في حوار خاص لوكالة فرات للأنباء(ANF)، أكدت السياسية الكردية زلال جكر ، أن المكون العربي في يومنا الراهن من أكثر المكونات التي تقف إلى جانب الكرد دفاعا عن المحبة و الأخوة الكردية العربية ،مشيرة أن كافة المكونات السورية ولا سيما المكون العربي على إيمان تام أن الشعب الكردي لا يحارب فقط من أجل مصالحه وإنما من أجل العدالة و المساواة و أخوة الشعوب في المنطقة. كما أنها أشارت في تقيماتها إلى مقاومة العصر وقالت: "روح المقاومة العصر تستند إلى بنية تحيتة قوية ولا سيما من ناحية أفكار المعنوية والتجهيزات المادية".
- في مقاطعة عفرين الشعب تشبث بموديل الأمة الديمقراطية تشبثا قويا وتوضح ذلك اثناء الهجوم البربري على مقاطعة عفرين من قبل الإحتلال التركي، بان الشعب الكردي والعربي والارمن والسريان والتركمان والمذاهب الموجودة تقاوم لاجلها كيف تحللونها ؟
بداية أنحني إجلالا وإكراما لشهداء مقاومة العصر، وأبارك المقاومة العظيمة التي أبداها جميع أبناء الشعب عفرين بشيابها وشبابها، بنساءها وأطفالها .
حيث أصبح أكثر من خمس سنوات و مقاطعة عفرين تدار من قبل الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تحتضن جميع المكونات السورية من الكرد والعرب والأرمن والسريان والتركمان وبمذاهبهم وطوائفهم العلوية والسنية والإيذيدية والمسيحية وبفكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان أنشئ موديل الأمة الديمقراطية، كما رأينا أن فلسفة الأمة الديمقراطية التي تشبث بها مكونات عفرين جعلت المكونات متعاطفة ومتحابة متعايشة بسلام وأمان فيما بينهم. بهذا الروح و الفكر الحر قد أسسوا جميع مؤسساتهم الخدمية والمدنية والإدارية والحماية وأيضا في مجال المنهاج الدراسي والتربوي من المرحلة الإبتدائية حتى المعاهد الفنية وكليات المتنوعة بمجالاتها،حيث فتحوا أول جامعة في عفرين وهذا مؤشر هام على الإكتفاء الذاتي لإدارة الذاتية الديمقراطية .
من الجدير ذكره أن مقاطعة عفرين من المقاطعات الثلاث الأولى التي دخلت في عام 2012 في حرب مع القوات المسلحة بعد الهجمات التي تعرضت حلب لها، حيث تم مهاجمة (قرية قسطل جندو) من قبل مرتزقة أردوغان المتجمعة في مدينة عزاز, حيث أن هجمات البدائية على قرى الإيذيدية كانت مؤشرا هاما على الخطر المحدق بمكونات و العقائد المتواجدة في عفرين،حيث توضحت هذه الصورة المهددة بشكل جلي، أمام أبناء عفرين بكل مكوناتها منذ بداية الثورة السورية .مما جعلت المكونات القاطنة في عفرين تتسارع إلى الإلتحام والإلتفاف حول فكرة الأمة الديمقراطية ،حيث شكلت قوات الحماية الجوهرية، للدفاع عن كرامتها في حال تعرضها لأي احتلال أو غزو خارجي, من هذا المنطلق يمكننا القول أن روح المقاومة العصر تستند إلى بنية تحيتة قوية ولا سيما من ناحية أفكار المعنوية والتجهيزات المادية ,وهاهم أبناء عفرين الذين احتضنوا موديل الأمة الديمقراطية ، يدافعون بكل جسارة وبسالة عن بلادهم ، متشبثين بمقاومتهم العظيمة دون العودة بأدراجهم.
فالمكونات السورية في عفرين قدمت رسالتها في المسيرة الكبيرة، التي انضم إليها أفراد من كافة مكونات المجتمع السوري في شمال سورية وروج أفا،حيث قدموا الشكر الجزيل في بداية كلماتهم للمفكر العظيم القائد عبدالله أوجلان كلمات مفادها أنه بفضل فكر المنظر و القائد عبد الله أوجلان استطاعت المكونات السورية بكافة أطيافها أن يكونوا جسدا بروح واحدة ،فلسفة جعلتهم يدافعون عن كرامتهم و أرضهم.
