الشرقاوي لـ ANF: تغيير ديمغرافية المناطق التي تحتلها تركيا جريمة حرب 

أكد الكاتب والمحلل السياسي، وعضو الحزب الديمقراطي الأمريكي ماك الشرقاوي، أن نية أردوغان بتوطين مليون لاجئ سوري في تركيا بمناطق شمال شرق سوريا التي احتلها مؤخرا، تعتبر وفقا للمادة 49 من اتفاقية جنيف جريمة من جرائم الحرب. 

ورأى الكاتب والمحلل السياسي،  وعضو الحزب الديمقراطي الامريكي ماك الشرقاوي في حوار مع وكالة فرات للأنباء ANF أن  "التهديدات التركية في المنطقة، خاصة شمال شرق سوريا أو شرق الفرات، بإعادة توطين مليون من اللاجئين السوريين الموجودين لديها من ضمن 3-4 مليون سوري تقريبا بتركيا، إنما هدف رجب طيب أردوغان منها هو إحداث تغيير في التركيبة السكانية في تلك المنطقة أي تغيير ديمغرافية المكان".

وأوضح الشرقاوي أن "المناطق التي يريد أردوغان توطين اللاجئين فيها، إنما هي مناطق  يسكنها في الأصل كرد سوريا، وكانت تحميها  قوات سوريا الديمقراطية، وأردوغان يريد أن يدخل إلى داخل الحدود، بعمق  30 كم، وبطول حدود 480 كم، وهي ما يطلق عليها المنطقة الآمنة ويهدف من خلالها إعادة توطين مليون سوري فيها، ممن سوف يختارهم من الموالين له، لكي يندمجوا مع الجماعات الإرهابية من جيش الإسلام وأحرار الشرقية وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإرهابية الموجودين في أدلب، والتي سوف يخرجها بعد تسوية ملف إدلب".

وأشار إلى أنه يريد بذلك أن يدمج هذه الجماعات في المنطقة المزعومة ليستخدمها لاحقا، أي عندما يريد أردوغان إعادة إنتاج الجماعات الإرهابية، وتصديرها لأماكن أخرى، ونقل الصراع لأماكن أخرى.

وأوضح: "هو الآن يعيد تصدير وإنتاج الجماعات الارهابية في غرب ليبيا في مصراتة وطرابلس والتسلسل إلى سيناء والانضمام الى داعش والقاعدة والجماعات الإرهابية المتواجدة هناك".

وأكد أن "ما يفعله أردوغان وفقاً للقانون الدولي يعتبر جريمة من جرائم الحرب، لأنه محتل لشمال سوريا، فالعملية العسكرية التي قام بها، والتي أطلق عليها على غير الحقيقة نبع السلام، وإنما هي في الواقع احتلال لأراض سورية، التي هي دولة ذات سيادة ومن الدول المنضمة للأمم المتحدة وكاملة العضوية".

واستطرد: إذا كان المحتل التركي يتحكم في منطقة التي يحتلها فان إعادة توطين أو تغيير لديغرافية المكان من إسكان سكان سوريين في غير أماكنهم التي نزحوا منها، هذا وفقاً لمعاهدة جنيف المادة 49 تعتبر جريمة من جرائم الحرب أي أن إعادة توطين المواطنين تحت الاحتلال جريمة من جرائج الحرب.

ولفت إلى أن "أردوغان لا يأبه بالقانون الدولي، وما سيقدم عليه جريمة أخرى تضاف للجرائم التي ارتكبها من المذابح بحق الكرد والمكونات الأخرى في تلك المناطق وإطلاق الجماعات الإرهابية، لنشهد مجدداً جرائمهم من قطع  الرؤوس ورفعها أمام الكاميرات، والإعدامات الميدانية والاغتصابات والاختطافات وتهجير أكثر من 200 ألف من السكان الكرد من هذه المناطق، الذين فروا هاربين من أتون العمليات الإرهابية العسكرية والقصف الجوي من الطائرات التركية الغاشمة، والقوات التركية المدعومة من الجماعات الإرهابية، والقصف المدفعي الثقيل المكثف على هذه البلدات". 

وفي جانب آخر وحول تهديد أردوغان الدول الأوربية بورقة الدواعش الأوروبيين قال: "في الاجتماع الذي دعا إليه أردوغان ألمانيا وفرنسا وبريطانية، ولم يدعوا إليه أهم لاعب في هذا الملف وهو الحكومة السورية ولم يدعو إليه حتى روسيا الضامن من الضامنين الثلاثة في الملف االسوري، اعتقد أن في هذا الاجتماع المزمع إقامته يريد من خلاله أردوغان أن يلعب بورقة المهاجرين، وفتح الحدود مع أوروبا وأيضا ورقة إادة مقاتلي داعش من الجنسيات الأجنبية لدولهم".

