آلدار خليل: روج آفا تتطلع إلى مساهمة جميع أبنائها

التقى الرئيس المشترك للهيئة التنفيذية في حركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل قبل عدة أيام بعضو ديوان رئاسة إقليم كردستان، حميد دربندي. وتبادل الجانبان في اجتماعهما وجهات النظر حيال التطورات التي تشهدها كردستان والمنطقة عموماً.

وقال الرئيس المشترك للهيئة التنفيذية في حركة المجتمع الديمقراطية آلدار خليل، إن اللقاءات التي جرت بينهم وبين عضو ديوان رئاسة إقليم كردستان ومسؤول الملف السوري، حميد دربندي، جاء بمبادرة من حركة المجتمع الديمقراطي لمناقشة التطورات التي تشهدها المنطقة، منوهاً إلى أن الاجتماع حملَ طابعاً ودياً.

وفي لقاء مع وكالة فرات للأنباء (ANF) ، قال خليل إنهم قاموا بتقييم عام للأوضاع التي تشهدها المنطقة، مشيراً إلى أن الجانبين، ورغم عدم تحديد أي لقاءات أخرى بشكل رسمي، أكدا على ضرورة استمرار اللقاءات لإنهاء حالة الركود التي تشهدها العلاقات الكردية – الكردية في جنوب كردستان ورج آفا على حد سواء.

وأضاف خليل قائلاً: "إذا ما كان الاجتماع إيجابياً، فإن نتائجه وتأثيراته ستظهر بالتأكيد على الأرض. نتمنى أن يشكل هذا الاجتماع حجر الأساس لعقد اجتماع يشمل الأحزاب الكردية في روج آفا لحل المشاكل العالقة. عقد مؤتمر قومي كردستاني عام يتم العمل عليه من قبل أطراف كردستانية أخرى. مشروعنا الحالي يتركز على لم شمل الأطراف الكردية السورية من خلال عقد مؤتمر قومي على مستوى روج آفا. "

عفرين

وفيما يخص الأوضاع في مقاطعة عفرين المحتلة، أكّدَ القيادي الكردي آلدار خليل أن العدو، ورغم احتلاله للمدينة، فشل في إخضاع الشعب وكسر إرادته فالمقاومة والنضال مستمران على كافة الصعيد في وجه الاحتلال والمجموعات الإرهابية التابعة له، منوهاً إلى ضرورة مساهمة جميع الأطراف الكردية السورية والكردستانية لتسريع عملية تحرير المقاطعة التي تعتبر أمراً لا مفر منه.

واستطرد خليل بالقول إن جميع مشاريع الإدارة والخطط التي تعمل عليها تصب في عملية تحرير عفرين إلا أن"التعاون والتنسيق مع الأطراف الكردية الأخرى لا يشمل من يعمل مع الاحتلال التركي وكان جزءاً من العدوان والتطهير العرقي ضد أبناء شعبنا".

وأوضح خليل أن الإدارة تضع تركيزها الآن على كيفية تأمين المتطلبات الأساسية اليومية لأهالي عفرين بعد احتلال تركيا لها، لا سيما وأن أعداداً كبيرة من السكان يباتون في خيام نصبت بمنطقة الشهباء. حجم المعاناة التي تعرض لها المواطنون كبير جداً "فعشرات الآلاف متواجدون الآن في مناطق الشهباء ويواصلون حياتهم اليومية ونضالهم في سبيل تحرير أراضيهم"

ووجه خليل نداء إلى جميع الكرد في جميع أنحاء العالم لمساعدة أهالي منطقة عفرين وعدم التواني عن أداء واجبهم تجاه أبناء شعبهم في هذه اللحظات التاريخية والمرحلية الحساسة التي تعصف بروج آفا.

وأضاف القيادي الكردي أن الإدارة السياسية في روج آفا والقوى العسكرية تعمل الآن على تقييم كل ما تعرضت له عفرين بشكل تفصيلي لمقاربة الأمور بصورة واقعية ومختلفة وقال: "إن أثبتت الوقائع ولزم الأمر فنحن مستعدون للمحاسبة وتحمل كامل المسؤولية".

ضعف الخدمات يعرض الإدارة للانتقادات  

ورداً على الانتقادات الدائمة التي تتعرض لها الإدارة على المستوى الخدمي، لا سيما بعد احتلال تركيا لعفرين، قال خليل إنه "بالتأكيد هنالك نواقص للإدارة كون التجربة شابة وتفتقر للإمكانيات، بيد أنه يجب الإشارة إلى أننا نعيش مرحلة حساسة تتطلب منا التركيز على الأولويات وفي حالتنا هي الحفاظ على الأمن وحماية الأراضي من الأعداء الذين يهاجموننا وبكافة الوسائل والإمكانيات".

وتابع خليل حديثه قائلاً: "من يريد التغيير والثورة عليه أن يعلم بأن الثورات والتغييرات الكبرى تتطلب التضحية، حيث أنه لا يمكن للإنسان أن يطلب التغيير والثورة على طغيان وظلم أنظمة دكتاتورية ومجموعات إرهابية مرتزقة وأن يطالب بنفس الوقت العيش بشروط الدول المستقرة والتي تعيش حالة سلم وأمان منذ مئات السنين. الجميع، وأنا منهم، أريد أن تكون كل الخدمات متوفرة في روج آفا، إلا أنه لا يمكن تحقيق ذلك دائماً. المرحلة تتطلب منا مقاربة الأمور بواقعية وعدم الجنوح إلى الخيال والمقارنات والمقاربات الطوباوية. علينا العودة وعلى الدوام إلى التاريخ لاستخلاص الدروس منه".

الثورة في روج آفا ليست ملكاً لأي حزب

وتطرق القيادي في حركة تف دم إلى ضرورة مساهمة كل شخص بغض النظر عن خلفيته الثقافية والفكرية والسياسية في ثورة روج آفا لتطوير الإدارة على كافة الصعد بكافة السبل المتاحة.

"الثورة ليست ملكاً لأي حزب بعينه. ربما هنالك حزب تولى المبادرة في بداياتها ولكن هذا لا يعني أن الأحزاب الأخرى والسياسيين والمثقفين لا يستطيعون المساهمة في دعم الثورة وتطويرها بكل السبل والوسائل. كل شخص يقع على عاتقه واجب تطوير هذه التجربة التي تمكنت وبفضل الشهداء من بناء ما نراه اليوم".

العمل على الصعيد الدبلوماسي

ونوه خليل في لقاءه مع وكالتنا إلى أن الإدارة تواصل عملها بشكل مكثف على الصعيد الدبلوماسي في عواصم دول إقليمية وغربية مختلفة إلا أن " الأعراف الدبلوماسية تتطلب أحياناً عدم الإشارة إلى جميع اللقاءات بشكل علني".

وختم القيادي حديثه بالتأكيد على أنَّ العمل على الصعيد الدبلوماسي لا يزال متواصلاً بشكل موسع، حيث أن اللقاءات لا تقتصر على دولة بعينها، بل تشمل دول وأطراف فاعلة كثيرة ليس فقط على المستوى المحلي والإقليمي بل على المستوى الدولي أيضاً.