باهوز أردال: نطالب قيادة جنوب كردستان أن توقف تعاونها الاستخباراتي مع الدولة التركيّة في حربها على "الكريلا"

وكالة فرات للأنباء ANF تنشر الجزء الثاني من اللقاء الذي أجرته قناة Stêrk Tv مع عضو اللجنة المركزية لقوات الدفاع الشعبي (HPG) الدكتور باهوز أردال, حيث تحدّث فيه عن الأوضاع السياسيّة في جنوب كردستان وعلاقات الإقليم مع الدولة التركيّة.

وبالسؤال عن زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو الأخيرة إلى جنوب كردستان, حيث تحاول تركيا إظهار نفسها أنها صديقة للشعب الكردي وفي الجانب الأخر تكثف من هجماتها على الشعب الكردي وترتكب المجازر بحق المدنيين, أوضح أردال:

شعبنا في شمال كردستان مستاء جداً من حفاوة الترحيب بالمسؤولين في الدولة التركية من قبل حكومة جنوب كردستان, فتركيا تحاول إظهار نفسها على أنها صديقة للشعب الكردي عبر هذه الزيارات وفي شمال كردستان تقتل المدنيين, تمارس إرهاب الدولة, تعتقل النشطاء والسياسيين الكرد وتهين الأمهات الكردستانيات, واعتقد أن شعبنا في جنوب كردستان أيضاً لا يرحب بهذه الزيارة. فمن الغير ممكن أن تكون الحكومة التركية التي تمارس ابشع الأساليب بحق الشعب الكردي في شمال كردستان أن تكون صديقة للشعب الكردي في الجنوب. وقليل من التفكير في ما يقوم به أردوغان سيوضح حقيقة سياسات أردوغان تجاه الكرد, حتى قبل سنوات كان البعض يقولون "أردوغان يعمل على حل بعض المسائل التي تخص الشعب الكردي", وكان الهدف هو توجيه الاتهامات لحزب العمال الكردستاني, لكن الـ PKK والقائد أوجلان ومن اجل دحض هذه الادعاءات الكاذبة طرحوا مشروع السلام, وبهذا توضحت نوايا أردوغان وعدم قبوله الاعتراف بحل قضية الشعب الكردي, كما تبين أن أردوغان هو عدو للشعب الكردي لا العكس كما يظن البعض. ونعتقد أن كل من كان يشكك في هذا في السابق بات اليوم يدرك الحقيقة. تركيا ليست عدو للشعب الكردي في شمال كردستان أو عدو لحزب الـ PKK فقط إنما هي عدو لكل الشعب الكردي. لهذا يجب أن لا يصد احد أكاذيب البعض عندما يقولون: "نحن نحب الكردي, لكننا ضد الـ PKK", إذا من هو الـ PKK؟ هو حزب يدافع عن قضايا الشعب الكردي

وأشار أردال إلى بعض الأمثلة عن عداء تركيا للشعب الكردي عبر التاريخ القريب وقال: "في العامة 1936 وعندما كانت سوريا تحت الانتداب الفرنسي, شكل مجموعة من الشباب في دمشق فريق كرة قدم اطلقوا عليه اسم "فريق كردستان", حينها تقدمت اللجنة التركية في الحكومة الفرنسية باحتجاج على هذا الاسم. في العام 1949 وأثناء الانقلاب العسكري في سوريا وحينها تسلم حسني زعيم مقاليد الحكم في سوريا كرئيس للجمهورية وهو كردي الأصل, رئيس الوزراء محسن برازي هو أيضاً كردي, في تلك المرحلة وعلى الرغم من أن هؤلاء الزعماء لم يطالبوا بالحقوق القومية الكردية إلا أن الدولة التركية تدخلت وطالب بإسقاط نظامهم وحتى قتلهم وان تركيا على استعداد لتقديم كل الإمكانيات لتحقيق هذا. في العام 1959 سمح الرئيس المصري جمال عبد الناصر ببث راديو باللغة الكردية لعدة ساعات في اليوم, حينها احتجت السفارة التركية لدى مصر ورفضت البث باللغة الكردية. في العام 1956 في سويسرا شكل طالب كردي نورالدين ظاظا وهو كان حينها طالب جامعي جمعية لطلاب الكرد فقامت تركيا بتهديد سويسرا بالقول "عليكم طرد هذا الشخص خارج حدود الدولة السويسرية", في جنوب كردستان واثناء اتفاقية 11 آذار 1970 في عهد صدام حسين واعتراف الأخير بالحكم الذاتي للكرد في جنوب كردستان (كردستان العراق) قامت تركيا بتهديد صدام حسين رافضتاً الاعتراف بالحكم الذاتي للكرد شمال العراق, بداعي أن الكردي في شمال كردستان سيستمدون قوتهم من هذا الاعتراف ويطالبون بالمثل في تركيا.

