آلدار خليل: تحرير عفرين وكافة المناطق المحتلة يقع في سلم أولوياتنا
في لقاء مع وكالة فرات للأنباء (ANF)، تحدث عضو اللجنة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي (TEVDEM)، آلدار خليل، عن التطورات الأخيرة التي تشهدها مناطق شمال وغرب سوريا.
في لقاء مع وكالة فرات للأنباء (ANF)، تحدث عضو اللجنة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي (TEVDEM)، آلدار خليل، عن التطورات الأخيرة التي تشهدها مناطق شمال وغرب سوريا.
وفي مستهل حديثه تطرق خليل إلى الحملة العسكرية التي أطلقتها قوات النظام السوري المدعومة من القوات الروسية، في محافظة إدلب وقال: "قوات النظام تبعد الآن مسافة 7 كيلومترات عن مركز مدينة إدلب. من الممكن ألا تتجه قوات النظام الآن إلى المدينة ومن الممكن أن يستمر الوضع على حاله لمدة 6 أشهر وأن يتم استئناف العمليات العسكرية حينها. ولكن في الوقت الحالي النظام السوري مدعوماً من القوات الروسية سيقوم بتأمين طريقي M4 _ M5 وبعدها سيتجه إلى المدينة في إطار بعض الصفقات التي قد يتم عقدها."
أردوغان فشل في تطبيق خططه
وفي معرض حديثه أشار آلدار خليل الانتباه إلى أن أردوغان المسير من أحلامه العثمانية لم ينل ما كان يريد تطبيقه في سوريا وقال: "أردوغان كان يريد التوغل في العمق السوري ولكنه في موقف ضعف. الروس أرسلوا له رسالة غير مباشرة مفادها: نحن لن نسمح لك بالتقدم في العمق السوري. كلما حاولت سنقطع الطريق. أعطيناك بعض التعويضات مقابل الصفقات الثنائية ولكن لن نسمح بمزيد من التوغل. روسيا الآن وضعت ملف إخراج القوات التركية من سوريا على الطاولة وتريد العمل عليه."
بعض التوازنات والعوامل أخّرَت تحرير عفرين
وعن قضية تحرير مقاطعة عفرين المحتلة قال خليل: "قبل كل شيء يجب تحرير عفرين، كري سبي، سري كانيه وجرابلس وإعزاز والباب أيضاً. كل هذه المناطق يجب أن يتم تحريرها من الاحتلال التركي. نحن نضع كل ثقلنا على الصعد الدبلوماسية والعسكرية والسياسية في خدمة تحرير عفرين وباقي المناطق. عفرين بالنسبة لنا هي مسألة وجودية. ولكن بعض التطورات التي عصفت بالمنطقة واختلال التوازنات أفضى إلى تأخير عملية التحرير. ولكن استمرار عملية تحرير محافظة إدلب والأزمة التي يواجهها النظام السوري وأردوغان وبعض العوامل الأخرى تفتح المجال مجدداً لعملية تحرير عفرين. يمكنني القول إن الأمل كبير في هذا السياق. عملية تحرير إدلب لم تكتمل بعد. بعد الانتهاء من إدلب يجب أن يدعو النظام السوري روسيا إلى إنهاء الاحتلال في كافة المناطق الأخرى. وعلى أية حال نحن نبذل أيضاً جهوداً كبيرة في سبيل تحقيق هذا الهدف. بدوره يحاول أردوغان بكل طاقته الإبقاء على منطقة في إدلب لكي يتمكن من استمرار السيطرة على عفرين والمناطق الأخرى مستقبلاً. هو غير مهتم بتاتاً بالمجموعات التي تسمى المعارضة. بتوقعي أردوغان لن يسلم المنطقة بسهولة وبدورنا نحن أيضاً يتوجب علينا حشد الطاقات وتقييم الأوضاع بشكل صحيح والتحرك بعجالة ضد الاحتلال من خلال تكثيف تحركاتنا بكل الاتجاهات."
النظام يبدي موقفاً إيجابياً من المفاوضات بوساطة روسية
وعن المفاوضات التي تجري بوساطة روسية بين الإدارة الذاتية من جهة والنظام السوري في دمشق من جهة ثانية تحدث عضو اللجنة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي لوكالتنا قائلاً: "منذ اليوم الأول للحرب السورية ونحن نقول إنه يجب أن تجتمع جميع الأطراق المنخرطة في الحرب السورية لإنهاء الحرب. إذا كان النظام السوري قد قال بالفعل لروسيا إنه مستعد للحل السياسي، فإن هذا الأمر يفتح الطريق أمام الحل النهائي."
وأضاف قائلاً: "النظام أعطى إشارات إيجابية. نحن نقول ذلك بناء على كلام الطرف الروسي. هذه إشارة. ولكن لا يتوجب أن ننظر لهذه الإشارة ونعطي حجم أكبر من ذلك. يعني الأمور والمشاكل لا تنتهي بإشارة إيجابية من طرف النظام. حتى الآن لا يوجد اتفاق ولا يوجد حل. ولكن كما ذكرت سابقاً القبول بالتفاوض خطوة إيجابية."
وتابع خليل: "حتى الآن لم يتم اتخاذ خطوات عملية على الأرض. ولكن نستطيع أن نقول إن هناك محاولات سياسية للحل. لماذا نقول ذلك؟ لأننا أصحاب مشروع واضح. نحن من أنصار حل القضية الكردية داخل سوريا. من وجهة نظرنا حل القضية الكردية في سوريا يدعم عملية دمقرطة سوريا. إذا لم يتم حل القضية الكردية في سوريا فإنه لن تكون هناك ديمقراطية في سوريا. المسألتان مرتبطتان ببعضهما البعض. نقولها دوماً: نحن جزء من سوريا."
محاولات الحوار متواصلة
وعن الحوار بين الإدارة والنظام السوري قال خليل: "الحرب المندلعة منذ عام 2011 والأزمات الاقتصادية والوضع السياسي في البلد والتطورات المتلاحقة في المنطقة والأزمات التي تعيشها البلدان المحيطة مثل العراق، لبنان، فلسطين وتركيا تفرض البحث عن حلول لإنهاء الحرب. النظام السوري أيضاً يحاول البحث عن طرق للتوافق. صحيح لا يمكن القول إنه تم الاتفاق على نقاط معينة حتى الآن ولكن المحاولات مستمرة في هذا الاتجاه والحوار مستمر. وهناك أمل في هذا الحوار."
يجب أن نكون مشاركين في كتابة دستور البلاد
وفيما يتعلق بعملية كتابة دستور البلاد قال خليل: "إذا ما توصلنا مع النظام السوري إلى اتفاق رسمي وأفضى ذلك إلى توافقات واعترافات سياسية فإن بعض الأمور مثل جنيف لن تكون محل خلاف كبير. ولكن يجب أن نكون مشاركين في كتابة دستور البلاد وأن نكون مشرفين على كل بند فيه. هناك من يقول سنكتب الدستور ونقدمه لكم. نحن نرفض هذا الأمر كلياً. لا يمكن خداعنا بهذا الكلام."
وفي ختام حديثه قال خليل: "لكي نتفادى أية معارك مستقبلية، يجب أن تكون الحقوق مصانة بشكل واضح وصريح. لذلك نحن نقول: بدلاً من أن نتحارب مع دمشق غداً أو بعد غد، من الأفضل أن نكون متوافقين عن طريق الحوار والتفاوض. الانتصار السياسي للإدارة الذاتية سيكون نموذجاً مُلهماً للمناطق الأخرى في سوريا وسيقوي تلك المنطقة ويعزز وحدة البلاد."