وفد من "علماء المسلمين" الإخواني في أفغانستان.. هل تبحث الجماعة الإرهابية عن ملاذ لدى "طالبان"؟

شهدت الأيام الماضية توجه وفد مما يسمى باتحاد علماء المسلمين التابع لجماعة الإخوان الإرهابية إلى أفغانستان، في زيارة تحمل كثيراً من الدلالات لا سيما بحث التنظيم عن ملاذ جديد له.

وكان على رأس الوفد الإخوان محمد الصغير القيادي بالجماعة الإسلامية والهارب من مصر، وعلي الصلابي القيادي الإخواني الليبي، في زيارة هي الثانية إلى افغانستان خلال الفترة الماضية، وقد أسهب أعضاء هذا الوفد في مغازلة الحكومة الأفغانية وكذلك حركة طالبان.

ويرى مراقبون أن جماعة الإخوان الإرهابية تشعر بقدر كبير من القلق إزاء حالة الرفض التي تتسع إزاء وجودها في كثير من الدول، وبالتالي فهم يفكرون في مناطق جديدة للذهاب إليها، وقد تكون أفغانستان بيئة مناسبة في ظل حكم حركة "طالبان" المعروفة بتطرفها.

العلاقات بين "طالبان" والإخوان


في هذا السياق، يقول منير أديب الخبير في شؤون الحركات الإسلامية إن زيارة هذا الوفد الإخواني تأتي في سياق حالة الحصار الكبيرة المفروضة على جماعة الإخوان، وقد دفعتهم هذه الحالة للبحث عن ملاذات آمنة في عدة دول فمن قبل كانت تركيا وقطر وجنوب أفريقيا وبعض الدول الأوروبية وقد جاء اليوم لترسو هذه السفينة في أفغانستان.

وأوضح "أديب"، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن هذه الزيارة توضح أن هناك حالة من التماهي بين التيارات الدينية المتطرفة، والحكم في أفغانستان الآن لحركة طالبان التي ترى أن التيارات الدينية كان لها دوراً كبيراً في وصولها إلى سدة الحكم في السابق خلال فترة الاتحاد السوفيتي.

وقال إنه بالتالي كان هناك ما يسمى باتحاد عام الجماعات الدينية الذي يعتبر اتحاد علماء المسلمين حالياً قد قاد "طالبان" للحكم، وبالتالي فإن الأخيرة ربما تريد رد الجميل لجماعة الإخوان وغيرها من التيارات الدينية التي بدورها ربما ترى أنه بالإمكان العودة إلى الحضن الأفغاني، في ظل حالة التماهي والترابط القوية بين حكومة أفغانستان وتلك الجماعات.

وقال "أديب" كذلك إن الإخوان يبحثون عن ملاذات آمنة في ظل مخاوفهم من التقارب التركي المصري، وكذلك التقارب مع قطر الذي وصل إلى مستويات عالية تزامناً مع تحولات سياسية دراماتيكية في المنطقة العربية لا سيما فلسطين ستخلق مزيداً من التنسيق بين القاهرة والعواصم العربية.

ولفت إلى أن الإخوان يخشون أن يكونوا ضحية لهذا التنسيق والتقارب، وبالتالي أصبح لديهم ضرورة للبحث عن ملاذ آمن، وبالتالي يفكرون في صحاري أفغانستان التي هرب إليها من قبل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري زعماء تنظيم القاعدة الإرهابي، مشيراً إلى أن الوفد كان على رأسه محمد الصغير المعروفه بتطرفه وأنه كان مرشحاً برلمانياً للجماعة الإسلامية في القاهرة.

تركيا والبحث عن وطن بديل للإخوان

الباحث في الشأن التركي مصطفى صلاح يربط بدوره بين زيارة وفد علماء المسلمين وطبيعة العلاقة التي تجمع حركة طالبان بقطر وتركيا، إذ قال إنه من بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان، حدثت تحركات من تركيا لزيادة نفوذها هناك سواء بتدريب القوات المسلحة الأفغانية التابع لحركة "طالبان" أو تأمين الحدود وتزويدهم بالمعدات، أي أن تحل أنقرة محل الولايات المتحدة.

ولفت، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إلى أن أردوغان ربما يفكر في الاستفادة من تلك العلاقة لتوفير مكان يستضيف الإخوان الذين استقبلهم، في ظل الضغوط الداخلية التي يتعرض لها، وكذلك مطالب الكثير من الدول العربية بطرد عناصر جماعة الإخوان، لا سيما كذلك أن الكثير من الدول الأوروبية أحكمت سيطرتها على المؤسسات الإخوانية، وبالتالي أفغانستان هنا بمثابة وطن بديل.

ولفت الباحث في الشأن التركي كذلك إلى العلاقة الوثيقة التي تربط حركة طالبان أيضاً بقطر، والتي استضافت عناصر الحركة من قبل وكانت لهم مقراً إلى جانب الدعم الكبير المقدم من الدوحة، وبالتالي يمكن أن يكون هناك تفكير في أفغانستان كملاذ آمن في ظل طبيعة العلاقات بين النظام القطري و"طالبان".