لا يزال إقليم تجراي يعاني رغم اتفاق سلام بريتوريا التي وقعته جبهة تحرير تجراي مع الحكومة الإثيوبية، وذلك بعد الحرب الطاحنة التي شهدها الإقليم والتي ساعد فيها طيب أردوغان بطائراته، ولذلك حاورت وكالة فرات للأنباء، مصطفى حبشي الناشط الإعلامي من إقليم تجراي باللغة العربية، والذي كان الصوت العربي الناقل لمجازر إقليم تجراي على القنوات العربية المتعددة، والذي تحدث عن أبي أحمد وعلاقته بجبهة تحرير تجراي قبل الحرب وكيف بدأت ودور طيب أردوغان في تلك الحرب والمجازر التي حدثت بها، وإلى نص الحوار:
كيف تري ظهور ابي أحمد على الساحة السياسية الإثيوبية؟
أبو أحمد كان ابن حركة تحرير تجراي منذ كان عمره 14 عاماً، حيث ترعرع وسط صفوفها، وتميز بكلامه المعسول، والذي جعل الكثير من قيادات الجبهة لا تشك فيه أو في ولائه لهم، وعندما جاءت ثورة الأورومو في أواخر حكم هيلا ميريام ديسالين، وقع الاختيار عليه من الجبهة ليكون رئيساً للوزراء والمفاجأة أنه لم يكن مستوفيا لشروط الترشح لمنصب رئاسة الوزراء، لأنه كان يجب أن يكون المترشح للمنصب حاكماً لأحد الأقاليم الإثيوبية، ولكن تنازل له رئيس إقليم اوروميا ووزير الدفاع الإثيوبي لما مغرسا لكي يترشح للمنصب، ورغم ذلك كان الرجل من أوائل من اعتقلهم وزج بهم أبي أحمد في السجن، وقوبل ترشيح ابي أحمد في البداية بحفاوة بالغة، بل واستقبله إقليم تيجراي بالزغاريد والورود، خاصة بعد عزمه القضاء على الفساد.
كيف بدا انقلاب ابي أحمد على جبهة تحرير تجراي؟
بدأت منذ حملته المزعومة لمحاربة الفساد، حيث كان المستهدف هم المسؤولين من عرقية تيجراي دون غيرهم من العرقيات وكأنهم هم الفاسدين الوحيدين من بين جميع العرقيات الإثيوبية، وحدث الخلاف الأكبر بسبب انتخابات إقليم تيجراي ، حيث تذرع ابي أحمد بفيروس كورونا من أجل تأجيل الانتخابات ، رغم عدم وجود مادة في الدستور الإثيوبي تبيح تأجيل الانتخابات في الأقاليم ، وعلى الجانب الآخر نظم ابي أحمد زراعة مليون شجرة في نفس الظروف الصحية ، وحتى لم يراعي الإجراءات الاحترازية ، وعندما أقام الإقليم الانتخابات راعى جميع الإجراءات الاحترازية والتباعد الجسدي بين الناخبين، ورغم ذلك اتخذ أبي أحمد تلك الخطوة كذريعة لإعلان الحرب على إقليم تيجراي.
كيف تري بداية الحرب ضد إقليم تيجراي؟
لم يتوقع قادة حركة تحرير تجراي أن يقوم ابي أحمد بهذا الهجوم على الإقليم، خاصة وأنه كان رئيس وزراء انتقالي ولم يتم انتخابه بعد، ولا يمتلك صلاحيات شن حروب، ولكن فوجئ الإقليم بقوات الجيش الفيدرالي وجميع المليشيات في اثيوبيا، وعلى رأسها مليشيات فانو هاجمت الإقليم، بالإضافة إلى الجيش الإريتري، مما اضطر جيش تحرير تجراي إلى الانسحاب من المدن وإخلائها بسبب كثرة أعداد المهاجمين والأسلحة الثقيلة التي استخدموها مقابل مقاتلي تحرير تجراي الذين كانوا يقاتلون بأسلحتهم الخفيفة وعددهم البسيط.
كيف تري الدور التركي في الهجوم على إقليم تيجراي والمجازر به؟
كان لتركيا دور كبير ورئيسي في الحرب التي شنها أبي أحمد ضد إقليم تيجراي، وخاصة طائرات بيرقدار التركية، والتي أثرت في المذابح المرتكبة وفي العمليات العسكرية على حد سواء، وكان للطائرات التركية دور كبير في المجازر التي حدثت في إقليم تيجراي ، حيث استخدمها النظام الإثيوبي في قصف منازل المدنيين واسواقهم، حيث ارتكبت تلك الطائرات العديد من المجازر في الأسواق التي كانت يقصدها المئات من شعب تجراي ، ولم يقتصر دور الطائرات التركية على إقليم تيجراي ، بل قصفت المئات من أبناء عرقية الاورومو العزل ومن أبناء شعب بني شنقول.
أثر الدور التركي على جبهة تحرير تجراي على الجانب العسكري؟
عسكريا كانت لطائرات بيرقدار دور هام في معارك ابي أحمد، وخاصة في المعركة الأخيرة التي توقف بسببها زحف قوات دفاع شعب تيجراي عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وذلك على بعد ١٨٠ كيلو منها، حيث استخدم أبي أحمد سبع طائرات مسيرة.
هل أسقطت حرب تيجراي صورة السلطان الإسلامي الذي يريد أن يظهر به أردوغان؟
بالفعل أسهمت الحرب في إظهار الوجه الحقيقي لأردوغان ، حيث وجدنا أن طائرات بيرقدار التركية تقصف دور العبادة التي أمر الإسلام بحمايتها والتي كان منها مسجد النجاشي، وهو أول مسجد للإسلام في قارة أفريقيا ، والذي صلى به الصحابة الفارين من اضطهاد قريش، رغم أن تركيا هي من رممته في عصر حكومة تيجراي، وبعد أن قامت الطائرات التركية بقصف مسجد النجاشي لم نسمع اي تنديد من أي منظمة تركية، حتي المنظمة القائمة على إدارة المسجد، كما أهدرت الطائرات التركية دماء آلاف المسلمين في إقليمي الاورومو وبني شنقول، وفي إقليم تيجراي لم تفرق بين المسلم والمسيحي.
كيف ترى أحوال إقليم تجراي حالياً؟
إقليم تيجراي رغم اتفاق السلام في بريتوريا حالياً محاصر إلا من منفذ واحد على إقليم عفر، يمكن أن يغلق في أي وقت، كما أن أراضي الإقليم في جزءها الغربي والجنوبي محتلة من ميليشيات فانو الأميرية والحيش الاريتري الذي لا تزال قواته موجودة في إقليم تيجراي وتحتل بعض من مدنه، كما أن الإقليم حالياً يتعرض لمجاعة، كما أن المنظمات الأممية تغض الطرف عن المجاعة التي يعيش فيها الإقليم والإعلام الإثيوبي الكاذب الذي يتحدث عن عودة اللاجئين والنازحين.