سياسيون عراقيون يفضحون انتهاكات الاحتلال التركي في الاجتياح الأخير لبلادهم
تعالت موجات الغضب والرفض في العراق ضد التوغل والاجتياح التركي واحتلال أراضي من جنوب كردستان، وهو ما يعتبر انتهاكا للسيادة العراقية وما نتج عن ذلك من قتل وتشريد للمدنيين.
تعالت موجات الغضب والرفض في العراق ضد التوغل والاجتياح التركي واحتلال أراضي من جنوب كردستان، وهو ما يعتبر انتهاكا للسيادة العراقية وما نتج عن ذلك من قتل وتشريد للمدنيين.
تستمر الدولة التركية بسياساتها العدائية وعملية الاجتياح العسكري في إقليم كردستان العراق والاحتلال الجديد للأراضي العراقية، من خلال استهدافها للقرى والمدن والغابات والمزارع لاخلائها وإحراقها وتهديد السكان الآمنين وترهيبهم على ترك منازلهم وتحويل المنطقة إلى منطقة عسكرية، وهو ما وجد غضب ورفض شديد من الشارع العراقي والسياسيين العراقيين على حد سواء.
كشف الشيخ مزاحم الحويت، القيادي في ائتلاف إدارة الدولة عن المكون السني، والمتحدث باسم قبائل نينوى، أن الاحتلال التركي مرفوض من كافة العراقيين وذلك لأن تركيا تبدأ في التوسع في محافظتي دهوك وأربيل (هولير) وتقوم بعمل نقاط عسكرية مشيراً إلى أن التحركات العسكرية التركية أصبحت تحركات علنية.
وأكد الحويت في تصريح خاص لوكالة فرات أن الجيش التركي تلك المرة لم يأتي وحده إلى الأراضي العراقية بل جلب معه المرتزقة السوريين مما يسمى بالجيش الحر( ما يسمى الجيش الوطني حالياً) التابع لتركيا بل أصبح هؤلاء المرتزقة هم القوات المهيمنة على القوات التركية الموجودة في العراق بحيث كل 100 جندي من القوات التركية أصبح هناك 10 جنود أتراك فقط و90 جندي من السوريين، وهو أمر يشكل خطر ومرفوض من العراقيين لان التواجد التركي تصبح عملية احتلال ممنهجة للأراضي العراقية.
وأضاف القيادي في ائتلاف إدارة الدولة عن المكون السني أن العراق تطالب بخروج القوات الأمريكية من أراضيها والآن الأتراك يقومون بعملية اجتياح واسعة لأراضي العراقية ويعلم العراقيين أن أي نقطة يضعها الأطراف داخل أراضي العراق لن يخرجوا منها قبل 50 عام في تكرار التجربة الأمريكية التي حدثت في العراق مبيناً أن تركيا كما قامت بمشكلات في سوريا تريد أن تحول شمال العراق على الطراز السوري وأن تحتل المساحات منه كما فعلت في عفرين ورأس العين وتل أبيض.
وأردف الحويت تركيا تحاول نقل معركتها مع حزب العمال الكردستاني من داخل الأراضي التركية إلى الأراضي العراقية وهو أمر مرفوض شكلا وموضوعاً من جميع القوى السياسية العراقية.
كشف د. علي مهدي، نائب رئيس مركز بغداد للتنمية القانونية والاقتصادية، والقيادي في الحزب الشيوعي العراقي، أن تركيا دولة متعددة القوميات وتحارب حركات التحرر الوطني ومنها حزب العمال الكردستاني الذي تواجد في جبال قنديل بجنوب كردستان، مشيراً إلى أن تركيا ودول الجوار استغلت ضعف العراق والحكومة العراقية وأن سيادتها منقوصة على أراضيها للقيام بانتهاك سيادتها.
وأكد المهدي في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه في عصر النظام السابق كان هناك اتفاقية تتيح للقوات التركية التوغل لمسافة ١٤ كم وظل هذا الوضع الهش مستمر بعد ذلك، ولكن حالياً القوات التركية توغلت لمسافة لا تقل عن ٤٠ كم، وسيطرت على ٧٠٪ من محافظة دهوك، وأصبحت تلك المحافظات مكان لأرتال عسكرية وقصف جوي ومدرعات، مما جعل الآلاف ينزحون من تلك المحافظات.
وأضاف نائب رئيس مركز بغداد للتنمية القانونية والاقتصادية، أن الاحتلال التركي يسعى لتوسيع السيطرة على الأراضي العراقية وترسيخها وفتح طرق وممرات بين الأراضي التي سيطر عليها في العراق وبين تركيا.
وبيّن المهدي، أن القوى السياسية العراقية ومجلس الأمن القومي العراقي رفض وجود تلك قوات بشكل رسمي، ولذلك عندما حضر أردوغان مباراة هولندا وتركيا صرح بإنهاء الحملة العسكرية في العراق في أقرب وقت، ولكن من الواضح أن هذا التصريح كان لاحتواء موجة الغضب التي سببها الاحتلال التركي في العراق، ولكن الحملة مستمرة وكل يوم يسقط ضحايا من المدنيين.
وأوضح نائب رئيس مركز بغداد للتنمية القانونية والاقتصادية، أن هناك تحركات من مستشار الأمن القومي العراقي الذي زار أربيل (هولير) من أجل وضع قوات حرس حدود بين العراق وتركيا تملأ الفراغ الأمني في تلك المنطقة وتمنع في المستقبل الذرائع التركية التوغل في أراضي العراق.
ورغم هذا الرفض من القوى العراقية والشخصيات الوطنية ولكن مازالت حكومة إقليم كردستان العراق، وخاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني مستمرون في تعاونهم مع الاحتلال التركي ومساعدة القوات التركية في ظل موقف خجول من الحكومة العراقية لا يتجاوز بعض التصريحات لحفظ ماء الوجه في ظل الأنباء عن اتفاقات على حساب سيادة ووحدة الأراضي العراقية.