بدران جيا: المقاومة ستستمر حتى انتهاء الاحتلال
أوضح بدران جيا أن هجمات الدولة التركية تستمر على شمال وشرق سوريا وقال "الجميع في المنطقة متوحدون في جبهة واحدة ضد الاحتلال وطالما استمر الاحتلال فإن المقاومة ستتواصل."
أوضح بدران جيا أن هجمات الدولة التركية تستمر على شمال وشرق سوريا وقال "الجميع في المنطقة متوحدون في جبهة واحدة ضد الاحتلال وطالما استمر الاحتلال فإن المقاومة ستتواصل."
في حديث مع وكالة فرات للأنباء (ANF) قيّم مستشار الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا بدران جيا كرد الأحداث الأخيرة والوضع الأخير في المنطقة.
وأوضح جيا كرد في اللقاء أنه طالما استمرت عقلية وسياسة الدولة التركية الحالية فإن داعش لن تنتهي. ولفت جيا كرد إلى أقوال الدولة التركية حول أنها "حررت" كري سبي وسري كانيه وقال إنها تريد إبعاد قوات سوريا الديمقراطية (QSD) من المنطقة وإحلال مجموعاتها المرتزقة وعوائلها مكانهم. وهي كذلك لا تتحرك وفق حالة وقف إطلاق النار التي أعلن عنها.
وقال جيا كرد إن الدولة التركية الفاشية هاجمت مناطق كري سبي وسري كانيه في 9 تشرين الأول باستخدام ما يقارب 15 ألف مرتزق تابع لها بكل صنوف التكنولوجيا وبشكل شديد. وكانت تخطط لاحتلال المنطقة كلها خلال يومين أو ثلاثة أيام لكن كانت هناك مقاومة لا نظير لها ضد هجمات الاحتلال وأحدثت هذه المقاومة صدى كبيراً في الرأي العام العالمي. والهجمات التي استخدمت فيها الأسلحة المحظورة أيضاً مازالت مستمرة.
وأشار كرد إلى أن الدولة التركية والمرتزقة التابعين لها ينتهكون وقف إطلاق النار الذي أعلن بين الولايات المتحدة الأمريكية والدولة التركية. وهي مستمرة بهجماتها الهمجية على مناطق تل تمر، زركان وعين عيسى. ويقاوم كل سكان ومكونات المنطقة من أجل إيقاف هجمات الاحتلال. ومرت 5 أسابيع ومازالت الهجمات والمقاومة مستمرة في المنطقة. ويدعم المجتمع الدولي وشعوب المنطقة هذه المقاومة.
وقتل حتى الآن بسبب هجمات الدولة التركية 510 مدنياً كما جرح أكثر من 1700 مدني. واستشهد أكثر من 350 مقاتلاً في صفوف قوات سوريا الديمقراطية (QSD). والمقاومة مستمرة وستتواصل حتى انتهاء الاحتلال.
وقال جيا كرد رداً على سؤال حول "كيف تقرؤون تصريحات أمريكا وروسيا التي تقول بأن حالة وقف إطلاق النار تجري بشكل جيد على الرغم من استمرار هجمات الدولة التركية؟" إن الدولة التركية ومرتزقتها انتهكت وقف إطلاق النار في الساعات الأولى من إعلان وقف إطلاق النار. وقوات سوريا الديمقراطية (QSD) تريد حل كل المشاكل ولا تريد اتساع الحرب أكثر من ذلك أو أن تهرق الدماء.
وذكر مستشار الإدارة الذاتية في دوام تقييمه أن الدولة التركية تركض وراء الفرص من أجل احتلال مناطق أكبر. وتنهب منازل وممتلكات المدنيين في المناطق الواقعة تحت الاحتلال التركي. كما ترتكب كل الجرائم ضد الإنسانية ضد المدنيين في تلك المناطق.
