أكد زين السادات رئيس مجلي التضامن المصري والعربي والأفريقي أن ممثلين من 15 دولة سيشاركون في المنتدى الدوري لمنظمة التضامن المصري والعربي، والذي يقام في شهر سبتمبر المقبل وعلى مدار يومين لبحث سبل مواجهة الخطر التركي على الأمن القومي العربي والإفريقي.
وأوضح السادات أن ممثلي الدول المشاركة في المنتدى سواء من دول عربية أو إفريقية يجمعون ويتفقون على أن ما يحدث من تركيا من تدخلات سواء في العراق، وسوريا، وليبيا، وحتى في أفريقيا أمر غير مقبول ويرفضه الجميع.
وأضاف السادات، في لقاء مع فريق مكتب وكالة ANF في القاهرة، أن تركيا بقيادتها الحالية تريد على ما يبدو استعادة أوهام الخلافة العثمانية، وينسى معادلة التاريخ والحالة المجتمعية الاقليمية والدولية التي بالتأكيد لن تقبل بمثل ذلك، فهذا الزمن ولى ولن يعود.
ولفت إلى أن الغريب هو استمرار تركيا في نهجها المرفوض ذلك وتحركها الاستعماري باتجاه الدول العربية ودول الإقليم، متسائلاً: هل يواصلون نهجهم هذا مرتكنين إلى حلف الناتو أو أنهم مدعومون من قوى كبرى باعتبار أنهم أدوات تنفيذ الشرق الأوسط الجديد وهو ما أعلنه أردوغان صراحة في أحد اجتماعاته مع ممثلي حزبه.
وقال السادات: " طبيعي أن يكون لمصر الدور الفعال في حماية حدودها وأشقائها، وهذا قدرها التاريخي، لتكون هي حائط الصد تجاه أي مخططات أو تدخلات تستهدف أمن الأشقاء وتهددهم، وهذا قدر مصر وهكذا تتحرك سواء على المستوى الرسمي أو على المستوى الشعبي، وهذا ما نمثله نحن كدبلوماسية شعبية تسى لأن يكون للشعوب رؤية واتفاق على مواجهة أيي تهديد يستهدف أمن الشعوب ويهددها، وهذا ما تقوم به تركيا عبر فرض سياسة القوة والاحتلال، نرى ما يحدث في ليبيا الآن ونتابع استقدام الإرهابيين والمرتزقة إلى هناك لفرض سياسة أمر واقع لن يقبل بها الشعب الليبي ولا شعوب المنطقة".
رفض سنغالي شعبي ورسمي لممارسات تركيا
وحول الدول الإفريقية التي ستشارك في المنتدى خاصة أن من بينها دول تربطها علاقات جيدة مع تركيا كالسنغال يقول السادات: "في المنتدى الأخير لمجلس التضامن المصري العربي، وقد عقدناه في داكار، رأينا حجم حب الشعب السنغالي للسلام وعدم العدوان، وهذا ظهر في المسؤولين الذين حضروا المنتدى، سواء رئيس مجلس النواب أو الوزير الأول للسنغال، وهم عبروا عن رفضهم للتدخلات التركية، وهؤلاء يمثلون الشعب السنغالي والدولة في آن واحد".
وأضاف "هناك رفض سنغالي شعبي لما تقوم به تركيا ومساندة قطر لها في هذا الموضوع، وهم رحبوا بموضوع المنتدى وساهموا معنا في التحضير له وسيكون هناك مشاركين من السنغال فاعلين في دورة المنتدى القادمة في سبتمبر".
وحول أهداف مجلس التضامن المصري والعربي، يقول: " نحن لا نبغ إلا السلام بين الدول والمحبة، والتعاون، وهذا هدفنا الرئيسي، بأن نلفظ أي عدوان ونتحرك شعبيًا لإيقافه وردعه، وأن نحث الدول على أن تصطف يدًا واحدة لمواجهة أي عدوان أو تهديد".
وأشار إلى أزمة سد النهضة في معرض حديثه، مؤكدًا أنها أزمة دولة في المقام الأول، وأن الشعب الإثيوبي رافض لأي ضرر قد يحدث لمصر من بلاده، وأن التاريخ يؤكد عمق العلاقات الشعبية بين أبناء البلدين، لكن الأزمة الراهنة أن المسؤولين في اثيوبيا يبحثون عن مصالح شخصية ولا يهمهم في ذلك توريط بلادهم، لكنه في المقابل يرى أن الدبلوماسية المصرية ستصل إلى طريق يرضي جميع الأطراف بلا ضرر ولا ضرار، ولكن ليس على حساب مصر والسودان.
تهديد تركيا للمنطقة هو العدوان الحقيقي ونوجه دعوة لكرد سوريا للمشاركة
وأكد أن التهديد الذي تمثله تركيا الآن على المنطقة هو العدوان الحقيقي الذي يحتاج إلى وقفة وتدخل قوي لردع تركيا وسعيها لاحتلال أرضي لدول عربية، مذكراً بالتحرك العربي في مواجهة احتلال العراق للكويت، ومؤكدا أن مصر وقتها تحركت من وازع واحد وهو رفض العدوان وإعادة الحق لأصحابه، وهو الهدف الذي قد يؤدي بمصر للتحرك لصد أي عدوان أو اعتداء على الأمن القومي الإقليمي، فمصر لا تبغ إلا السلام وشعبها لا يبغ إلا السلام، وجميعنا يهمنا أن نعيش بأمن وسلام.
وحول الهجمات التركية على الشعب الكردي عامة سواء في شمال شرق سوريا أو في إقليم كردستان وغير ذلك وما إذا كان هناك تواصل مع المنتدى والكرد لنقل رؤيتهم أيضًا قال: "يسعدني في المنتدى القادم أن ندعو شخصية بارزة من الكرد السوريين في المنتدى ليقدم تعبير عن رأيه وفكره وفكر الكرد ومعاناتهم بمنتهى الحرية".
وحول الموضوعات المطروحة على جدول أعمال المنتدى والمشاركات من الدول التي يلمسها التهديد التركي المباشر قال: "يشارك ممثلين من العراق، وكرد العراق، القبائل الليبية البحرين، السعوية، الأردن، السنغال، موريتانيا، نيجيريا، الجزائر وتونس، غينيا وهذلاء جميعهم عبروا عن مشاركتهم الفعالة في هذا المنتدى، كما أن لدينا مفكرين وساسة وباحثين من مصر والدول المشاركة للتشارو وتقديم الرؤوى والأفكار سبل مواجهة التهديد التركي والآليات المختلفة التي يمكن التعامل معها في هذا السياق، فالمنتدى ينطلق من قاعدة شعبية ويسعى إلى تكاتف الجهود العربية والإفريقية والتنبيه على مخاطر تركيا الأردوغانية التي أصبح تهديدها واضح للعيان وبفجاجة".