إلياس: المؤتمر الوطني الكردستاني يعمل على إجراء لقاء يجمع كافة الأطراف السياسيّة الكرديّة في روج آفا

قال الدكتور سليمان إلياس, عضو لجنة المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) في روج آفا إنّ لديهم خطط لإجراء لقاء يجمع الأطراف السياسيّة الكرديّة في روج آفا على طاولة حوار يصبّ في مصلحة إيجاد خطاب كرديّ موحّد, منوّهاً إلى وجود استجابة لدى الكثير من تلك الأطراف.

في إطار تسليط الضوء على المبادرة التي أطلقها المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) لتوحيد الصفّ الكردي في روج آفا, أجرت وكالة فرات للأنباء (ANF) حواراً مع الدكتور سليمان إلياس, عضو لجنة المؤتمر, الذي شرح لنا الخطوات التي تمّ اتّخاذها كآليّات للبدء بحوار كرديّ-كردي وجمع الأطراف السياسيّة في روج آفا لتكوين موقف موحّد "يتماشى مع المرحلة الراهنة والتحدّيات التي تواجه المنطقة بالعموم".

 

_ هل لكم أن توضحوا لنا في أي سياق جاءت فكرة مبادرة توحيد الصف الكردي التي بدأ بها المؤتمر الوطني الكردستاني, وما هي أهمية توقيت هذه المبادرة؟

المبادرة كانت من قبل الهيئة الإدارية لمؤتمر الوطني الكردستاني, حيث تواصلت معنا اللجنة ودعت إلى اطلاق مبادرة بهدف توحيد الخطاب الكردي. أما المبادرة فقد تم صياغتها وإعدادها هنا من قبل فرع المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) في روج آفا. في السابق لم تكن لدينا خطة معينة وجاهزة لنقترحها على الأطراف السياسية في روج آفا. فكانت الخطة هي لقاء جميع الأطراف السياسية الموجودة على الساحة وندفع الجميع إلى الجلوس على طاولة واحدة دون أي شروط مسبقة.

وبتاريخ 1/1/ 2019 اجتمع أعضاء فرع المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) في روج آفا لوضع الخطة والبرنامج, ومناقشة المبادرة والنقاط الرئيسية والتي ركزت على ضرورة لقاء جميع الأطراف الكردية. وكلجنة التقينا مع العديد من الأطراف والأحزاب.

_ منذ أن أعلنتم البادرة, هل هناك تقدم وتجاوب من قبل الأحزاب والأطراف السياسية الكردية, ووفقاً لبرنامجكم إلى أين وصلتم؟

في الحقيقة ما لاحظناه خلال لقاء بعض الأطراف, الاستجابة كانت إيجابية إلى حد ما ومن قبل جميع الأطراف.

شخصياً التقيت مع أحد المسؤولين في أحزاب المجلس الوطني الكردي, واقترحت عليه المبادرة التي تقع في إطار توحيد الخطاب الكردي في ظل الظروف والتهديدات التي تتعرض لها مناطق روج آفا وعموم مناطق شمال وشرق سوريا. فكان الرد انهم كمجلس أيديهم ممدودة للحوار وتوحيد الخطاب. لكن لدينا شروط وهي فتح المكاتب المغلقة من قبل الإدارة واطلاق سراح المعتقلين السياسيين.

بدورنا كلجنة تواصلنا مع المؤسسات المعنية في الإدارة الذاتية (المجلس التشريعي, لجنة شؤون الأحزاب), الإدارة الذاتية تجاوبت مع مطالبنا والتي هي شروط المجلس الوطني, ونحن نشكرها على هذا التجاوب ولبوا طلب فتح المكاتب مخالفين بذلك قوانينهم, واطلاق سراح المعتقلين السياسيين إن وجدوا وهذه الإجراءات بحاجة إلى متابعة وقد يكون هناك حاجة إلى وقت أطول حتى تتخذ هذه الإجراءات.

بالنسبة للمبادرة باتجاه التواصل مع أحزاب المجلس الوطني الكردي (ENKS) إلى الأن توقفت عند هذا الحد. اليوم جميع المكاتب فتحت بدون استثناء ووفقاً للمجلس هناك (57) مكتب في عموم روج آفا, واذا تواجد مكتب واحد لم يفتح من اصل 57 مكتب اعتقد أنها لن تكون مشكلة وسنعمل نحن بدورنا من اجل فتح ذاك المكتب أيضاً ما لم تكن هناك إجراءات قانونية تمنع ذلك, بصورة عامة موقف جميع الأحزاب الأخرى كانت إيجابية ولبوا نداءنا. مؤكدين دعمهم للمبادرة.

