وأوضح الباحث في منتدي الشرق الأوسط في لندن، أحمد عطا في حوار مع وكالة فرات للأنباء ANF ، حول الأحداث الاخيرة في السودان ومستقبلها البلاد بعد البشير: إنه " منذ بدء الحراك الشعبي المتمثل في أضلاع مثلث تيار الحرية والتغير التابع للتنظيم الدولي لجماعة الاخوان وحركة أطباء السودان المركزية ثم تنظيم مهنيين السودان وهو تنظيم شعبي ليبرالي هذة الأضلاع الثلاثة تواصلت مع وزير الدفاع الحالي خلال محاصرتهم من قبل بشار جمعة وزير الداخلية السوداني الموالي للرئيس المعزول عمر البشير وتم التوصل لتنحي البشير وإيجاد فرصة لخروجه لأحد الدول الافريقية بعد رفض عدة دول استقباله لأن البشير مطلوب امام المحكمة الجنائية الدولية".
وأضاف عطا "في نفس الوقت هناك أكثر من طرف عربي وأفريقي يراقب الوضع داخل السودان وفِي مقدمتهم تركيا التي وقعت مع البشير علي جزيرة بحرية في مقابل ٢٥ مليون دولار حصل عليها البشير في إطار صفقة"، متابعاً: "ثم التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، الذي له أذرع سياسية وباع داخل السودان، حيث يحاول التنظيم السيطرة علي المشهد السياسي والخروج بصفقات مع قيادات الجيش فتم الإتفاق علي شخصية عسكرية من الجيش تتولي الفترة الانتقالية بجانب حسب ما أكدت مصادر أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان يراهن علي مريم الصادق المهدي".
وقال: "في نفس الوقت يمثل سقوط البشير ورحيله بهذه السرعة وجود رئيس متفق عليه من أطراف افريقيا وعربية وخاصة بعد تخلي الجيش عن البشير".
وأشار إلى أن "الصفقة ستضع تركيا في موقف الخاسر لأن أجهزة استخبارتية عديدة لديها علم بما فيها المجتمع الدولي أن أردوغان كان يتحرك للحصول علي اكتشافات نفطية بحرية في عمق ٥٠ ميل بحري".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أروغان أعلن في(25 كانون الأول/ديسمبر 2017) من الخرطوم أن السودان خصص جزيرة سواكن الواقعة في البحر الأحمر شرقي السودان لتركيا كي تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية لم يحددها، وميناء سواكن هو الأقدم في السودان ، وهو الميناء الثاني للسودان بعد بورتسودان الذي يبعد 60 كلم إلى الشمال منه، ما اعتبره محللون بمثابة بحث لتركيا عن نفوذ لها في هذه المنطقة المهمة من العالم.
ولفت عطا إلى أن "الإخوان اعتبروا البشير بمثابة الملك، انتهت ولايته بمجرد ما تواصل مع مصر فقرروا التخلي عنه ونصبوا له فخ شعبي حتي يتم طي صفحته وعلاقته السياسية بهم، وللاخوان طرف في صفقة مع الجيش خاصة أن لهم جناح سياسي وهو تيار الحرية والتغير".
إلى ذلك أعلن جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني، الخميس، إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في كل أنحاء البلاد، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السودانية.
يأتي ذلك بعد أن تحدثت مصادر سودانية عن تنحي الرئيس عمر البشير، بعد أن حكم البلاد على مدى ثلاثة عقود، وبالتزامن مع الإعلان عن "بيان هام" للقوات المسلحة السودانية لم يصدر بعد.
وسارع عشرات الآلاف من السودانيين نحو وسط العاصمة الخرطوم، الخميس، وهم يهتفون ويبتهجون ويرقصون ويغنون احتفالا.
وكانت تصاعدت الأزمة الراهنة في السودان منذ مطلع الأسبوع بعدما بدأ آلاف المحتجين اعتصاماً خارج مقر وزارة الدفاع في وسط الخرطوم حيث يوجد مقر سكن البشير.
واندلعت اشتباكات الثلاثاء بين جنود حاولوا حماية المحتجين وأفراد من أجهزة الأمن والمخابرات حاولوا فض الاعتصام. وذكر وزير الإعلام، نقلا عن تقرير للشرطة، أن ما لا يقل عن 11 شخصاً لاقوا حتفهم في الاشتباكات، منهم ستة من أفراد القوات المسلحة.