أفيستا: التحقيقات ستظهر دور كلّ من له علاقة باغتيال "مام زكي شنكالي"

أكدت عضو المجلس الرئاسي العام لمنظومة المجتمع الكردستاني KCK سوزدار آفيستا انهم شرعوا بالتحقيق في الجريمة التي استهدفت القيادي مام زكي شنكالي مشيرة إلى دور للقوى الإقليمية في الجريمة.

تحدثت عضو المجلس الرئاسي العام لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) سوزدار أفيستا لوكالة فرات للأنباء (ANF) عن الكثير من النقاط المهمة بشأن الغارات الجوية التركية الأخيرة على شنكال والتي استهدفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني وعضو منسقية المجتمع الإيزيدي مام زكي شنكالي وأدت إلى استشهاده.

وردت على مجموعة من الأسئلة حول الهدف من الجريمة وكيفية تنفيذها والعديد من التساؤلات الأخرى في هذا الاطار.

وأوضحت القيادية آفيستا أنهم بدأوا بالتحقيق في حيثيات الجريمة وقالت: "باشرنا من حينها بالتحقيق في الجريمة انطلاقاً من السؤال: "من أين جاءت الطائرة التي شنت الغارة؟ كم هي المسافة التي بإمكانها أن تحلق؟"

وأضافت "طبعاً الطائرة التي نفذت الهجوم هي طائرة بدون طيار تركية من طراز (SÎHA) وهذه غير قادرة على الوصول من تركيا إلى شنكال لبعد المسافة وهذا وفقاً للتصريحات التركية. إذا السؤال هو من أين أقلعت هذه الطائرة؟ وعلى ضوء هذه المعطيات فإن الشكوك تحوم حول القواعد التركية المنتشرة في جنوب كردستان .. فإلى نص اللقاء:

_ في الخامس عشر من شهر آب/أغسطس الماضي استشهد القيادي مام زكي شنكالي في غارة جوية نفذتها تركيا في شنكال.. كيف تقيمون هذا الهجوم كحركة؟

بالنسبة لي أولاً يجب أن نضع في الحسبان جميع محاولات الإبادة التي طالت المجتمع الإيزيدي. الهدف من هذه الإبادات هو القضاء على الإيزيدية، والسبب هو الابتعاد إلى حد كبير عن جوهر الإسلام الحقيقي وتعاليمه، وكذلك تسخير الحكومات للإسلام في خدمة سياساتهم وأطماعهم.

حين تحقق هذا بدأت الإبادات تطال شعوب الشرق الأوسط، وهذه الإبادات التي طالت المجتمع الإيزيدي سببها أنهم أصل وجذر الشعب الكردي، وهم الذين يمثلون الثقافة، اللغة، العادات والتقاليد وتاريخ الكرد إلى يومنا هذا.

وعلى هذه الأساس وبالنظر إلى كل القوى التي استهدفت وجود، لغة، ثقافة وتاريخ الشعب الكردي فإنها كانت تستهدف المجتمع الإيزيدي.

الشعب الإيزيدي تعرض لـ 73 عملية إبادة وراح ضحية هذه الإبادات نحو 60 بالمئة من الشعب حتى اليوم، أبناء شنكال تشردوا في مختلف دول العالم.
والهدف من هذه العمليات هو تشريد وإجبار الإيزيدين على الخروج من إيزيدخان وشنكال بشكل نهائي دون رجعة. والسيطرة على تلك المنطقة من قبل هؤلاء الذين يمثلون الإسلام المتشدد، الذين يتوافقون مع فكر داعش.

واستهداف الشهيد مام زكي شنكالي كان الهدف منه توجيه ضربه للمجتمع الإيزيدي وتفتيته وبشكل أكبر. والهجوم الذي تعرض له المجتمع الإيزيدي على يد داعش في العام 2014 تم صدهومرة أخرى، وبفضل دور مام زكي شنكالي وحركة الحرية تمكن المجتمع الإيزيدي من الوقوف على قدميه وتشكيل قوة ضد محاولات الإبادة تلك، كما أنه كان يقود تلك المقاومة من الناحية العسكرية وكان له الدور الأكبر في بناء القوة العسكرية والناحية التنظيمية والدور الأبرز في توحيد صف البيت الإيزيدي.

