ووصف حامد قرار النظام التركي بإعادة الانتخابات في إسطنبول بأنه قرار "انتحاري"، لأن النظام أراد منه إعادة هندسة العملية الانتخابية ليفوز بالمدينة الأهم والكبرى التي تمثل مركز ثقل للنظام، وكانت خسارتها تمثل هزيمة مهينة له بعد 18 عام في الحكم.
وقال الباحث في الشؤون التركية في مقابلة مع وكالة فرات للأنباء ANF، إن قرار نظام حزب العدالة والتنمية صادم ويسيء لتركيا قبل أي طرف أخر، وهو موقف سلبي واستبدادي من النظام الذي أثبت عدم قبوله بنتائج الديمقراطية التي كان يتغنى بها لسنوات وكان يستند إلى أن الصناديق هي التي جاءت به، وتابع: كان هناك مناطق كثيرة في جنوب شرق تركيا تم احتساب المقاعد فيها لحزب العدالة والتنمية، رغم فوز مرشحي حزب الشعوب الديمقراطي الموالي والمؤيد للكرد بحجة ان هؤلاء الفائزين منتمين لتنظيمات محظورة في تركيا أو بحجج وتهم غير مثبتة تتعلق بما يسميه النظام إرهابا أو انتماء لحزب العمال الكردستاني الذي يناضل من أجل الحقوق الكردية".
انقلاب مدني على الديمقراطية
وفيما يتعلق بردود الفعل الداخلية حول القرار، قال حامد أن معظم القوى السياسية المعارضة نظرت إلى القرار ونهج النظام التركي على أنه "انقلاب مدني" او "انقلاب على الديمقراطية"، وخارجيا القرار يخصم من رصيد انقرة امام العالم
العدالة والتنمية لا يقبل الهزيمة، ويؤكد أن تركيا لا تسير في مسار الديمقراطية ، وأن نظام العدالة والتنمية اعلن انقلابه على الانتخابات وآليات الممارسة الديمقراطية ولا يعترف بالديمقراطية الا اذا اتت به ولا يعترف بالديمقراطية ولا يقبلها إلا إذا فاز هو، فيما يمكن تسميته "ديمقراطية لمرة واحدة"، أي من أجل الوصول للسلطة ثم الانقلاب عليها، مما أكد كل الاتهامات والانتقادات التي كان يتعرض لها النظام من المعارضة خلال السنوات الماضية.
المعارضة ستفوز بالإعادة
وحول السيناريوهات المتوقعة حال اعادة الانتخابات قال: "منذ اعلان النتائج كان سيناريو الاعادة مطروح في ظل مطالب الحزب الحاكم بذلك، وكانت الاستطلاعات تشير إلى أنه اذا أعيدت الانتخابات كان هناك احصائيات واضحة حول ان أكرم امام اوغلو سيفوز مرة أخرى، فالعدالة والتنمية عندما قرر اعادة الانتخابات وضغطت على المجلس الاعلى للانتخابات من اجل اتخاذ هذا القرار المشين، اتخذ في واقع الأمر قرار انتحاري ويريد ان يرتب اوراقه ويقتنص انتخابات بلدية اسطنبول الكبرى سيعيد البلدية الرئيسية فقط لكي يضمن الفوز، ولكن قرار الاعادة مجازفة كبيرة فهو يحاول ان يفسد تحالف المعارضة، ولكنه فشل، ولن ينجح في تشتيت المعارضة ما بين قوى مقاطعة واخرى مشاركة في الانتخابات، فهناك صمود وقوة لدى المعارضة التي باتت في أقوى حالاتها، والقرار اعطى للمعارضة دون ان يدري فرصة التماسك والتكاتف لتحدي النظام والاحتفاظ بمكاسبها وهو ما يبدو من الخطاب المتفائل لأكرم إمام أوغلو الذي دعا أنصاره لعدم اليأس".
موقف أمريكي مخيب للآمال
وبينما شنت معظم الدول الأوروبية هجوما على القرار التركي، جاء موقف الولايات المتحدة مخيبا للآمال، وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي أعتبر "حامد" أن الموقف الأمريكي مرتبط بمحاولات من إدارة ترامب لاحتواء النظام التركي لضمان فرض العقوبات على ايران، مشيرا إلى وجود زيارة مرتبقة الصيف المقبل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تركيا لهذا الغرض ويحاول عدم التأثير على الزيارة لجذب أنقرة من جديد ضمن استراتيجيته الأوسع التي تستهدف النظام الإيراني.
وجدير بالذكر، أن السياسي التركي المعارض أكرم إمام أوغلو، الذي تم إلغاء فوزه في انتخابات بلدية اسطنبول، قد أعلن إنه سيقود "ثورة" من أجل الديموقراطية بعد إلغاء نتائج اقتراع أول مثير للجدل وتحديد موعد انتخابات جديدة الشهر المقبل، حسبما قال لوكالة فرانس برس يوم الخميس.