من المقرر أن ينظم التحالف الدولي AIDL ندوة في العشرين من سبتمبر القادم تناقش انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا في قصر الأمم المتحدة بجنيف، على هامش الدورة الثانية والأربعين لمجلس حقوق الإنسان والتي ستتناول واقع معاناة المرأة في تركيا والجرائم ضد الإنسانية وآليات الملاحقة الدولية.
وقال رئيس التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات، محمد الشامي في حوار أجرته معه وكالة فرات للأنباء ANF "إن الهدف من عقد هذه الندوة تسليط الضوء على واقع الانتهاكات الحاصلة في تركيا والتي بلغت حد مخيف للغاية، و حذرت منه مختلف المنظمات الدولية".
وأكد أن "الهدف من ذلك هو دق ناقوس الخطر على الحجم الكبير من الانتهاكات المروعة الحاصلة في تركيا وكسر حاجز الصمت المريب من قبل مختلف الدول والمجتمع الدولي تجاه ما يرتكبه النظام التركي من انتهاكات بحق حقوق الإنسان وحقوق المرأة والاقليات ولذا فإن هدف المؤتمر هام للغاية لإيصال صوت كل من عانى ويعاني في الداخل التركي وخارجه من هذا النظام والتأكيد على ضرورة إيقاف تلك الجرائم والانتهاكات واتخاذ مواقف حازمة وجادة تجاهها".
وحول الشخصيات المشاركة في الندوة قال الشامي: "هناك العديد من الشخصيات الدولية الهامة ستحضر سواء على مستوى المشاركة او مستوى الحضور والتي ستناقش أوضاع المرأة في تركيا والانتهاكات الواقعة عليها والجرائم ضد الإنسانية وسبل تحقيق العدالة وعدم الإفلات من العقاب".
وحول المتحدثين في الندورة لفت إلى أن "غالبية المشاركات والمتحدثين هن من النساء وهذا بحد ذاته يعتبر بادرة أولى من نوعها اذ ستحدث كل من عضوة البرلمان التركي سابقا وعمدة مدينة وان السيدة أوزجوك إرتان، وعمدة مدينة سيزري المناضلة ليلي أيمرت، والناشطة النسوية والمناضلة بالحركة الكردية بسويسرا أوزان أياتك، والسجينة الإيزيدية المحررة من قبضة داعش حكيمة شالو والتي تعرضت للخطف والاستعباد وقتل جميع أفراد أسرتها على يد تنظيم داعش الإرهابي، كما من المقرر أن تشارك الباحثة والأكاديمية كرستين أوسلن مدير معهد كادي للأبحاث في ستراسبورغ الفرنسية، والبرلمانية سلوى الغربي عضو البرلمان الكتلاني، فيما تدير النقاش الناشطة فلورا هستين الباحثة والمحاضرة الجامعية في بريطانيا، إضافة إلى مشاركة واسعة من المراقبين الدوليين وممثلين عن مؤسسات دولية وأممية".
وحول أهمية عقد هذه الندوة وخاصة في هذا التوقيت أجاب "له أهمية بالغة للغاية في ظل الأرقام المخيفة من الانتهاكات والجرائم والتي ترتقي لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبها النظام التركي وعلى رأسه رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، ولذلك أهمية عقد هذه الندوة أهمية بالغة من حيث التوقيت من حيث الهدف من المضمون والبرنامج والقضايا التي ستناقش وتطرح في الندوة وأيضا في المكان، حيث ستنعقد في قلب الأمم المتحدة وعلى هامش الدورة 42 لمجلس حقوق الإنسان الذي سيناقش قضايا حقوق الإنسان في العالم".
وأضاف "سيكون بمثابة انطلاقة لإيصال صوت كل المظلومين والمنتهكة حقوقهم في الداخل التركي وخارجه ومطالبة المجتمع الدولي وممارسة المزيد من الضغط على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي لإيقاف جرائم الانتهاكات النظام التركي واتخاذ مواقف رادعة بحق النظام التركي وبحق الرئيس التركي وكل المتورطين في تلك الجرائم من الأجهزة الأمنية والعسكرية التركية".
وشدد في ختام الحوار على أن "اهتمام التحالف الدولي AIDL بملف انتهاكات وجرائم حقوق الإنسان في تركيا يأتي في ظل التصاعد المروع والتعدي على حقوق الأنسان والحريات العامة وحريات الصحافة وخاصة بعد الانقلاب العسكري الفاشل منتصف ٢٠١٦، حيث أحكمت الأجهزة التركية قبضتها الحديدية على الحكم وتمارس القمع تجاة الحقوقيين والنشطاء والصحفيين والمحاميين والبرلمانيين وأعضاء بلديات منتخبين والمعارضين السياسيين، وقد تعرض الكثير منهم للسجن والتعذيب والمعاملة القاسية والمهينة وبحسب آخر التقارير الدولية والتي أشارت لوجود قرابة ربع مليون معتقل يقبعون في السجون التركية كثاني أكبر دولة بالعالم في عدد المعتقلين بالاضافة لقضايا التعذيب، الأمر الذي دعا المقرر الخاص المعني بالتعذيب للتطرق صراحة لهذه المسائل في تصريح سابق له".
ويذكر أن التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات AIDL قد سبق وفتح ملف حقوق الإنسان بتركيا في يوليو الماضي وذلك على هامش الدورة الحادية والأربعين بمجلس حقوق الإنسان بتنظيم ندوة حول "السجون وجرائم التعذيب والأخفاء القسري وأنتهاكات حقوق الإنسان" شارك فيها الكثير من الخبراء والمهتمين والمختصين ووسائل الاعلام وعدد من البرلمانيين والأكادميين والمنظمات ونشطاء حقوق الإنسان وخرجت الندوة بعدد من التوصيات وتعهد التحالف الدولي بالاستمرار بمراقبة أوضاع الحقوق والحريات بتركيا وملاحقة مرتكبي تلك الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية وعلى رأسهم الرئيس التركي رجب أردغان كمجرم حرب.