وأضاف "ودول أوروبا كانت قد اتخذت موقف صارم في هذا الأمر، واسقطت  الجنسية عن المقاتلين وعن زوجاتهم وأطفالهم الذين ولدوا نتيجة هذه الزيجات، أعتقد أن اردوغان يضغط على أوروبا لحلبها بمبالغ أخرى بخلاف المبالغ التي استدررها منها للصرف على اللاجئين". 

وفيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة الأمريكية مما يجري أجاب: إن "سياسات أمريكا متقلبة في الفترة الأخيرة، خاصة بوجود الرئيس دونالد ترامب، إذ أن الاستراتيجية الأمريكية لايعرف بالتأكيد اتجاهها في الملف السوري، فيما يخص إلية حلحلة الأزمة السورية والدخول في الشق السلمي ومساعدة الامم المتحدة في مباحثات جنيف للوصول إلى اللجنة الدستورية وكتابة الدستور السوري والانتخابات الرئاسية".

وأضاف "ما رأيناه أن ترامب ينسحب من الملف السوري وينسحب من منطقة شمال شرق سوريا ويترك القواعد العسكرية التي أقامها هناك، ويدير ظهره لحلفائه الكرد، الذين أبلوا بلاءً حسناً مع القوات الأمريكية في حرب ضروس ضد الإرهاب، وبالتأكيد استطاعوا القضاء فعلا على داعش وطهروا شرق الفرات من الدواعش واعتقلوا ما يقارب 12 ألف من الدواعش.. والكل يعلم أن تطويق هؤلاء الدواعش يحتاج إلى نفقات باهظة وأمريكا تعلم ذلك جيداً". 

وأوضح: "وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر وأيضا الرئيس الامريكي صرحا بأن وجود القوات الأمريكية في سوريا هو لحماية النفط السوري وعدم وقوعه بيد الدواعش والجماعات الإرهابية وبات واضحاً أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى السيطرة على النفط السوري والذي يتركز في منطقة شرق الفرات في منطقة دير الزور لذا أبقت الولايات المتحدة الامريكية على 600 جندي لحماية آبار النفط وبألتاكيد يدعمها 7 آلاف جندي في القواعد الأمريكية الموجودة في العراق ويدعمها أيضا التواجد العسكري في قاعدته العسكرية بقطر وأيضا حاملات الطائرات المتواجدة في المنطقة".

ولفت إلى أنه" كانت هناك عمليات سرقة للنفط السوري من قبل أردوغان من خلال وكلاءه في المنطقة من الدواعش والجماعات الإرهابية، وكان يقتضي البترول بأسعار زهيدة جداً وكانت تباع لشركات باسم ابنه وصهره ليعاد بيع هذا النفط مرة أخرى وتحقق تركيا منه مكاسب مالية كبيرة".

وحول مستقبل العلاقات الأمريكية التركية عبر عن اعتقاده قائلا: "في الأفق القريب وبعد الإعلان الضبابي لوزير الخارجية التركية جاويش أوغلو الذي هدد فيه أمريكا في حال فرض الكونغرس الأمريكي عقوبات على تركيا بأن الأخيرة سوف ترد بطرد أمريكا من القاعدتين العسكريتين انجرليك وكورجيك،  وقيل إن هذه التصريحات الضبابية إنما هي جس للنبض، وقيل أيضا إنها فقط تدرس الموضوع، ولكن البنتاغون وعلى لسان وزير الدفاع الامريكي طلب من الأتراك تحديد ما تقصده من تهديها".

وأشار إلى أن "القاعدتين انجرليك وكورجيك  ليستا فقط للقوات الأمريكية، هي للناتو أيضا، وبالتأكيد الولايات المتحدة الأمريكية أكبر قوة عسكرية ضاربة في حلف الناتو فهل تفكر تركيا جديا بالانسحاب من حلف الناتو...؟، هل العلاقات سوف تكون علاقات متاججة بين أنقرة وواشنطن ....؟ وهنا يجب أن لا ينسى اردوغان أن تغريدة من ترامب في أزمة القس اندروا أثرت بالسلب على الاقتصاد التركي وبشكل كبير وكيف تهاوت الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي".

 

وأكد أن "خطوة من أردوغان بهذا الاتجاه ستكون مغامرة كبيرة، لو فعلها خاصة أنه أدخل نفسه في ظل اقتصاده المتدهور والهش في عمليات عسكرية، باحتلاله الشمال السوري في عفرين ومنبج والآن شمال شرق سوريا أو شرق الفرات، ويبدأ الآن بمغامرة عسكرية جديدة من خلال إرسال قوات عسكرية لإقامة قاعدة عسكرية في ليبيا، هذه مغامرات غير محسوبة من أردوغان، واليوم العلاقات التركية الأمريكية على المحك ووقف التعاون العسكري وطرد القوات الأمريكية وإخراج القوات الأمريكية من القاعدتين ستكون بمثابة القشة التي تقصم ظهر البعير".