وقالت الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد خلال حوار معها لموقع "أحوال تركية" ونشر اليوم السبت إن: "التدخل التركي من طرف واحد في شمال شرق سوريا لن يكون ممكناً إلا إذا دعمه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش.
ورفضت أحمد بشدة خطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرامية إلى إقامة "منطقة آمنة" في مناطق شمال سوريا وقالت إن أي دولة تدعم مثل هذه المنطقة سوف تعمل على تسهيل الغزو، وقالت: "ما يريده أردوغان كان واضحاً منذ البداية، لقد كان يتحدث عن إعادة توطين اللاجئين السوريين الذين يعيشون في تركيا في هذه المنطقة. ونحن نرفض اقتراحه، أي دولة ستدعم أردوغان في هذه الخطة، فإننا سنعتبر تلك الدولة قوة احتلال أو دولة تعمل على تسهيل احتلال سوريا.
وشددت قائلة:" نحن غير ملتزمين بأي مفاوضات تجرى بين تركيا والولايات المتحدة والتي لا نشارك فيها".
واوضحت " يمكن للأشخاص الذين ذهبوا إلى تركيا من منطقتنا والذين يعيشون حالياً في تركيا العودة. أنا أتحدث عن أولئك الذين لم يتورطوا مع تنظيم داعش، ويمكنهم العودة. لأن الأشخاص الذين يخططون لنقلهم ليسوا من منطقتنا. ثم إلى أين أنت ذاهب لتوطينهم؟ هل ستعمل على توطينهم في منازل أهل المنطقة؟ أنت ببساطة تسبب مشاكل جديدة".
وأضافت إن "شمال شرق سوريا ليس من أراضي أردوغان وإن السكان المحليين سيقاومون خطته التي ستؤدي إلى تطهير عرقي مماثل لما شوهد في عفرين"، مضيفة "هذه المنطقة ليست مزرعة أردوغان، يريد تغيير التركيبة السكانية، يريد تغيير التاريخ. هذا تطهير عرقي. قاموا بتوطين الناس في عفرين أيضاً. رأينا كيف قاموا بتوطين الناس في عفرين وماذا حدث لعفرين، إنهم يريدون أن يفعلوا نفس السيناريو في منطقتنا الآن.
ومن جانب آخر من الحوار دعت تركيا إلى الرد على مبادرات القائد عبد الله أوجلان، لإحياء عملية السلام التي انهارت في عام 2015، موضحة "انهارت مبادرة وقف إطلاق النار (في صيف 2015)، وصدر بيان عن أوجلان نفسه في الآونة الأخيرة دون أي رد من تركيا، أعتقد أنه يتعين على تركيا استئناف مفاوضات السلام إذا كانت تريد حلاً، وعليهم ألا يضيعوا فرصة أخرى، الآن ثمة فرصة للسلام بين الكرد وتركيا. ستخدم عملية السلام في تركيا جميع المجموعات العرقية في تركيا وستساعد السوريين أيضاً".
لفتت " لم يتم إطلاق رصاصة واحدة من منطقتنا صوب تركيا، إذا كنا سننظر في هذا الطريق، فمن الذي بدأ العداء؟ إن أردوغان هو الذي احتل عفرين وأردوغان هو الذي جلب قوات عبر الحدود وأرسلوها لنهب عفرين ... نحن قوات للدفاع، وجوهر قواتنا يتمثل في الدفاع والدفاع عن النفس. لذلك، لن نهاجم تركيا أبداً، مشيرة "من الناحية الهيكلية، ليس لدينا أي علاقة مع حزب العمال الكردستاني. ومع ذلك، فإن الدولة التركية، بدلاً من حل المشكلة التركية الكردية والقضايا الكردية في تركيا، يتهمون أي شخص بأنه حزب العمال الكردستاني. أي كردي هو حزب العمال الكردستاني بالنسبة لهم".
وحول موقف مجلس سوريا الديمقراطية من امكانية وجود فرصة لنظام الأسد وتركيا للدخول في شراكة مع المجلس، قالت أحمد: "ربما. وأعتقد أن هناك العديد من دول المنطقة تتوسط في محادثات بين تركيا والأسد، مثل روسيا وإيران".
وأضافت" نحن نستثمر كثيراً في تعزيز الصداقة بين أطياف الشعب السوري نفسه، ولقد نجحنا حقاً في هذا. ونعتقد أن العلاقات القوية الصلبة بين مختلف مكونات الشعب السوري تمثل الشيء الأهم، وأيضاً، نضع أولوية للتواصل مع المجتمع الدولي. والطريقة التي نرى بها الصداقة هي كيف ستساعد هذه الصداقة حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية بين أي من البلدين. أي بلد يدعم سوريا الديمقراطية الجديدة هو بلد صديق".
