أكاديمي مصري: منظور مصر للمسألة الكردية يقوم على الحل السياسي وتحقيق السلام

أكد أكاديمي مصري على دعم بلاده لحقوق الكرد ووقوفها إلى جانب حقوقهم ومطالبهم العادلة، مشيرا إلى أن المنظور المصري للمسألة الكردية يقوم على التعايش والسلام والحوار واحترام الهوية الثقافية والقومية.

وقال الدكتور محمود زايد استاذ التاريخ المعاصر والمتخصص في الشأن الكردي إن الشعب الكردي البعض يرتبط تاريخه في بداية القرن العشرين باتفاقية سايكس بيكو، ولكن الحلم القومي للشعب الكردي يسبق ذلك بزمان بعيد، وليست اول مرة يتم تقسيم اراضي كردستان باتفاقيات بين القوى الكبرى، ولكن سايكس بيكو هي مرحلة او محاولة ضمن اتفاقيات الدول الكبرى والغربية لتقسيم اراضي كردستان والاعتداء على الحقوق الكردية، وكان قبلها اتفاق بين الاتراك والفرس، وخريطة التقسيم اختلفت من اتفاقية لأخرى، مشيرا الى تقسيم المنطقة بين فرنسا وبريطانيا. وأكد ان الشعب الكردي شعب اصيل في المنطقة ويطالب بحقوقه دائما وليس الاعتداء على حقوق الغير، وناضل وقدم تضحيات كبيرة من اجل الحقوق القومية الكردية.

