قالت الرئيسة المشتركة لمنظومة المجتمع الكردستاني KCK, بسة هوزات, إن لم تحصل تركيا على موافقة ودعما بريا و جويا لشن هجوم موسع على مقاطعة عفرين من القوى الدولية مثل روسيا و أمريكا لا تسطيع الإقدام على أي خطوة, مشيرة أن الهجوم التركي على عفرين وتوعدها وحدات حماية الشعب و المرأة في عملية مرتقبة ستكون صعبة المنال.
جاءت تصريحات هوزات في حديثها لفضائية روناهي, حيث شددت هوزات على أن محاربة العدوان التركي في سوريا والخلاص منه يجب ألا يشمل الشعب الكردي و وحدات حماية الشعب و المرأة و قسد وحدهم, وإنما على هذا النضال أن يشمل جميع القوى الديموقراطية و المكونات السورية كافة.
هوزات أشارت أن العداء التركي للشعب الكردي ليس بعداء جديد و قالت :العداء التركي ليست وليدة هذا اليوم أو هذه اللحظة يمتد عمره لمائة عام ولا سيما في سنوات العشر الأخيرة المتمثلة في حزب العدالة و التنمية وسياساتها المبنية على إبادة الشعب الكردي و إنكاره,فالتحركات الدولة التركية و هجماتها الأخيرة التي تشنها على عفرين ليست منفصلة عن سياساتها العدائية و الإنكارية ضد الشعب الكردي بأجمعه ,فالشعب الكردي في شمال كردستان منذ عقود ويعاني من الظلم و الإضطهاد و الإبادة و القمع على أيدي الفاشية التركية.
وأوضحت الرئيسة المشتركة لKCK أن الدولة التركية منذ بدايات الأزمة السورية أخذت من احتوائها لما يسمى بالمعارضة غطاء لسياستها الشوفنية الهادفة للاحتلال وتمرير سياساتها القمعية عبر المعارضة والمرتزقة المرتبطة بها.فقد حاربت الشعب الكردي في سوريا بذهنيتها عدائية, بداية بما يسمى بالحرب الوكالة مستخدمة في حربها ضد هذا الشعب, بداية مليشيات جبهة النصرة وبعدها مرتزقة داعش وبعض الفصائل الأخرى .لكن في يومنا الراهن لم يعد للمرتزقة داعش القدرة على استمرار بحربها ضد الشعب الكردي ولا سيما بعد الضربات القاصمة التي تعرضت لها في حربها مع وحدات حماية الشعب و المرأة وقسد و النجاحات التي حققتها هذه القوات.
هوزات أوضحت أن الخسارة التي منيت بها المليشيات التركية في سوريا جعلتها تدخل في حرب مباشرة مع الكرد وقالت:الإنهيار الذي تعرضت لها مرتزقة داعش جعلت تركيا الأن في وضع لا يسمح لها باستخدامها لمرة ثانية في حربها ضد الشعب الكردي مما أدى هذا الفشل الذريع إلى دخول تركيا بشكل مباشر إلى الحرب. فدخول الدولة التركية إلى جرابلس و الباب ومحاربتها مرتزقة داعش هناك, ما كانت إلا ذريعة لتدخل بجيشها وقواتها إلى سوريا لمحاربة الشعب الكردي و الوقوف كعائق أمام عملية دمقرطة سوريا وهذه الحقيقة أصبحت واضحة للعيان القاصي و الداني.
وأكدت هوزات بأن التحركات العسكرية التركية على الشريط المحازي لمدينة عفرين وهجماتها على شعبنا في مقاطعة عفرين ليست بهجمات جديدة. أصبح لها منذ فترة طويلة وهي تستهدف المدنين و توجه بأفواه مدافعها إلى المقاطعة وقالت: تركيا الأن تريد تسير حرب عمومية من كافة الجوانب حرب برية و جوية في آن واحد, في هذه العملية إن لم تحصل تركيا على موافقة ودعما بريا و جويا بالإضافة إلى إرسال قوة كبيرة إلى منطقة الشهباء لشن هجوم موسع على عفرين من القوى الدولية أمثال روسيا و أمريكا لا تسطيع الإقدام على أي خطوة و سيكون الهجوم على عفرين وتوعدها وحدات حماية الشعب في عملية مرتقبة صعبة المنال, بالأخص جويا.
