العراق: قتلى وجرحى في هجوم على المحتجين في النجف
أفادت تقارير بمقتل ستة أشخاص على الأقل في صدامات وقعت في مدينة النجف العراقية أمس الأربعاء، بعد أن داهم أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تجمعاً للمحتجين ضد الحكومة.
أفادت تقارير بمقتل ستة أشخاص على الأقل في صدامات وقعت في مدينة النجف العراقية أمس الأربعاء، بعد أن داهم أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تجمعاً للمحتجين ضد الحكومة.
وقالت مصادر طبية إن 20 شخصاً على الأقل قد جرحوا، فيما أفادت مصادر أمنية أن أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، المعروفين باسم "القبعات الزرق" حاولوا إخلاء المنطقة من المحتجين الذين قاوموهم بدورهم.
واندلعت اشتباكات بين الطرفين، وقام أصحاب القبعات الزرق بإحراق خيام المحتجين وسمعت أصوات عيارات نارية في وقت لاحق، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص، بحسب وكالة رويترز للأنباء.
ويُذكر أن الصدر ساند الحراك الشعبي في البداية، ثم تخلى عن ذلك لاحقا، وناشد أتباعه الأسبوع الماضي مساعدة السلطات "لاستعادة الحياة الطبيعية" في شوارع المدن العراقية وإخلاء الشوارع المغلقة من الحواجز وفتحها أمام حركة المرور وتمكين المدارس والمصالح التجارية من مزاولة أعمالها.
كما حض أصحاب القبعات الزرق على السماح باستمرار الاحتجاجات.
وكان أنصار الصدر قد دعموا المتظاهرين في السابق وساعدوا في بعض الأحيان على حمايتهم من هجمات قوات الأمن ومسلحين مجهولين، لكنهم انسحبوا من معسكرات الاعتصام الرئيسية بناء على طلب من الصدر في وقت سابق وشاركوا في الهجوم على المتظاهرين في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد.
واعتبر المتظاهرون في بغداد والمحافظات الأخرى التي تشهد احتجاجات، دعوة الصدر وسيطرة القبعات الزرق على بناية المطعم التركي في ساحة التحرير وسط بغداد، تحركات تهدف إلى منعهم من التعبير عن رفضهم لتكليف محمد توفيق علاوي برئاسة الحكومة، وبمثابة "انقلاب" عليهم وعلى حركتهم الاحتجاجية، وأنها بداية غير موفقة للحكومة الجديدة التي بدأت عهدها بما وصفوه بأنه "التغول عليهم بالصدر"، بحسب ناشطين .
وكان مقتدى الصدر قد أعلن تأسيس هذا التشكيل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما اندلع الحراك الشعبي ضد الحكومة
وقد وُلدت هذه المجاميع غير المسلحة من رحم ميليشيا "سرايا السلام" التي أسسها الصدر في عام 2014، عندما سيطر "تنظيم الدولة الإسلامية" على مدينة الموصل بالعراق.
كما كانت هناك ميليشيا مسلحة أُنشأت في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، تحمل اسم "جيش المهدي"، وهي بمثابة الجناح العسكري للتيار الصدري، وقد شنت العديد من الهجمات ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف والقوات الحكومية العراقية، لكن الصدر أعلن تجميد أنشطتها في وقت لاحق، ودخل ممثلون عن تياره الانتخابات، وفازت الكتلة التي يمثلها "سائرون" بأعلى عدد من المقاعد في الانتخابات الأخيرة.
وانتشرت فيديوهات لها خلال الأيام القليلة الماضية في وسائل التواصل الاجتماعي، لمجاميع من أنصار الصدر تعتدي بالهراوات على المتظاهرين السلميين في العراق، الأمر الذي أثار حفيظة العراقيين، فخرج المتظاهرون أمس في محافظة واسط وفي بعض المحافظات الأخرى، مرتدين قبعات حُمر، رداً على القبعات الزرقاء ورفضاً لسلوكهم وللإشارة إلى دماء ضحايا الاحتجاجات العراقية.