وقال جيا كرد في دوام حديثه "قال بعض المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم ترامب أن "وقف إطلاق النار يجري بشكل جيد." وترامب الذي يعتبر المسؤول الأول عن حالة وقف إطلاق النار يتهرّب من مسؤولياته. يجب على ترامب إبداء موقف تجاه انتهاكات الدولة التركية ومرتزقتها. ومن الواضح أن ترامب ليس صاحب موقف محدد من أجل إيقاف الهجمات على المنطقة. فوقف إطلاق النار لا يجري بشكل جيد بل على العكس تشتد الحرب مع كل يوم. والدماء تهرق أكثر وترتكب المجازر."
كما قيّم مستشار الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا بدران جيا كرد لقاء ترامب وأردوغان الذي جرى في 13 تشرين الثاني ونتائجه وقال "عندما كان أردوغان وترامب يقولان في يوم 13 تشرين الثاني إن وقف إطلاق النار يجري بشكل جيد كانت الهجمات ضد تل تمر مستمرة. حيث كانت هناك هجمات ضد مناطق المسيحيين. وكان المجتمع المسيحي يواجه المجازر. وبحسب رأيي فإن اللقاء الأخير الذي جمع بين أردوغان وترامب بقي دون نتيجة. وكان المسؤلون الأمريكيون ضد زيارة أردوغان للولايات المتحدة الأمريكية، لكن الزيارة جرت بسبب الاتصال الهاتفي بين ترامب وأردوغان حيث وعد ترامب أردوغان بإجراء لقاء. ونتيجة هذا اللقاء كانت هناك تصريحات بعيدة عن الحقيقة حيث حاول الطرفان إقناع بعضهم البعض. وبحسب رأينا فإن هذا اللقاء هو عبارة عن دعم لهجمات الدولة التركية. حيث حصلت الدولة التركية على الجرأة من أجل رفع مستوى هجماتها. وكنتيجة يمكن للمرء القول إنه لم يحصل الطرف التركي على أية إنجازات من لقاء أردوغان مع ترامب.
وأشار بدران جيا كرد أنه طالما استمرت العقلية والسياسة الحالية للدولة التركية فإن داعش لن تنتهي وقال "لا تريد تركيا أن تنتهي داعش. وهجمات الدولة التركية على مناطق شمال وشرق سوريا تعني الثأر لداعش. تريد الدولة التركية إضعاف قوات سوريا الديمقراطية (QSD) في المنطقة وبناء مجموعة مثل داعش وجبهة النصرة أي "مجموعة متشددة" وتنظيمها. وجلبت الدولة التركية مرتزقة جبهة النصرة من إدلب وعفرين واستخدمتهم في الهجوم ضد كري سبي وتل تمر. وكل هذه الأشياء موثقة بالاسم والتاريخ والأمكنة. فالدولة التركية تهاجم قوات سوريا الديمقراطية (QSD) اليوم بمجموعات مثل داعش وجبهة النصرة. حيث تريد إضعاف قوات سوريا الديمقراطية وتأمين مكان لداعش وجبهة النصرة وتوطينهم في المنطقة. وتخرج قوات سوريا الديمقراطية (QSD) من المنطقة بالقول أنها "حررت" كري سبي وسري كانيه وتوطن هذه المجموعات المرتزقة مع عوائلها في المنطقة. ويوجد ضمن هذه المجموعات قسم أجنبي (أشخاص ليسوا من الجنسية السورية). وبهذا الشكل ظهرت مرة أخرى العلاقة بين الدولة التركية وداعش وجبهة النصرة. ومقتل أبو بكر البغدادي والناطق باسم داعش في المنطقة الواقعة تحت سيطرة الدولة التركية يظهر أن الدولة التركية تقوم بحمايتهم. ومن الواضح أن الدولة التركية تجمع هؤلاء المرتزقة في المنطقة الواقعة تحت سيطرتها وتنظّمهم من جديد. وبهذا الشكل تخطط كيف تستخدمهم في سوريا والشرق الأوسط وأوروبا. وتستخدم هذا الوضع كورقة سياسية ضد العالم كله. وهي تطلب الدعم بهذا الشكل من أجل إبادة الشعب الكردي. وتستخدم الدولة التركية داعش واللاجئين كورقة ضغط من أجل الحصول على دعم أوروبا والناتو."