لقد عشت مع هذا الشعب الكريم وعاشرتهم لفترة زمنية، و رأيت بأم عيني كيفية رؤيتهم للحياة ،وهم ينعمون بلذة الحرية وهذا إن دل على شيئ فإنه يدل على فإنهم لن يتخلوا عن أرضهم المقدسة، مهما كان الثمن ليكن بقولهم" الموت بكرامة أفضل من عيش ذليل"، لقد حصدوا لذة الحياة الحرة بإدارة نفسهم بنفسهم وكيفية التعايش السلمي والأخوي فيما بينهم، بدلا من الذهنية الديكتاتورية والشوفينية التي عانوا منها.و الأن أبناء عفرين على أهبة الإستعداد بصغارها وكبارها لمحاربة الطاغية الأردوغانية المحتلة لأراضيهم المقدسة.
- كيف تقيمون الوضع المجتمع العربي ولا سيما المرأة العربية بانخراطها في الإدراة الذاتية في شمال سوريا ؟
شمال سوربة أصبح النموذج الحديث الذي يحتذى به لفكرة الأمة الديمقراطية، لانها لأول مرة في تاريخ البشرية، تحارب الشعوب المنطقة لأجل بعضها البعض، وتدافع لأجل الوصول إلى العيش المشترك. وإصرارهم على المحافظة على أخوة الشعوب التي برزت بملامحها مع ثورة روج أفا والالتحام حول فكرة الوحدة الديمقراطية .
مر على إنشاء شكل الدولة القومية في الشرق الأوسط، ما يقارب مائة عاما،حيث تلاشت فكرة الديمقراطية مع ظهور الدولة القومية في المنطقة واحتلت أفكار العرقية الشوفينية مكانها ،حيث أدت إلى تطوير ذهينة المعاداة وتشريع إعتداءات شعب على أخر , وبث التفرقة بينهم، وكأنها فطرة الحياة بين الشعوب , ولكن مع فكرة الأمة الديمقراطية من خلال الإدارة الذاتية التي تفيد بإدارة الشعب نفسه بنفسه على خلاف شاسع عن الأنظمة الدول الرجعية.
حيث أدى هذا الفكر إلى إلتفاف الشعب حول الفكر الأوجلاني الذي يسعى لتأسيس أكبر قدر ممكن من المجالس الشعبية والحماية الذاتية و هذا ما تم تطبيقه في مناطق شمال سوريا بمشاركة جميع المكونات بالإضافة إلى نقل هذه التجربة إلى منبج والرقة والطبقة وديرالزور شدادة وعين عيسى وأيضا تأسيسها في حلب أي المناطق الخاضعة لسيطرة الحماية الذاتية للشعوب تلك المنطقة .
أما بشأن المرأة العربية، فإننا نعرف جيدا أن المرأة العربية منذ أمد بعيد و هي مقيدة بقيود العادات والتقاليد،حيث استطاعت المرأة العربية في القرن الحادي والعشرين الذي يحمل في طياته حرية المرأة بطليعية المرأة الكردية أن تشكل مجالسها الخاصة لطرح أفكارها و تضفي لونها للحياة، استطاعت أن تنضم للقوات الحماية والمؤسسات الأمن الداخلي (أسايش) لتدافع عن كرامتها وحريتها. و كل ذلك لكسر جميع القيود العبودية التي فرضت عليها،بهذا الشكل أخذت المرأة العربية مكانها ضمن الادارة الذاتية بجميع مؤسساتها العامة، بما فيها الرئاسة المشتركة للمؤسسات المدنية و العسكرية .على وجه الخصوص يمكننا القول أن إنشاءها لمجالسها جعلتها صاحبة قرار و عقيدة في جميع المجالات الحياة بما فيها الإدارية والسياسية والخدمية
حيث أن شهدائنا الأبرار أمثال الشهيدة سوزدار التي تنحدر إلى أصول عربية و أرين ميركان وأفستا خابور وبارين كوباني أصبحن مشاعل نور تضيء طريق المرأة السورية بكافة مكوناتها ،ليقاومن ضمن مقاومة العصر دفاعا عن الفلسفة و الأفكار( الأمة الديمقراطية ) التي جمعتهم على حياة الحرة للمرأة العربية .
