واضحة تماماً فالاحتلال التركي يسعى للتخلص منهم كي يحقق مطامعه ومصالحه وذلك من خلال إرسالهم للقتال في دول أخرى.

وأضاف "أقول لكل من يحمل السلاح ويحارب بجانب الاحتلال التركي أنتم أصحاب قضية عودوا إلى الصواب الوطني كلنا سوريون كلنا نعيش في وطن واحد، الأتراك سوف يقودوكم إلى الهلاك وسيقتلونكم واحد تلو الآخر".

وبدوره قال الشيخ نديم الصادق شيخ عشيرة الدملي: إن الوضع الحالي الذي نعيشه مقارنة بما سمعناه عن الحقبة الماضية هي أوضاع مزرية وتتلخص في استغلال الشعوب وإبادتها وهذه الأمور غير مقبولة حيث استغل الأتراك مرتزقته وأرسلهم إلى ليبيا واليمن والصومال هذه ليست إنسانيه هم استغلوا الشعوب الفقيرة من أجل لقمة العيش.

واستطرد: قديماً أعدم أجدادهم قيادات ثورية في لبنان وسوريا وقيادات وشيوخ كرد، فالعثماني هو المرتزق ويستخدم كل أساليب البشاعه ولا يفرق بين صديق أو عدو هو فقط يمارس الأساليب العثمانية وسياساته الدنيئة، ونحن ننصح المتورطين الذي يستغلهم الاحتلال التركي مقابل 400 ليرة تركية كي يصبحوا قتلة ولصوص إلى العودة ومراجعة أنفسهم، فهذا الأمر غير مقبول في الإسلام والإنسانية.

وأكمل: الاحتلال التركي استغل هؤلاء بشكل كبير حيث أرسلهم للقتال وعيّن عليهم قادات من المكون التركماني، نتسائل ماذا يفعلون في ليبيا؟ نحن سوريون الشعب الليبي هو شعب شقيق لماذا نذهب إلى هناك ونحاربهم؟

وأعرب عن اعتقاده بأننا "سنكون أمام ثورة عربية ضد الوجود التركي ومرتزقته قريباً، ثورة ضد الاستبداد والاستغلال والأشياء التي لا يقبلها عقل والممارسة ضد الشعوب البسيطة التي تسعى إلى حريتها".

ولفت إلى أن "النظام التركي هو نظام عثماني إخواني، فهؤلاء هم إخوان الشياطين هؤلاء الذين دمروا سوريا خلال حقبة الثمانينيات والآن يدمرون سوريا مجدداً ويضربون اللحمة الوطنية للشعب السوري"، مضيفاً "نحن الشعب السوري شعب واحد، دم واحد ليس هناك فرق بين عربي وكردي وتركماني وآشوري سمعنا بهذه المصطلحات فقط عندما جاء الاحتلال التركي".

واختتم حديثه قائلاً: إن تركيا يجب أن تعتذر لكنهم لا يملكون ثقافة الاعتذار نرى حالياً كيف يقومون بسجن القضاة بسبب آرائهم وايضا الصحفيين والعسكريين، فالإخوان لا يقبلهم عقل ولا يصلحون للقيادة بل إنهم حتى لا يقبلهم دين.

وبدوره قال أدهم بوظو: إن إعدام 12 مواطن وطنياً في سوريا من قبل العثمانين (منذ ما يزيد على 70عاماً) جاء لأنهم عملوا لأجل وطنهم والآن يتكرر السيناريو ضد كل من يعمل لأجل وطنه.

وأضاف "لذلك أقول إن كل من يحمل السلاح ويحارب بجانب الأتراك هم فاقدون لإنسانيتهم فالاحتلال التركي لا يحب الانسان العربي وأقولها بكل صراحة".
 
وشدد في ختام حديثه على أن هناك ضرورة لقيام ثورة عربية ضد الاحتلال التركي لأنهم يسعون لتدمير أجيال بالكامل، وأن الوجود التركي في أي مكان يعني الدمار.