رئيس حزب الكرامة المصري: أوجلان رمز وطني واعتقاله يأتي ضمن مخططات الهيمنة الأمريكية

في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول من عام 1998 كانت الإرهاصات الأولى للمؤامرة الدولية لاعتقال المفكر عبدالله أوجلان مع مغادرته سوريا، مؤامرة تشاركت فيها أمريكا وتركيا وإسرائيل.

وفي إطار هذه الذكرى، أجرت وكالة فرات للأنباء (ANF)، حوارا مع سيد الطوخي رئيس حزب الكرامة المصري، الذي اعتبر بشكل قاطع أن اعتقال المفكر عبدالله أوجلان كانت مؤامرة على شعوب الشرق الأوسط والمنطقة، في ظل أن دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية لا تقبل بأي صوت حر متزن، وإنما كل ما يعنيها مثل هذه الصفقات التي ترسخ هيمنتها ونهبها للثروات.

ويؤكد الطوخي أن عبدالله أوجلان رمز وطني، مشددا على أن شخصا برمزيته يجب ألا يكون مكانه السجن بينما هناك من هم في الخارج أقل أهمية لكنهم ينعمون بالحرية لرضا أمريكا عنهم، معتبرا أن أفكار أوجلان لا تعبر عن مساع انفصال بقدر ما هي دفاع عن حقوق شعبه.

إلى نص الحوار:

*في ذكرى المؤامرة الدولية لاعتقال عبدالله أوجلان، كيف تقرأ وتحلل هذه المؤامرة؟

- أنا أرى أن كل ما يحدث لبعض الزعماء الوطنيين اتفقنا أو اختفلنا معهم وأوجلان منهم وبغض النظر عن أي شيء دائما نجد الأصابع الأمريكية موجوة، ودائما ما نجد الولايات المتحدة موجودة في صفقات لها علاقة بالهيمنة والاتفاقات التي ذات طابع ليس في صالح شعوب المنطقة، فأي صفقة تدخل فيها الولايات المتحدة مع أي نظام من الأنظمة الحاكمة في الشرق الأوسط بصفة عامة تجعلنا نتحسس على الفور أن هذا لا يمكن أن يكون في صالح الشعوب.

*ماذا عن رؤيتك للمفكر عبدالله أوجلان كرجل سياسة؟

- عبدالله أوجلان رمز وطني مهم جدا لشعبه، ولديه رؤية واضحة، ووجوده طوال هذه السنوات في غياهب السجون دون توضيح لوضعه القانوني والإنساني والسياسي أعتقد أنه نوع من "الجبروت" وصفقة يعلم جميعنا معناها ومداها، وقد رأينا جميعا كل ما حدث من صفقات لها علاقة بسوريا لاحقا ودخولها وتقاسم المصالح والنفوذ فيها.

*إذن أنت ترى أن ما حدث في سوريا من تدخلات لاحقا هو امتداد لصفقة اعتقال عبدالله أوجلان، أليس كذلك؟

- كل هذه صفقات مترابطة يديرها "مايسترو واحد" هو أمريكا، وواشنطن تدير كل هذه الصفقات لصالحها ولصالح هيمنتها ونهب ثروات الشعوب والتضييق على أي صوت حر أو عاقل أو أي صوت متزن يعمل لصالح شعوب المنطقة، وكل شخص يقوم بذلك على الفور تتم مهاجمته وحبسه وربما اغتياله أو سجنه واعتقاله، كما رأينا والتاريخ الحديث كله يشهد على كثير من الأمثلة لهذا الدور الأمريكي مثل ما جرى مع تشي جيفارا، وكل الحوادث التاريخية التي لها علاقة بكل شخص له صوت حر، لأن أمريكا دولة هيمنة ودولة استعمار في المقام الأول وتقوم على فكرة أن الهيمنة ونهب ثروات الشعوب جزء من أساسيات وجودها وبالذات في الشرق الأوسط، ومن ثم فإن قضية اعتقال عبدالله أوجلان ترتبط بكل هذه القضايا.

*ما طبيعة المصالح التي جمعت بين أطراف مثل أمريكا وتركيا وإسرائيل في مؤامرة اعتقال أوجلان وفق رؤيتك؟

- دائما هذه الأطراف تلعب معا، وقد رأينا ما حدث في العراق وأن هناك فصائل كثيرة كانت مع واشنطن وتعاملت مع الاحتلال العراقي، بل وساعدت الاحتلال على دخول العراق، وهناك في المقابل أطراف أخرى وطنية لديها خصوصيتها لكن في إطار وعيها بقضايا المنطقة، وبالتالي نحن أمام أطراف هكذا وهكذا، ولهذا نرى زعماء في السجن ونرى آخرين أقل أهمية يتمتعون بكل شيء ويتم تمويلهم لأن أمريكا راضية عنهم، وهذا يجعلنا نسأل لماذا هذا في السجن وهذا في الخارج؟ والإجابة على هذا السؤال تؤكد أن كل هذه القضايا متشابكة وأن هناك مصالح تجمع كل هذه الأطراف.

*هناك رأي يقول ان هذه الصفقة أو المؤامرة الأمريكية تسقط عن أوجلان الاتهامات التي توجهها له بعض الأنظمة بأنه رجل انفصالي ويريد تقسيم الدول، هل تتفق مع هذا الرأي؟

- ما أود قوله هنا إنها ليست قضية انفصال بقدر ما هي قضية حصول على الحقوق لشعبه، وهنا أشير إلى أن الرئيس جمال عبدالناصر (الرئيس المصري الراحل) ناقش خلال فترة حكمه قضية المكونات والشعوب الأخرى الموجودة في الدول العربية وخصوصياتها وكيفية التعامل معها، وكان لديه رؤية تقوم على احترام خصوصية أي جماعة خاصة ولكن في إطار النسيج الوطني العام للدولة.

*نحن هنا نتحدث عن جمال عبدالناصر القومي العروبي.

- بالطبع، فهو آمن بفكرة احترام خصوصية هذه الشعوب في إطار عدم خروجها عن النسيج الوطني للدولة الأم، وبالتالي هذا عكس ما تريد أمريكا فعله وصناعته، وبالتالي أوجلان رجل يدافع عن حقوق شعبه.

*هل تعتقد أن النظام التركي يمكن أن يتراجع ويفرج عن أوجلان أم أنه سيواصل تعنته؟

- في السياسة كل شيء وارد ومتاح ويعتمد بالأساس على الوضع على الأرض والتفاوض، وبالتالي ليس مستحيلا أن يتم الإفراج عن أوجلان، وأؤكد أن شخصا برمزية أوجلان يحتاج لأن يكون هناك صوتا أوضح يطالب بحريته من الداخل وليس من الخارج صاحب المصالح.