تحالف الشر وتغير للخرائط ....تركيا وحلم اعادة "الامبراطورية العثمانية"
يبدو بأن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عازماً وبقوة على اعادة التاريخ(الإمبراطورية العثمانية) وبناء تحالفات جديدة وهدم معاهدات قديمة(سيفر)،(لوزان) والتي حددت حدود تركيا الحديثة.
يبدو بأن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عازماً وبقوة على اعادة التاريخ(الإمبراطورية العثمانية) وبناء تحالفات جديدة وهدم معاهدات قديمة(سيفر)،(لوزان) والتي حددت حدود تركيا الحديثة.
وامام هذا العزم ،الاشبه بالحلم للبلد الذي لايزال عضواً في حلف الناتو منذ عام 1952 عقدت منذ زمن ليس بالبعيد ، وفي قارة بعيدة ، معاهدات واتفاقيات قُطعت من خلالها اوصال ماكان يُسمى (الإمبراطورية العثمانية)، وقُسمت إلى أجزاء صغيرة.
ومع مرور سنوات طويلة على إبرام تلك المعاهدات والاتفاقيات يبدو أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان ،عازماً وبقوة على إعادة احياء تلك الحقبة(الامبراطورية العثمانية) عبر تغيير تحالفات القوى ، وانهاء تلك المعاهدات.
وقبل حوالي مائة عام ، اجتمع مسؤولون فرنسيون وبريطانيون وايطاليون في مصنع "بورسلين" الشهير جنوب غرب باريس وكان الهدف من ذاك الاجتماع هوتقسيم "الإمبراطورية العثمانية"،حيث اختتمت هذه الاجتماعات بتوقيع معاهدة سيفر في 10 أغسطس 1920 بعد شهور من المفاوضات المتقطعة بين المنتصرين في الحرب العالمية الأولى ومهدت الطريق لإعادة تشكيل الشرق الأوسط الحديث وفرضت شروطاً على العثمانين المهزومين و صفت بأنها أكثر عقابية من الإجراءات التي فرضتها معاهدة فرساي على ألمانيا في وقت سابق من ذلك العام ، مما أجبر الإمبراطورية على إلغاء جميع مطالبها بالأراضي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،رفض القوميون،بقيادة مصطفى كمال أتاتورك ، سيفر وشنوا سلسلة من الحروب التي طردو من خلالها الفرنسيين واليونانيين والإيطاليين من الأناضول وأجبرت الأوروبيين على القبول بشروط جديدة مع معاهدة لوزان في عام 1923 ، والتي حددت حدود تركيا الحديثة.
امام هذه المتغييرات والاحداث التاريخية نجد إن تركيا الجديدة،التي تصورها أردوغان وصممها ونفذها ، تحاول الان ابتزاز أوروبا بموجات من المهاجرين ،بالاضافة لشن عمليات عسكرية في العراق وسوريا واحتلال اجزاء ومدن من هذه المناطق وأيضاً تحويل مناطق في سوريا وليبيا إلى قاعدة للارهابيين واستخدامهم كورقة ضغط ضد الدول المجاورة ومناطق اخرى في افريقيا و اوربا.
وفي حديث لاردوغان بتاريخ 20 مارس 2020 ، أشار بان الاتحاد الأوروبي لم يساعد في توطين السوريين فيما اسماه في "مناطق آمنة" داخل سوريا، اي تلك المناطق التي احتلتها تركيا برفقة مجموعاتها الارهابية والتي تسببت في تشريد شعوبها وفقدان المئات من ابنائها لحياتهم في سبيل الدفاع عنها ، ونتيجة لذلك واستمراراً في ابتزازها لاوربا ، فتحت تركيا أبوابها أمام المهاجرين لمغادرة أراضيها إلى أوروبا ،والذي تزامن مع تصريحات للرئيس التركي قال من خلالها بأن "مئات الآلاف عبروا ، وسرعان ما سيصل إلى الملايين" كان الهدف من هذه التصريحات واضحاً، اي، ساعدونا أو سنغرقكم بموجات المهاجرين .
كانت هذه الاحداث جارية وسط ورود انباء متسارعة عن نقل الحكومة التركية لعناصر ارهابية من إدلب وشمال سوريا إلى العاصمة الليبية طرابلس.
في مسعى ، لمساعدة حكومة الوفاق الوطني ودعمها بمقاتلين وأسلحة نوعية.