- في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الشعب الكردي، ما هو الدور المنوط على المكون العربي للنضال من أجل حرية الشعب الكردي؟
بالطبع ! مساندة الشعوب لبعضها البعض تسهل عملية الوصول إلى الحرية والسلام، أفضل بكثير من الإنشغال بسياسات الدولة التي خلقتها الدولة القومية و التي بدورها زرعت غريزة العداوة فيما ما بين شعوب المنطقة وخدمت مصالح السلطة الموجودة فقط لا غير. لقد توصل الشعب السوري بكل مكوناته إلى صيغة فكرية لا غير و هي أن العداء و التناقضات السائدة فيما بينهم، باسم الأعراق أو الأديان لا تخدم إلا فئة معينة في سلطة الدولة.إن لاحظتم في هذه الفترة الراهنة فإن المكون العربي من أكثر المكونات التي تقف إلى جانب الكرد دفاعا عن المحبة و الأخوة الكردية العربية ، لأنهم على إيمان تام أن الشعب الكردي لا يحارب فقط من أجل مصالحه وإنما من أجل العدالة و المساواة و أخوة الشعوب في المنطقة . لذا بمقدورنا القول أن الشعب العربي الأن يلعب وسيلعب دورا أساسيا ليس فقط في سوريا و إنما في جميع البلدان العربية لإلتفاف حول فلسفة الأمة الديمقراطية، ليعم السلام في الشرق الأوسط عامة مما يسمح لها بالعيش المشترك و السلمي مع عموم الشعوب ولا سيما الشعب الكردي .
- نحن الأن في شهر شباط ،حيث دخلت المؤامرة الدولية على القائد عبدالله أوجلان عامها العشرين، ما هو مدى تأييد الشعب العربي للمنظر و المفكرعبد الله أوجلان؟
بداية أندد وألعن المؤامرة الدولية على المفكر الحرية وفيلسوف العصر عبد الله أوجلان , وأناشد جميع العالم بأن حرية المنظر عبد الله أوجلان حريتنا وبشعار ثورة روج أفا سنصل الى الحرية .
بالطبع بقاء القائد عبدالله أوجلان في سورية عشرون عام ليست بأعوام قليلة، لقد تأثر المجتمع السوري بكل مكوناته ولا سيما المجتمع العربي أثناء تواجد القائد عبد الله أوجلان في لبنان ودمشق وتأثروا بهذه الشخصية ومصتلحاته الديمقراطية وكانوا سندا لفلسفة الحياة الحرة التي طرحها القائد عبد الله أوجلان، و ما تزال هذه الفلسفة تتلاقى تأييدا كبيرا من قبل المكون العربي، وذلك لأن فلسفة القائد قد علم الجميع كيفية التشبث بالوطن وحمايته من أي هجوم خارجي، بدلا الإلتجاء إلى الهجرة أو التورط في خيانة التراب الأم ,وخير دليل على ذلك، إخراج الشعب السوري للنظام الرجعي من مناطق شمال سورية ومحاربتها للإحتلال التركي ومرتزقته أمثال جبهة النصرة وداعش لأراضي عفرين. فان الشعوب الموجودة في سورية قد ناضلت وضحت بأثمن ما لديها من خيرة الشباب السوري في سبيل حماية الفكرة الديمقراطية، من هذا المنطلق أقول أن الشعب العربي مؤيد لفكر القائد عبد الله أوجلان وتطبيق هذه الفكرة دليل قاطع على مصاحبة فكره. ويرون في شخصية عبدالله أوجلان قائد وفيلسوف العصر لجميع الشعوب العالم على وجه العموم و المكونات شمال سوري على وجه الخصوص و يقولون بأنهم سيكونون معه حتى أخر رمق لديهم , وتوضح ذلك بشكل جلي بأخذ مكانهم ضمن إنشاء الإدارة الذاتية الديمقراطية والدفاع عن التراب السوري بمختلف مدنه الكردية و العربية من الغزو التركي.
يمكننا القول أن الشعب العربي مهتمة بالقضية الكردية وتستمد الجسارة والأمل من مقاومة العصر العظيمة.حيث لعب الشعب الكردي دور الطليعة لثورات (ربيع الشعوب) وأنا كل إيمان أن مقاومة العصر (عفرين) ستكلل ثورة ربيع الشعوب بالنصر و النجاح، وستتلقى ذهنية الدولة القومية حتفها على يد مقاومة العصر وستنتصر الفكرة الأوجلانية في بناء مجتمع ديمقراطي حر.
حيث أثبت أهالي عفرين بأن وحدتهم ضد الإحتلال التركي هو أقوى سلاح في العالم وشعارنا حتى النصر سيكون الحرية للقائد عبدالله أوج الان والنصر للشعوب المظلومة .