تحليل: تركيا لن تحصل على صفقة جديدة مع الاتحاد الأوروبي حول اللاجئين

قال الرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان يوم الأحد إنه سيلتقي بمسؤولين في الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين لبحث قضايا الهجرة.

ونقلت "رويترز" عن أردوغان زعمه "أن تركيا لم تحصل على الدعم الذي توقعته من المجتمع الدولي فيما يتعلق باللاجئين"، لكنه يأمل في التوصل إلى نتيجة مختلفة بعد محادثات الاثنين.
ويحاول ألوف المهاجرين الوصول إلى اليونان منذ قالت تركيا في 28 شباط فبراير إنها لن تحاول إبقاءهم في أراضيها تنفيذا للاتفاق الذي توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي في 2016 مقابل مساعدات أوروبية بمليارات اليورو، واشار التقرير إلى أن معظم من يحاولون عبور الحدود التركية هم من الجنسيات الأفغانية والباكستانية، وليس معظمهم من السوريين.
ودعا أردوغان، لتقاسم عبء استضافة اللاجئين في بلاده، مطالبا اليونان بفتح الطريق أمام اللاجئين للوصول إلى أوروبا وسط موجة نزوح للاجئين السوريين من بلاده إثر عمليات عسكرية في الشمال السوري. وزعم الرئيس التركي إن اللاجئين في بلاده"مجرد عابرين إلى باقي الدول الأوروبية".
وذكر مقال بصحيفة "سيبروس ميل" القبرصية، إن دفع الدولة التركية آلاف اللاجئين للتنقل غير النظامي من تركيا إلى جارتها اليونان يمثل أمر خاطئ ويجب التراجع عنه الأن، وخاصة بعد اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب. وقال الكاتب ألبير علي رضا، إن تركيا لم يعد لها الكثير من الاصدقاء نتيجة لسياستها، في الوقت الذي كانت تزعم فيه أنها تسعى لانهاء المشكلات مع الجيران.
واشار المقال إلى أن لا يوجد أي التزام على الدول بمنح مركز اللاجئ إذا كان اللاجئ لا يهرب فعلاً من الاضطهاد. والالتزام بموجب اتفاقية اللاجئين لعام 1951 هو عدم إعادة اللاجئين إلى حدود البلاد التي فروا منها خوفًا من الاضطهاد - عادة بلد جنسيتهم.
وأكد التقرير إن استضافة تركيا للاجئين السوريين لا يعطيها الحق في استخدامهم في ابتزاز الغرب و"واستخدامهم في لعب الدومينو" على الحدود مع اليونان. وأكد التقرير إن التزام تركيا بالسلام مع دول الجوار هو الحل لمشكلة تدفق اللاجئين من حدودها مع سوريا والعراق وايران.
وفي تقرير بصحيفة "إندبندنت عربية" تحت عنوان "الولايات المتحدة والغرب تخليا عن تركيا خلال معركتها في سوريا"، ذكر التقرير إن تركيا تجني ثمن الفوضى التي خلفتها سياستها على مدار عقد كامل من الزمن، مشيرا إلى أن "تركيا وليس الغرب هي المسؤولة عما حدث منذ سنوات طويلة، حيث سعت أنقرة على مدى نحو عقد كامل إلى تقويض وعرقلة السياسة الخارجية الأميركية، وانخرطت في خطاب عدائي ضد واشنطن، وهددت الأميركيين واعتقلت عدداً منهم، وهي أمور لم تكن تحصل من قبل بين الولايات المتحدة وتركيا."
و"تشير مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إلى أن المشكلة لدى تركيا لا تتعلق بالكفاءة العسكرية ضد قوات الأسد الضعيفة التي تدخلت روسيا لإنقاذها عام 2015، لكن المشكلة الحقيقية تتعلق بسياسة تركيا في سوريا، حيث لا يوجد لدى المسؤولين الأتراك أي فكرة عن كيفية إنهاء النزاع هناك. كما أنهم عاجزون عن تخفيف معاناة السوريين التي تبدو بلا نهاية. لكن ذلك لا يجعل الأتراك مختلفين عن نظرائهم الأمريكيين والبريطانيين."
واعتبر التقرير إنه بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأردوغان في 5 آذار مارس، لم تعد تركيا بحاجة إلى واشنطن على المدى القصير، لكن على المدى الطويل ستواجه أنقرة أزمة محتملة تتمثل في رعاية ملايين اللاجئين إليها، الذين قد يؤدي وجودهم إلى زعزعة الاستقرار في الداخل التركي.
و"مع ذلك فمن غير المتوقع أن تشرع الولايات المتحدة في مساعدة تركيا في أزمتها الجديدة القديمة، على الرغم من الأسباب الجذرية للحالة الطارئة المتولدة عن استمرار نزيف الدماء في سوريا. كما أنه من غير المتوقع أن تدفع دول الاتحاد الأوروبي مزيداً من المليارات التي تدفعها سنوياً إلى تركيا، كي توقف تدفق اللاجئين السوريين وغير السوريين إلى القارة الأوروبية عبر الحدود التركية"، بحسب التقرير.
أكد المستشار النمساوي سيباستيان كورتس أمس أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان يواصل استخدام ملف المهاجرين لابتزاز الأوروبيين لجني المزيد من الأموال وتحقيق غاياته الخاصة، مؤكدا ان الاتحاد الأوروبي لن يركع لتركيا في ملف الهجرة.
وقال الكاتب الخليجي سالم الكتبي، في مقال بصحيفة إيلاف، "لا شىء أكثر اثارة للاشمئزاز في سلوك القادة السياسيين في العالم حالياً أكثر من سلوك القيادة التركية حيال اللاجئين السوريين، الذين تدفع بهم دفعاً إلى حدود اليونان وبعض دول الاتحاد الأوروبي الأخرى وتستخدمهم كورقة ضغط سياسية بشكل يجافي كل المعايير والضوابط الخاصة بحقوق الانسان."
وبدوره، وصف "مرصد الإسلاموفوبيا" التابع لدار الإفتاء المصرية، الإجراءات التركية بشأن اللاجئين السوريين وسماح أنقرة لهم بالعبور باتجاه اليونان بأنه "استخدام للاجئين واستباحة لدمائهم من أجل الضغط على الدول الأوروبية للانخراط بشكل واضح وحاسم في صراع إدلب".
وقال المرصد، في تقرير له، إن الجانب التركي يستغل ورقة اللاجئين السوريين للضغط على الأوروبيين والحصول على مكاسب مادية وتحقيق مصالح خاصة، معتبراً أن تركيا "تعمدت فتح الحدود أمام اللاجئين السوريين للعبور إلى الجانب اليوناني مع علم النظام التركي بعدم إمكانية سماح دول الاتحاد بعبور اللاجئين إلى أراضيها، ما تسبب في حدوث صدامات بين الأمن اليوناني واللاجئين السوريين وزاد من معاناة اللاجئين ووضعهم في خضم صدامات عنيفة".