في حوارٍ لوكالة فرات للأنباء (ANF) مع الفنان الكردي وابن مدينة عفرين, تحدّث بنكين عن فخره واعتزازه لأنّه ينتمي إلى هذه المدينة الصامدة في وجه الاحتلال التركي. عبّر لنا عن فخره بانتمائه لروج آفا, التي باتت نموذجاً للمقاومة والحرّية. كما تطرق لنا إلى واجبات الفنان تجاه شعبه وخدمة قضاياه العادلة.
-بدايةً, كيف تصف مقاومة مقاتلي سوريا الديمقراطية وعموم شعب عفرين في وجه الاحتلال التركي؟
في ظلّ الصمت الدولي عن عدوان الدولة التركية وما يرتكبها جيشها من مجازر بحق المدنيين في عفرين وريفها, بإمكاننا القول أنّ مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية يحاربون حلف الناتو بأكمله وليس الجيش التركي وحده. أمريكا لم تتخذ موقفاً واضحاً وداعماً لعفرين, حيث تنصّلت من مسؤولياتها تجاه ما يجري هناك. لكنّ الشعب وأبطال عفرين أثبتا للعالم أجمع بأنّهم قادرون على حماية أرضهم والدفاع عنها, وهذا ما سيذكره التاريخ للأجيال القادمة.
شعب عفرين بصموده ومقاومته يستحقّ هذه الأرض التي يعيش عليها, بجبالها, أشجارها, حقولها وسهولها, ويقوم بدوره في المقاومة على أكمل وجه, ولم يتخلى عن ترابه, ولن يسمح للغزاة باحتلال أرضه, لذا يتوجّب علينا أنّ نحييه على هذه الإرادة الصلبة القوية.
-ماذا يتوجّب على أبناء الشعب الكردي المقيمين في أوروبا القيام به تجاه عفرين؟
** على أبناء الشعب الكردي المقيمين خارج الوطن, بخاصةً في أوروبا. الخروج إلى الساحات العامة في تظاهرات حاشدة, تستنكر بالاساليب السلمية المدنية والحضارية, بما يليق بأصالته. العدوان التركي على عفرين.
كنت مشاركاً في مظاهرة كولن الألمانية الأخيرة, تجولت بين المتظاهرين, كنت لابساً قبّعتي ونظارتي الشمسية, ولم يتعرّف علي الكثير من المشاركين, لكن حقيقةً رأيت هذا الكم الهائل من المحبة والإخلاص لشعب روج آفا على العموم, تجاه عفرين. أبدوا لي أنّهم يدعمون عفرين, وهذا الدعم نابعٌ من صميم قلوبهم.
لكن أريد أن أقول هنا ملاحظة, يجب على الجمعيات والمنظمات الكردية التابعة لكرد روج آفا. أن تقوم بواجبها من الناحية التنظيمية أكثر من ذلك. وأن تشرف على جميع النشاطات الداعمة لعفرين. الهجمات التركية على عفرين مستمرّة, والعدوان الهمجي يرتكب المزيد من المجازر بشكلٍ همجي, بالمقابل, على تلك الجمعيات مواصلة نشاطاتها السلمية لايصال رسالة عفرين لعموم العالم, لأجل تشكيل موقفٍ مؤيّد لقضيتنا العادلة في وجه الاحتلال التركي.
-شاركتَ في مظاهرة مدينة كولن الألمانية لدعم عفرين, هل كانت المظاهرة مقنعةً على صعيد الحضور, التنظيم والشعارات التي أُطلقت؟ وبرأيكم, هل تكفي هكذا نشاطات لأجل إيصال رسالة عفرين لعموم العالم؟
** نعم كان الحضور كبيراً, حضر الكثير من أبناء الشعب الكردي ليس فقط المقيمين ف مدينة كولن وحولها, بل حضروا من العديد من المدن الأوروبية, بحسب وجهة نظري كان من المفروض أن يكون العدد أكثر من ذلك.
بالنسبة للتنظيم والشعارات التي أطلقها المتظاهرون, أود أن أوضح نقطة هامة, علينا الالتزام بالقوانين المعمولة بها في الدول التي نقيم فيها نشاطاتنا, وذلك منعاً لحدوث أيّ إشكالٍ تنظيمي. كما يجب علينا جميعاً أن نلتزم بتوصيات اللجان المنظمة للمسيرات, كي نظهر بالشكل اللائق أمام الرأي العام العالمي, ونحصل على التعاطف والتأييد الكامل لدعم قضايانا العادلة, خاصةً أنّ الصحافة تتابع مظاهراتنا وتنشرها عبر جميع وسائل الإعلام.