وعن عدم دعوة الكرد للانضمام إلى اللجنة الدستورية السورية، أكدت قائلة "لن ينجح. اللجنة الدستورية تضم أناساً يمثلون النظام وأشخاصاً يمثلون الإسلاميين. حتى أن هناك ممثلاً لما يسمى بالمجتمع المدني اختارته الأمم المتحدة. نصف اللجنة يعارض الأسد والنصف الآخر يعارض الإسلاميين. لذا، فإن اللجنة لا تمثل السوريين، وهذا لن يحقق الآمال وما يريده الشعب السوري."
وعن سؤال ماذا سيحدث إذا قام الأتراك بهذه العملية من جانب واحد؟ أجابت " لن يجرؤ أردوغان على شن هجوم واسع النطاق دون قدر من الموافقة من قوات التحالف. بالطبع، سيقاوم الناس سوف نلجأ إلى المقاومة، الظروف مختلفة والجغرافيا مختلفة والناس مختلفون" مشددة "كل الناس، حتى الكثير من العرب، لا يريدون رؤية تركيا".
كما قالت "إذا حققنا الحكم الرشيد من خلال مفاوضات سلمية مع تركيا، فإن الكرد المحرومين من حقوقهم في تركيا سيبدؤون في التفكير أكثر في الطرق السلمية لحل قضاياهم داخل تركيا".
واضافت "إذا اتخذت تركيا، كدولة قوية، خطوة جريئة لبدء مفاوضات سلام مع الأكراد، فسيكونون نموذجاً للشرق الأوسط. تركيا بلد متنوع للغاية وعانت الكثير من الحرب. إذا قمنا بعد كل هذه الصراعات الطويلة والدموية بحل مشكلاتنا بطريقة سلمية، فسيكون ذلك عظيماً بالنسبة لتركيا. وسوف يعطي صورة لتركيا أكثر تحضراً. سيكون الاقتصاد في تركيا أفضل بكثير. ومن ثم ستكون تركيا نموذجاً".
ولفتت الى أن "إن انهيار محادثات السلام في تركيا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بهزيمة تنظيم داعش في كوباني، عندما كان تنظيم داعش يحاول الاستيلاء على كوباني، رأينا أردوغان يقول "كوباني على وشك السقوط". من ناحية، كان ينخرط في عملية السلام في تركيا مع الكرد، لكن من ناحية أخرى، كان يساعد تنظيم داعش في الاستيلاء على كوباني".
وأضافت: "كم يوماً قاتلوا ضد تنظيم داعش؟ كم عدد الجنود الأتراك الذين لاقوا حتفهم خلال المعارك ضد داعش؟ هل الفصائل التي تعمل تركيا حالياً معها أفضل من تنظيم داعش؟ انظر إلى مجموعات الجيش السوري الحر، وقارن المجموعات التي تدعمها تركيا في عفرين. هل هم مختلفون عن تنظيم داعش؟ هناك تطرف إسلامي، أحرار الشام، لا يمكن لامرأة أن تسير دون ارتداء النقاب أو الحجاب. الجيش السوري الحر هو تنظيم داعش باسم مختلف، فالأيديولوجية هي نفسها، يتم التطبيق بالقانون وبقوة السلاح. تم نشر تسجيل مصور في الآونة الأخيرة يوضح كيف قتل أحد قادة الجيش السوري الحر أخته لأنها كانت تواعد رجلاً آخر. كان شعب عفرين مسلمين أيضاً، لكنهم ليسوا متطرفين، فهم ليسوا متشددين. انظر إلى عفرين الآن، فهم يجبرون الجميع على الالتزام بالشريعة الإسلامية. النساء الكرديات في عفرين يجبرن الآن على ارتداء الحجاب والنقاب".
وحول مشاركة المرأة في حمل السلاح أكدت احمد "يتم استبعاد النساء من الخدمة الإلزامية. هناك بعض الحالات التي اتفهم فيها من أين تأتي الانتقادات. هناك بعض النساء تنضم إلينا، لكن أسرهن لا تريد انضمامهن. إنهن بالغات وبإمكانهن أن يقررن بأنفسهن. وليس لدينا ما نفعله سوى حمايتهن، بحيث لا يمكن قتلهن على أيدي عائلاتهن. وفي معظم الأوقات، نحاول إقناع أسرهن في مثل هذه الظروف".