وأكد عضو الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي، في حوار مع صحيفة الرياض السعودية يوم الجمعة، إن أردوغان يملك مشروعاً توسّعياً وبدأه بأسوأ أشكال الاستغلال من سوريا، حيث يحلم بتغيير نظام المنطقة واستعادة ما يعتقد أنه أمجاد خطفت من الدولة العثمانية ليتمكن من الإعلان عن تعظيم نفوذ بلاده بحلول العام 2023 حيث تنتهي صلاحية معاهد "لوزان" التي تم من خلالها تسوية حدود الدولة التركية.
ونقلت الصحيفة السعودية عن خليل قوله إن الدعم القطري وخيانة قطر لجيرانها مكّن تركيا من المضي بمشروعها التوسّعي وعرقلة حسم المواجهة مع إيران لافتاً الى أن مقاومة السوريين والليبيين وفشل عملاء الإخوان المسلمين في كل من مصر والسودان وعدم تمكّنهم من الحكم في تونس أفسد على قطر وتركيا والإخوان مخططاتهم حيث يقول "كنا سنكون أمام كارثة كبرى في المنطقة لو كان مرسي اليوم حاكماً لمصر".
واشار خليل إلى أنه "بسبب هذه الأحلام ومنذ بداية الحراك في سوريا حاول أردوغان استقطاب كل القوى المعارضة ليستخدمها كبيادق في مشروعاته تجاه المنطقة ليطمح اليوم بالتمدد في العراق وشمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط ولبنان."
وردا على اسئلة صحيفة الرياض السعودية، أوضح القيادي الكردي إن "التحالف الروسي التركي كان مدفوعاً برغبة أردوغان بامتلاك موطئ قدم في سوريا بأي ثمن، ففي البداية حاول استقطاب المعارضة ثم اختار التحالف مع روسيا التي قامت بأكبر تدخل في سوريا وطبعاً روسيا كانت سعيدة جداً والمستفيد الأكبر من هذا التحالف الذي خلصّها من كل التحديات التي كانت تشكّلها المعارضة السورية على حليفها نظام الأسد."
"فبمعونة تركيا، تخلّصت روسيا من تحدي الغوطة الشرقية المتاخمة لدمشق والتي كانت فيها قوى المعارضة قويّة ومسلّحة بشكل جيد إلى درجة أن النظام لم يكن يتمّكن من تشغيل مطار دمشق بسبب امتلاك المعارضة السورية مدافع بالقرب منه قبل التحالف الروسي - التركي لتسمح بالمقابل روسيا لتركيا بالسيطرة على بعض المدن مثل عفرين في الشمال."
واعتبر أن "أردوغان لجأ إلى روسيا لأنه تأكد من أن المعارضة السورية لا تمتلك أي مشروع ولن تتمكن من الاستحواذ على السلطة بسهولة لذلك اعتمد على التحالف من روسيا رغم الإدراك الذي يتّضح أكثر كل يوم بأن هذه العلاقة لا يمكن أن تدوم للأبد، فعدا عن أنها علاقة بمصالح متناقض لا تلتقي دائماً، فإن الضغوطات الغربية اليوم على أردوغان بسبب هذه العلاقة تكبر وتتعاظم كل يوم فهو كجزء من حلف الناتو وحليف للولايات المتحدة سيكون مطالباً عما قريب باتخاذ مواقف حاسمة في عدة ملفات مثل ملف صواريخ اس - 400 وإلا سيكون قد عرّض تركيا لتبعات لن يحتملها الداخل التركي."
وعلى خلاف التحذيرات من صفقات روسية-تركية جديدة على حساب بقية اللاعبين في العديد من أزمات المنطقة، قال خليل "أعتقد أن الفترة المقبلة ستحمل توتراً كبيراً للعلاقات الروسية - التركية من عدة مناحٍ سواء في الجبهة السورية أو أبعد من ذلك."
وفيما يتعلق بمصيرالمشروع التوسعي الاحتلالي التركي قال خليل، "تركيا تعاني أولاً من اقتصاد مدمّر ليس فقط فيما يتعلّق بالسياحة بل أيضاً المعامل التركية والشركات إنتاجيتها متدهورة كما يتراجع مستوى دخل الفرد في تركيا بالإضافة إلى علاقات تركيا الخارجية السيئة مع معظم الدول الإقليمية وحلفائها الغربيين بما في ذلك دول عربية كانت تقف مواقف حيادية من تركيا وأخرى غربية كانت تحاول أن تحافظ بكل الأشكال على العلاقة مع تركيا."
