في حديثٍ خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF), أكدت السياسية زلال جكر, أن تركيا تسعى بسياساتها ومخططاتها لتخريب الخارطة و التقسيمات التي تم الوصول إليها عبر إتفاقية لوزان والمصالحة التي تمت ما بين الإنكليز والفرنسين وأميركا وغيرها من الدول حينذاك, والعودة إلى إجراء تغيرات جديدة على محتوى الذي تضمنه الإتفاق.
وأكدت السياسية زلال جكر أن المقاومة التي يبديها الشعب الكردي في عفرين بشيبه و شبابه, وحدات حماية الشعب والمرأة و قسد, تستحق الإحترام والتقدير لها ,لأنها مقاومة لا تدافع عن الشعب الكردي فقط وإنما البشرية جمعاء.
فيما نوهت السياسية جكر أن الدولة التركية تسعى إلى إحياء إتفاقية أنقرة منذ زمن بعيد وقالت : الدولة التركية و لا سيما أردوغان كي يحظى بقبول الدول الأوربية على مطالبه السلطوية و الإحتلالية. يستخدم داعش ورقة في يده لحصول على موافقة الجميع. لذا قام بمنح مرتزقة داعش الهوية و المكان وقام بتسلحيهم بالمال والعتاد. ليستخدم المرتزقة في المستقبل كتهديد أمام الدول الأوربية.
تحدثت جكر عن هجمات التركية على عفرين و تقربات التركية لإتفاقية لوزان في عامها المائة وقالت: الشيئ الذي علينا التوقف عليه مخططات الدولة التركية في يومنا الراهن في الشرق الأوسط. أعتقد أن الجميع يتساءل لماذا تهاجم تركيا عفرين؟. الهجمة التي تستهدف مدينة تقع تحت سيطرة و سيادة الدولة السورية. بالإضافة إلى تساؤلات حول ماذا سيحدث بعد الهجوم التركي على عفرين؟. الحكومة التركية عندما تقوم بخطوة ما, تحسب المرحلة التي تليها ونتائج التي ستكسبها وراء تلك الخطوات. لنفهم الواقع المعاش وهذه الأسئلة بشكل جيد, علينا أن نعود مرة أخرى إلى التاريخ والحقائق اليوم المخفية فيها.
الخطوات التي يخطوها السلطويين لا يجب أن نعرفها على أنها سياسة يومية, تتعلق بيومنا الراهن فقط وإنما ذات جذور تاريخية. إتفاقية لوزان في عام 1923 ستبلغ عامها المائة. مرور مائة عام على تأسيس لوزان و المصالحة التي تم الوصول إليها وتأسيس الجمهورية التركية ماذا جلبت معه؟ علينا أن نتوقف هنا.بعد مرور سنوات عدة ستدخل لوزان عامها المائة. الدولة التركية بزعامة الحزب العدالة والتنمية تخطط بشكل جيد لإستقبال لوزان وهي تبلغ قرن من الزمن. لهذا السبب فإن مخططاتهم موسعة.
عفرين منفذ ومأزق في آن واحد
أشارت زلال جكر في تقيماتها إلى أهمية ثورة روج أفا وعفرين لدى تركيا و قالت: لتحقيق هذه التغيرات, تحتل عفرين مكانة هامة, حيث تمثل منفذا هاما لتركيا على روج أفا والشرق الأوسط. لأن تركيا إن استطاعت أن تدخل حلب عبر عفرين سيكون بمقدورها الدخول بسهولة إلى دمشق, حينئذ بإمكانها الوصول بسهولة إلى الأردن و لبنان والسودان والمملكة العربية السعودية ومصر وتونس أيغالبية الدول العربية. وقتها تكون أمام منفذ على الشرق الأوسط. إن أرادت أن تجعل من روج أفا أيضا منفذا لها عليها أن تقضي على العوائق التي تعترض طريقها. من المتعارف عليه أن ثورة روج أفا منذ ولادتها تشكل عقبة في طريق المخططات التركية. لذا تتوجه تركيا إلى هجمات وحشية و ضد إنسانية ضد شعب الكردي أينما كان.
الدولة التركية تخطط لمائة عام لوزان
لفتت جكر الأنباه إلى مخططات التركية على لوزان وقالت: من الممكن ألا يذكر الجميع هذه الحقيقة. ولكن هذه الحقيقة لا بد من ذكرها. إن لاحظتم, المساعدة التي قدمتها الدولة التركية للإخوان المسلمين في مصر و في تونس. وفي يومنا ماذا يعني دعمها للجيش الحر في سوريا؟ سحبت الجيش الحر السوري إلى جانبها وتستخدمها أمام الشعب السوري. إلى جانب ذلك تريد توسيع سياستها الخارجية وعلاقاتها مع الخارج. فإنها تسعى وراء هذه المخططات أن تكوى أكبر دول سلطة في الشرق الوسط.
