وقال جيا كرد إن دولة الاحتلال التركي تواصل تطبيق سياسة التغيير الديمغرافي الممنهجة في المناطق الكردية المحتلة، مؤكداً على أن التفجيرات العنيفة التي شهدتها مقاطعة عفرين المحتلة مؤخراً ليست إلا فعل يدخل في إطار خطة ممنهجة هدفها تفريغ المنطقة بشكل كامل من الكرد.
وشدد نائب الرئاسة المشتركة في حديثه على أن تركيا تعمل على تحويل المناطق المحتلة في عفرين وسري كانية وكري سبي إلى مراكز تدريب وتأهيل للعناصر الجهادية مشابهة لتلك التي استخدمها الجهاديون في أفغانستان بهدف تحضير المجموعات لإرسالها لاحقاً إلى مناطق الإدارة الذاتية الأخرى وليبيا واليمن والاتحاد الأوروبي لاستخدامهم كورقة وضغط على كافة الدول بهدف تحقيق مصالحها التوسعية في هذه الدول.
وأشار كرد إلى أن الاحتلال التركي يسرع من عملية التغيير الديمغرافي في المناطق الكردية المحتلة، لا سيما وأن العالم بأسره يتابع الجرائم المرتكبة بحق الكرد دون تحريك ساكن. وحمّلَ كرد الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولة جرائم تركيا في مناطق سري كانية وكري سبي وروسيا مسؤولة جرائم تركيا في عفرين المحتلة.
وأكد نائب الرئاسة المشتركة في حديثه لوكالة فرات على أن تفجير الثامن والعشرين من نيسان الفائت يدخل في خطة تركيا الهادفة إلى إخافة الكرد المتبقين في عفرين لإجبارهم لاحقاً على مغادرة المقاطعة لتفريغها نهائياً من الوجود الكردي.
وعن المشادات والمناوشات التي حصلت في مناطق الإدارة الذاتية بين القوات الأمريكية من جهة والقوات الروسية من جهة أخرى قال جيا كرد: "لا اعتقد أن هذه المشادات ممكن أن تتحول إلى اشتباك عسكري بين الطرفين. الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لديهما اتفاق مشترك والجميع يعلم ذلك واشنطن مسؤولة في شرق الفرات وموسكو في غربه. إضافة إلى ذلك هنالك آلية مشتركة للتفاهم بين الطرفين وللعمل على الأرض."
وقال جيا كرد إن احتلال مدينة سري كانية جاء بعد تفاهم أطرافه ثلاثة: روسيا، تركيا، والولايات المتحدة الأمريكية، منوهاً إلى أن التفاهم شمل الاتفاق على كيفية تقسيم المناطق والدور الذي سيلعبه كل طرف منهم، بيد أن روسيا وبعد بدء الهجوم على سري كانية حاولت ممارسة الضغوط على أمريكا بهدف تعزيز موقعها في المنطقة من خلال محاولتها دفع واشنطن للانسحاب إلى الوراء بشكل يومي وتعبئة الفراغ الأمريكي في المنطقة.
وأضاف جيا كرد أن روسيا تتبع خطة قائمة على تعبئة أهالي المنطقة، العشائر العربية والأحزاب السياسية لحشدهم ضد الولايات المتحدة الأمريكية، مشدداً على أن إيران والنظام السوري يدعمان روسيا في هذا المخطط.
وحول موقف الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا من هذه التطورات قال جيا كرد: "بالنسبة لنا الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة أمر مهم جداً. أتوجه إلى جميع المكونات من كرد وعرب وسريان كما وأتوجه إلى الأحزاب السياسية: لا تدخلوا في الصراع القائم بين هاتين القوتين. حسابات موسكو وواشنطن مختلفتان. لا يجب أن ندخل في صراعاتهم لأننا لسنا طرف فيها. المهم بالنسبة لنا الحفاظ على أمن منطقتنا واستقرارها والحفاظ على المكتسبات التي حققناها."
وفي سياق منفصل، تحدث نائب الرئاسة المشتركة عن تصورهم للحل في مناطق الإدارة الذاتية قائلاً: "نحن نريد التوصل إلى حل سياسي مع دمشق أساسه الحوار. هنالك صراعات بين روسيا وأمريكا وبين أمريكا وإيران وصراعات دول أخرى. نحن لسنا جزء منها وليس هنالك منفعة لنا فيها. مشاكلنا مع دمشق سنحلها بالحوار. وعلى الجميع تهيئة كافة الظروف الملائمة للإدارة الذاتية ولقوات سوريا الديمقراطية لكي يتمكنوا من تحقيق ذلك. فقط بذلك سنحل مشاكلنا وسنحمي المنطقة."