وتحدّث جيا كرد عن الحوار بين قوات سوريا الديمقراطية (QSD) والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مع دمشق وقال "توجّهت قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية على الدوام وفي كل فرصة نحو الحوار مع دمشق. لأنها تتخذ الحل المشترك كأساس في سوريا. وهذه استراتيجية تهتم بالحوار مع كل الأطراف في سوريا. ومهما ازدادت التناقضات ومرّ الوقت فإن حل المشكلة يكون عبر الحوار مع دمشق. ولكن دمشق تعيق هذا الحوار على الدوام. فدمشق ليست جاهزة للحوار. وليس لدى دمشق مشروع سياسي للاتفاق مع الإدارة الذاتية. ويتضح هذا الشيء من تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التي أدلى بها قبل فترة. وليس هناك شيء جديد في التصريحات. ويوجد في التصريحات فقط مناشدات وكلمات الاستسلام التي يفرضها علينا.
"تريد تركيا وإيران إعاقة الحوار مع دمشق"
يريدون العودة إلى ما قبل عام 2011 دون وجود اتفاق والحصول على المؤسسات المرتبطة معنا. ليس من الممكن تحقيق حوار بناءاً على هذه السياسة وهذا الموقف. والذي يعيق الحوار بشكل رئيسي هو دمشق. وتريد بعض الأطراف الأخرى (تركيا وإيران) إعاقة الحوار كذلك. وتضغط الدولة التركية على النظام السوري وروسيا من أجل ألا يتمّ هذا الحوار. وهم يتحركون مع بعضهم من أجل ألا يحصل حوار بين دمشق والإدارة الذاتية. والتصريحات التي تقول إن الإدارة الذاتية أوقفت الحوار مع دمشق غير صحيحة.
ويقول وزير الخارجية الروسي "إنهم يريدون إنشاء دولة من أجل تقسيم سوريا". ونحن على اعتقاد بأن روسيا تعرف قبل الجميع مشروعنا السياسي. وناشدت روسيا في العديد من المرات وأصبحت وسيطاً من أجل الحوار بين الإدارة الذاتية ودمشق. وشرحنا موقفنا بشكل صريح في موضوع الحل السياسي إلى روسيا وقدّمنا في هذا المجال خارطة طريق من أجل الحل. وفي حال كان هناك نقد لروسيا ضد الولايات المتحدة الأمريكية فلتبلغه لأمريكا. فنحن لا نريد أن تحوّلنا روسيا إلى ضحية لمشاكلها مع أمريكا."
وتطرّق مستشار الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا بدران جيا كرد إلى الاتفاقيات مع النظام السوري وتابع قائلاً "أغلبية اتفاقياتنا مع النظام السوري تخص المواضيع العسكرية. وكانت هناك خطوات مهمة حتى الآن في هذا الموضوع. وكانت هناك اتفاقية عسكرية بيننا وبين دمشق بوساطة روسية في منبج، كوباني، عين عيسى، الدرباسية وحتى ديرك على الخط الحدودي. وبحسب الاتفاقية كان يجب على قوات سوريا الديمقراطية (QSD) أن تنسحب وقد تحقق ذلك. وبحسب لقاءاتنا مع الروس والأتراك فإنه ستكون هناك دوريات روسية وتركية. واتفاقنا مع الروس ودمشق مازال مستمراً وكانت هناك خطوات مهمة. ولقاءاتنا مستمرة في هذا الموضوع. وهناك بعض المشاكل والعوائق وستكون موجودة بالطبع. يجب على جميع الأطراف المقصودة أن تلتزم بالاتفاق وأن تحل المشكلة. تطبيق هذه الاتفاقية وإيصالها إلى نتيجة مهم جداً بالنسبة لنا."
