صالح مسلم: أسر القائد أوجلان وصمة عار على جبين البشرية
قال عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، صالح مسلم: "كل لحظة من أسر القائد عبدالله أوجلان، هي وصمة عار على جبين البشرية".
قال عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، صالح مسلم: "كل لحظة من أسر القائد عبدالله أوجلان، هي وصمة عار على جبين البشرية".
بمناسبة الذكرى الثانية والعشرون لمؤامرة 15 شباط الدولية، تحدث عضو مجلس الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، صالح مسلم، لوكالة فرات للأنباء (ANF) حول أهداف وأجندات قوى الهيمنة العالمية التي خططت ونفذت المؤامرة الدولية.
أكد صالح مسلم في بداية حديثه على أن قوى التآمر الدولي سعت إلى فصل الرأس عن الجسد من خلال تنفيذ مؤامرة 15 شباط الدولية، مؤكداً على أن القائد عبدالله أوجلان بنى نفسه على أساس الانسان الحر وتمكن من الدفاع عن نفسه في وجه المؤامرة الدولية وأوصل الشعب الكردي إلى مستوى يمكنه من تطوير السلام والديمقراطية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى هذه الأسباب جعلت من قوى الهيمنة العالمية تفرض نظام العزلة والتعذيب في شخص القائد أوجلان على إرادة الشعب الكردي وشعوب منطقة الشرق الأوسط منذ العام 2015.
وتابع مسلم قائلاً: "قوى التآمر الدولي كانت على رأس عملها في مخطط شامل هادف إلى القضاء على حركة التحرر الوطنية الكردستانية في شخص القائد عبدالله منذ بدايات التسعينيات".
وهنا نص الحوار الكامل:
في البداية بمناسبة الذكرى السنوية الثانية والعشرون، استنكر وأندد بمؤامرة 15 شباط الدولية التي استهدفت إرادة الشعب الكردي وشعوب الشرق الأوسط في شخص القائد عبدالله أوجلان، إنه يوم اسود للشعب الكردي، ولا يزال القائد أوجلان أسيراً في سجون قوى التآمر وهذا يدل على استمراري المؤامرة الدولية، ومن هذا المنطلق لا بد لنا من فعل ما بوسعنا لإفشال المؤامرة، لقد باتت المؤامرة الدولية واضحة بكل معالمها حيث أفصح القائد عبدالله أوجلان عنها وحللها وذكر أهدافها مرات عدة.
لقد كانت حاجة شعوب المنطقة ماسة للحرية والديمقراطية، إلا أن قوى الهيمنة العالمية كانت تسعى لإدارة هذه الشعوب وفق مصالحها وأجنداتها، وكانت هذه القوى العالمية تخطط لإعادة هيكلة الشرق الأوسط منذ أوائل التسعينيات، حيث كانت تبني خططها على أساس تعميق الشرخ وتأجيج الصراع والتناقضات فيما بين شعوب الشرق الأوسط، لأنها (هذه القوى) تتغذى بالأساس على الصراع والتناقض بين شعوب وقوى الشرق الأوسط وتحكم قبضتها على المنطقة، كما أن الشعب الكردي بقيادة حركة التحرر الوطني الكردستاني كان يقود مرحلة انبعاث ويلعب دور المحرك في النضال التحرري الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط، ولا شك أن باني ورائد مرحلة الانبعاث هذه كان القائد عبدالله أوجلان، ولهذا السبب اتجهت قوى الهيمنة العالمية إلى استهدافه ومحاولة القضاء عليه.
بعد عام 1980، بدأت كل الشعوب تنهض معه، وربط الشعب الكردي كل آماله بهذه الثورة وتفاعل معها وتحرك وفقها؛ لقد ظهرت الأفكار والأيديولوجيا، وكذلك قوة تفعيل وتنشيط هذه الأفكار والإيديولوجيا؛ نعم إنه كان الشعب الكردي. ولهذا السبب، أرادت قوى التآمر، القضاء بداية على القائد عبدالله أوجلان ومن ثم تفكيك الوحدة التنظيمية التي تشكلت لدى الشعب الكردي، وبهذه الطريقة، سيكون بإمكانهم فرض الأجندات التي يأملونها على الشعب.
كانت القوى الدولية العظمى هي العقل المدبر والمخطط لهذه المؤامرة الدولية وكذلك المنفذ، ولم تلعب الدولة التركية سوى دور "السجان"، حيث نتذكر جميعاً كيف ان رئيس الوزراء التركي آنذاك بولنت أجاويد، صرح في صبيحة يوم 16 شباط 1999، وقال: "وضعوا في أحضاننا قنبلة، لا نعرف ماذا نفعل!"، كما أن القوانين التي يتم تطبيقها في سجن جزيرة إمرالي، ليست قوانين الدولة التركية ولا قوانين أوروبا، بل هي قوانين خاصة أو الأصح أن نقول "لا قوانين تذكر في تلك الجزيرة".