في حين كشفت تقارير اعلامية واستخباراتية المزيد من التفاصيل الخطيرة حول هذه العمليات ومنها، قيام ارهابيي هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني بتجنيد عناصر متطرفة من إدلب،وارسالها للقتال في ليبيا.
تزامنت هذه الاحداث مع عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، والذي يسعى لاحياء "الامبراطورية العثمانية" اجتماعاً نهاية العام الماضي مع زعيم الحكومة الليبية في قصر سابق للسلاطين العثمانيين في مدينة اسطنبول، في أعقاب إحدى هذه الجلسات ، ربط أردوغان سياسة بلاده الخارجية الحالية باحداث تاريخية،وقال:"بفضل هذا التعاون العسكري ، ألغينا معاهدة سيفر" ، مشيداً باستعداد بلاده لاستعراض القوة مرة أخرى عبر البحر الأبيض المتوسط، وليس بعيداً عنه وفي مكان اخر كان وزير داخليته سليمان صويلو يصرح بأن "دمشق وحلب كانتا ضمن حدود أمتنا التي أعلنها المجلس العمومي العثماني".
وخلال الأشهر التي تلت ذلك ، ساعدت طائرات تركية بدون طيار والدعم العسكري لحكومة السراج على قلب مسار المعركة في الحرب الأهلية الليبية ، وأمّن أردوغان التنقيب البحري وحقوق التنقيب عن النفط المحتملة في شرق البحر الأبيض المتوسط ، ما وضع تركيا في صراع جديد مع دول اخرى في المنطقة ، بما في ذلك اليونان ومصر وقبرص وفرنسا،وسط إصطدام المزاعم التركية الجديدة مع مطالبات اليونان وقبرص وأثارت توترات طويلة الأمد بين هؤلاء الجيران، وسط تعهدات من أعضاء الناتو بالرد معاً على أي هجوم تركي محتمل على أي منهم، مما يؤدي إلى تورط نصف حوض البحر الأبيض المتوسط في صراع لاتحمد عقباه.
ويثير التدخل التركي الواضح في السياسات الداخلية للدول الأخرى ومنها مؤخراً الصراع الارمني والاذري مرة أخرى مسألة التهديد العثماني الجديد،والذي قد يؤثر على استقرار منطقة شمال إفريقيا ،بل ويقوض هذا الخطر جهود التحالفات المختلفة في سوريا وليبيا لمحاربة الإرهاب ، بل ويهدد أيضاً أوروبا والولايات المتحدة، حيث يُمهد هذا التدخل الطريق للتنظيمات الإرهابية في المنطقة وحول العالم التسلل إلى مناطق النزاع ، تحت العباءة التركية والمتمثل في دعوة أردوغان إلى بناء عالم إسلامي.
هذه التجذبات والصراعات ، رغم اختلافاتها ، جعلتها ، على الأرجح. تؤكد على طموحات تركيا العثمانية الجديدة ومخططاتها الإجرامية في المنطقة،بل وكشفت "انتقام" أردوغان من سيفر، واظهرت بشكل واضح سعيه لاعادة مايسمى بالامبراطورية العثمانية والتي تتلخص في احتلال العديد من المدن والبلدان المجاورة ولكن مالايخفى عن احدا هو اصتطدام هذه الاحلام بمقاومة بطولية من قبل حركة التحرر الكردستانية وابرزها ملحمة حفتانين والتي حطمت احلام اردوغان بمايتعلق بالميثاق الملي والتي لم تكن الملحمة الاولى ولن تكن الاخيرة والتي اجبرت احدى اهم القوى العسكرية في حلف الناتو على التراجع والانسحاب بعد ان كانت تصرح من خلال مسؤوليها بانها ستذهب بعيدا من خلال عملياتها العسكرية في حفتانين ولكنها سرعان مافشلت جراء المقاومة البطولية والتي كانت امتدادا لمقاومة الشعب الكردي في كل اجزاء كردستان الاربعة والذي سيدفع العالم المتمثل بمؤسساته السياسية بشكل عام والاعلامية بشكل خاص الى دراسة ملفات عديدة متعلقة بحركة التحرر الكردستانية والتي من ابرزها شطب اسم حزب العمال الكردستاني من لائحة الارهاب،والسعي لاطلاق سراح قائد الشعب الكردي عبد الله اوجلان،كخطوة اولى للتصالح مع الشعب الكردي والذي كان ولايزال يدفع ثمن مؤامرات دنيئة حيكت بدقة في غرف الرأسمالية السرية.