منذ أيام أيضاً سمحت الحكومة اليابانية بتدريس اللغة الكردية في جامعة طوكيو, جاويش اغلو الذي استقبل بحفاوة في هولير طالب الحكومة اليابانية بمنع تدريس اللغة في جامعة طوكيو. كل هذه الأمثلة توضح موقف تركيا من الشعب الكردي ومدى صدقها في ما تتدعي بانها صديقة للشعب الكردي. اذا القضية ليست قضية الشعب الكردي في شمال كردستان وPKK فقط بل هي قضية العقلية المتصلبة التي تحكم تركيا وتعادي الشعب الكردي أينما كان. تركيا ترفض الاعتراف بالهوية الكردية, القضية الكردي ووجود الشعب الكردي أينما كان. لهذا نقول للقائمين على السياسية في جنوب كردستان يجب أن تفهموا حقيقة الدولة التركية, فسياسة الدولة التركية تجاه الكرد قديمة ومتوارثة ولا يمكن تغيرها ومن الغير ممكن أن تكون تركيا صديقة للشعب الكردي في جنوب كردستان كما تدعي ويدعون. ولا شكل أن جنوب كردستان اكتشفت حقيقة تركيا أثناء إعلان وإجراء استفتاء استقلال إقليم كردستان عن العراق والهجمات التي تعرض لها الإقليم من قبل داعش بدعم تركي.

وعن موقف حكومة إقليم جنوب كردستان قال أردال:

نظرة الحزب الحاكم لجنوب كردستان في القضايا السياسية المتعلقة بالكرد وكردستان نظرة قصيرة. سياسة تقتصر على الشأن الكردي في جنوب كردستان وتنئ بنفسها في قضية باقي الكردي في أجزاء كردستان الأخرى, وهذه سياسة خاطئة. أولاً هذه السياسة تشكل خطراً على عموم الكري في أجزاء كردستان ولها تداعيات خطيرة على قضية الشعب الكردي, ثانياً: لا تعود بالمنفعة على جنوب كردستان, ومثال على هذا: جنوب كردستان اليوم ينعم بحكم مستقل وحقق بعض المكاسب, هل من باب الصدفة أن يتحقق هذا في تسعينيات القرن الماضي. في العام 1970 كان من الممكن أن ينعم جنوب كردستان بهذا الحكم حيث كان هناك حرب ما بين إسرائيل و العرب, فكانت المنطقة تعيش حالة من الفوضى وكانت هناك فرص كبيرة لنيل الحكم الذاتي كما اليوم, في العام 1980 أيضاً كان هناك حرب ما بين العراق وايران وكان هناك أيضاً فرصة من هذا القبيل. اذا لما لم يتححق هذا في تلك المراحل؟ لان الحركة الكرية لم تكن مشتعلة في باقي أجزاء كردستان, واذا ما كانت جنوب كردستان اليوم صامد وعصية على الانهيار فهذا بفضل نضال ومقاومة الشعب الكردي في شمال كردستان.

حركة التحرر الكردستاني أو حزب العمال الكردستاني الـ PKK صعدت من ثورتها في تسعينيات القرن الماضي, اتسع إطار النضال والمقاومة وتشكلت قوات الكريلا في محاربة الدولة التركية وهذا ما منع تركيا من التدخل ومنع نيل جنوب كردستان حكمها الذاتي إلى يومنا هذا. من هذه الناحية, نستطيع أن هناك علاقة جدلية فيما بين جنوب كردستان وباقي أجزاء كردستان. لهذا نؤكد أن التخلي عن باقي أجزاء كردستان وعدم تقديم الدعم لشعبها والتفكير فقط في جنوب كردستان سيكون له تأثيرات معاكسة وهذا لان بقاء مقاومة ونضال شمال كردستان هي ضمان بقاء جنوب كردستان ولا يمكن الفصل بين قضية الشعب الكردي في أي جزء من الأجزاء عن سواها. كذلك النظر إلى تعاظم قوة نضال الشعب الكردي في شمال كردستان على انه خطر على جنوب كردستان فهذا يعني عدم التفكير في مصلحة الشعب في جنوب كردستان.