,في ردها على سؤالٍ متعلقٍ باقدام روسيا على المواطئة و دعم تركيا في مخططها, قالت هوزات: "ستكسب روسيا إزاء تصرفها هذا عدواة الشعب الكردي لها بشكل خاص و الشعب السوري على وجه العموم, هذه حقيقة لا يمكن التهرب منها, ستكون فاتورة الموافقة الروسية ومنحها الضوء الأخضر للفاشية التركية في عملياتها باهظة, نأمل من الإدارة الروسية ألا ترتكب خطأ تاريخيا بحق الشعب الكردي والسوري. فالوجود التركي في جربلس وإدلب والباب وجود احتلالي والهجوم على عفرين يصب في مخططها الإحتلالي".
روسيا لم توفي بوعودها للكرد
فيما أشارت هوزات في تقيماتها إلى دور روسيا في المؤامرة الدولية على القائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان وقالت:على روسيا أن تطلب العفو من الكرد,ذلك لأنها مديونة ولم توفي بوعودها لهذا الشعب خصوصا حول دورها في المؤامرة الدولية على القائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان .في ذاك الحين قامت روسيا بدعوة قيادتنا إلى بلادها و أعطت وعودا تتمحور حول ضمانة حمايتها للقائد عبدالله أوجلان ودفاعها عن القضية الكردية وحال وصول القائد إلى روسيا .قامت روسيا بتقاضي عشرة ألالاف مليار دولار من الدولة التركية و تأسيس مشروع الغاز الطبيعي ومن ثم إخراج القائد من الأرضي الروسية. بهذا التقرب ارتكبت روسيا خطأ كبيرا بحق الشعب الكردي. رغم ذلك لم ترد حركة حرية كردستان أن تخلق جوا من العداء بين الشعب الكردي و روسيا ,أرادت أن تستمر في علاقتها مع روسيا كي ترى بأم عينها خطأها بحق الشعب الكردي و تقوم بتصحيح سياساتها أمام الكرد.
وأشارت هوزات في حال كررت روسيا خطأها و تواطئت مع الإحتلال التركي في هجماتها على عفرين هذا سيكون استمرار للمؤمراة الدولية وقالت: لن يعفو الشعب الكردي و حركة حرية كردستان هذا الخطأ للمرة الثانية و لن يتقربا من هذا الخطأ برحمة لأن مثل هذه التقربات ستلحق الضرر بالعلاقة ما بين الشعب الكردي وروسيا.
الوجود التركي يشكل خطرا على سوريا
وبشأن الموقف النظام السوري,من هجمات الإحتلال التركي على مقاطعة عفرين و الوجود التركي في عدة مدن السورية انتقدت بسة هوزات موقف الأسد و نظامه وقالت "تركيا باحتلالها لمناطق السورية تشكل تهديدا كبيراعلى سوريا بشكل عام ،المعضلة تكمن في أن الوجود التركي في سوريا يضع وجود سوريا وعدمها في خطر .هذا الإحتلال ليس باحتلال ومخطط جديد ، الحسابات الدولة التركية على سوريا و أراضيها قديمة مدى .
بسة هوزات وفي حديثها أشارت إلى أن تركيا ترى في الشمال السوري، أراضي تركية وتابعة لها بالأخص المدن التي تضمها مناطق الشهباء وأضافت: إن لاحظتم في إحدى تصريحات أردوغان الأخيرة فقد" ذكرالمثياق الملي" على لسانه و" أن إدلب و جرابلس , عفرين, عزاز, منبج و الباب جزء من أنطاكية." وهذا القول إن دل فهو دليل واضح للرغبة الدولة التركية الملحة لضم هذه المدن لأراضيها.