_ الدولة التركية على علاقة مباشرة مع هذه الجريمة.. فهل نقول إن تركيا تعادي وبشكل قوي وحدة وتنظيم البيت الإيزيدي؟

نعم هذا صحيح. شنكال تمثل أصالة وتاريخ الكرد، وبسبب دور القيادي مام زكي البارز في تشكيل القوات العسكرية في شنكال ودوره في إظهار الإرادة السياسية للمجتمع الإيزيدي من خلال تشكيل مجلس الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال ودوره الدبلوماسي ضمن اللجنة الدبلوماسية التي تواصلت مع القوى العربية والتركمانية في المنطقة واجتماعاته مع القوى الشيعية والسنية وتمكنه من بناء علاقات طيبة مع كل الأطراف، ولأنه تمكن من توحيد البيت الإيزيدي وتمكن في تطبيق فكر أخوة الشعوب في المنطقة. فكان الهدف من اغتيال القيادي زكي شنكالي هو أنه كان أبرز القادة الذين أوصلوا المجتمع الايزيدي إلى هذا الوضع، وتمكن من صد ورد الإبادة الـ 73 وأعاد للمجتمع الثقة بنفسه ومنع كسر تلك الإرادة. 

كان لداعش هدف هو كسر الإرادة ودفع الإيزيدين إلى مغادرة أرضهم وعدم التفكير بالرجوع إليها مطلقاً، لكن دور القيادي شنكالي هو الذي أفشل كل تلك المخططات وهذا ما جعله مستهدفاً من قبل فاشية العدالة والتنمية التركية.

_ يصفةالإيزيديون هذه الجريمة بأنها امتداد للإبادة التي بدأت في الثالث من آب/أغسطس 2014، في المقابل الكثير من القوى والاحزاب السياسية لم تصدر أي بيانات إدانة، فهل ترون أن هناك دور للحزاب السياسية في جنوب كردستان، أمريكا، الحكومة العراقية في هذه الجريمة؟

هذا الأمر واضح: سهل نينوى ووفق المادة 141 للدستور العراقي تعتبر منطقة متنازع عليها، ولولا موافقة أمريكا لما تمكنت الطائرة التركية من الوصول إلى شنكال لأنها ضمن المناطق المتنازع عليها، كونها تضم مجتمعات ومكونات مختلفة. كذلك لولا الدعم الاستخباراتي من قبل القوى الإقليمية لما تمكن الطيران التركي من الخروج في جولات استطلاعية في المنطقة وشن غارات جوية. وعلى ضوء هذه المعطيات نرى أن لكل من الحكومة العراقية، أمريكا وحكومة إقليم جنوب كردستان دور في هذا الهجوم، وعلى هذا الأساس نستطيع القول أن هناك بعض الأمور لا تزال مخفية وغير واضحة.

وتحقيقاتنا في هذا الاطار لا تزال قائمة. مثال على هذا: من أين أتت تلك الطائرة؟ ما هي المسافة التي حلقت فيها الطائرة؟ الطائرات بدون طيار من طراز SÎHA التركية غير قادرة على قطع كل تلك المسافة من تركيا إلى شنكال وهذا وفقاً للتصريحات التركية التي تؤكد أن تلك الطائرات غير قادرة على قطع هذه المسافة. إذا من أين أقلعت تلك الطائرة؟ هذا السؤال وغيره يثير الكثير من الشكوك، وهنا لا بد من الإشارة إلى القواعد العسكرية التركية المنتشرة في جنوب كردستان. هذا الأمر وارد مئة بالمئة لكن يجب التحقيق فيه جيداً وتوضيح هذا.

كان هناك، وقبل يوم من هذه الجريمة، اجتماع عراقي - تركي وهناك حاجة إلى توضيح من قبل الحكومة العراقية حول تلك الاجتماعات. قد يكون الهدف هو خلق فتنه ما بين الحكومة العراقية والمجتمع الإيزيدي، وقد تكون هناك مقايضة فمقابل سكوت بغداد والسماح لتركيا بمهاجمة شنكال، فإن تركيا في المقابل ستقوم بفتح السدود لعودة مياه نهر دجلة إلى العراق، وخلق فتنه في تلعفر، خلق فتنه في كركوك لصالح بغداد. بمعنى تبادل المصالح في بعض المناطق الخاضعة للنفوذ التركي.