شعبنا في شمال كردستان وفي كل المراحل قدم الدعم لقيادات جنوب كردستان, في حملة الأنفال شعبنا كان يقطع لقمة الخبز عن أولادهم ويرسلونها لشعبنا في جنوب كردستان, شعبنا في شمال كردستان وحركتنا بشكل خاص قدمت الدعم لجنوب كردستان في كل المراحل وأخرها أثناء هجمات داعش على جنوب كردستان, من كان يقف في الخطوط الأولى هم الكريلا وليس جنود الدولة التركية, نحن وبكل إمكاناتنا نحاول أن نلبي تطلعات شعبنا وندافع عنهم في كل الجبهات, لكن في المقابل قيادات جنوب كردستان أيضاً لهم واجبات وعليهم التزامات تجاه باقي أجزاء كردستان. أردوغان يقول: "لا يوجد شيء في شمال كردستان شيء يتعلق بالكرد", ويمارس سياسته على هذا الأساس.

حتى تنظيم داعش الإرهابي لم يقم بما يقوم به نظام أردوغان بحق الشعب الكردي. اذا هل لما أن نعرف ما هو موقف حكومة إقليم جنوب كردستان من عداء أردوغان الواضح للشعب الكردي؟ أردوغان يقول لا يوجد شيء اسمه كردستان وينفي وجود 30 مليون كردي في شمال كردستان. القيادة في جنوب كردستان تقول "نحن إخوة" اذا وبما أنكم إخوة ما هو تعليقكم وموقفكم من تصريحات أردوغان؟ لا يستطيعون التعليق على هذا الإنكار بكلمة واحدة, تركيا احتلت عفرين لم يصدر أي بيان استنكار من قبل قيادات جنوب كردستان, عفرين ليست ملك لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) بل هي قضية وطنية بامتياز. عندما هاجمت داعش كركوك, شنكال وهولير نحن لم نقل هذه المناطق لهذا أو ذاك, نحن لا نفكر في القضايا الحزبية بل الأهم بالنسبة لنا هي القضايا الكردستانية والوطنية, نحن قلنا هناك خطر يتهدد شعبنا وعلينا التدخل دفاعاً عنه.

نحن لا نفكر في المصالح الحزبية وعلى حكومة إقليم جنوب كردستان أيضاً أن لا تفكر سوى في المصالح الوطنية الكردستانية, كما انها ليست مجبورة على أن تكون محاصرة من قبل تركيا, في السابق قالوا "نحن مجبرين" لكن اليوم ليست مجبرة لانها قدمت الكثير من التضحيات حتى حقق ما تحقق اليوم. الحركة الكردية اليوم قوية وليست كما في السابق, ونحن نحث المفكرين والطبقة المثقفة في جنوب كردستان على مناقشة هذه العلاقة ما بين جنوب وشمال كردستان. قد يقول احدهم لماذا اركز على العلاقة ما بين جنوب كردستان وشمال كردستان؟ والجواب لان أكثر دولة تعادي الشعب الكردي هي تركيا. على الجميع أن يدرك حقيقة الدول التركية وحقيقة أن المكتسبات في جنوب كردستان لما تحقق بدون مساندة ونضال شعبنا في شمال كردستان. وعلى هذا الأساس يجب بناء السياسات والعقلية من اجل القضية الوطنية الكردستانية.

عضو القيادة المركزية لقوات الدفاع الشعبي الدكتور باهوز أردال تطرق بالحديث عن المقرات والقواعد العسكرية التركية الموجود داخل أراضي إقليم جنوب كردستان والهجمات التي تنفذ ضد الكريلا انطلاقا من هذه القواعد وقال:

