المفكر المصري سمير فاضل: أوجلان قائد فذ وملهم وعلى أحرار العالم الالتفات لقمع النظام التركي

ما من مفكر أو مثقف لديه قدر ولو محدود من الموضوعية إلا ويشيد بتجربة القائد عبد الله أوجلان النضالية، وما قدم للإنسانية وكافة شعوب العالم التواقة إلى الحرية والحياة الكريمة.

أكد المفكر المصري وأستاذ التاريخ الدكتور سمير فاضل، الأمين العام لمؤسسة المصريين للبحوث والدراسات الثقافية، على القيمة والمكانة التي لدى القائد عبد الله أوجلان على رأس مناضلي العالم، بما قدم من تجربة ملهمة وفريدة، تختلف عن غيرها من تجارب النضال في العالم، بل وأثرت على العالم العربي وبقية أجزاء العالم.

قال المفكر المصري وأستاذ التاريخ الدكتور سمير فاضل، خلال حوار مع وكالة فرات للأنباء، إن كل مناضل يعلم جيداً أن عليه أن يدفع ضريبة نضاله، ومن هنا جاء سجن عبد الله أوجلان وعزلته، مشدداً على أن حالة العزلة المفروضة عليه ما هي إلا تعبير عن أن النظام الذي يحكم تركيا هو نظام قمعي، موجهاً الدعوة لكل شرفاء العالم أن يقوموا بكل ما يلزم من أجل رفع الظلم الذي يقع بحق أوجلان، والذي يراه العالم كله.

إلى نص الحوار:

*كيف ترى وتقرأ تمادي النظام التركي في فرض العزلة على القائد عبدالله أوجلان وتجاهل كل الدعوات الحقوقية والإنسانية التي تدعو لرفع الظلم عنه؟

القضية من الأساس بالنسبة لما يطال عبدالله أوجلان أننا بصدد نظام قمعي في تركيا، وبالتالي ما المتوقع منه غير أن يمارس عمليات القمع ضد كل من هم أصحاب قضية ومنهم عبدالله أوجلان؟، وبالتالي ما يقوم به النظام التركي يعبر عن قمعه لأوجلان الرجل المناضل وصاحب القضية الذي كل ما يريده هو تحرير وطنه وشعبه، وبالتالي كأي نظام قمعي لا يكون لديه أدوات إلا السجن، والمناضلون ومنهم أوجلان في كل زمان ومكان يعرفون أن هناك ضريبة لنضالهم هذا يجب أن يدفعوها إما بالسجن أو القتل أو المطاردة أو الحصار وهذا هو نمط والمناضلون يعلمونه.

*ما المطلوب برأيك هنا أمام ما يقوم به النظام التركي؟

المفترض هنا أن الأحرار في العالم وكل الشرفاء عليهم أن يلتفتوا للممارسات القمعية التي يقوم بها النظام التركي ليس بحق القائد عبد الله أوجلان وحده وإنما ضد الكرد بصفة عامة سواء داخل الأراضي التركية أو في سوريا أو في العراق، والعالم كله يرى هذه الحقيقة ويرى ممارسات النظام التركي.

*إذا كان العالم يراها كما تقول، فلماذا السكوت؟

للأسف هناك حالة اختلال قيمي سائدة في العالم كله، فكما قلت العالم كله يرى هذه الممارسات والانتهاكات ويرصدها، لكن المؤكد كذلك أننا أمام حالة تواطؤ صعبة جداً تجاه كل أصحاب القضايا الذين يريدون تحرير أوطانهم.

*ماذا عن وضع الكرد تحديداً؟

بالطبع الكرد يمتلكون تجربة نضالية مبهرة، لكنها في ذات الوقت تجربة مقلقة.

*عفواً، أليس هذا تتناقضاً في التوصيف؟

لا، دعني أوضح لك، هي مقلقة ولكن للكيانات القمعية مثل النظام التركي، بل وهناك كثير من الأنظمة العربية أيضاً تمارس هذا القمع بشكل أو بآخر، وهنا علينا ألا نستكين أو نركن إلى أن هذا القمع وعمليات المطاردة باتت أموراً عادية روتينية، لأنها ليست هكذا ويجب أن تكون موضع رفض طوال الوقت بشكل أو بآخر، وهنا علينا أيضاً أن نناشد الأحزاب القوية الموجودة في العالم والكتاب الكبار والصحفيين والشخصيات المحترمة في كل مكان بالعالم أن يلتفتوا للأشكال القمعية التي يقوم بها النظام التركي ليس ضد الكرد فقط، بل ضد كل الذين يعارضونه.

*هل يظن النظام التركي أنه بتجريد وعزلة وسجن القائد أوجلان سيقضي على أفكاره؟

على الإطلاق، وأكرر على الإطلاق، ولدينا عديد من التجارب النضالية وهناك كثير جداً من المناضلين الذين كان السجن ملهماً لهم وجعلهم أكثر قوة، فقط كل ما يحدث أن المناضل الذي يتم سجنه يتم حجزه عن الشارع جسدياً لكن مهما كانت قوة النظام القمعي فلا يمكنه مصادرة الأفكار التي تخرج من المناضل، ونحن لدينا تجربة نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا ورأينا كيف أن النظام العنصري الذي كان يحكم في جنوب أفريقيا سجنه 27 سنة وفي النهاية ماذا كانت النتيجة؟ هل نجح نظام الفصل العنصري أم سقط؟ في النهاية سقط وانتهى حكمه ومن جاء إلى الحكم كان نيلسون مانديلا الذي كان بالسجن.

*وإلى أي مدى يمكن أن يقاس ذلك على الكرد؟

الكرد لديهم تجربة نضالية ملهمة جداً وقوية وأوجلان ترك بنضاله بصمة ليس للكرد فقط بل لكل مناضلي العالم، ويتعلم منه المناضلون في العالم العربي والعالم كله، فقد أسس أفكاراً غير تقليدية للتحرر الوطني.

*كيف فعل ذلك؟

جميع تجارب التحرر الوطني القديمة كان لديها ميراث يعود إلى مرحلة الحرب العالمية الثانية وكذلك في أفريقيا والمنطقة العربية، لكن عبدالله أوجلان قائد فذ وملهم وكانت تجربته ملهمة وقوية جداً استلهم الكثير من أفكارها.

 

يتبع في الجزء الثاني ....