النظام السوري يغض النظرعن الإحتلال التركي
فيما أشارت هوزات, إلى أن النظام السوري لم يقف بشدة أمام الإحتلال التركي وجوده في سوريا. على العكس غضت النظرعن إحتلاله لأراضي مثل جربلس و الباب تلتها في الأونة الأخيرة إحتلال إدلب. والأن تريد تركيا أن تستكمل مخططها بإحتلال مقاطعة عفرين. مضيفة أنه حتى هذه اللحظة لم يوضح موقفه بشكل جدي من المخطط التركي وإحتلاله لمدن سورية, مدينة تلو الأخرى. أحيانا تقدم تصريحات تفيد بأنها ترى الوجود التركي في سوريا على أنه إحتلال, هذه أقوال جيدة لكن على النظام السوري أن تدخله في حيز التنفيذ و تطبقه على أرض الواقع. إن كانت لا تقبل بالإحتلال التركي لأرضي السورية. يجب عليها أن تحارب تركيا, عليها أن تخرج هذا الإحتلال من شمال سوريا و تحرر جرابلس و إدلب و عزاز من الإحتلال التركي . كيف أنها تقوم بمحاربة جبهة النصرة و أحرار الشام و مرتزقة داعش يتوجب عليها أن تحارب بالمثل الإحتلال التركي أيضا.
لولا الشعب الكردي لتشاطر الأسد مصير القذافي
هوزات في ردها على السؤال "هل هناك احتمال يدخل الكرد مع النظام السوري في حرب لرد على احتلال التركي؟ " قالت: الشعب الكردي على استعداد بالوقوف مع النظام السوري جنبا إلى جنب لمحاربة الجيش التركي و تصفية مرتزقتها . لذا يتطلب من النظام السوري أن توضح سياساتها ومواقفها بشكل جدي ,يجب على النظام السوري أن يتحاور مع الشعب الكردي . لنتساءل, إن لم تحارب القوات الكردية مرتزقة داعش, هل كانت لسوريا موجودة؟ هل كان الأسد موجودا؟ بالطبع لا, لولا الشعب الكردي لأصبح مصيرالأسد كالقذافي, إن كان الأسد حتى هذه اللحظة مازال على قيد الحياة، يعود الفضل الأكبر للشعب الكردي .الشعب الكردي بنضاله ومقاومته الفولاذية حافظ على وحدة سوريا. يجب على النظام السوري أن يرى هذه الحقيقة،و يؤسس دستورا ديمقراطيا يعترف بالوجود الشعب الكردي وحقوقه.من هذا المنطلق على النظام السوري أن تغير من ذهنيتها وسياساتها التي تشجع تركيا في خطواتها الإحتلالية .
وعادت هوزات لتطرح رؤيتها أن الإحتلال التركي هو عدو الشعب الكردي بالتالي فهو عدو للشعب السوري أيضا "لكنه ما زال موجودا في جرابلس و عزاز و الإدلب و الباب "حسب رأي" محاربة العدوان التركي و الخلاص منه يجب ألا يشمل الشعب الكردي و وحدات حماية الشعب و المرأة و قسد وحدهم, و إنما على هذا النضال أن يشمل جميع القوى الديموقراطية والمكونات السورية".
وتوجهت هوازات في نهاية حديثها بالنداء إلى الشعب الكردي قائلة " على الشعب الكردي في جميع أرجاء العالم الوقوف بروح كوباني ومقاومتها إلى جانب شعبنا في عفرين كما يتطلب من أهالي مقاطعة عفرين بشبابها وشيابها الصمود و المقاومة أمام الفاشية التركية و محاولاتها للاحتلال عفرين. على الشعب أن يجعلوا من عفرين مقبرة للاحتلال التركي ومرتزقة حزب العدالة والتنمية.