الكاتب اللبناني فادي عاكوم لـ ANF: هذا خيار "مسد" للحفاظ على مكتسباته.. ومواجهة أمريكا لداعش في العراق غير ممكنة بدون سوريا

أكد الكاتب والصحفي اللبناني فادي عاكوم أن الانسحاب الأمريكي كان متوقعاً لكن التوقيت جاء مفاجئاً وبصورة لن تخدم الولايات المتحدة في مواجهة التنظيم في العراق دون أن يكون لها وجود في سوريا.

قال الصحافي اللبناني ورئيس تحرير جريدة الصوت الحر الإلكترونية فادي عاكوم، إن القرار الأمريكي بسحب قواتها من سوريا لم يكن مفاجئاً، إلا أن التوقيت هو الذي جاء فجائياً بحيث اتى ليطيح بكل التوقعات والتحالفات ويعيد خلط الأوراق من جديد.

وأوضح أن "الأمر الخطير في القرار الأميركي هو التواجد الإرهابي، فمن غير الممكن مواجهة الولايات المتحدة لداعش في العراق وليس لها تواجد في سوريا".

وقال عاكوم في حوار مع وكالة فرات للأنباء ANF : إن "الأمر الخطير في القرار الأمريكي هو التواجد الارهابي، ففي دير الزور المعركة لم تنته بعد، وجيوب داعش تضم آلاف الإرهابيين المتحصنين، والمستعدين لإعادة انتشارهم مع أي نقص بالقوة الهجومية المواجهة لهم، وعسكرياً من غير الممكن مواجهة الولايات المتحدة لداعش في العراق وليس لها تواجد في سوريا، بسبب تداخل المنطقة الحدودية التي يتحصن فيها داعش، كما أن الارهابيين لا يتواجدون فقط في الشرق السوري، فهناك أيضا جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام في الشمال السوري (محافظة إدلب وأطراف حماة وحلب واللاذقية)، والتي تقوم بتثبيت أقدامها مؤخراً بشكل يوحي باستمرار تواجدها في المنطقة، علما أنها وأمرائها موضوعين على اللوائح السوداء للإرهابيين منذ فترة طويلة".

وأكد أن الحرب ضد الارهاب "لم تنته في سوريا بل لا تزال بعيدة جدا عن الوصول إلى النهاية وربما يكون من السابق لأوانه الحديث عن هذا الموضوع من الأساس".

وعن ردود الفعل داخل الإدارة الامريكية واحتمالات تراجع الرئيس الأمريكي عن قراره قال: "مع متابعة ردود الفعل لا بد من الإشارة إلى المعارضة التي لقيها ليس فقط على صعيد الحاضنة الشعبية في روج آفا، بل أيضا في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، حيث ظهرت مجموعة من العسكريين والسياسيين خصوصاً من مجلس الشيوخ تطالب الرئيس ترامب بإلغاء القرار كونه سابق لأوانه وسيجلب نتائج سلبية للولايات المتحدة، علماً أنه وبالحديث بمنطق الربح والخسارة فإن الانسحاب الحالي له نتائج سلبية سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، حيث ستترك المنطقة لروسيا سياسياً وعسكرياً وحتى اقتصادياً بوضع يدها على حقوق النفط والغاز والفوسفات وباقي المواد والزراعات التي تزخر بها المنطقة".

وعن خيارات الإدارة الذاتية بعد قرار الانسحاب، أوضح: "من المنتظر إذا لم تتراجع الإدارة الاميركية عن قرارها، توجه قسد والإدارة الذاتية نحو موسكو لتصل إلى دمشق، للحصول على صفقة سياسية تقضي بتأمين الغطاء بشكل يؤمن نتائج لكلا الفريقين، فروسيا يهمها السيطرة على هذه المنطقة والتي تعتبر من أهم المناطق الإستراتيجية عسكرياً واقتصادياً، ودمشق يهمها استكمال نشر سلطتها على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي السورية لتأكيد قوة سلطتها والنظام بأكمله".

وتابع: "أما بالنسبة للجانب الآخر والممثل بالادارة الذاتية فإنه الوقت الذي سيتم فيه حسم مصيرها، وذلك من خلال الضغط للحفاظ على المكاسب التي حصلت عليها خلال السنوات الماضية، وعدم التراجع لأن الطرف الأول (الروسي - السوري) سيحاول تقليص المكتسبات والمزايا استغلال للوضع الطارئ، ومن المتوقع أن تتم التسوية التي سترضي الطرفين، وذلك بضم قوات سوريا الديمقراطية إلى الجيش السوري تحت أي مسمى، وإضافة الإدارات العاملة على الأرض والمهتمة بكامل الشؤون الحياتية والاقتصادية لمنظومة المؤسسات الحكومية السورية، خصوصاً وأنه الحل الأمثل لهذه المؤسسات التي تدير المنطقة منذ فترة وأثبتت فعالية وجدارة بالإدارة كما أنها تضم بين كوادرها موظفين حكوميين سابقين، أي أن المنطقة ستنعم بحكم شبه ذاتي إلا أنها تتبع للحكومة السورية، وذلك مقابل رفع العلم السوري على الحدود مع تركيا لمنع أردوغان من القيام بأي مغامرة عابرة للحدود".

وعن قراءته لتوقيت الانسحاب أجاب قائلا: "إن الانسحاب الأمريكي من سوريا كان حتمياً ومنتظراً ومحسوم بشكل نهائي، على اعتبار ان الجيش الأمريكي لا يستطيع البقاء إلى ما لا نهاية في سوريا، وبالتالي فإن قرار الانسحاب لم يكن مفاجئا، إلا أن التوقيت هو الذي كان فجائيا بحيث أتى ليطيح بكل التوقعات والتحالفات ويعيد خلط الأوراق من جديد".

وأضاف أن "للقرار تداعيات عدة، أهمها الشق المتعلق بقوات سوريا الديمقراطية الحليف الأساسي والأكبر للجيش الأمريكي، ليس فقط في سوريا بل في منطقة الشرق الاوسط، فهذه القوات المرتبطة بمشروع الإدارة الذاتية تستند بقوتها السياسية على الوجود الأمريكي الذي يؤمن لها الغطاء السياسي والعسكري على حد سواء، والانسحاب الأمريكي يرفع الغطاء ولو بشكل جزئي عن هذه القوات وباقي القوى في منطقة شمال شرق سوريا مما يدفعها إلى البحث عن غطاء جديد، وذلك من خلال البحث بين القوى الرئيسية في المنطقة وسوريا، ومن بين هذه القوى إيران وروسيا والنظام السوري، إلا أن التوجه نحو إيران يبدو شبه مستحيل بسبب العداء الإيراني الواضح للكرد وكونها إحدى الدول السالبة للحقوق التاريخية لأبناء القومية الكردية، ويبقى كل من سوريا وروسيا، فالتحالف مع أي منهما لا بد من يتكامل مع الآخر".

وختم حديثه معبراً عن اعتقاده بأن "قرار الانسحاب من الممكن أن يتم إلغائه قريبا جدا، وإلا فإننا سنرى الأعلام الروسية والسورية وصور الرئيس بشار الأسد والرئيس فلاديمير بوتين ترفع على الحدود السورية التركية" .