لم تُلق اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب بالاً لمئات الطلبات التي قدمها المتضامنون مع القائد عبد الله أوجلان إلى اللجنة، مما يكشف عن وجه آخر للمؤسسات الأوروبية الراعية لحقوق الإنسان وإيثار الموائمات السياسية لدولها مع تركيا، ويثير التساؤلات حول دور اللجنة وهل أصبحت جزءاً من العزلة المفروضة على القائد.
كشف أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، أن الدور المشبوه للجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب أمر واضح، وقال: "ما يحدث في فلسطين فتح أعيننا على حقيقة مزاعم الغرب حول الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان والإخاء، والمساواة، وكل الشعارات البراقة التي تم تصديرها لشعوبنا باعتبارها منتج غربي وأمريكي، وهذا المنتج مزيف وغير صادق وهدفه إخفاء المساعي الحقيقية لدول الغرب الاستعماري ألا وهو استغلال شعوبنا، ونهب ثرواتنا، والاستيلاء على نتائج جهودنا والثورة، وما تملكه بلادنا من خيرات، ولذلك لا بد لهم أن يغطوا المطامع الوحشية بادعاءات حقوق الإنسان والحريات والعدالة".
وأكد "شعبان" في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن كل هذه الشعارات غير حقيقية، وقال: "انت تتحدث عن أوجلان، فماذا عن شعب يقتل منه عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، وأصيب وجرح منه ما يقرب من مائة ألف شخص، وتدمرت كل مقومات حياته أمام مسامع وبصر العالم كله دون أن ينطق أحد بكلمة"، مبيناً أن ما يحدث للقائد عبد الله أوجلان منطقي وطبيعي لأنه هو جزء من سلوك المستعمر، سواء كان المستعمر تركياً أو أمريكياً أو اسرائيلياً أو فرنسياً، أو أياً كانت جنسيته، وأردف: "لديهم مصالح، وجميع المصالح تتشابك، حيث أن تركيا عضو في حلف الناتو، وهي في النهاية متحالفة بشكل استراتيجي مع أمريكا وإسرائيل ودول الغرب الاستعماري، وبالتالي فهم يختارون مصالحهم المشتركة على القيّم الإنسانية والشعارات النبيلة".
وأضاف رئيس الحزب الاشتراكي المصري، أنه مع الوقت سيكتشف الجميع أن الدول الغربية مخادعة ولا تقبل بالحقيقة إلا تحت ضغوط شديدة جداً، وبالتالي لا يستغرب سلوك جماعات الديمقراطية الغربية التي تدعي الدفاع عن الحريات، ولا يستغرب أيّ سلوك معادي للقيّم والمبادئ، لأنه هذه القيم التي نسمعها ماهي إلا ذرائع لتبرير سلوكهم الاستعماري.
وبيّن أحمد شعبان أن الحل في مثل هذه الظروف هو جماهير الشعوب، وقال: "حتى في أوروبا، بدأنا نرى اليوم مظاهرات ضد الموقف الأمريكي والموقف الأوروبي، الشعوب ترفع شعارات التضامن مع شعب فلسطين، طلبة الجامعات يخرجون في مظاهرات، هناك موجة جديدة للتضامن العالمي الشعبي، والدور الأساسي هو تطوير هذه الموجة، تنظيم صفوفها، استخدام طاقتها الحية وضميرها اليقظ للضغط على الحكومات من أجل تحقيق أهدافنا المشروعة، سواء كان هذا الهدف وقف العدوان على الشعب الفلسطيني واستعادة حقوق منهوبة، أو تحرير عبد الله أوجلان ومنح الشعب الكردي حقه المسلوب".
وأردف رئيس الحزب الاشتراكي المصري أن التعويل على النظم والمؤسسات الرسمية أمر غير موضوعي وغير مقبول، ذلك لأن هيئة الأمم المتحدة أو المحاكم الدولية تتخذ قرارات، ويأتي الفيتو الأمريكي بعدها ليفرغها من مضمونها، مؤكداً أن الأمل في الشعوب، بما فيها الغرب، والشعب الأمريكي وغيره، لأنهم أثبتوا بالفعل أنه يوجد ضمير حي.
وأشار "شعبان" إلى أن تلك المؤسسات هي في الأصل أعداء لعبد الله أوجلان ومنظمات مناهضة التعذيب والديمقراطية، وهي جزء من أدوات السياسة الغربية والأمريكية، وليست منفصلة عنها، وقال: "المال الذي يعطى للمجتمع المدني بمئات ملايين الدولارات تأتي من الحكومات وليس من جيوبهم، ولذلك يستهدفون تطويع إرادة الشعوب وخلق مراكز ارتكاز لهم باسمهم وتدافع عنهم، ولكن في حقيقة الأمر هم مشتركون في الجريمة مع النظام التركي، لأنهم يقدمون السلاح له، ويتعاملون معه اقتصادياً وإلى آخره، ولذلك لا يتكلمون".
ومن جهتها، كشفت آمنة خضرو، الناطقة باسم المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان في حلب، أن الدولة التركية منهمكة في مساعي حثيثة مختلفة للتغطية على المساس بالقانون، مشيرة إلى أن الجميع يعلم أنه لا أحد لديه معلومات عن إمرالي منذ 38 شهراً بالضبط.
وأكدت آمنة خضرو في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن تقرير اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب كان بمثابة اعتراف في بعض الجوانب، وفي بعض الجوانب غير مفهوم أبداً، مبينة أن اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب أدلت بتصريحات تفيد أنها تعتبر هيئة تنفيذية تابعة لمجلس أوروبا، والتي تتبع للدول، وليس لديها السلطة للإفصاح عن تقريرها.
وأوضحت الناطقة باسم المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان في حلب أن اللجنة انحدرت إلى مستوى أن تكون بمثابة مؤسسة تابعة لحكومة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، بحيث لا يمكنها حتى الكشف أو الإفصاح عن تقرير ما.
وبينت آمنة خضرو أن ما يحدث بحق المتضامنين مع القائد عبد الله أوجلان ليس له مكان في قوانين تركيا، ولا في القوانين العالمية، وأنهم ينتهكون قوانينهم بأنفسهم.