أكد رجائي فأيد رئيس المركز المصري للدراسات والبحوث الكردية وعضو المجلس المصري لشؤون الخارجية عبر حوراه مع وكالة فرات الإخبارية (ANF) أنّ ما هدد به رجب طيب اردوغان في النهاية لن يسفر عن شيء على الاطلاق وانما قد يسهم في تعقيد المشهد السوري أكثر وأكثر في حين ان هناك مؤشرات وجهود دولية تسعى لحل المأزق السوري وما قام به رجب طيب اردوغان ربما يؤدي إلى تعقيد هذا المشهد أكثر وأكثر.
"اردوغان بهذه التهديدات لم يأتِ بجديد"
واضاف فايد قائلا: "التهديدات التي اطلقها رجب طيب اردوغان على مدى يومين كانت ملفتة للانتباه حيث قال في اليوم الأول تصريحات عادية واليوم الثاني خلال اجتماعه مع المجموعة البرلمانية لحزبه, هذه التهديدات التي قرر انه خلال يوم أو يومين سيقوم بعملية عسكرية واسعة في منطقة عفرين ومنبج وبعض المناطق الاخرى على اساس بأن هؤلاء يتهمهم بأنها منظمات ارهابية وانه لا يجوز له ان يسمح بتلك التنظيمات الارهابية على حدود بلاده لأن من شأنها ان تهدد الامن القومي للدولة التركية. اردوغان بهذه التهديدات لم يأت بجديد فمن قبل وفي عهد اسلافه كان هناك تهديدات مثل تلك بالنسبة لكردستان العراق وقد قامت تركيا حينئذ ببعض العمليات العسكرية في المنطقة الكردية العراقية لكنها في النهاية لم تسفر أي شيء لا لتركيا ولا لإقليم كردستان العراق. نفس الأمر يعيد تكراره رجب طيب اردوغان الآن بالتهديد بالقيام بعمليات عسكرية في كردستان سوريا أو روج افا على اساس ان يجهض أي تقدم موجود في هذه المنطقة أو أي تطور سياسي فيها".
"اعتقد بأن وحدات حمأية الشعب على أهبة الاستعداد للوقوف ضد أي هجمة عسكرية"
كما تطرق رجائي فايد إلى دور وحدات حماية الشعب في قهر داعش واستعدادها للتصدي لأي هجمة موصفا: "ان قوات روج افا أو قوات فدرالية شمال سوريا التي هي قوات حماية الشعب اعتقد بانها على اهبة الاستعداد للقيام بمواقف مضادة لكي تجهض بكل ما يقوم به رجب طيب اردوغان. اعتقد بأن تهديدات رجب طيب اردوغان من الممكن ان تكون موجهة للداخل التركي أكثر مما تكون موجهة لفدرالية روج افا شمال سوريا. وأنه بهذه التهديدات يسعى إلى ان يجمع من حوله من التيارات السياسية التركية لكي يقوي من شأنه داخل الشأن التركي السياسي بشكل عام هذا من ناحية من ناحية اخرى فعلى المستوى الدولي نجد ان القوى العظمى حاليا تتصارع على الارض السورية وعلى مستقبل الدولة السورية. نجد ان روسيا لها موقف تجاه سوريا والولايات المتحدة لها موقف مغاير تجاه سوريا. الولايات المتحدة نحن نعلم انها تسعى إلى دعم كرد سوريا على اساس انه كان لهم دور هام جدا جدا في محاربة تنظيم داعش وفي كسر شوكته وفي تحرير العديد من المدن السورية سواء ان كانت منها داخل كردستان سوريا أو ما كان منها داخل العمق السوري نفسه, فأن وحدات حماية الشعب والتي فيما بعد اصبحت العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية كان لها الدور الاهم على الاطلاق في كسر شوكة داعش داخل سوريا, كما ان قوات سوريا الديمقراطية والتي عمادها وحدات حماية الشعب الكردية هي صمام امان بالنسبة لمواجهة تنظيم داعش الارهابي بل والقضاء عليه نهائيا.
"تركيا تسعى إلى ان يكون لها دور في الشأن السوري"
واخيرا ارجع رجائي فايد رئيس المركز المصري للدراسات والبحوث الكردية وعضو المجلس المصري لشؤون الخارجية تهديدات رجب طيب اردوغان إلى امرين واختتم قائلا: "واذا كان رجب طيب اردوغان يهدد حاليا بالحرب ضد وحدات حماية الشعب فأنها مسألة تحتمل عدت امور. الأمر الأول انه يسعى إلى معاقبة تلك القوات لموقفها من داعش وفي هذا ربما يكون مؤشرا لموقفه من داعش وان داعش ربما تكون قد قامت في الداخل السوري بإسناد تركي وهناك شواهد كثيرة على ذلك. الأمر الآخر أنه يسعى أن يكون له دور في الشأن السوري وفي رصد مستقبل سوريا على اساس يقدم نفسه كلاعب مهم في المشهد السوري لا بد أن يؤخذ برأيه في مستقبل الدولة السورية. في نهاية كلمتي أقول اعتقد أن كل ما هدد به رجب طيب اردوغان في النهاية لن يسفر عن شيء على الاطلاق وانما يقد يسهم في تعقيد المشهد السوري أكثر وأكثر في حين ان هناك مؤشرات لان هناك جهود دولية تسعى لحل المأزق السوري وما قام به رجب طيب اردوغان ربما يؤدي إلى تعقيد هذا المشهد أكثر وأكثر".