وتابعت زلال جكر حديثها قائلة: "في المستقبل مع بلوغ لوزان قرن من الزمن, فإنها تخطط لهذه الحقيقة. تركيا تريد أن تكبح جماح أميركين والروس والدول الإقليمية لتصبح الدولة الوحيدة الأمرة و الناهية في الساحة. ولا سيما أن منطقة الشرق الأوسط تعيش الحروب والصراعات وحالة من الثورات. فهي في الأساس تتخذ مكانها في الناتو. من وراء مخططاتها تريد أن تحتل المكانة الأولى في الشرق الأوسط. ومن ناحية الإقتصادية أيضا تريد أن تعلن نفسها على أنها القوة الوحيدة في المنطقة. نظرا لسياستها المتأزمة التي تعيشها بهجومها على عفرين تريد أن تتخذ نفسا وتحصل على منفذا لسياساتها. الجميع يعلم أن إتفاقية لوزان تتضمن على عدم دفع رسوم الجمارك في المنفذ البوسفور الذي يقع على البحر الأسود وغيره من المنافذ التي تضمنتها الإتفاق. لكن المخطط التركي مغاير تماما لهذا الإتفاق و محتواه التي تتمحور حول شؤون الجمارك. ما هو المخطط التركي؟.
تركيا تسعى لحصول على رسوم الجمارك على هذه المنافذ وهذا إن دل على شيئ فإنه يدل أن الدولة التركية ستكسب الكثير وتربح من الناحية الإقتصادية. تركيا تهدف في مخططاتها إلى الوصول لهذه الأهداف. فالمشروع الذي تخطط لها الدولة التركية في الشرق الأوسط مخطط واسع و كبير. إن وصلت تركيا إلى مرادها لا روسيا ولا أميركا تستطيعان فرض حاكميتهما على الدولة التركية بالإضافة إلى الدول الإقليمية. ومواقفها أمام الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ما هي إلا لتمرير سياساتها في المنطقة. تركيا تحاول فرض هذه الحقيقة على المنطقة. ولتحقق تركيا مخططاتها في المنطقة, فإنها ترى في الشعب الكردي وثورة روج أفا خطرا على مصالحها ومخططاتها".
تريد الدولة التركية إحياء إتفاقية أنقرة
أشارت جكر في حديثها إلى وجود التركي في جنوب كردستان وإتفاقية أنقرة وقالت: في عام 1926عقدت إتفاقية ما بين (الإنكليز والأتراك ) تمحورت حول موصل، لأنه في إتفاقية لوزان تم ربط جغرافية جنوب كردستان بالعراق ولأن العراق وجنوب كردستان كانا تحت نفوذ الإنكليزي وانتدابهم. حينها لم توافق تركيا عن ذلك وأوضحت عدم قبولها وأنه يتوجب أن تكون الموصل تحت نفوذ وسيطرة تركية.
ومن جانب أخر امتد الخلاف الإنكليزي التركي حتى عام 1926. حيث ذكر في الإتفاق و المصالحة مادة ألا وهي "إن حدث تقسيم وحالة من التجزئة في العراق, حينئذ ستصبح مدينة الموصل تحت النفوذ التركي وتابعا لها. حسب المصالحة و إتفاقية أنقرة تصبح موصل مدينة تركية بشكل طبيعي. من هذا المنطلق يمكننا فهم مخططات الإحتلالية التركية في جنوب كردستان, فالوجود العسكري التركي في مراكز بعشيقة وغيرها من المناطق الأخرى من جنوب كردستان ما هي إلا مخطط و تنفيذ محتوى إتفاقية أنقرة على أرض الواقع. الضغوطات التي يفرضها على جنوب كردستان لأجل الوصول إلى الموصل. بزعامة حزب العدالة و التنمية, الدولة تركيا تراجع حساباتها و تصفيها. علينا ألا ننظر إلى حزب العدالة والتنمية على أنه حزب من الأحزاب التركية المتعاقبة له. إن لاحظتم فسياسة 1923 من الأن يتم إدارتها من قبل الحزب العدالة والتنمية. على الجميع أن يعلم أن مخططات الدولة التركية على الشرق الأوسط طويلة المدى.