-كفنان كردي وابن مدينة عفرين, ما هو الشيء الذي يجذب اهتمامك في مقاومة عفرين, التي تمّت تسميتها ب"مقاومة العصر"؟
** ما أودّ قوله هنا, وما يجذب اهتمامي حقّاً أنّ ما يجري في عفرين هو انتفاضة شعب, ليس فقط مقاومة مقاتلين أو ثورة مقاتلين. فالشعب في عفرين منتفضٌ في وجه الاحتلال.
أنا على اتصالٍ دائم مع الأصدقاء هناك. الكلّ يؤكّدون لي على جملةٍ واحدة ’إما ننتصر أو نستشهد’, كما يقولون بأنّ جغرافية عفرين تساعدنا في الصمود, ونملك من الإرادة ما يكفي أن نهزم الغزاة.
لكن علينا أن لا ننسى أنّ هذه الإرادة قد دُرّست لجيلٍ كامل, وذلك بفكر فكر وفلسفة قائدٍ وإنسانٍ عظيم هو القائد عبد الله أوجلان.
-أيضاً كفنان, ما الرسالة التي تودّ أن توجهها للفنانين الكرد حيال عفرين؟
** كل الفنانين الكرد (فيهم الخير والبركة), لدينا فنانون مخلصون لقضيّتهم, مناضلون لأجلها. لكن ما أريد قوله, أنّ فنانو عفرين ألّفوا أغاني حول مقاومتها منذ بدء العدوان التركي, لكن هنا أتسائل أين كانوا عندما كانت كوباني تتصدى للإرهاب؟ أين كانوا عندما حلّت بأهل شنكال كارثة داعش؟ أين هم مما حصل في سرى كانيه؟.
الفنان يجب أن يكون وطنيّاً, لا أن يكون مناطقياً!. لا يجب أن يغني الفنان لأجل منطقته فحسب. أنا أيضاً ابن عفرين, لكنّي غنيت لأجل كوباني أيضاً, والآن أنا بصدد نشر أغنيتين عن صمود ومقاومة عفرين. وأنا أقصد كلّ فناني كردستان بانتقادي هذا.
كما أرغب أن أوضح بأنّنا كفناني روج آفا, قمنا بتأليف العديد من الأغاني التي تمجّد بطولات جميع أجزاء كردستان, بالإضافة إلى تناولنا لمآسي شعبنا الكردستاني أجمع.
هناك من تمّت تسميته ب"فنان ثورة كردستان" وقيل بأنّ الملايين من الشباب الكرد قد اكتسبوا وعيهم الثوري من خلال اغانيه. (لا أود أنّ أذكر اسمه على لساني). ذلك الفنان الذي رأيناه كيف أصبح غلاماً بين يدي أردوغان. ونراه يغني على عفرين, دون أن يذكر اسم YPG\YPJ وحتى QSD في اغنيته.
لا يمكن تسميته إلّا بالخائن لشعبه, ولا يمكن أن نطلق تسمية فنان عليه, لأنّ المهمة الأساسية لأي فنان هي خدمة شعبه, لا الأرتزاق.
لقد قدّمنا الكثير من الأغاني لباكور, باشور, روجهلات وروج آفا, لكنني ذكرت فيها جميعا أسماء الجهات التي تناضل وتحارب لأجلّ الحرّية, ذكرت "البيشمركة" في أغانيّ, ذكرت مقاتلي "بجاك", ذكرت "الكريلا", تحدّثت عن بطولات الجميع, لأنّني أعتبرهم جميعاً مقاتلون كردستانيون مناضلون لأجل قضيتنا.
جلّ ما أتمناه أنّ تنتهي هذه الحملة الفاشية التركية على عفرين, بانتصار المقاطعة على العدوان وطاغيته أردوغان. أتمنى أن لا نشهد المزيد من الضحايا والشهداء.
قلوبنا مع عفرين. مع شعب عفرين الصامد, والرحمة لأرواح شهدائنا الأبرار الخالدين في قلوبنا, ستنتصر مقاومة عفرين لأنّ الشعب صاحب الأرض ولن يتخلى عنها أبداً.