حسين عمر: غياب الإرادة الدولية هو ما يمنع مشاركة الكرد في مفاوضات الحلّ السورية

أكّد الكاتب والمراقب الكردي, حسين عمر على ضرورة العمل بشكلٍ أكثر جدّية لإقامة علاقات ديبلوماسية حقيقية مع الدول الأوروبية, منوّهاً إلى الدور الهام المنوط بحزب الاتحاد الديمقراطي كونه أكثر الاحزاب فعّاليةً على مستوى روج آفا والشمال السوري.

اعتبر الكاتب والمراقب الكردي, حسين عمر أنّ أهمية المؤتمر التاسع لمنظمة أوروبا لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD, الذي انعقد مؤخّراً في مدينة فنلو الهولندية, تأتي كون PYD هو أحد الأحزاب الرئيسية, ليس فقط على مستوى روج آفا وشمال سوريا, بل على الساحة السورية بالعموم, موضحاً أنّ الجانب التنظيمي وعدد الحضور كانا على سويّةٍ عالية.

وأوضح عمر, خلال حديثٍ خاص لوكالة فرات الإخبارية (ANF), أنّ العدد الكبير للحضور, يدلّ على "وجود حركة ونضال تنظيمي لدى حزب الاتحاد الديمقراطي" وأيضاً توجّه الشعب الكردي في روج آفا "للالتفات حول هذا الحزب", مضيفاً بالقول أنّ القرارات الصادرة عن المؤتمر قرارات جادّة "إن تمّ تطبيقها في المرحلة المقبلة, سيكون للحزب شأنٌ آخر على الساحة الأوروبية".

ونوّه الكاتب الكردي إلى وجود بعض الأخطاء ونوعاً من "الخلل" داخل منظمة أوروبا لحزب الاتحاد الديمقراطي, خاصةً فيما يتعلّق بـ"التواصل مع الوافدين الجدد إلى أوروبا", في إشارةٍ إلى اللاجئين الكرد الذين وصلوا مؤخّراً, مضيفاً أنّ القرارت الجديدة ستخلق آليات أفضل في هذا الشأن, علاوةً على العمل لـ"تطوير العلاقات الديبلوماسية مع الأطراف الأوروبية وكافة الأحزاب الكردية التي تعمل في أوروبا".

وفيما يتعلّق بالعمل الديبلوماسي, شدّد عمر على صعوبة إقامة علاقات ديبلوماسية مع الدول التي تتواجد فيها منظمات الحزب, معتبراً أنّ إقامة مثل هذه العلاقات "تعتمد على مدى تطور العمل السياسي والعسكري على الأرض داخل روج آفا وشمال سوريا", مضيفاً أنّ الدول الأوروبية لا تتعامل مع أيّ حزب "إلّا من خلال قوّته وامكانياته السلطوية بالدرجة الأولى", مؤكّداً في الوقت ذاته على أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي يمتلك بعض المؤهلات للقيام بذلك, حيث أشار إلى أنّ بعض قيادات الحزب قد أجروا لقاءات مع مسؤولين أوروبيين في فتراتٍ سابقة.

وتابع الكاتب الكردي حديثه بالقول: "لايزال الطريق طويلاً أمام حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية, كي يُسفر تعاطيهما مع الأطراف الأوروبية عن نتائج مثمرة في المرحلة الراهنة".

وفسّر عمر الغياب الكردي عن كافة المؤتمرات الدولية التي عُقدت لأجل إيجاد حلٍّ للأزمة السورية بأنّ "الشعب الكردي غير موجودٍ على أجندات الدول الأوروبية والغربية على العموم", وأضاف "الكرد ظهروا بشكلٍ فعّال في الأعوام الثلاث الماضية". وعلى الرغم من وجود حكومة كردية في جنوب كردستان "إلّا أنّ التعاطي الدولي معها كان من خلال الحكومة العراقية" وليس من خلال تواجد "بنية هيكلية خاصة بالكرد هناك".

وأكّد الكاتب والمراقب الكردي على عدم وجود "إرادةٍ دولية" لحضور الكرد بوفدٍ مستقل في المفاوضات التي تُدار من قبل أطراف دولية لحلّ الأزمة في سوريا, وهذا هو سبب عدم مشاركة الكرد في كلّ المؤتمرات التي تم عقدها حتى الآن و"ليس عدم وجود وفد كردي موحّد", كما يقول بعض المراقبين للشأن الكردي.

واختتم عمر حديثه بالقول إنّ المجتمع الدولي, بما فيه الولايات المتّحدة الأمريكية, ينظر إلى الإدارة الذاتية القائمة في شمال سوريا على أنّها "حالةٌ طارئة", لذا يلزم الكثير من العمل لتغيير تلك النظرة, وهذا "مطلوبٌ من كل الأطراف السياسية المشاركة في الإدارة".