اعتبر رئيس تحرير مجلة "شؤون تركية" محمد عبد القادر خليل ان تحفظ حكومة قطر على قرار وزراء الخارجية العرب الرافض للعمليات العسكرية التركية في منطقة عفرين، هو نتيجة تداخل العلاقات التركية القطرية، مؤكدا على انه سيتم استنزاف قدرات تركيا في عفرين خاصة بعد مرور اكثر من شهرين على عدوانها على عفرين، وقد يساهم في اسقاط احد اهداف تركيا من هذه العملية وهي استعادة هيبة وصورة الجيش التركي.
واوضح خليل في حوارٍ لوكالة فرات للانباء (ANF) انه "ثمة تحول تدريجي حيال سياسات تركيا في المنطقة العربية والتي باتت تلجأ الي التوظيف المكثف للأدوات الخشنة علي الساحة العربية عبر ادوات وآليات مختلفة منها العدوان العسكري المتكرر على الاراضي السورية مرة بذريعة محاربة داعش - درع الفرات- ومرة بدعوى محاربة الكرد - غصن الزيتون"، مضيفا "لقد عبرت مصر من قبل صراحة عن هذا الموقف عبر بيان رسمي صادر عن الخارجية كما صرح بذلك في برلين الامين العام للجامعة في حضور وزير الخارجية التركي".
ولفت الخبير المصري الى ان "تصريح الامين العام حول الهجوم التركي على عفرين، لم يكن يعبر عن موقف قلق مصري من سياسات تركيا وحسب، وانما يعبر عن تحول في مراكز القوى داخل الجامعة لصالح الرؤية المصرية وليس القطرية التي سادت في مراحل سابقة"، موضحا "لذلك تحفظ مندوب قطر عن الموقف العربي من تدخل تركيا في عفرين سيما في ظل تداخل العلاقات التركية القطرية".
واشار الى ان "موقف الوزير التركي عبر عن سياسات بلاده الاستعلائي والهجومي في برلين عندما تحدث مع الامين العام للجماعة العربية، بطريقة هجومية تجسد سياسات تركيا الراهنة وتفسرها ان هذا البيان يعبر عن تحول متدرج تقوده مصر والامارات وقد يشمل السعودية سيما في ظل التحولات التي تشهدها علاقات مصر بالمملكة خصوصا بعد زيارة ولي العهد، فالبيان السريع رغم مرور اكثر من شهرين علي التحرك التركي لم يات الا بعد زيارة ولي العهد لمصر وطبيعي في هذه الحالة ان تتحفظ قطر لانها تتحالف مع تركيا وتواجه توترات غير مسبوقة مع الدول الثلاث".
واضاف خليل "بالنسبة لموقف ولي العهد السعودي يبدو كما اشرت ان الرهان على اختلاف الرؤية السعودية عن رؤية مصر والامارات لم يكن رهانأ صائبا لان ما قاله ولي العهد غير مسبوق وفي سياق يفسر المواقف السعودية علي نحو مختلف وانه لاول مرة يضم تركيا الى جانب ايران بعد ان كان بعض المسئولون يراهنون على تركيا لموازنة نفوذ ايران في المنطقة لكن التحولات التي شهدتها سياسات تركيا الخارجية كانت اخد المحركات للموقف السعودي الجديد سيما بعد القاعدة العسكرية في قطر والتحرك قبالة السواحل السعودية في البحر الاحمر في السودان والصومال وجيبوتي".
وتابع الخبير المصري بالقول: "العلاقات الثنائية المصرية - السعودية في تطور ايجابي وهذه العلاقات ينعكس سلبا على علاقة للطرفين مع تركيا والعكس سيما في ظل المباراة الصفوية بين مصر وتركيا حيال العديد من الملفات الاقليمية حيث سوريا والسودان وليبيا وغزة وفيما يخص قضية غاز شرق المتوسط سيما ان مصر قد تكون بديل للغاز القطري لاكثر من دولة خليجية".
وعبر المحلل المصري عن اعتقاده بان" تركيا ستخوض حرب المدن وسيتم استنزاف قدراتها في عفرين فقد مر اكثر من شهرين وكل يوم يسقط جنود علي اراضي عفرين وكلما اقتربت معارك المدن كلما سيكون العبئ اكبر على تركيا بسبب الضحايا من المدنيين والقتل من الجيش التركي، وقد يؤثر ذلك علي معنويات الجيش التركي والعناصر السورية المدعومة منه كما قد يساهم في اسقاط احد اهداف تركيا من هذه العملية وهي استعادة هيبة وصورة الجيش التركي الذي اثبتت معركة درع الفرات انه يعاني من مشكلات هيكلية بعد الاقالات والاعتقالات التي شملت ابرز كوادره".
وكانت حكومة قطر قد تحفّظت على قرار وزراء الخارجية العرب الرافض للعمليات العسكرية التركية في منطقة عفرين. وعقد وزراء الخارجية العرب ورؤساء الوفود العربية المشاركة فى أعمال الدورة 149 لمجلس الجامعة العربية اجتماعا تشاوريا مغلقا اليوم الأربعاء وبحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. وخصص الاجتماع، الذى جاء قبيل انطلاق أعمال الدورية 149 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، للتشاور حول عدد من الموضوعات المرفوعة من قبل المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين حول التهديدات والتحديات الكبرى التى تواجه الأمن القومى العربى خاصة فى إفريقيا والتدخلات الإقليمية سواء كانت تركية أو إيرانية فى الشؤون العربية.