وأشار خليل إلى "صعود طموح أردوغان التوسعي يشبه إلى حد كبير صعود هتلر الذي انتهى بشكل مأساوي، كما يحكي التاريخ القريب سيراً مشابهة لسير أردوغان انتهى أصحابها نهايات مأساوية كصدّام الذي وصل يوماً إلى مرحلة اعتقد فيها أن لا أحد قادر على وقف مخططاته حين احتلّ الكويت لتبدأ هزائمه بتشكل تحالف رادع له وتكوّن نظرة دولية معادية لصدام ولا شك أن أردوغان الذي يقود حملات تخريبية مشابهة سيستمر بمواجهة العوائق التي تمنعه من الاستمرار بهذا النهج".
وأكد إن تركيا تواجه مشكلات في كل مكان ومع كل الدول حتى الدول العربية التي كانت حيادية تجاه تركيا باتت تركيا تناصبها العداء وبات هناك شيء من التحالف يتوحّد ضد لعبة أردوغان وخاصة أن أردوغان بات الزعيم الأساسي والحقيقي لتنظيم الإخوان المسلمين عالمياً.. واضاف "أردوغان ساعد مرسي والبشير والإخوان في ليبيا وتونس وسوريا وهو الداعم المباشر لكل أعداء الدول العربية وهم إخوان مسلمون، أما المسلحون على الأرض فهم منحدرون من المجموعات المتطرف المرتبطة بجبهة النصرة وتنظيم القاعدة وبالتالي من المحال أن يهرب أردوغان من المسؤولية عن نشر هذا التطرف والإرهاب حيث يلقى مواجهة وتحديات كبرى ليس فقط في المنطقة ولكن في العالم كله."
واعتبر القيادي الكردي أن "المجتمع الدولي اصبح يثير ملفات قديمة متعلّقة بالسلوك التركي، فقبرص مثلاً المحتلة تركياً منذ العام 1974 وهو ملف حاول أردوغان تجاهله وتأجيله بصدد العودة إلى الواجهة، خاصة أن تركيا اليوم احتلت مناطق من سوريا وتحاول في العراق وتحتل في ليبيا وتحاول أن تؤثر في الصومال ولبنان وغيرها وهو خطر لا يؤثر على شعوب المنطقة فقط بل العالم كله يريد أن يأخذ تدابير ضد جرائم أردوغان".
وحول مستقبل المشروع الأردوغاني، قال "أولاً علينا أن نتذكّر بأن أردوغان وحده مع اقتصاده المتهالك لم يكن ليتمكن من فعل كل هذا وإيران كذلك الأمر وكل ما كان يحتاجه هؤلاء هو أموال ودورها السلبي تجاه جيرانها في دول الخليج العربي والمنطقة ولولا دور قطر لكان شكل المواجهة مع إيران وتركيا أفضل ولكن إذا نظرنا إلى الصورة الكاملة فالوضع متماسك حتى مع كل ما تنفقه قطر لينفّذ هؤلاء مشروعاتم ولو كان "مرسي" في السلطة حتى اليوم و"السرّاج" بتبعيته الكاملة لتركيا رجلاً قوياً وتونس تحت سيطرة كاملة للإخوان المسلمين لقلت إن الوضع كارثي فعلاً في المنطقة ولكن وجود الجيش الوطني الليبي الرادع للسرّاج وحكومة عربية معادية للإخوان في مصر على أهميتها الكبرى وعدم تحكّمهم بزمام الأمور في تونس وفشلهم الذريع في سورية يعني أن الأمور لم تسير كما خططت لها قطر وتركيا وهذا أمر ممتاز. في السودان أيضاً كان أردوغان يتحضّر مع عميله البشير ليتّخذ من السودان مقراً لانطلاق هجماته التوسعية بمعونة إرهابيي النصرة في منطقة جديدة إلا أن سيناريو سقوط البشير كان ضربة كبرى أخرى عكّرت صفو الخطط الإخوانية."
وفيما يتعلق بالمشروع التوسعي الايراني قال "على إيران أن تدرك أن حالة صعودها وتمددها تغيرت وشارفت على الانتهاء ولن تتمكن من العودة للوضع السابق وخلق هذا التأثير عبر الوكلاء، فهذا النموذج الذي دمّر المنطقة بات معادلة خاسرة سيصعب الاستمرار به لأن المنطقة وشعوبها متجهة نحو تغيير جذري. لبنان لن يعود مثل السابق ولن يكون تحكم إيران فيه كالسابق ممكناً، وكذلك العراق واليمن والدول الأخرى فالمنطقة كلها مقبلة على متغيرات ومرحلة جديدة."