وتحدّث مستشار الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا بدران جيا كرد عن خارطة الطريق وخطط الإدارة الذاتية من أجل مستقبل المنطقة وقال :
"هناك خط سياسي لنا منذ إنشاء الإدارة الذاتية وحتى اليوم. ويوجد ضمن هذه السياسة حماية المنطقة، الإدارة، إنشاء سوريا موحدة والاتفاق مع النظام السوري. وهذه هي خطتنا واستراتيجيتنا الأساسية. وفي موضوع وحدة سوريا نفكر بالإدارة الذاتية وخصوصيتها وقوتها العسكرية وحماية وجودها. ولهذا نريد التوصل إلى اتفاق دائم مع دمشق. وخارطة طريقنا هي بهذا الشكل. ونريد أن تلعب روسيا وأمريكا والتحالف الدولي بدور فعال من أجل حورانا مع دمشق.
ونريد الدعم والمساندة ضد هجمات الإبادة وخطط القتل للدولة التركية ضد شعبنا. كما نطلب الدعم من التحالف الدولي الذي نتعاون معه منذ أكثر من 5 سنوات ضد إرهاب داعش. ونأمل أن يستمر هذا التعاون. ويظهر من التصريحات التي تدلي بها الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي أن هذا التعاون المشترك سيستمر. لكن للأسف ليس هناك موقف واضح لأمريكا وروسيا من أجل إيقاف الهجمات والإبادة التي تمارسها الدولة التركية ضد المنطقة. وهذا الموقف يعطي الجرأة والقوة للدولة التركية. وفي اليوم الأول للهجمات في حال لم يعط ترامب الضوء الأخضر لتركيا وأرسل قواته للحدود فإن الدولة التركية لم تكن لتهاجم المنطقة. وفي حال حظرت أمريكا وترامب المجال الجوي لم يكن من الممكن للدولة التركية أن تهاجم المنطقة."
وأشار مستشار الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا بدران جيا كرد إلى دعم الأصدقاء وشعوب العالم وقال "موقف جميع الأصدقاء وشعوب العالم ضد الهجمات مشرف بالنسبة لنا. وحصلت الإدارة الذاتية ووحدات حماية الشعب YPG وحدات حماية المرأة YPJ وقوات سوريا الديمقراطية (QSD) للمرة الأولى على دعم كهذا من الخارج وأصبح لها أصدقاء بهذا الشكل. ويمكن القول إن العالم كله توحد ضد هجمات الدولة التركية ووقف مع قوات سوريا الديمقراطية (QSD). وفي العالم لم يدعم أحد الهجمات الفاشية للدولة التركية سوى المجر وقطر. وأوضح أردوغان من خلال أحاديثه بشكل واضح هذا الشيء وجعل العالم كله عدواً له وشن هذه الهجمات بإصراره وعناده.
وكانت الدولة التركية تمرّ بمرحلة صعبة خلال هذه الهجمات. ولذلك أرادت الحصول على نتيجة من هذه الهجمات خلال مدة قصيرة (يوم أو يومين). وضد هذه الهجمات شكلت مقاومة قوات سوريا الديمقراطية (QSD) وشعب المنطقة والعالم والمؤسسات الصديقة ضغطاً كبيراً على الدولة التركية ومرتزقتها. وأصبحت سبباً لحصار النظام الفاشي من الناحية السياسية، الدبلوماسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية وفي كل المجالات. وننظر إلى هذا الوضع على أنه مهم وقيم جداً.
ونريد ألا يبقى هذا الموقف السياسي والرسمي الذي ظهر محدوداً بالناحية النظرية والسياسية بل أن يتحول إلى خطوات تؤدي إلى وقف الهجمات. التنديد والاستنكار فقط ليس مهماً بالنسبة للدولة التركية. فمن أجل وقف هذه الهجمات يجب القيام بخطوات عملية ضد الدولة التركية. ولذلك فإن أملنا من كل طرف دعمنا أن يقوم بخطوات عملية في هذه الناحية."