ارغب في توضيح بعض الأمور المهمة للغاية لأبناء شعبنا وخاصة شعبنا في جنوب كردستان وبشكل شفاف. هذه المرحلة حساسة جداً هناك مناخ من اجل اندلاع الثورة الكردستانية, كما أنها مرحلة لا تناسب التناقضات ضمن البيت الكردي. بل على العكس يجب أن تكون العلاقات فيما بين الأطراف الكردستانية جيدة ومتينه, يجب توفير المناخ المناسب لتقريب القوى الكردستانية من بعضها البعض, وإلى اليوم نعمل من اجل هذا, وهو نفس السبب الذي يمنعنا للخوض والحديث في بعض القضايا الحساسة. وعليه اولاً نريد أن نوضح أن المقرات والقواعد العسكرية الموجودة داخل أراضي جنوب كردستان تستخدم لشن الهجمات على الكريلا في مناطق الدفاع المشروع, في السابق كان بيننا وبين حزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) اتفاق على عدم استهداف هذه المقرات والقواعد العسكرية, لكن في المقابل على الديمقراطي الكردستاني أن لا يسمح لهذه المقرات باستهدافنا, وسبب هذا الاتفاق هو عدم تعريض الأمن والاستقرار في جنوب كردستان للخطر. لكننا نعلم اليوم أن هذه المقرات تورطت في قتالنا وتسبب في استشهاد العديد من رفاقنا, حفاظاً على الأمن والاستقرار في جنوب كردستان لم نهاجم هذه المقرات, لكن اليوم جميع الهجمات التي تنفذ على رفاقنا تكون عبر هذه المقرات.

تركيا جلبت الكثير من المعدات والأدوات الحربية إلى هذه المقرات والقواعد العسكرية, كذلك الاستخبارات التركية تنتشر في جنوب كردستان وباتت تحاربنا من داخل هذه المقرات. والذي يهدد الأمن والاستقرار في جنوب كردستان هي هذه المقرات. نحن لم نتعرض لهذا المقرات حفاظاً على الأمن ومصالح كردستان لكن اليوم وصلنا إلى مرحلة لم يعد من الممكن التغاضي عن أعمال هذه المقرات.

ثانياً: المؤسسات الأمنية التباعة لحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) في العراق, والاستخبارات تخوض حرباً ضدنا, وتم تجنيد الكثيرين من البناء الشعب للعمل ضدنا وتقديم المعلومات لهم عنا. فيسألونهم: "أين يتواجد جميل بايك؟, هل يعيش في مغارة, هل لك أن تصف لنا شكلها؟ وأسئلة من هذا النوع. أين يوجد مراد قره يلان, كم شخص يحرسونه, من أين يذهب ويأتي وأين سيجتمع مع الشعب. وبنفس الأسلوب يحاولون الحصول على معلومات عن جميع رافقنا. وتقوم بتقديم هذه المعلومات للاستخبارات التركية, أو المقرات العسكرية التركية داخل أراضي إقليم جنوب كردستان. ووفقاً لتلك المعطيات تقوم الدولة التركية باستطلاع سمال المنطقة ومن ثم طائرات حربية تقصف الأماكن المشتبهة. هذا هو الواقع اليوم. هذه ليست شكوك وتخمينات بل واقع. ونحن نعلم من الذي يدير هذه العمليات ويقف ورائها وأين يتواجدون وماذا يفعلون".

كما وجّه عضو اللجنة المركزية لقوات الدفاع الشعبي (HPG) نداء إلى الرئيس السابق لإقليم كردستان, مسعود بارزاني قائلاً: "كثيراً ما أوضحنا عبر وسائل الإعلام أنّ الدولة التركيّة متغلغلة في مؤسّسات إقليم كردستان, خاصّة دوائر الاستخبارات. دوماً تطالب تركيا من قيادات الإقليم أن يزودوها بالمعلومات عن تحرّكات حزب العمال الكردستاني, وإلّا ستخلي القرى المحيطة بقنديل وغيرها من سكّانها, نحن أخبرنا السيد مسعود بارزاني بهذا الوضع عدّة مرات, وطلبنا منه أن يتدخّل لإيقاف مثل هذه التهديدات, وقلنا له حرفيّاً ’من يجمع المعلومات حول نقاط تمركز مقاتلي الكريلا ويعطيها للاستخبارات التركيّة والطيران الحربي التركي هو شريك في مهاجمتنا والحرب علينا’, هذه شراكة حقيقة مع العدو في الحرب على مقاتلينا, ويجب إيقاف هذه الشراكة, ومرّة أخرى نوجّه نداءنا له ولجميع قيادات الإقليم, أن يوقفوا تعاونهم مع الاستخبارات التركيّة في هذا الخصوص".

