دبلوماسي باكستاني لـANF: التصعيد الهندي سيستمر حتى الانتخابات.. وسلاحنا النووي للردع

قال السفير الباكستاني في القاهرة مشتاق علي شاه أن بلاده حريصة على عدم التصعيد مع الهند، مؤكدا أن باكستان تحاول تجنب نشوب حرب بين البلدين، ومصممة على تعزيز الحوار والتفاهم والسلام بين الخصمين النوويين.

وفي نفس الوقت، شدد السفير الباكستاني في القاهرة خلال لقاء مع وكالة فرات للأنباء ANF على أن إسلام أباد لن تسمح لأراضيها وسيادتها بأن تنتهك أو أن يتأثر مواطنيها، مشيرا إلى أنه لن تكون هناك تنمية في المنطقة بدون سلام، ولكن في كل الأحوال لن تسمح بلاده لأي اختراق او انتهاك لسيادتها من جانب الهند بأن يمر دون رد وعقاب وردع، مشيرا إلى اعتقاده الشخصي بأن ما تفعله الهند سوف تظل مستمرة فيه حتى الانتخابات العامة المقبلة، معتبرا أن جزء من التصعيد الراهن مرتبط برغبة الحزب الحاكم في الفوز بالانتخابات من خلال اثارة المشاعر الوطنية.

رد فوي في حالة أي انتهاك جديد

وتابع شاه: "إذا انتهكت الهند أراضينا أو سيادتنا سيكون ردنا فوري، وحتى مياهنا الاقليمية، فإن لم تكن الغواصة التي اخترقت مياهنا قد عادت حينما طالبناها بالعودة، فكنا سنرد على هذا الخرق، ولكننا حتى الأن مازلنا نمارس ضبط النفس على أمل أن ينتهي التصعيد والتوتر"، معتبرا أن التوتر الأخير كان أكثر خطورة منذ انتهاء الحرب الهندية الباكتسانية وكان أول انتهاك لسيادة بلاده واختراقا لأراضيها للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب بين البلدين، فيما اشار إلى أن رد بلاده العسكري لم يكن هدفه الهجوم والتدمير بل رسالة تؤكد فيها رفضها التام لانتهاك سيادتها وأن أي انتهاك لن يمر دون رد واستجابة وعقاب، موضحا ان طائرات بلاده قامت بالدخول للمجال الجوي في الشطر الذي تسيطر عليه الهند من كشمير ولم تقم بقصف الاهداف العسكرية لتدميرها، في حين ان الهند اخترقت المجال الجوي الباكستاني، وتقوم بضرب الغابات النادرة وادعاء انها تدمر معسكرات لإرهابيين، مؤكدا أنه منذ الحادث الإرهابي ضد القوات الهندية في كشمير أعلنت إسلام أباد رغبتها في التعاون مع الجانب الهندي في التحقيقات.

موقف مصري متوازن

ولفت السفير إلى سعادة بلاده بالمواقف المتوازنة التي صدرت من العديد من البلدان ومن بينها مصر إزاء التصعيد الأخير، فكان موقف مصر متوازن جدا ويطالب بالحوار الذي نطالب به نحن أيضا، ونحن نسعى إلى عدم التصعيد، والسلام التنمية، و"لكننا نظل مستعدين للحرب وللرد على أي عدوان"، وجدد السفير التأكيد على تطلعه لاتخاذ الحكومة الهندية موقفا متوازنا وعاقلا لإنهاء التصعيد الذي افتعلته الحكومة الهندية من أجل الفوز بالانتخابات.

واستعرض السفير الباكستاني جهود حكومة بلاده الداعية للسلام، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء عمران خان، حرص منذ وصوله للسلطة على مد يده بالسلام والدعوة للحوار مع الهند، وفي بادرة طيبة دعا صديقه الهندي لاعب الكريكت لحضور مراسم تنصيبه وأداء اليمين الدستوري كرئيس للوزراء، فضلا عن ترحيبه بوجود معبر بري لطائفة السيخ في الهند لزيارة ضريح مقدس في باكستان، كبادرة طيبة من إسلام آباد، كما يعمل رئيس الوزراء عمران خان كداعم للسلام في افغانستان من خلال تعاونه الوثيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا الصدد، فضلا عن التزام بلاده بإجراءات غير مسبوقة في مكافحة الارهاب والتطرف، في حين تتعرض بلاده للتهديدات من الهند وانطلاقا من أراضيها.

الاسلحة النووي للردع فقط

وشدد السفير الباكستاني على أن الأسلحة النووية التي تمتلكها باكستان والهند، هي أسلحة للردع ولا يُتخيل أن يقوم "أي مجنون" باستخدامها، لأنها تعني الدمار والابادة، مشيرا إلى أن بلاده حاربت بطائرتها المقاتلة المصنعة محليا واسقطت بها الطائرة الهندية، ولديها خبرات عسكرية كبيرة وقدرات استراتيجية وخاضت حروب كثيرة، ولكنها لا تريد الحرب في نهاية المطاف.