الدولة التركية تبتز الولايات المتحدة في الصراع على إدلب

تفرض الدولة التركية المحتلة ما تسمى بالمنطقة الآمنة على الولايات المتحدة الأمريكية لكي تحتل مناطق شمال وشرق سوريا وتشن تهديدات من خلال خطط جديدة وتتحالف مع روسيا.

تسعى الحكومة التركية، التي استولت على 12 نقطة تفتيش في إدلب والتي تحمي جماعات تقودها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) سابقاً، بموجب اتفاق سوتشي، لمحاولة احتلال شرق الفرات فيما يسمى "المنطقة الآمنة" وإطلاق لعبة جديدة على إدلب.

كما تحاول دولة الاحتلال التركي، التي تستخدم النزاعات بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا منذ آب 2016، والتي  احتلت جرابلس وعزاز والباب وعفرين، استخدام بعض النزاعات الأخرى المتاحة.

حيث اجتمعت روسيا وإيران للمرة الثالثة عشرة في إطار قمة الضمانات السورية في كازاخستان وذلك قبل اجتماع 5 آب في أنقرة بين وفود الولايات المتحدة وتركيا في تركيا، وأعلنت حينها وقف إطلاق النار في إدلب.

ولكن المُثير للاهتمام، أنه في 5 من آب، وهو اليوم الذي بدأت فيه محادثات "المنطقة الآمنة"، أعلن النظام السوري أن وقف إطلاق النار الذي بدأ في إدلب قد انتهى واستأنفت الحرب في المنطقة. 

وخلال الأسبوع الماضي قام جيش النظام السوري والقوات، التي تقودها روسيا في جنوب إدلب على طول الحدود الجنوبية الشرقية والغربية الجنوبية لناحية خان شيخون، بالسيطرة على العديد من المواقع.

وتستمر القوات الجوية الروسية والنظام السوري بقصف المناطق التي تسيطر عليها المجموعات الارهابية، وبالأمس تم اسقاط طائرة حربية طراز SU-22  في قرية تمانة شرق خان شيخون، وتم القبض على قائد الطائرة وأسره.

وإذا سيطرت القوات الروسية والنظام السوري على خان شيخون بشكل عام، فإن جزءاً كبيراً من طريق M4 سوف يقع في أيدي النظام،  الذي كان لابد من فتحه وفقًا لمعاهدة سوتشي بتاريخ 17 ايلول 2018.

في مثل هذه الحالة، وكذلك قرب نقاط التفتيش إلى الجنوب من خان شيخون، هناك قلق أيضاً في مدينة مورك. رغم حقيقة أن التدفق كان شرساً وأن قوات النظام السوري والروس تتقدم على جانبي نقاط التفتيش، فإن تركيا لم تسحب قواتها من المنطقة بعد.

ووفقًا لاتفاقية موقعة بين الرئيسين الروسي والتركي في سوتشي في 17 سبتمبر، تم إعلان منطقة بطول 15-20 كم في إدلب على أنها منطقة منزوعة السلاح، كما اتفقوا على أنه ينبغي فتح طريقي M4 و M5 عبر التجارة، لكن رغم أشهر الاتفاق، لم تف تركيا بالتزاماتها بموجب الاتفاقية، وبعد تشديد البيانات الروسية  قامت جبهة النصرة بالقتال ضد الجماعات المدعومة من تركيا في أواخر كانون الأول واستولت على 90% من مدينة إدلب.

بينما لا تزال دولة الاحتلال التركي تدافع عن المجموعات الإرهابية في إدلب وذلك لتعزيز وجودها في الاراضي السورية. حيث شنت القوات الروسية والنظام السوري عمليات في آيار 2019 في المنطقة، إلا أنه بعد تصريحات الناتو، أعطت تركيا أسلحة ثقيلة للمجموعات الإرهابية التابعة لها وألحقت ضربات قوية بالنظام وروسيا.

وتُحاول الدولة التركية، التي استفادت من النزاع الأمريكي الروسي لبعض الوقت، إعادة حياكة اللعبة لفترة من الوقت، وتتطلع الآن إلى انتقال النظام السوري والقوات الروسية إلى خان شيخون، وتحاول إرسال رسالة إلى روسيا بأنها ملتزمة بالمعاهدة قبل اجتماع السابع من أيلول بين روسيا وإيران وتركيا في أنقرة.

في وضع مماثل لجنوب إدلب، أعلن أليكسي باكين رئيس التحالف الروسي من أجل سوريا أن القوات الروسية والتركية تتقاسم أراضي في منطقة تل رفعت. لقد مضى وقت طويل منذ أن طلبت تركيا إذناً من روسيا لاحتلال منطقة الشهباء حيث استقر فيها مواطنو عفرين.

ووفقاً للمصادر في المنطقة، فإن الدولة التركية تبتز حلفاءها في الناتو والولايات المتحدة الامريكية، قائلة: "إن لم تستجيبوا لمطالبي في شرق الفرات، سأتخلى عن إدلب لصالح روسيا والنظام السوري".

يقول المصدر إنه إذا استمرت عملية خان شيخون هكذا ولم تتورط تركيا (بما في ذلك الناتو والولايات المتحدة)، فسيُحكم كل من النظام السوري والقوات الروسية السيطرة على المنطقة حتى شهر أيلول.