إن المقاومة والنضال الذي خاضهما القائد عبدالله أوجلان من سجنه وحركة التحرر الوطني الكردستاني وكذلك استجابة الشعب والقوى الديمقراطية منعت المؤامرة الدولية من الوصول إلى أهدافها، حيث لم يتمكنوا من القضاء على القائد أو حتى تشتيت الخط الوطني الكردستاني، ولكننا لا نقول بأن المؤامرة انتهت! بل هي مستمرة وتتطلب من الجميع تصعيد النضال التحرري في مواجهة هذه المؤامرة من أجل إلحاق الهزيمة النهائية بها.
وخلال لقاءه تحدث مسلم عن دور القائد عبدالله أوجلان في إفراغ المؤامرة الدولية من محتواها وقال: "تعرض القائد عبدالله أوجلان لأول محاولة للتخلص منه بعد عام 1990 ولكي يحمي الشعب الكردي والحركة قام القائد بزيادة حجم المقاومة ووضع السلام نصب عينه وتمكن من إيصال الشعب الكردي إلى مستوى يمكنه من تطوير السلام والديمقراطية في الشرق الأوسط وقام القائد عن طريق محاميه والمحاكم بإيصال مشروعه المكتوب في مؤلفاته للشعب الكردي. وهذا الأمر دفع قوى الهيمنة العالمية تفرض نظام العزلة والتعذيب في شخص القائد أوجلان على إرادة الشعب الكردي وشعوب منطقة الشرق الأوسط منذ العام 2015 لأنها تريد إنهاء أي إمكانية للتواصل بين القائد والحركة والشعب نظراً لقدرة القائد على القيادة واستقراء الأحداث ومدى تأثيره على الأرض.
ولهذا السبب لا تزال المؤامرة الدولية قائمة حتى الآن. هدفهم المحوري كان إنهاء النضال في سبيل الحرية والديمقراطية للشعب الكردي ولكنهم فشلوا وأكبر دليل على فشلهم هو ثورة روج آفا ومشروع الأمة الديمقراطية الذي وضعه القائد أوجلان وتم تطبيقه على الأرض في روج آفا. هذا المشروع يمثل أفضل نموذج لشعوب المنطقة وهذا الأمر يمكن رؤيته بشكل يومي وهو ما يزعج القوى الفاشية ويدفعها لزيادة الهجمات وتكثيفها في محاولة منهم للقضاء على مشروع الأمة الديمقراطية الذي لن يتم تطويره في روج آفا وسوريا والشرق الأوسط فقط.
وتحدث عضو مجلس الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، صالح مسلم، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، عن المكتسبات التي تحققت حتى الآن في روج آفا قائلاً: "يجب علينا دعم المشروع والمكتسبات بكل إمكانياتنا وحمايتها. وكل قمنا بزيادة حجم المقاومة والنضال فإن المكتسبات ستتعزز وسينجح المشروع . وهذا الأمر يتم من خلال تنظيم الشعب. وما النصر الذي تحقق في كوباني إلا ثمرة لتنظيم الشعب. على الرغم من أننا لم نصل حتى الآن للحرية المنشودة من قبلنا إلأا أن هنالك حرية ننعم بها في روج آفا. الانتصار في كوباني تحقق فقط من حلال التفاف الشعب حول المشروع ونصرته والمقاومة التي أبداها الشعب كانت السبب الرئيسي في الانتصار. يتوجب زيادة المقاومة والعمل مع كافة شعوب المنطقة لأن هذا التعاون سيكون عاملاً حاسماً في تحقيق النجاح."
وتابع مسلم قائلاً: :في سوريا هنالك الكثير من القوى التي تعمل لتحقيق مصالحها. يتوجب على الحركة الدخول في حوار معها ولكن انطلاقاً من الأساس الفكري والفلسفي الخاص بها وبمشروعها. أبوابنا مفتوحة دوماً للحوار ونحن في شمال وشرق سوريا كنا ولا زلنا منفتحين على الحوار.
عملنا الأساسي يتركز حول تنظيم المجتمع وتغيير الذهنية السائدة. وإذا ما تمكنا من تحقيق هذا التغيير والتنظيم عبر ثقافتنا وإيماننا، سنكون قادرين على العيش بشكل مشترك تحت مظلة مشروع الأمة الديمقراطية الذي وضعه القائد أوجلان. ولكن يجب على أن لا ننسى أن "كل لحظة من أسر القائد عبدالله أوجلان، هي وصمة عار على جبين البشرية".