الدولة التركية, تجهز مرتزقة داعش من أجل أوربا
تطرقت السياسية زلال جكر إلى مجريات السياسة التركية حول مرتزقة داعش, محذرة الدول الأوربية من مغبة هذه السياسة و قالت: الآن الدولة التركية تعاني من مشكلة ألا وهي "قوة القيام والفعل" نظرا للضعف الذي تعيشه. كي تقوم بتنفيذ مخططاتها و أجندتها الخاصة, فالوضع السائد في الشرق الأوسط يمنحها فرصة لتمرير سياساتها.
على سبيل المثال فالدولة التركية هي من أتت بمرتزقة داعش و جبهة النصرة والقاعدة إلى الشرق الأوسط. فالدولة التركية منحت هذه المجموعات الهوية وذودتهم بالمال والأسلحة. هذه الحقيقة ظهرت بشكل واضح في ثورة روج أفا. عندما نشاهد الوضع في سوريا والعراق, سنرى أن المرتزقة 95% لم يعد موجودون في هذه الأراضي. يا ترى إلى أين ذهب داعش؟ اليوم الجميع يتساءل. لنشاهد أين تتواجد هذه المرتزقة, سنرى أنها تتواجد في تركيا حيث هناك معسكر لهم. هناك احتمال كبير أن الدوبة التركية تجهزهم من أجل الدول الأوربية, ستستخدمهم ضدّ الاتحاد الأوربي.
و تابعت زلال قائلة: "التهديدات التي يمارسها أردوغان على أوربا هي تهدايدات متعلقة بهذه الحقيقة. أروغان يقول ’إن لم تلبوا ما أطلبه سأقوم بإرسال المرتزقة داعش إلى دولكم’. في المستقبل سيقوم بهذا. على أوربا أن ترى هذه الحقيقة, لأنها تمثل خطرا على أوربا و والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
هذه الدول بقدر ما يساعدون تركيا بقدر مايزيدون الخطر على أنفسهم. يجب أن تكون المخططات التركية لخارج المنطقة وداخلها ظاهرة للعيان. فحكومة العدالة والتنمية تقوم بحماية داعش و تمويلها لتسخدمها في المستقبل كما فعل هتلر في عهده. أروغان يريد أن بتهديداته أن يصبح قوة في المنطقة, كي لا تقف الدول الخارجية والغربية أمام مخططاته يقوم بتهديدهم بمرتزقة داعش. تركيا تريد أن تكون الدولة الكبيرة والآمرة في الشرق الأوسط, وهذا يشكل خطرا على الشرق الأوسط و شعوبه. لذا على الجميع رؤية حقيقة الإحتلال التركي.
عفرين بمقاومتها ستفرغ المخطط التركي الاحتلالي من محتواه
ختمت السياسية جكر حديثها بالقول إن الشعب الكردي بنضاله, سيقوم بحماية ذاته ومنطقة الشرق الأوسط والعالم برمته وقالت: في يومنا الراهن, الشعب الكردي يشكل عائقا أمام هذا المخطط بالإضافة أنه يمثل عقبة في طريقه. لذا الدولة التركية تستهدف المكتسبات الكردية بطرق وحشية, لا إنسانية. ترتكب تركيا بحق الشعب الكردي مجازر وحشية, والممارسات البعيدة عن الأخلاق وذلك لتصفية الثورة وإلغائها من الوجود والديمومة. هنا يمكننا القول بأن وجود الثورة وعدمها أمر متعلق بالشعب الكردي ومقاومته. إن استمرت مقاومة الأهالي على هذه الوتيرة سيكون النصر حليفا للشعب الكردي. المقاومة التي يبديها الشعب الكردي في عفرين بشيبه وشبابه ووحدات حماية الشعب والمرأة وقسد محط إحترام وتقدير, لأنها مقاومة لا تدافع عن الشعب الكردي فقط و إنما البشرية جمعاء.
عندما نمعن النظر في مخططات الإحتلال التركي, سنرى بأن مقاومة عفرين ستغلق أبواب المخططات الإحتلالية وستقف حجرة عثرة أمامها. كي تتجسد هذه الحقيقة في الواقع على الجميع الإلتفاف حول مقاومة عفرين وتحقيق الوحدة الإنسانية والكردية والسورية المطلوبة.
وتابعت جكر قائلة "أن مقاومة العصر التي يبديها أهالي عفرين ستكون العامل الأساسي, في إدارة الشعوب نفسها بنفسها في القرون اللاحقة, إدارة منبثقة من إرادة هذا الشعب المقاوم. لذا يتوجب على جميع المكونات السورية أن تحارب وتقاوم الإحتلال التركي إلى جانب شعبنا الكردي في عفرين. ينبغي على هذا النضال التصعيد من وتيرته لوقوف في وجه الحروب التي تحدث إفراغ المخططات الاحتلالية من محتواها".