_ هل من شروط أخرى للمجلس الوطني الكردي, وهل هناك تقدم في ما يخص اطلاق سراح المعتقلين السياسيين؟

كلجنة نحن طرحنا المبادرة على أن تكون بدون شروط ودفع الأطراف إلى الحوار والجلوس على طاولة واحدة للخروج بخطاب موحد في ظل هذه الظروف الحساسة والحفاظ على المكتسبات التي تحققت. الإدارة الذاتية تجاوبت مع المبادرة بما معنى هناك محاولة جدية من قبل الإدارة الذاتية لخلق تلك الأجواء التي تمهد للجلوس على طاولة واحدة.

نحن لم ندعو إلى تشكيل هيكل او كيان موحد, او دمج أي طرف مع طرف أخر, نحن ندعو إلى توحيد الخطاب السياسي الكردي وتحديد مطالب شعب روج آفا, وبهذا نكون قادرين على حماية ما حققه لنا تضحيات ألاف الشهداء الذي دافعوا عنا وعن قضية الشعب الكرد.

_ المجلس الوطني الكردي (ENKS) وكطرف سياسي يشهد حالة انقسام واضحة. حيث أنّ ممثلي المجلس في إسطنبول يؤكدون على الدوام أن تركيا دولة صديقة وتقف إلى جانب حقوق الشعب الكردي, بينما في نفس الوقت وفي الداخل ممثلو المجلس يعتبرون تركيا دولة احتلال. ما هي الألية التي من الممكن أن تتعاموا بها مع المجلس في ظل هذا الانقسام؟

حقيقة التعامل مع أحزاب المجلس في ظل هذا الانقسام صعب جداً. لكن السؤال هو: هل من المعقول أن تكون تركيا صديقة للشعب الكردي, حكماً لا. الحقيقة هي أن كل مأساة الشعب الكردي سببها تركيا وسياسات أردوغان.

بالنسبة لقيادات الصف الثاني للمجلس الوطني الكردي في سوريا يدركون حقيقة تركيا وأهدافها. فكل ما تقدمه تركيا بزعامة أردوغان لكل الأطراف الدولية والإقليمية من تنازلات هي في مقابل وئد القضية الكردية والقضاء على مكتسبات الشعب الكردي التي تحقق في روج آفا بشكل خاص وعموم سوريا بشكل عام.

الموقف الذي يصف تركيا على أنها صديقة للكرد لا شك انه خاطئ وسنلاقي صعوبة في التعامل مع المجلس, فتركيا اذا كانت حقيقتاً صديقة للشعب الكردي لكانت قد حلت القضية الكردية في شمال كردستان. بالنسبة لتركيا فحل القضية الكردية هو بالقضاء على الشعب الكردي. حل القضية الكردية هي من خلال الطرق الديمقراطية وروج آفا اليوم تعيش تجربة ديمقراطية رغم كل الأخطاء. لكن أيضاً يجب أن لا ننظر إلى الجزء الفارغ من الكأس. ودليل أنها تجربة ديمقراطية هو جنون أردوغان وإطلاقة التهديدات والتصريحات بشكل يومي يهدد فيها روج آفا والعالم كله يشهد عداء أردوغان للكرد والديمقراطية. وأخر تصريحات أردوغان حول الإدارة الذاتية والتي تؤكد عدائه للشعب الكردي كانت "انه لا يردي أن يكون هناك مستنقع أخر في شمال وشرق سوريا كما حصل في شمال العراق", حتى انه لم يذكر اسم إقليم كردستان.

رغم كل الصعوبات لكن نحن وكلجنة المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) في روج آفا مصرين على إتمام المبادرة ودفع كل الأطراف بتجاه الحوار وكما يقال: "الأمل يموت أخيراً" نحن لن نفقد الأمل وسنواصل عملنا ونبذل كل جهودنا وهذا واجبنا الوطني والقومي ويجب أن نقوم بها. ونأمل من كل الأطراف والخيريين ضمن المجلس الوطني الكردي إلى التجاوب مع المبادرة.

هناك اطراف دولية أيضاً تقف إلى جانبنا من اجل إتمام هذه المبادرة وتوحيد الخطاب الكردي. في ظل هذه الظروف الحساسة لا يوجد سقف زمني للمبادرة لكن يجب على كل الأطراف أن تلتزم بروح الوطنية وتدعم المبادرة.

ختاماً نحن كلجنة المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) في روج آفا ندعو جميع الأحزاب, الشخصيات الوطنية, المؤسسات المدنية والتنظيمات إلى دعم المبادرة الوطنية في ظل هذه الظروف الحساسة يجب توضيح رؤية ومطالب الشعب الكردي في روج آفا.

-----------------------------

الدكتور سليمان إلياس: عضو لجنة المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) في روج آفا, دكتور مختص في علم الآثار ومحاضر في جامعة روج آفا, جامعة الفرات ومدير مركز فرات للدراسات.