العراق يدعي أنه لا مصلحة لها في هذا لكننا واثقون أن لها دور في تلك الجريمة ويجب التحقيق في هذا الشأن.

_ إذاً تعتقدون أن هناك مساومات في القضية؟

نعم هناك مساومات. لسنا معنيين ما يقال. الحكومة العراقية أوضحت في بيان أن لا علاقة لها في ما حصل. ومن الخطأ أن نؤكد كل شيء قبل انتهاء التحقيقات. لكن هي على اطلاع بما حصل, اذاً لماذا حصل هذا الهجوم بعد يوم واحد من اللقاء بين بغداد وتركيا. لكن مع هذا لن نؤكد كل شيء والتحقيق لا يزال قائماً في هذا الجانب من قبل مجلس ومنسقية المجتمع الايزيدي. وسيكون النقاش حول هذا مختلفاً بعد انتهاء التحقيقات.

لكننا نقول: هذه القوى التي سمحت لتركيا بشن هذا الهجوم على شنكال هي نفسها القوى الشريكة للإبادة التي تعرضت لها شنكال. ما لم تكن أمريكا, الدولة التركية, حكومة الإقليم التي سحبت 12 الف مقاتل من البيشمركة من المنطقة قبل أيام على الإبادة هم الذين سمحو لداعش بارتكاب الإبادة الـ 73 وسمحوا لها بالوصول إلى شنكال, إذاً لماذا اليوم وبعد أن تحررت شنكال سيمحون للطائرات بالوصول إلى شنكال وقصف قواتها وأخر جرائمها كانت في 15 آب/أغسطس الماضي الذي استهدف خلالها القيادي مام زكي. كل هذه الأمور لن تحصل بدون أن يكون لهذه القوى دور.

هاك اتفاق دولي يستهدف إخراج الإيزيدين من شنكال, وليس اتفاقاً إقليمياً, كما انه يستهدف الجميع في المنطقة الإيزيدين, التركمان, الكاكائيين, السريان وكل الأقليات. يريدون إخضاع جميع هذه المكونات تحت سلطة الدولة, تجريرهم من تاريخهم وثقافتهم. وبعد فشل مخطط الإبادة في الثالث من آب/أغسطس 2014 هناك محاولات جديدة لتنفيذ هذا المخطط.

_ مام زكي شنكالي هو بالأصل إيزيدي, كيف تقيمون تأثيره ودوره على الحركة؟

لا شك أن الشهيد زكي شنكالي كان له دور قيادي في حركة التحرر. شنكال كان احد الذين هجروا من أرضهم في سنوات 1970 ولغاية 1980. مع إعلان حزب العمال الكردستاني تعرضت المجتمعات المضطهدة مرة أخرى للتهجير القسري لقابليتها على الالتفاف حول الحزب. بهد الهجرة تعرف مام زكي على الحزب وكان من القادات الأولى التي نشطت في أوروبا. بالنسبة لنا كحركة تحرر الكردستاني يعد مام زكي من قيادات الحزب الأوائل, كما انه في نفس الوقت يعتبر من قيادات الحركة الإيزيدية. كما كان له دوره البارز كعضو قيادي في منظومة المجتمع الكردستاني وتطوير مفهوم الأمة الديمقراطية. القادي شنكالي كان يؤمن بأن حرية المجتمع الإيزيدي تكمن في حرية عموم كردستان عبر فكر القائد APO. لهذا انضم إلى الحركة دون تردد وفتح بابه للحركة وقدم الدعم لها بكل اخلاص. وناضل لابعين عاماً ضمن الحركة في كل الساحات.

شنكالي كان له تأثير الكبير على جميع القيادات في الحركة كما انضم الكثير من الرفاق إلى الحركة متأثرين بالقيادي شنكالي. نستطيع القول أنه مع رحيل القيادي شنكالي أصبح هنالك فراغ كبير داخل المجتمع الإيزيدي لذا علينا أن نفكر جيداً كيف لنا أن نملئ هذا الفراغ سائرين على خطى شنكالي. من المهم جداً أن نفكر ونعمل على مواصلة النضال حتى لا يغيب دور شنكالي عن الساحة.