سفير سابق لمصر لدى سوريا: وضع دستور جديد لسوريا سيكون خطوة على طريق عودتها

عبر السفير حازم خيرت، مساعد وزير الخارجية المصري السابق، وسفير مصر في سوريا سابقاً، عن أمله بأن تفضي الجهود الدولية التي تقودها الأمم المتحدة في سوريا إلى حل يطوي صفحة الحرب والصراع الذي شهدته البلاد خلال السنوات السبعة الماضية.

أكد السفير حازم خيرت، مساعد وزير الخارجية المصري السابق، وسفير مصر في سوريا سابقاً، أهمية الدور الذي يلعبه المبعوث الأممي لدى سوريا ستيفان ديمستورا لحل الأزمة السورية، مشيراً إلى أن مسألة وضع دستور جديد لسوريا ستكون الخطوة الأولى في طريق عودة سوريا ونهاية هذه الصفحة الحزينة في تاريخ سوريا والتي امتدت سبع سنوات.

جاء ذلك في وقت دعت فيه كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا ومصر والأردن والسعودية الأمم المتحدة إلى وضع مشروع دستور سوري جديد في أسرع وقت، وحثت الدول السبع في بيان مشترك الأمم المتحدة ومكتب دي ميستورا على دعوة لجنة دستورية موثوق بها في أسرع وقت تشارك فيها كافة الأطراف للشروع في صياغة مشروع الدستور السوري الجديد وتمهيدا إلى تنظيم انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة في ظروف آمنة ومحايدة يشارك فيها جميع السوريين الذين يحق لهم التصويت، بمن فيهم المغتربون.

وقال السفير خيرت في تصريحات خاصة لوكالة فرات للأنباء ANF، على هامش ندوة أقيمت في القاهرة لبحث مستقبل الوضع في سوريا،: "نتمنى أن تستطيع الجهود الدولية، خاصة المبعوث الأممي في سوريا ستيفان دميستورا، أن تتوصل إلى حل للأزمة، وأن تكون مسألة تشكيل الدستور هو الطريق الممهد لتحقيق السلام في سوريا".

وأشار خيرت إلى أنه "من الصعب جداً التنبؤ بما يمكن أن يجري في سوريا، لكن الأهم هو الحفاظ على وحدة التراب السوري وعلى سوريا كدولة مؤسسات، وعلى حالة التناغم الشعبي بين الطوائف المختلفة، فسوريا قبل الحرب كانت ترفع شعار لا للطائفية، لكن الآن لا أحد يمكنه أن يتنبأ بماذا سيحدث، لكني أؤكد أن الوحيد القادر على الحسم وعودة سوريا إلى طبيعتها وإلى شكلها الطبيعي هو الشعب السوري فقط".

وأكد خيرت أن المشهد الراهن هو "صفحة حزينة في تاريخ سوريا، لكن رغم ذلك فإن الشعب السوري يستطيع تجاوزها، لاسيما أنه تعرض لنكسات في فترات سابقة لكنه تخطاها، ومن ثم يمكنه أن يتجاوز الأزمة الحالية ويعود مرة أخرى".

وشدد على ضرورة "أن تكون هناك عزيمة وحسن نوايا، وأن يتحد الشعب السوري، فأزمة الشعب في اختلافه، ولابد من الابتعاد عن الأجندات الشخصية والمصالح، فسوريا في الوقت الراهن تحتاج أن يخاف أبناءها عليها وأن يقدموا أفعالاً لإعادة وطنهم، وأنا أتمنى أن نرى اليوم الذي يصر فيه الشعب السوري على التوحد وهو ما يعني تغلبه على كل الأطراف الخارجية المتدخلة في شؤونه".

ويرى خيرت أن سوريا لم تذهب باتجاه الحرب العالمية الثالثة، معبراً عن أمله بألا تقع هذه الحرب التي ستكون لها تبعات صعبة.

وحول رأيه للموقف العربي من سوريا في إطار الجامعة العربي خاصة أنه كان مندوبًا لمصر لدى الجامعة العربية خلال فترة من الفترات قال: "كان هناك بلاشك جهد من قبل الجامعة العربية في عملية السلام في سوريا، والأخضر الإبراهيمي أيضا كان له دور كبير جداً كمبعوث مشترك إلى سوريا، لكن المشكلة في أن الدول العربية لابد أن تتوحد مع بعضها في المسألة السورية، وأن تسير جميعها على خط واحد بدون أيه أجندات خاصة".

وضرب السفير المصري الأسبق لدى سورياً المثل بمصر"فليس لديها أجندة، وتريد تحقيق السلام في سوريا بدون أي أجندات، وفي إطار وحدة التراب السوري وأن الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره".

وأضاف "وأتمنى طبعا أن تتوحد الدول العربية وأن يكون هناك نوع من الجهد العربي في هذه الفترة المهمة، فالدور العربي غائب في هذا التوقيت في سوريا".

وتابع: "نتمنى أن تعي كل دولة من الدول الفاعلة في النهاية أنه ليس من مصلحتها أن تعيش سوريا في حالة عدم استقرار، ولابد من أن تتوافق الدول جميعاً، والحديث هنا عن إيران وتواجدها في سوريا، وعن القوى الأخرى، إسرائيل ودول كثيرة لابد أن تدرك هذه القوى أن استقرار سوريا من استقرارهم،  وأن استمرارهم في دخلات قد تؤثر على السلام في سوريا أمر في غاية الخطورة".

يذكر أن السفير حازم خيرت كان سفيراً لمصر في سوريا خلال الفترة من 2003 وحتى 2007، وعمل في سوريا في بداية حياته الدبلوماسية 1990 وحتى 1994، وكان ضمن أول فريق دبلوماسي مصري يصل إلى سوريا بعد عودة العلاقات التي قُطعت بسبب اتفاقية كامب ديفيد، واستمرت هذه القطيعة لمدة 13 سنة ثم عدنا وكانت العلاقة بين البلدين قوية جدا في هذه الفترة.