واوضح زايد خلال مشاركته في حلقة من برنامج قضايا إقليمة على قناة روناهي الفضائية، ان الدول الغربية تتعامل مع القضية الكردية وفقا لقواعد اللعبة الحالية، فإذا كان هناك صوت مرتفع للكرد تعمل الدول الغربية على التفاعل مع المطالب الكردية.
وقال زايد انه بعد الحرب العالمية الأولى ولكي تكسب دول الحلفاء الاقليات في الدولة العثمانية، وعدوا كل الاقليات بالجلوس معهم والتفاوض حول مطالبهم، ولكن الكرد شاركوا في مؤتمر باريس للسلام ووافق الحلفاء على مشاركة الوفد الكردي، ولبحث وجود الدولة الارمينية والدولة الكردية بعد سقوط الدولة العثمانية، ولكن لم يجد الدول المنتصرة بالحرب من مصالحها وجود دولة مستقلة.
واعتبر زايد ان هناك تشابه بين ما يحدث حاليا وما حدث في الماضي من اتفاقيات بين القوى الكبرى حول تقسيم كردستان، وقال ان اهدار حقوق الكرد بالاتفاقيات عام 1921 وعام 1923 باتفاقية لوزان، تبعه ثورة للكرد عام 1925 فقتلهم مصطفى كمال اتاتورك كما فعل مع ثورة الشيخ سعيد، الذي أعدمته الدولة التركية. وقال ان الكرد اصحاب أرض وحق، بينما الترك بما عندهم من نظرة استعلائية يعتبرون ان صراعهم مع الكرد صراع وجود ويرفضون حتى اطلاق اسم الكرد، ويريدون ان يعاملوا الكرد اما بالقتل او الصهر في المجتمع التركي، وأردوغان لم يذكر اسم الكرد مطلقا في حديثه عن شمال سوريا لانه يحمل حقد دفين ضد الكرد، وأوضح ان المنظور المصري للمسألة الكردية يقوم على السلام والتعايش واحترام الحقوق والهوية الكردية كما عبر عنه الرئيس السيسي مؤخرا.
وشدد استاذ التاريخ المصري المتخصص في الشأن الكردي ان الحقيقة التاريخية تقول ان هناك علاقات ذهبية بين مصر والكرد، وان حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي بهذه الثقة عن القضية الكردية يعكس مكانة القضية الكردية الثابتة والهامة في الشخصية المصرية، ومصر كانت دائما من المنظور الكردي من اوائل الدول التي يفضلها الكرد للسفر للهجرة او السياحة والعمل منذ العهد الايوبي، وهناك بصمات كثيرة للكرد من خلال العائلات الكردية واسماء الشوارع باسماء عائلات كردية ومساهمات كردية في البناء والثقافة وغيرها، ومصر دولة تغار على سيادتها ولا تحب ان تتدخل في شؤون الدول الاخرى، ومصر دائما تؤكد على احترام الحقوق والهوية الكردية، ومصر دائما تتبنى الحلول السياسية للأزمات المختلفة بما فيها القضية الكردية وعدم امكانية حل نزاع بالسلاح، مؤكدا ان الكرد نفسهم ليسوا انفصاليين وانهم دائما يؤكدون أنه لو أنهم يشعروا بالمواطنة والحقوق والمشاركة في الحكم وغيره بدون التهميش والقتل والتغيير الديموغرافي وغيرها من الجرائم والقمع لما كان هناك أي أزمة.
وأكد زايد ان ذكرى معارك كوباني تذكرنا ببطولات الكرد ضد الارهاب، مشيدا بدور الادارة الذاتية في تحقيق الاستقرار وحفظ الامن ومحاربة الارهاب والبقاء حتى الان واعتماد التحالف الدولي على دور قوات سوريا الديمقراطية في دحر الارهاب، والنجاح في الحرب على الارهاب، في الوقت الذي كانت فيه ولا تزال حدود تركيا بوابة لنقل الارهابيين.
ودعا زايد الى دعم تجربة الادارة الذاتية في شمال شرق سوريا لتحقيق الاستقرار في سوريا.
وبدوره، قال محمود البتاكوشي الباحث في الشأن التركي، ان الكرد كانوا يتمتعون بحكم ذاتي خلال مراحل تاريخية عديدة سابقة، ولكن الدولة العثمانية كانت دائما تحاول قمع الكرد، مشيرا الى ان الكرد ادركوا انه لا اصدقاء للكرد الا الجبال بعد الحرب العالمية الاولى، وبعد اقرار الحقوق الكردية في معاهدة سيفر، لم تستمر المعاهدة واصبح المجتمع الدولي يبحث عن اتفاقيات اخرى، وبعدما تم الاتفاق مع مصطفى كمال اتاتورك على اسقاط الخلافة وانشاء الدولة التركية وتجاهل الحكم الذاتي للكرد، وكان ذلك نتيجة لاتفاقية لوزان التي الغت ما اقرته اتفاقية سيفر. وقال ان اتاتورك قام بحملات ابادة ضد الكرد ودمر مئات القرى وحرق آلاف المنازل، وعمل على طمس الهوية الكردية من خلال حملات التتريك وتحالف النظام التركي وقتها مع ايران لمواجهة الكرد، واشار الى ان الاتراك اعلنوا انه لا حقوق للكرد، ووقعت انتفاضة درسيم بين عام 1937 و1939، وهي أكبر إنتفاضة كردية في تركيا بعد ثورة الشيخ سعيد عام 1925.
واكد البتاكوشي أن الكرد تصدوا للارهاب والاعتداءات الخارجية والاطماع التركية، بينما يعمل اردوغان على احداث التغيير الديموغرافي من خلال المرتزقة المسلحين والمقاتلين الارهابيين وينفذ عمليات تتريك ممنهجة في شمال سوريا لطمس الهوية وهو اسلوب الاتراك عموما في اي مكان يدخلونه منذ ان قام مصطفى كمال اتتاتورك بتتريك لواء الاسكندرونة، كما استمدت العقلية التركية ذهنيتها الحالية من العقلية العثمانية كدولة معتدية وتوسعية تختلق اسباب واهية للحروب، كما فعلوا مع مصر في معركة مرج دابق.
وأكد الباحث المصري على نجاح الادارة الذاتية في شمال شرق سوريا، واستهداف العدوان التركي افشال هذا النجاح وضرب الاستقرار في المنطقة والطمع في موارد تلك المنطقة والعمل على السيطرة عليها وتتريك المنطقة.