وخاطب باهوز أردال شعب جنوب كردستان بالقول: "هذا الشعب عانى لسنين طوال من الظلم والاستبداد والقمع, مجزرة حلبجة شاهدة على ذلك, كلّ قرية في جنوب كردستان شهدت جميع أنواع القهر والظلم على يد نظام صدّام حسين. ونحن واثقون أنّ شعبنا هناك لا يقف مع مواقف القيادة السياسيّة في تعاونها مع الدولة التركيّة بهذا الشكل, ولا حتّى قوّات البيشمركة تؤيّد هذا التوجّه.

مطلبنا من الشعب في جنوب كردستان, خاصّة في منطقة بهدينان حتّى برادوست وقنديل أن لا يشاركوا في إعطاء معلومات عن تحرّكات مقاتلي الكريلا ونقاط تواجدهم. بل يتوجّب عليهم أن يقفوا في وجه كلّ من يعمل وينسّق مع الاستخبارات التركيّة في حربها على حزب العمّال الكردستاني. أودّ أن أقول لهم بأنّ الدولة التركيّة لم ولا لن تكون يوماً إلى جانب الشعب الكردي, بل على العكس تماماً, هي دوماً في موقف عداء واضح وصريح مع حقوق الشعب الكردي".

وتابع أردال بالقول: "هناك من يقول بأنّ علاقات إقليم كردستان مع الدولة التركيّة في المجالات الاقتصاديّة والتجاريّة علاقات جيّدة وتخدم مصالح الإقليم, وحزب العمال الكردستاني هو من يفسد تلك العلاقات, وأنا أقول لهم هذا الكلام عارٍ عن الصحة, تركيا تحتلّ جنوب كردستان تجاريّاً واقتصاديّاً, هذه حقيقة يجب أن لا نغفل عنها. وأورد هنا مثالاُ, فكلّ البضائع التي تبيعها تركيا إلى جنوب كردستان هي من بقايا السوق التركيّة التي لا يستطيع تجّارها بيعها للمستهلك التركي. وأيضاّ في المجال الزراعي, فمعروف أنّ أراضي كردستان غنيّة بالفواكة والخضار وتربية المواشي إلى جانب النفط, لكن نرى بأنّ جميع أنواع الفواكة لا يتمّ قطفها من أشجارها ونادراص ما يتمّ بيعها في أسواق الإقليم, لماذا؟, السبب واضح وبسيط, لأنّ تركيا هي التي تسيطر على أسواق جنوب كردستان. ويتوضّح ذلك من إفلاس معظم أهالي القرى الذين لا يتمكّنون من بيع محاصيلهم الزراعيّة. لنأخذ مثالاً من المحيط, لبنان الذي لا تتجاوز مساحته نصف مساحة إقليم كردستان, لديه محاصيل زراعيّة, خاصة الفواكة منها, ويبيع معظم تلك المحاصيل لدول عدّة, فلما لا نرى الوضع ذاته في جنوب كردستان؟. إذا ما تمّ قطع الطريق أمام الاحتلال التجاري التركي لإقليم كردستان, فأنا واثق أنّ مزارعي الإقليم سيبيعون محاصيلهم في أسواق الإقليم, بل سيعتمد العراق بأكمله على تلك المحاصيل".

وختم باهوز أردال حديثه بالقول: "نوجّه تحيّة احترام لمقاومة شعبنا في جنوب كردستان. أود أن أقول بأنّ مقاتلي الكريلا يخوضون مقاومة عظيمة, كما وضعوا خططاً تتماشى مع المرحلة الحاليّة ومع حرب مفتوحة وطويلة الأمد. مقاتلونا مستعدّون دوماً لأيّ تضحية في سبيل قضيّة شعبنا, ومتى ما دبّ الخوف في صفوف مقاتلينا, حينها يمكن القول بأنّنا أمام هزيمة كبيرة, وهذا ما لن يحدث أبداً. 

ولنا في مقاومة الآلاف من المضربين عن الطعام بقيادة المناضلة ليلى كوفن خير مثال على مقاومة شعبنا وإرادته الصلبة, كما أقبّل أيادي أمّهاتنا اللاتي يقفن في وجه وحشيّة أجهزة القمع التركيّة بصمود منقطع النظير, ونعاهد أمّهاتنا بأنّ مقاتلي الكريلا سيواصلون مقاومتهم في وجه قوى الاحتلال التركي بالشكل الذي يليق بمقاومتهنّ".